اتفاقية تكوين بين منتدى رؤساء المؤسسات و جامعة البـرج
أبرمت جامعة محمد البشير الإبراهيمي اتفاقية مع منتدى رؤساء المؤسسات بولاية برج بوعريريج، تهدف إلى التعاون في مجال التكوين و الماستر المهني، على هامش الملتقى الوطني الأول الذي نظمته الجامعة حول دور الإعلام في توجيه الاقتصاد المحلي من التكوين إلى الاستثمار، الذي حضره مجموعة من الأساتذة و الإعلاميين و الفاعلين في القطاع الاقتصادي .
و أجمع المشاركون خلال الملتقى الذي انطلقت فعالياته منذ يوم أمس الأول، على أن الإعلام يعد من أبرز الرهانات التي يعول عليها لتطوير الاقتصاد المحلي، و خلق تكامل بين الجامعة و سوق الشغل و التصنيع، في وقت لا زالت العلاقة بين هذه القطاعات الحساسة بحاجة إلى دفعة قوية، حيث تطرق المتدخلون في هذا الملتقى من الإعلاميين إلى اشكالية غياب قاعدة معطيات حول الاقتصاد الوطني، و كذا صعوبة الحصول على المعلومة من المصادر الرسمية، ما يخلق نوع من القطيعة و شرخ في السلسلة بين الإعلام و الدور المنوط به لتطوير و توجيه الاقتصاد المحلي .
و ثمن مدير جامعة محمد البشير الإبراهيمي التعاون الذي لمسه من قبل الصناعيين و منتدى رؤساء المؤسسات بالولاية، ما كلل بعقد عديد الاتفاقيات مع المؤسسات الاقتصادية، بما فيها الاتفاقية الأخيرة مع «الأفسيو» التي تهدف إلى زيادة عروض التكوين ذات الطابع المهني و إبرام اتفاقيات شراكة بين الجامعة و المؤسسات تضمن تدريب و تربص للطلبة في الوسط المهني، بما يضاعف من حظوظ تشغيل الطلبة المتخرجين و الرفع من قدراتهم المعرفية و التقنية، مشيرا إلى أنه أصبح من الضروري على الجامعة الانفتاح على المحيط الاقتصادي لضمان التكوين التطبيقي المتخصص، بما يسمح لقطاع الصناعة بدوره أن يستفيد من مخرجات الجامعة و البحوث الأكاديمية في تطوير القطاع و دخول غمار التنمية، مشيرا إلى أن إشكالية تباطؤ النمو الاقتصادي أصبحت تقلق الخبراء و التقنيين ما يتطلب وضع رؤية واضحة لتطوير المؤسسات و تأهيلها بما يخدم الاستراتيجية الشاملة للتطور الاقتصادي الذي لن يتأتى إلا بالدور الفعال للجامعة و اشراكها من خلال الاستعانة ببحوثها و كوادرها في دعم التنمية الاقتصادية المحلية و الوطنية، و تفعيل العلاقة بين الإعلام و الجامعة و المؤسسات الاقتصادية، لضمان التواصل بين المنظومة الجامعية و محيطها الاقتصادي والاجتماعي .
من جانبه تطرق محمد بن منصور أستاذ بكلية العلوم الاقتصادية في افتتاح أشغال الملتقى، إلى أهم العوائق التي حالت دون تحقيق التكامل المرجو، مشيرا إلى أن الجامعة بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع المحيط الاقتصادي، و الانتقال من انتاج المعرفة إلى الاشتراك في التنمية و تحقيق أهداف الاقتصاد الوطني، و وضع هذه النقطة من ضمن الأولويات، لوجود فجوة بين الجامعة و حاجات الاقتصاد المحلي و الوطني، في ظل اشتغالها على التدريس و الجوانب البيداغوجية على حساب الجانب البحثي و التطبيقي. و أوضح بن منصور أن الجامعة بحاجة إلى تعزيز علاقاتها والمبادرة بالتقرب من المجتمع لحل مشكلاته ورصد المؤسسات الموجودة وتخصصاتها والتنسيق مع مسؤوليها لتحديد الاحتياجات، و التعريف أيضا بإمكانيات الجامعة و ما هي قادرة على تقديمه للمؤسسات و القطاع الاقتصادي الخاص . و في مداخلتها أكدت زهية بن عروس الإعلامية السابقة بالتلفزيون الجزائري، إلى أن التلفزيونات و وسائل الإعلام هي الأخرى أمام خيارات و حتمية المساهمة في التنمية و التشجيع على الاستثمار، مشيرة إلى أن التلفزيون ينتج المعلومة كما يمكن أن يكون أداة لتشجيع الاستثمار و تطوير القطاع الاقتصادي، بعرض التجارب الناجحة و رصد أهم الانشغالات و النقائص في محاولة لإيصالها الى الجهات الوصية لإيجاد الحلول، مبرزة مشاهد من تجربتها الإعلامية و التناول الإعلامي للقضايا و الرهانات الاقتصادية في التلفزيون الجزائري.
أما الصحفي خالد خلفاوي فأكد على أن دور التلفزيون العمومي لم يعد يقتصر على تقديم أخبار عن الاقتصاد في النشرات الرئيسية، بل أصبح يفرد للقطاع حصص اقتصادية خاصة، مشيرا إلى أنه و على الرغم من كثرة فضاءات ولوج المعلومة بظهور الانترنيت و المواقع الإلكترونية و شبكات التواصل الاجتماعي إلا أن مصادر المعلومة أصبحت في تقلص، بحيث يعاني الصحفي من شح و شبه غياب للمعلومة الاقتصادية التي يستقيها من المصادر الرسيمة، ما يتطلب توفير آليات العمل للصحفي و الإعلامي و خلق تكامل بين المؤسسات الاقتصادية و الجامعة و مصادر اتخاذ القرار يكون فيها الإعلام أهم حلقة في هذا التكامل و التبادل للمعلومات .
أما الاعلامي نبيل عثمانية فتطرق في مداخلته إلى التكامل بين الإعلام و الاقتصاد، مؤكدا على أن العلاقة بين القطاعين وثيقة و تكاملية بحيث يحتاج كل قطاع للأخر و أي ضعف في إحدى القطاعين يتحمل تبعاته القطاع الأخر، مستدلا بإفلاس مؤسسات عمومية و اغلاقها منذ بداية الأزمة المالية و ذلك تحت تأثير غياب التمويل المالي للمؤسسات الإعلامية، في ظل تراجع مداخيلها من الاشهار الذي يتشكل الجزء الكبير منه من أموال الإعلان للمؤسسات الاقتصادية، كما تطرق الصحفيين عبد الرزاق دنداني و داود فؤاد، لدور إذاعة الجزائر من برج بوعريريج، و الإذاعات المحلية و الصحف بصفة عامة في مرافقة المستثمرين و الصناعيين و إبراز أهم التجارب، للتشجيع على الاستثمار و تشجيع المؤسسات الاقتصادية و الشبانية الناجحة، في إطار مهام الاعلام الجواري بما ينعكس بالإيجاب على الجوانب التنموية و المعيشية للمواطنين.
ع/بوعبدالله