كشف وزير المالية، لعزيز فايد، بأن مقترح رفع منحة الإعانة للسكن الريفي هو قيد الدراسة على مستوى الحكومة لاتخاذ القرار، وأعلن عن تدابير للتقليل من...
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ووصف ترامب فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه...
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، مختلف التدابير المتخذة والمقترحة في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية...
أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
أطلق شباب من حي الإخوة عباس الشعبي بقسنطينة ، حملة نظافة مست الطريق الرئيسي المحاذي لتجمعهم والمؤدي من الدقسي باتجاه منطقة جبل الوحش، و ذلك من خلال استعمال وسائل بسيطة أنفقوا عليها من جيوبهم، رغبة منهم في أن يكون «وادي الحد» كما يعرف محليا، مثالا يقتدى به في قسنطينة وبكل ولايات الوطن، من خلال تحسين الصورة التي أخِذت عن هذا الحي طيلة العقود الماضية.
الحملة بدأت منذ 3 أيام، حيث تواجد حوالي 35 متطوعا من مختلف الأعمار من شبان وأطفال وكهول، في المحور الدوراني بحي الدقسي من أجل تنظيف الطريق الرئيسي المؤدي إلى حي جبل الوحش، و قد تواصلت العملية إلى غاية مسجد عمر بن عبد العزيز، حيث شاهدنا أن الطريق نظيفة من الأوساخ و لمسافة تفوق كيلومترين، بعدما قام المتطوعون بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات، كل منها تتكفل بمسافة محددة.
قارورة بلاستيكية فجّرت المبادرة!
ولاقت هذه العملية استحسان سكان الحي الذين توافدوا تدريجيا حتى ارتفع عددهم إلى أكثر من 50 متطوعا، كما قام المارة بمساعدة المتطوعين من خلال منحهم الأكل وقارورات المياه، وحتى أصحاب المحلات ساهموا بمنح هؤلاء الشباب بعض الأغراض الضرورية في عملية التنظيف.
واستعمل المتطوعون الذين وجدناهم يعملون في حماس صباح الأحد الماضي، وسائل بسيطة في عملية التنظيف، بعد أن قام بعضهم بجلب مكنسات من المنازل، في حين استنجد آخرون بمعارفهم لتوفير الفؤوس والمجارف، كما اشترى أحدهم أكياس بلاستيكية كبيرة لوضع القاذورات داخلها.
وأكد أحد الشبان أن المبادرة بدأت عن طريق الصدفة، عندما وقع خلاف بين طالبين داخل حافلة لنقل الطلبة، حيث قام أحدهما برمي قارورة مشروب غازي من النافذة، وهنا لامه زميله، وتحولت القضية إلى مبدأ من خلال قراره بتنظيف كامل الطريق بشكل فردي كمتطوع، ليشاركه البعض من أصدقائه و يلتحق به آخرون ثم يرتفع عدد المشاركين تدريجيا.
معظم المشاركين بطالون
وأضاف المتحدث أن ثقافة تنظيف الشوارع ترسخت أكثر لدى قاطني «وادي الحد»، بفضل الحراك الشعبي الذي بدأ منذ أكثر من 5 أسابيع، و أضاف أن جل المشاركين من الشباب البطال الذين استطاعوا توفير ميزانية صغيرة من أجل شراء بعض المستلزمات، حيث قام كل واحد منهم بمنح مبلغ يتراوح ما بين 200 إلى 300 دج، كما أوضح آخر أنه عاطل عن العمل ورغم ذلك فضل القيام بأمور مفيدة لحيه وللمجتمع عوض التوجه للآفات الاجتماعية.
وأكد رئيس لجنة الحي أن هؤلاء الشباب متعودون على القيام بحملات نظافة، ولكن التهميش الذي يشهده وادي الحد حسبه، جعل هذه المبادرات لا تخرج للعلن، مضيفا أن المتطوعين تعمدوا القيام بالحملة على مستوى الطريق العام ليلفتوا انتباه الجميع ولكي يثبتوا مدى تحضرهم، مثلما أوضح.
ووجه رئيس لجنة الحي نداء إلى السكان بضرورة احترام أوقات رمي القمامة قبل مرور شاحنة رفع النفايات، كما دعا الذين يقومون بأعمال ترميم على مستوى منازلهم، إلى تفادي رمي الردوم بالحاويات لأن عمال النظافة غير مخولين بحملها، مضيفا أن هدف الشباب المتطوع هو أن يكونوا مثالا يقتدى به في قسنطينة وبكل ولايات الوطن، حيث أنهم مصرون على الاستمرارية في العمل حتى يصبح «وادي الحد» من أرقى وأجمل الأحياء في المدينة.
وأضاف أحد المتطوعين أن عملية التنظيف ستتواصل مستقبلا، حيث سيتم الشروع في دهن الأرصفة والجدران، على أن يتم غرس بعض الشجيرات بمحاذاة الطريق، لمنحه مظهرا لائقا، و ذكر المتطوعون أن الحملة ستتواصل داخل الأزقة، على أن يتحول العمل لتهيئة الحي، كما طالبوا البلدية بتوفير حاويات كبيرة لرمي القاذورات، وسلال مهملات صغيرة تعلق بالأشجار، وإلا فلن يكون لحملات النظافة أي معنى، لأن المارة سيقومون، حسبهم، برمي الأوساخ مجددا وبالتالي ستتراكم في كل مرة.
واستحسن المبادرون خرجة البلدية من خلال توفير 3 شاحنات لرفع القمامة السبت الماضي، لكنهم طالبوا بمواصلة الدعم من خلال تقديم مواد البناء وبعض الوسائل المستعملة في عمليات التنظيف، فيما يتكلفون هم بتجنيد العمال من بنائين وسباكين وغيرهم، مضيفين أن الألوية هي حاليا إعادة ترميم السلالم المؤدية من أزقة الحي باتجاه الطريق الرئيسي، خاصة وأنها عرفت وقوع عدة حوادث من خلال سقوط بعض الشيوخ والعجائز.
جمعية «آبنو» توفر شجيرات و البلدية تبدي استعدادها للمساعدة
كما ساهمت جمعية حماية البيئة والطبيعة «آبنو» بقسنطينة، في الحملات التي قام بها سابقا سكان حي الإخوة عباس، حيث ستواصل دعمها من خلال توفير الشجيرات التي سيتم غرسها إضافة إلى بعض وسائل البناء، حيث أكد سبيح عبد المجيد رئيس الجمعية أنه سيساعد هؤلاء الشبان وفق الإمكانات المتاحة، كما استحسن كثيرا هذه المبادرة وحث الجميع على ضرورة تشجيعها.
وأكد مندوب مندوبية سيدي مبروك، عبد الحكيم لفوالة، أن مصالحه مستعدة لمرافقة مثل هذه الحملات التي يقوم بها شبان الإخوة عباس، وقال إنه لبى طلب رئيس لجنة الحي بتوفير 3 شاحنات لرفع أكياس القمامة التي تم جمعها من طرف السكان، كما استحسن كثيرا هذه الحملة، خاصة وأنها عرفت تنظيف شارع رئيسي من طرف شبان لم يطلبوا من البلدية حتى أكياس القمامة.
و وعد المنتخب بتوفير بعض المواد اللازمة في عملية التنظيف على غرار مادة الجير، مؤكدا أن بلدية قسنطينة تدعم هؤلاء المتطوعين وتشجعهم من خلال الوقوف معهم وتوفير كل الإمكانيات، من أجل تسهيل عملية التنظيف، كما ستكون، مثلما قال، سندا قويا لهم في مبادرات قادمة.
حاتم/ب