سائقــــو الأجــــرة غـاضبــون من تطبيقــــات النقــل!

عبّرت اتحادية سائقي الأجرة بولاية قسنطينة عن استيائها من تطبيقات النقل التي امتصت قسما كبيرا من السوق الخاصة بها، بعد أن أضرب سائقو العاصمة بسببها نتيجة عرضها نفس الخدمات بأسعار أقل، في حين يعتبر ممثل عن شركة “يسير” المعنية الأولى بالاحتجاج أن الأمر علامة إيجابية على أن التطبيق خلق معادلة جديدة في سوق النقل.
اعداد: سامي حباطي
تخفيضات تصل إلى خمسين بالمائة  
وأفاد رئيس اتحادية سائقي سيارات الأجرة بولاية قسنطينة، محمّد محسن، في اتصال بالنصر، أن الولاية تشهد استعمالا لتطبيقي “يسير” و”نوصلك”، موضحا أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يلجأون إليها للحصول على وسيلة نقل فردية، رغم أن الذين يعرضون خدماتهم على مستواها ليسوا أصحاب سيارات أجرة ولا يختلفون، بحسب رئيس الاتحادية، عن الناقلين غير الشرعيين أو المعروفين باسم “الفرود”، ليبقى الفرق الوحيد بينهم في كونهم لا يعملون بين المحطات، وإنما عن طريق منصات افتراضية. ولم يقدم محدثنا تقديرات عن حجم النشاط الذي أصبحت تمتصه هذه التطبيقات، لكنه أكد أنّها تزاحم سائقي الأجرة بكثرة، كما يلجأ السائقون فيها إلى خفض التسعيرة بحوالي 50 بالمائة بحسب ما أكده محدثنا.
وطالب محدثنا السلطات المسؤولة على النقل على مستوى ولاية قسنطينة التدخل بوضع حد للتطبيقات الرقمية، مشيرا إلى أن الاتحادية أبلغت السلطات بصورة شفوية عن المشكلة، لكنها لم تتقدم إلى غاية اليوم بشكاوى رسمية، فيما ذكر لنا حادثة عن فتاة طلبت سيارة عن طريق تطبيق “يسير” لكنها تخوفت من أن تستقلها بعدما لم تشعر بالارتياح من صاحبها. وأضاف نفس المصدر أن الناقلين من خلال التطبيقات لا يتكبدون أية تكاليف مثل الضرائب، على عكس سائقي الأجرة العاديين الذين يدفعون كراء الرخصة وغيرها من التكاليف.
واحتج بداية الأسبوع الماضي في العاصمة سائقو الأجرة بسبب تطبيقات الهواتف الذكية مثل “لحقني” و”تم تم”، التي تنظم عملية الحصول على سيارة أجرة، وقال فيها المحتجون أن تسعيرة سائق الأجرة محددة من الوزارة على عكس “سائقي التطبيقات” الذين يحددون التسعيرة بطريقة عشوائية، في حين يلاحظ أن أصحاب سيارات الأجرة لم ينخرطوا في التقدم التكنولوجي الذي وفرته وسائل الاتصال الحديثة رغم انتشارها، ما يعكس جانبا من سبب امتعاضهم من التطبيقات المذكورة واستخداماتها بصورة مُزاحِمةٍ لنشاطهم التقليدي.
من جهة أخرى، يرتفع عدد مستخدمي تطبيقات النقل، كما يؤكد القائمون عليها ضمان معلومات المستخدمين وتأمينها، فضلا عن تسجيل معطيات السائقين على غرار تطبيق “يسير”، الذي تم تنزيله من “متجر غوغل بلاي” لأكثر من مليون مرة، في حين يعبر الكثير من المستخدمين عن رضاهم على الخدمات التي توفرها، خصوصا من ناحية الأسعار.

مدير المصلحة التجارية لـ”يسير” للشرق يؤكد للنصر
احتجاج سائقي الأجرة علامة إيجابية
من جهته، أكد ممثل المصلحة التجارية للشرق لشركة “يسير”، أيمن رياشي، في تصريح للنصر، أن جميع سائقي سيارات الأجرة مرحب بهم للعمل مع الشركة، التي اعتبر أنها ما زالت ناشئة من حيث الخبرة، ولا يتجاوز عمرها السنتين، رغم أنها تحولت من حيث الصفة القانونية إلى شركة متعددة الجنسيات لتواجدها في تونس والمغرب بعد أن انطلقت كشركة ناشئة أسسها ثلاثة شبان وانتقلت إلى صفة شركة ذات مسؤولية محدودة بعد ذلك. وأضاف نفس المصدر أن “يسير” رائدة في مجالها في الجزائر، حيث تحصي أكثر من عشرة آلاف سائق شركاء معها، في حين أكد أن الغاية الأساسية من التطبيق لا تكمن في تحقيق الفائدة، بقدر ما تستهدف تيسير الخدمات للمواطن، بحيث يجعل توفير وسائل النقل حياة المواطنين أسهل.
واعتبر أيمن رياشي أن احتجاج سائقي الأجرة علامة إيجابية، لأنه يمثل، بحسبه، دليلا على أن “يسير” استطاعت أن تصنع معادلة جديدة في مجال النقل، كما قال إنه يطمئن مؤسسات الدولة المشرفة على تنظيم الميدان وسائقي الأجرة أن التطبيق يضم الآلاف من سائقي الأجرة، في حين أوضح أن “هذا الأمر قد يزعج بعض الأشخاص الذين يسعون إلى احتكار السوق”. وأضاف نفس المصدر أن إستراتيجية “يسير” تنطوي على خلق معايير للأسعار والخدمات، إلى جانب توفير ظروف آمنة للزبون وتنقلات بسعر مضمون ومعقول، فضلا عن توفير الخدمة على مدار الساعة.
ثلاثون مليون توصيلة في عامين “ عبر يسير”
وأكد لنا مدير المصلحة التجارية للشرق أن سائقات سيارات قد دخلن مجال النقل عن طريق تطبيق “يسير”، لكنه نبه إلى أن عددهن قليل في قسنطينة مقارنة بالجزائر العاصمة، كما قال أن الأسعار المنخفضة التي يشتكي منها سائقو الأجرة علامة إيجابية أخرى. وشدد محدثنا على أن جميع المعاملات التي تتم من خلال تطبيق الشركة قانونية وتخضع للقانون الجزائري وقانون العمل، مشيرا إلى أن الشركة تبرم عقدا مع السائق الذي يعمل استنادا إلى تكليف بمهمة.
ونبه محدثنا أن سائقي “يسير” قاموا بثلاثين مليون توصيلة نقل إلى غاية اليوم، مشيرا إلى أن المسافة التي قطعوها تعادل الدوران حول قطر الكرة الأرضية خمسمائة مرة، في حين أكد أن المؤسسة تضم مائتي موظف، كما فتحت فروع خدمة جديدة لفائدة شركاء جدد من أجل عمليات نقل مهنية على غرار “يسير فود” لنقل الأطعمة بالإضافة إلى فروع خدمة جديدة ستفتح مستقبلا، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستشهد إدراج تحديثات جديدة على التطبيق، كما ذكر أن بعض الطلبة أصبحوا قادرين على توفير ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين سنتيم شهريا من خلال العمل في التوصيل على مسارهم من البيت إلى الجامعة والعمل  في العطل فقط بالشراكة مع “يسير”.
واطلعنا على بعض المعايير التي تشترطها “يسير” في الناقل، حيث وجدنا أن المركبة يجب أن تتوفر على كيس هواء مزدوج وألا يكون عمرها يتجاوز العشر سنوات، كما تكون وضعيتها جيدة، في حين يتم فحصها من طرف خبير تابع للشركة قبل أن يخضع الشريك لتكوين على مستوى الشركة.                                                                                                                                                      
سامي .ح

تكنولوجيا نيوز
فيما افتتح صالون الإعلام الآلي
تلاميذ مدارس يُكونون في الروبوتيك بجامعة قسنطينة 2
تنطلق اليوم في كلية التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال لجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة ورشة تكوينية لفائدة تلاميذ مدارس ابتدائية في الروبوتيك، فيما انطلقت يوم أمس فعاليات صالون الإعلام الآلي.
وذكرت نائبة عميد الكلية في تصريح للنصر أن الكلية برمجت ورشة لفائدة تلاميذ مدرسة ابتدائية قريبة من الجامعة، حيث تم اختيار ثلاثين تلميذا من أجل تكوينهم في الروبوتيك من خلال لعبة “الليغو”، مضيفة أنها تهدف إلى تلقين التلاميذ مهارات في الإعلام الآلي. ونبهت محدثتنا أن الطبعة الرابعة من صالون الإعلام الآلي الذي افتتح يوم أمس تسجل إقبالا كبيرا من الطلبة للمشاركة في 12 ورشة تنظمها الكلية خلال الأيام الثلاثة، حيث بلغ عدد المسجلين أكثر من مائة في كل ورشة، بينما سجل في ورشة واحدة أكثر من 250 طالبا.
وقد استهل الباحث رياض بغدادي من معهد ماساتشوساتس للتكنولوجيا المداخلات يوم أمس، بالحديث عن التعلم المتعمق deep learning بأمثلة عنه وتطبيقاته، لتخلفه على المنصة طالبة الدكتوراه بجامعة سلوفاكيا، فوزية عجايلية، سفيرة جمعية نساء في الذكاء الاصطناعي في الجزائر والطالبة السابقة بجامعة عبد الحميد مهري، حيث قدمت جوانب من الذكاء الاصطناعي وموضوع إكساب الآلة القدرة على فهم المشاعر البشرية. وقد حملت طبعة الصالون عنوان «الذكاء الاصطناعي»، حيث أوضح لنا الدكتور عبد الكريم بورامول رئيس لجنة تنظيم الصالون أن الكلية ستشهد مسابقة في الذكاء الاصطناعي في الشطرنج، بالإضافة إلى مسابقة في أحسن صورة فوتوغرافية تعبر عن المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية يوم غد.
س.ح