• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
14 مليون شخص في حاجة لمساعدة اجتماعية
أكد أمس مختصون في الاقتصاد، في يوم دراسي احتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة بقسنطينة، حول «مواصفات الفقير و المسكين في ظل التغيرات الاجتماعية»، بأن السياسات التنموية التي انتهجتها الدولة ساهمت في انخفاض معدل الفقر من حيث الفقر البشري، و ذلك بتحسين التكفل الصحي و التعليم و السكن ، إلا أن فقر الدخل لا يزال مرتفعا، حسبهم، مضيفين بأن 14 مليون جزائري في حاجة لمساعدة اجتماعية، فيما أكد مختص في الفقه و الشريعة بأن هناك اختلاف في تحديد معنى الفقير و معاييره.
الدكتور محمد جصاص مختص في علم الاقتصاد بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة ، قدم خلال اليوم الدراسي الذي نظمه مجلس سبل الخيرات، مداخلة بعنوان « مواصفات الفقير في ظل المتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية» ، الرؤية الاقتصادية لمواصفات الفقير ، و تطور مفهوم الفقر، قائلا بأنه لم يعد مقتصرا على العوز المادي الذي يتجلى من خلال عدم قدرة الفرد على توفير الموارد الكافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، أو ما يعرف بحد الكفاف من ناحية الاقتصاد الإسلامي، بل تطور مفهومه ليصبح ظاهرة حركية ، ليعرف بأنه انعدام الفرص و الخيارات ذات الأهمية الأساسية للتنمية البشرية، التي تنضوي تحتها عديد الأبعاد كالتمتع بالصحة و مستوى معيشي لائق و التعليم و الحرية و الكرامة. كما تطرق ذات المتدخل لمعدل الفقر في الجزائر، فقدم أرقاما لهذه الظاهرة، منذ نيل الجزائر للاستقلال و إلى غاية سنة 2000، قائلا بأن حوالي 53 بالمئة من الشعب الجزائري عاش تحت وطأة الفقر بعد الاستقلال، لينخفض معدله إلى حوالي 12 بالمئة سنة 1988 ، نتيجة السياسات التنموية التي انتهجتها الدولة ، ليرتفع مجددا سنة 1995 إلى 22 بالمئة، في العشرية السوداء و في ظل سياسة التقشف، ليصل عدد الفقراء في الألفية الأخيرة ، وفقا للإحصائيات الرسمية إلى 6.3 مليون فقير ، موضحا بأن أكثر من خمس السكان كانوا في سنة 2000 يعيشون تحت غطاء الفقر ، فيما يعيش أكثر من ربع السكان فقرا متعددا، يتمثل في نقص التعليم و الصحة و الإسكان في نهاية الألفية ، مؤكدا بأنه و حسب إحصائيات رسمية، فإن 14 مليون جزائري في حاجة إلى مساعدة اجتماعية .المختص في الاقتصاد واصل عرضه بالحديث عن صفات الأسر الفقيرة في الجزائر، استنادا لما يحوزه من إحصائيات، تتمثل في صغار المزارعين و المربيين و الأسر التي تعيلها امرأة ، و العاطلين عن العمل أو العمال الموسميين، و كذا الأجراء الذي يساوي أجرهم الأجر الوطني الأدنى المضمون، بالإضافة إلى النازحين من الريف ، و المسنين و المعاقين و الأشخاص دون مورد رزق، كما أن معظم الأسر الفقيرة تشترك في مجموعة من الخصائص، أهمها أن متوسط عدد أفراد الأسرة الفقيرة وصل في الجزائر إلى 8 أفراد، مضيفا بأن 60 بالمئة من الأسر الفقيرة لها رب أسرة غير متعلم ، مبرزا بأن السياسات التنموية التي انتهجتها الدولة ساهمت في انخفاض معدل الفقر من حيث الفقر البشري، و ذلك بتحسين التكفل الصحي و التعليم و السكن ، إلا أن فقر الدخل لا يزال مرتفعا.
من جهته تحدث الدكتور عبد المجيد خلادي، مختص في الفقه بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، عن أوصاف الفقير في مذاهب الفقهاء و إذا كانت صالحة للتطبيق في هذا العصر، في مداخلة موسومة « مفهوم الفقر و مواصفات الفقير في مذاهب الفقهاء»، مؤكدا بأن هناك اختلاف في تحديد معنى الفقير و معاييره، و قالوا بأن مستوى المعيشة للشخص لا يمكن تحديده تحديدا صارما ، لكونه يختلف باختلاف الزمان و البيئات، مستدلا بأحد مقولات القرضاوي، الذي يقول بأن الحاجات الأصلية للإنسان قد تتغير بتغير الزمان و المكان و البيئات و الأحوال، و الأولى أن يترك ذلك لاجتهاد أولي الأمر ، و الربط بمستوى معيشة الأفراد. أما الدكتورة فريدة رجاح، مختصة في علم النفس بجامعة مولود معمري بتيزي وزو فأكدت في مداخلتها « تداعيات ظاهرة الفقر على التوازن النفسي و أثره على السلوك»، بأن تداعيات الفقر لا تقف فقط عند الجانب المادي و إنما تذهب إلى الجانب الصحي و الاجتماعي و التعليمي الثقافي و النفسي، إذ تعاني هذه الفئة من فقدان الرغبة في الحياة ،محاولة الانتحار، اليأس، عدم الشعور بالأمان و انعدام ثقة الفقراء في المجتمع و السلطة ، ما ينجر عنها القيام بسلوكات ضد هذه المجتمعات و الحقد ، التسول و استغلال القمامة ، ما يؤدي لانتشار الأمراض. و قدمت المتحدثة بعض الإحصائيات ، التي كشفت بأنه يوجد أكثر من 45 بالمئة من الفئات الفقيرة بمجتمعنا، مؤكدة بأن الأجر لم يعد يغطي كل الاحتياجات، كما أن خوصصة عدد كبير من المؤسسات و غلق أكثر من 140 ألف مؤسسة أدى إلى تسريح مئات العمال ، مؤكدة بأن ذلك ينجر عنه معاناة نفسية.
أسماء بوقرن