• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يتزايد الإقبال على تقويم الأسنان في أوساط الجزائريين بشكل لافت، خاصة في أوساط الشباب و المراهقين، في ظل ظهور “موديلات” كثيرة لأجهزة التقويم بألوان مختلفة، تجاوزت في الكثير من الأحيان الحاجة الطبية إليها، لتتحول إلى موضة يحذر أطباء الأسنان من عواقبها.
لم يعد تقويم الأسنان، لعلاج أو تعديل اعوجاج الأسنان أو سد الفراغات فحسب، بل أخذ منعرجا آخر في الفترة الأخيرة، فبعد أن كان خدمة طبية تقتصر على «من استطاع إليها سبيلا»، بالنظر لتكلفتها الكبيرة، تحولت اليوم إلى خدمة تندرج ضمن ما يشبه العمليات التجميلية الخاصة بالأسنان، من أجل الفوز بابتسامة جذابة تعطي جرعة زائدة من الثقة بالنفس و تصنع التميز.
تقويم تجميلي دون حاجة طبية
نجد اليوم الكثير من تلاميذ الثانويات و طلبة الجامعات من الجنسين يضعون جهاز تقويم تجميلي لأسنانهم، و بات ذلك شبه ظاهرة في أوساط هذه الفئات تحديدا، فما أكثر الشبان و الشابات اللائي يتباهون بابتسامتهم العريضة التي تكشف عن إضافات من المعدن أو السيليكون الخاص، و يعتبرون ذلك جزءا مهما من مقاييس الجمال و الموضة.
قالت أسماء التي تدرس في الطور الثانوي، للنصر، أنها و بعد أن شاهدت زميلاتها في الثانوية يستعملون أجهزة تقويم تجميلية جذابة، فرضت على والدتها مرافقتها إلى طبيب الأسنان، من أجل اختيار واحد يناسبها، مضيفة أن أسنانها مستوية، و أكد لها الطبيب بأنها لا تحتاج إلى تقويم ثابت، لكنها أصرت عليه و لو لفترة قصيرة، لتحقيق حلم لطالما راودها، لما يضفيه، حسبها، التقويم من تميز و أناقة.
و قالت والدة آية أنها تعاني منذ صغرها من اعوجاج الأسنان، و لم تكن تبالي بذلك، غير أن موضة التقويم جعلتها تغير رأيها، حيث أجبرت والدتها على مرافقتها إلى طبيب أسنان ليس من أجل الاطمئنان على صحة أسنانها، بل فقط من أجل الجمال، و أضافت الأم أن ارتفاع ثمن الجهاز، حال دون تركيبه فورا، لكنها ستسعى لتدبير المبلغ لاحقا، لإرضاء ابنتها.
موضة تستقطب المراهقين و الشبان
لطالما كان تقويم الأسنان حكرا على الفتيات، لأنه كان يشكل نقطة سوداء و يزعج الذكور الذين كانوا يخجلون من وضعه و يرفضونه، رغم حاجتهم الماسة لتعديل شكل أسنانهم، غير أننا نلاحظ اليوم أن أعداد الشباب و المراهقين الذين يضعونه زادت بشكل كبير، و باتت تقارب أو تتجاوز أعداد الإناث، و لا يقتصر الأمر على المراهقين، بل تعداه إلى الشباب بمختلف أعمارهم.
قال الطالب الجامعي زينو، أنه لطالما رفض جهاز التقويم، بالرغم من حاجته الملحة له، بسبب مشاكل في فمه، لكنه قرر مؤخرا وضعه بعد أن شاهد انتشاره الكبير وسط أقرانه، خاصة بالجامعة، فمنحه ثقة زائدة في النفس مع ابتسامة يعتبرها مميزة.
و اعترف شاب آخر ، و هو بائع بأحد محلات مواد التجميل، أنه وضع جهاز التقويم ليساير الموضة فقط، فهو في الواقع ليس بحاجة إليه، مشيرا إلى أنه حريص على مواكبة الموضة في اللباس و الأكسسوارات، ما جعله يضع التقويم كنوع من الأكسسوارات، و يكفي أنه يحقق ما قد لا يتحقق باللباس فقط، في نظره.
أنواع جديدة و طرق حديثة
يخضع مجال تقويم الأسنان للتطور باستمرار، فتظهر دائما أنواع جديدة، و طرق حديثة لوضعه، و اللافت للانتباه أشكاله المختلفة، كالنجمة و المربع، فضلا عن تنوع الألوان، خاصة الفاقعة التي تلفت الانتباه عند الكلام أو الابتسام، و قال لنا الشاب نضال أن حرصه على مظهر أنيق، جعله يختار تقويما بمقاييس معينة، حيث تجنب وضع التقويم الكلاسيكي غير الملون، و اختار آخر ملونا أكثر جمالا، على حد وصفه.
و ذكرت السيدة وردة أنها اضطرت لصرف مبالغ إضافية، لتغطية تكاليف وضع جهاز تقويم ملون لابنتها التي تدرس في الطور الثانوي، حيث اختارت شكل النجوم و اللون الوردي، مضيفة أنها تحاول في كل مرة الضغط عليها من أجل تغيير لونه، و اختيار أشكال جديدة تتماشى مع ملابسها و الموضة.
و اعتبرت الأم كل ذلك أمرا غير ضروري يدفع ثمنه الأولياء، خاصة محدودي الدخل، ممن يعجزون عن تغطية تكاليف التقويم الباهظة التي تبدأ من 4 ملايين، و قد تصل إلى 15 مليون سنتيم، في حال مواصلة العلاج لسنوات طويلة.
أطباء أسنان
في قفص الاتهام و النتائج
قد تكون وخيمة
تحذر أخصائية طب و جراحة الأسنان الدكتورة (س.ع) من خطر انتشار ظاهرة تقويم الأسنان التجميلية العشوائية، في أوساط الشباب و المراهقين، و ألقت اللوم على زملائها في المهنة، لتقديمهم خدمات غير لازمة، فقط من أجل المال.
و أوضحت الدكتورة أن تقويم الأسنان في الأصل ،هو تخصص قائم بحد ذاته في مجال جراحة و طب الأسنان، ما يعني أن وضع التقويم ليس مهمة جميع أطباء الأسنان، غير أن الكثيرين يقومون بها، في حين يمنع القانون ذلك، و اتهمت هؤلاء الأطباء بأنهم هم السبب في انتشار و رواج التقويم التجميلي.
الطبيبة أكدت من جهة أخرى، أن وضع جهاز تقويم لشخص لا يحتاج إليه، يعكس عدم الاحترافية، لأن ذلك يتسبب في عواقب وخيمة على صحة فمه، حيث ترتفع نسبة تعرضه لتسوس الأسنان من 10 إلى 40 بالمئة ، كما يهدد التقويم سلامة اللثة، و يتسبب في مرضها و تعرضها للنزيف، فضلا عن الآلام الناتجة عن ذلك، و قد يصل الأمر إلى حد تشوه الفك و تحرك الأسنان، لتصبح غير مستوية.
أما عن أنواع التقويم و ألوانها و أشكالها المنتشرة ، فقد أوضحت المختصة، أنها منتجات صنعت خصيصا للأطفال و ليس للكبار، و من المفروض أن يعرضها الأطباء على الأطفال الصغار الذين يعانون من اعوجاج في شكل الأسنان، ليتقبلوها و يتعودوا عليها لأن ألوانها زاهية و أشكالها جذابة، فتساهم في تحسين الحالة النفسية للطفل، و تسهيل التعود عليها لأن هذه الفئة لا تتقبلها عادة بسهولة.
من جانب آخر، كشفت الدكتورة بأن معظم الجزائريين لا يهتمون بتقويم أسنان أطفالهم الذين يعانون من مشاكل في شكلها ، بينما من المفروض أن يشرعوا في ذلك في سن مبكرة، و يكفي في البداية اللجوء إلى التقويم ليلا فقط، قبل الانتقال إلى التقويم الثابت في سن 15 عاما مثلا، حيث تكون مدة وضعه قصيرة ، مع تحقيق نتائج إيجابية و سريعة.
و تدعو المتحدثة الأولياء إلى عدم الانسياق وراء رغبات أبنائهم، و التفكير في صحتهم قبل جمالهم، كما تدعو أطباء الأسنان للعمل باحترافية و التفكير في الصالح العام، قبل الفائدة المادية الشخصية.
إ.زياري