استقبل رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد، نائب وزير القوات المسلحة الكوبية، الفريق...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد بمقر رئاسة الجمهورية، عميد مسجد باريس، الدكتور شمس الدين حفيز، وفق ما أفاد به بيان لرئاسة...
استقبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول أنيل شوهان، رئيس أركان دفاع...
* رئيس الجمهورية تبنى سياسة رشيدة ترتكز على الطابع الاجتماعي للدولة lتوزيع أزيد من مليون و700 وحدة سكنية بين 2020 و2024 lتوفير الأوعية العقارية التي ستحتضن...
•تعليمة من بدوي لمنحه سكنا والحج لوالديه
أصدر أمس الوزير الأول نور الدين بدوي، تعليمة خاصة بعون الحماية المدنية البطل سحنون عبد القادر، منقذ سيدتين من الموت حرقا، تنص على استفادته من سكن عمومي إيجاري، نظير تعريض نفسه للخطر من أجل التمكن من إنقاذ السيدتين.
جاءت تعليمة الوزير الأول، بعد أن قدم تهنئة خاصة للشاب سحنون عبد القادر في اتصال معه، منوها بالسلوك الذي وصفه بدوي بالمثالي و دليل على الالتزام المهني، وعلى هذا الأساس، ووفق البيان الصادر عن الوزارة الأولى، فإن تعليمة أخرى صدرت أمس موجهة للسيد المدير العام للحماية المدنية، من أجل ترقية عبد القادر سحنون لمراتب أعلى في هذا السلك.
من جانب آخر، كان لوالدي «كادير» نصيب من الجزاء في التعليمة الوزارية التي أعلنت عن التكفل برحلتين لهما لأداء مناسك الحج.
علما أن المدير العام للحماية المدنية العقيد بوغلاف بوعلام قام أول أمس الخميس بترقية عون الحماية المدنية سحنون عبد القادر لرتبة عريف، نظير عمله البطولي المتمثل في إنقاذ سيدتين من الموت حرقا بألسنة اللهب، إثر إحتراق مطعم بالمدينة الجديدة في وهران، كما تم إدراجه ضمن قائمة بعثة الحج للموسم القادم من أجل مرافقة زوار بيت الله، و ينتظر أن يتم اليوم السبت تنظيم حفل استقبال مميز على شرف البطل على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية بالعاصمة، و قد حظي البطل المعروف باسم «كادير» وسط زملائه، بتكريم من طرف السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي مولود شريفي الذي خصه باستقبال مميز و وعده بمفاجأة ينتظر أن تكون سكنا.
هكذا أنقذ «ابن الحلال» سيدتين من الموت حرقا
لم يكن عبد القادر سحنون، يعلم أنه في ثالث يوم من عيد الفطر 2019، ستتغير أقداره وتتم ترقيته من عون حماية مدنية إلى رتبة عريف بالحماية المدنية خلال ساعات فقط، ولم يدر عبد القادر أن قيامه بواجبه رغم أنه في عطلة، بإنقاذ سيدتين من الموت حرقا، ستجعله رمزا لبطولة الشباب الجزائري و لإحترافية الحماية المدنية ببلادنا، هذا العمل البطولي أدرجه في قائمة «أولاد الحلال»، لكن ليس المسلسل بل في الواقع، بعد أن أصر الوهرانيون على وصفه هكذا، وأصبح سحنون أبرز شخص تداولته مواقع التواصل الإجتماعي منذ أول أمس.
عون الحماية المدنية سحنون عبد القادر، العامل بوحدة بئر الجير، تمكن من إنقاذ سيدتين من الموت حرقا بألسنة النيران عندما احترق مطعم بالمدينة الجديدة، و صادف أن كان سحنون مارا بالمكان، ولم يكن في يوم عمل، بل في عطلته السنوية، لكن واجبه دعاه للتدخل والمخاطرة بحياته لإنقاذ الضحايا، و لم تمنعه إصابته على مستوى ثلاثة أصابع من يده اليمنى، من إنجاح عملية الإنقاذ، هذه العملية التي روى للنصر جوانب منها.
قال سحنون عبد القادر في اتصال بالنصر، أنه كان يمشي بالقرب من مكان الحادث غير البعيد عن «حومته» السابقة بوسط المدينة، عندما زار رفاقه هناك، فشاهد الحادثة و تجمع المواطنين الكبير في مكان وقوعها، اعتقد في الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بخسائر مادية، وبادر بالاتصال بالفرقة العملياتية للحماية المدنية ليخطرهم بالحادث، لكنه سمع صوت نساء في الطابق الثاني من البناية.
أوضح المتحدث أنه حافظ على هدوئه و بدأ بتطبيق تقنية التعرف على المكان، لكي يخطط لتدخله، مبرزا في هذا السياق، أنه تتبع مسار الدخان الكثيف المتصاعد الذي بفضل الرياح يتحول لأمواج تتدفق على السطح وغالبا ما تتحول لألسنة لهب ثانية ، و هي الوضعية التي قال لنا سحنون أنها تسمى «فلاش أوفير» النيران في الهواء الطلق، فدرسها وخطط لتجنبها ، مركزا على هدف إنقاذ السيدتين.
في تلك اللحظات، قال محدثنا أن عقله كان موجها ومحددا للمهمة لدرجة أنه لم يكن ينتبه لأصوات المتجمعين بمكان الحادث، و تسلق الطابقين ليصل إلى نافذة المسجد المجاور التي كانت مفتوحة، وبالتالي تسمح له بإدخال الضحايا منها عبر حافة صغيرة.
وواصل «كادير» شرح ما قام به ، «وجدت السيدتين تحت وطأة الصدمة ورفضتا إنقاذهما بهذه الطريقة، مما اضطرني لإعطائهما أوامر صارمة بعد أن طمأنتهما بأنني عون حماية مدنية، وأعرف ما أقول، ومن بين التوجيهات أن تركزا نظرهما علي عوض النظر إلى الأرض، و تركيز السمع لما أقول، وبعد نجاح العملية، كان علي إسعافهما، وسألتهما إذا كان أشخاص آخرون في المكان لأعود إليهم، فقالتا أنه يوجد رجلان في الطابق السفلي، لكن سبقني زملائي من الحماية المدنية إلى إنقاذهما بنجاح أيضا و إحترافية».
عجز يده اليمنى لا يعيقه عن مهامه
و بخصوص العجز الذي يعاني منه على مستوى يده، قال لنا «كادير» أنه في 7 فيفري 2015 تعرض لحادث عمل أثناء مهمة إنقاذ في حادث مرور خطير، فأصيب خلال استعماله لعتاد «القطع والتفكيك»، فتعرض لضغط آلة «الفيران» على ثلاثة أصابع في اليد اليمنى، ولحد الآن لا يزال يتابع العلاج، خاصة إعادة التأهيل الوظيفي للأعضاء.
جدير بالذكر أن سحنون عبد القادر شاب في 37 من عمره يعيش مع والديه وأخته الصغرى في حي ايسطو بوهران، هو مهندس في الإعلام الآلي للتسيير، لم يجد عملا بعد تخرجه من الجامعة، فشارك في عدة مسابقات، خاصة للالتحاق بسلك الشرطة أو الجمارك، لكن الحظ لم يحالفه، إلى أن شارك في مسابقة الإلتحاق بالحماية المدنية سنة 2009 وخضع لتكوين لمدة 14 شهرا بالمدرسة الوطنية بالحميز.
«المجازفة لإنقاذ من يحتاج إلى المساعدة طبعي منذ الصغر»
أكد لنا «كادير «أنه وجد ضالته في هذا السلك، كونه منذ الصغر لا يتوانى عن تقديم يد المساعدة لمن يحتاجها، مؤكدا «منذ صغري لا أتأخر عن مساعدة من أجده بحاجة لمساعدة مهما كان الوضع، طبعي هكذا «دمي حامي»، مضيفا أنه منذ التحاقه بالحماية المدنية واصل هذا المسار الإنساني، سواء كان في مهمة أو في يوم راحة.
وأشاد كثيرا بالمكاسب المهنية التي استفاد منها السلك والتي ساعدته في عملية الإنقاذ، سواء منها التي كانت خلال فترة التكوين بالمدرسة على يد قدماء الحماية المدنية، أو الخبرة الميدانية التي اكتسبها من خلال المهام التي قام بها على مدار عشرية من الزمن.
ومن بين الحوادث التي لا تزال عالقة بذهنه قبل حادثة الطحطاحة، العثور على جثة طفلة تحت أنقاض منزل احترق إثر انفجار قارورة غاز بوتان بمنطقة خروبة في حاسي بونيف بوهران، حيث خلف الحادث 5 قتلى وبعد عملية إجلاء الضحايا، واصل عبد القادر عملية البحث تحت الردم ليعثرعلى طفلة لم تتجاوز 9 سنوات من عمرها، لكن للأسف جثة هامدة، مثلما قال «كنت أتمنى لو وجدتها تتنفس وأنقذتها لأعيد لها الحياة»، هكذا هو عبد القادر يسرع ويركز في مهامه لإنقاذ الضحايا من الموت.
حريق ساحة الطحطاحة وفيديو العملية البطولية
أما آخر حادث تدخل فيه عبد القادر سحنون، فهو حريق مهول اندلع صباح أول أمس ببناية من طابقين، بها مطعم ومرقد تقع في ساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة، و خلف الحادث إصابة ثلاثة أشخاص بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الأطراف العلوية و السفلى، والضحية الرابعة أصيبت باختناق حاد، إلى جانب خسائر مادية كبيرة.
وقد تمكنت مصالح الحماية المدنية من منع وصول ألسنة اللهب إلى بقية السكنات المجاورة، كما مكًن التدخل السريع لذات المصالح من إنقاذ رجلين أصيبا بحروق من الدرجة الثانية، قدمت لهما الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى مستشفى أول نوفمبر بإيسطو، أين توجد المصلحة الوحيدة للحروق على مستوى الغرب الجزائري في إنتظار مشروع المستشفى الذي طال أمده.
و تمكن سحنون من إنقاذ سيدتين من الموت حرقا، و أصيبت إحداهما باختناق حاد تم نقلها أيضا إلى مستشفى بن زرجب لتلقي الإسعافات اللازمة .
الضحايا يرجح أنهم عمال بالمطعم الذي يملكه رعية خليجي يقطن بوهران، وكان الضحايا بصدد تحضير وجبات للزبائن، خاصة وأن المطعم موجود في الطحطاحة بالمدينة الجديدة التي يقصدها الأشخاص البعيدون عن أهاليهم في أيام العيد.
هذا المطعم الذي احترق كليا، ليس الوحيد بالمنطقة ، بل تجاوره عدة مطاعم تقدم وجبات تقليدية لقاصدي المدينة الجديدة في الأيام العادية و لعابري السبيل في المناسبات، وأرجعت أسباب الحريق لشرارة كهربائية، حسب التقديرات الأولية.
و تمكن المواطنون من توثيق الحادث بفيديوهات وصور حيًة مباشرة تم نشرها أول أمس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، و تهاطلت الانتقادات عبر ذات المواقع على هؤلاء المواطنين لعدم تدخلهم و لو بمحاولة إطفاء الحريق بالماء، عوض تركيزهم على التصوير.
للتذكير، فقد تناولت عدة وسائل إعلام عالمية الحادث، منوهة بالعمل البطولي لعبد القادر الذي عرض نفسه لمخاطر حقيقية في مجازفة كان الكثيرون يشاهدون مثلها في الأفلام فقط.
بن ودان خيرة