أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
جامعات عالمية تتسابق لاستقطاب نخبة الطلبة الجزائريين
دنيا زاد برنيس ، شابة يتابعها عبر انستغرام 10 آلاف شخص ، باعتبارها واحدة من أشهر المدونات الجزائريات، تعرف نفسها بأنها طالبة و رحالة و كاتبة، رغم أن سنها لا يتعدى 25 سنة، مع ذلك استطاعت في ظرف وجيز أن تحقق الشهرة و النجاح، بفضل إتقانها لسبع لغات و سفرها إلى أزيد من 30 بلدا، عبر العالم، ما جعلها تحظى باهتمام جامعات أجنبية كبرى، على غرار جامعة هارفرد العريقة، التي منحتها مؤخرا منحة لدراسة الدكتوراه في تخصص الترجمة، على غرار كثير من الطلاب الجزائريين النوابغ، الذين قالت بأن جامعات العالم تتسابق لاستقطابهم.
تعتبر دنيا دليلا للطلبة الجزائريين في جامعات العالم، حيث أطلقت خلال شهر مارس المنصرم، مشروعا تعليميا ثقافيا و سياحيا عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، اختارت له شعار «سافر و تعلم مع دنيا»، وهي مبادرة تحظى بالاهتمام الكبير من قبل الطلبة الشباب، كما أوضحت للنصر، مشيرة إلى أنها قررت إعطاء قيمة مضافة لأسفارها ، من خلال إشراك الطلبة الراغبين في استكشاف فرصة الدراسة في الخارج، لذلك ضبطت برنامجا تعريفيا خاصا تعمل عليه ، بالتنسيق مع أشخاص من جامعات أجنبية، بالإضافة إلى ملاحق ثقافية على مستوى السفارات الخاصة بالبلدان المدرجة ضمن مخطط الرحلات.
كما أوضحت بأن البرنامج غير ممول من جهات خاصة، بل تعتمد فيه على إمكانياتها المادية و إمكانيات من يسافرون رفقتها، مشيرة إلى أن الأمر يبدو مكلفا، لكنه بسيط في الحقيقة، فالتوغل في الإنترنت يسمح للفرد باكتشاف فرص ذهبية تسهل عليه مهمة التنقل من بلد إلى آخر.
دنيا قالت بأن المشروع يعنى باستكشاف فرصة الدراسة و تسهيل إجراءات الانتقال إلى الجامعات في الخارج ، من خلال عرض فيديوهات مفصلة عبر مواقع التواصل، حيث كانت البداية بكوريا الجنوبية، ومن ثم تركيا ثم بالي و ماليزيا، موضحة بأن قصتها مع الترحال و الدراسة في الخارج، بدأت بنفس الطريقة، أي من خلال منحة، حصلت عليها بالإضافة إلى ثلاث منح أخرى وصلتها عبر بريدها الإلكتروني من جامعات بتركيا و ماليزيا و اسكتلندا و أمريكا.
رفض مشروعي الثقافي فاحتضنتني أندونيسيا
تقول ابنة العاصمة، بأن قصتها مع الترحال بدأت في سن مبكرة، حيث تلقت منحة لدراسة الترجمة في إحدى الجامعات بتركيا وهي لم تتجاوز 18 سنة، فسافرت إلى هناك و قضت سنة و نصف، ثم دفعها ارتباطها الوثيق بعائلتها، إلى العودة لمواصلة الدراسة في جامعة بوزريعة ، بعد عودتها حاولت نقل تجربة المطالعة التي خاضتها في تركيا إلى الجزائر فنظمت أول خيمة للمطالعة خاصة بالأطفال
و استطعت جمع 30 طفلا، بعد ذلك برمجت نشاطات ثقافية وتربوية مع جمعيات محلية عديدة، قبل أن تقرر اقتراح مشروع مهرجان ثقافي معين، على وزيرة الثقافة خليدة تومي، ومع أن الفكرة مبتكرة، حسبها، إلا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار ، و كان ذلك الحافز الذي دفعها لمغادرة الجزائر مجددا.
تقول دنيا بأنها تواصلت مع أساتذة سابقين لها في جامعة تركيا وجهوها بموجب منحة دراسية نحو جامعة غلاسكو باسكتلندا، أين أكملت دراستها، ولأنها اختارت موضوع دراسة الأديان كمشروع لمذكرة الماستر، تم تحويلها إلى جامعة بأندونيسيا لإتمام المذكرة في إطار تبادل أكاديمي، نظرا لغياب التخصص في جامعة غلاسكو، و قد تمكنت من التفوق بامتياز و تحتل الصدارة في ترتيب الدفعة الطلابية، الأمر الذي خولها للحصول على منحة لدراسة اللغة الأندونيسية، كما مكنها من تعلم لغات الدولة القريبة كسنغافورة و ماليزيا، ما جعل جامعة صينية تقدم لها منحة لدراسة اللغة الصينية، قالت بأنها لم تقبلها .
تطوّعت لتعليم الأطفال في نيبال و الهملايا و جورجيا
محدثتنا أشارت إلى أن قيمة المنحة في أندونيسيا، ناهزت ألف دولار، بالإضافة إلى السكن و وظيفة هامة في شركة بترولية، لكنها مع ذلك لم تتوان عن الانخراط في نشاط إنساني هو جزء من برنامج وقفي تابع للجامعة، يعنى ببناء مدارس لتعليم الأطفال الصغار في قرى دول عديدة، على غرار أفغانستان و سيريلنكا و نيبال و أذربيجان و جبال الهملايا و جورجيا.
الدراسة في تركيا كشفت لي حقيقة بعض التيارات
دنيا أوضحت بأن الدراسة في الخارج سمحت لها باكتساب خبرة إنسانية كبيرة رغم صغر سنها، فالدراسة في تركيا مثلا، كانت تجربة خاصة سمحت لها، كما قالت، باكتشاف الوجه الآخر لبعض التيارات الإسلامية، والتي تدير جامعات خاصة هناك، يرتادها، حسبها، عدد كبير من الطلبة الجزائريين.
تقول محدثتا اكتشفت بأنني كنت أتعرض لغسيل دماغ في إحدى الجامعات، أين كنا نطالب بالاعتكاف ليومين كاملين في شقق الطلبة المقيمين، لنطالع نوعا معينا من الكتب الإيديولوجية».
المنح الدراسية تعود بالفائدة على الدول التي تقدمها
سنة 2017، حصلت دنيا زاد على منحة لدراسة الدكتوراه في جامعة هارفرد بأمريكا، لكنها قررت تعليق السنة الدراسية لتتفرغ للسفر و الترحال ، كما عبرت، قائلة بأنها تريد أن تغتنم فرصة الشباب و الصحة، لتستكشف الحياة، أما الدراسة فيمكنها مواصلتها في أي سن، كاشفة عن تأسيسها لمشروع استثماري خاص في منزلها يتمثل في مشتلة للورود، بالمقابل لا تزال تتلقى منحا للدراسة في الخارج، لأن هذه المنح، حسبها ، تختار الطلبة المتفوقين بوصفهم مادة خام تستفيد منها الجامعات علميا و الدول اقتصاديا و حتى سياحيا، بفضل نشاطات مختلفة يقومون بها، كمشروعها «سافر وتعلم» الذي يروج للسياحة في دول عديدة.
تعتبر الكتابة أيضا من هوايات دنيا زاد، بالإضافة إلى السفر و الترحال، فقد أصدرت ثلاثة كتب، أولها و هي في سن 15 ، وهو عبارة عن قصة استقت أحداثها من مذكرات جدها حول طفولته إبان ثورة التحرير وعنوانه « هذا أبي» ، أما الثاني فهو مجموعة مقالات و خواطر عنونتها « همسة من اسطنبول» تروي فيها تجربتها كشابة جزائرية في أرض الأناضول، أما ثالث عمل فهو كتاب عن علاقة الأولياء بأبنائهم، قالت بأنه خلاصة تعاملها مع الأطفال في 30 دولة عبر العالم.
هدى طابي