• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يعرض الباعة بشوارع ولاية الوادي و أرصفتها مساء كل يوم من أيام رمضان، مختلف المشروبات و المأكولات التقليدية التي يتم تحضيرها بالبيت، وعلى رأسها طبق الدوبارة الذي يحضر بالحمص أو الفول، حسب الرغبة، و يحظى بإقبال كبير من المواطنين ليتصدر مائدة الإفطار.
يعتبر طبق دوبارة الفول من الأكلات الشعبية التي لا يستغني عنها سكان الوادي في رمضان، سواء بتحضيره بالبيت، أو باقتنائه جاهزا من الباعة على الأرصفة، رغم نقص عددهم هذا الموسم، مقارنة بالمواسم الفارطة، نظرا للارتفاع الكبير في سعره.
200دج مقابل طبق جاهز
قال «عمي لزهر.م» من بلدية البياضة، أنه يحرص على شراء دوبارة الفول جاهزة يوميا في رمضان، حيث يتوجه بعد صلاة العصر إلى الأماكن التي تعرض فيها هذه الأكلة الشعبية سواء بالبلدية التي يقيم بها أو في عاصمة الولاية، بالرغم من ارتفاع سعرها هذه السنة، حيث بلغ سعر الطبق الواحد 200 دج، كما أكد في حديثه مع النصر.
و أكد من جهته محمد بكار، سائق سيارة أجرة ، أن هذه الأكلة أساسية بالنسبة إليه طيلة الشهر الفضيل، و فضل هذه السنة تحضيره بنفسه في منزله ، فقد تجاوز سعر الفول الجاف عتبة 310 دج للكيلوغرام الواحد، وهو ما أدى، حسبه، لعزوف المئات من الباعة المتجولين المنتشرين في عديد بلديات الولاية عن تحضيره و بيعه في رمضان الجاري، و شدد المتحدث على المذاق اللذيذ و القيمة الغذائية الكبيرة للفول، فهو بمثابة اللحم بالنسبة للفقراء.
و قالت من جهتها السيدة الزهرة، ربة بيت إنها منذ سنوات تحرص على تحضير الدوبارة بنفسها في البيت لأفراد عائلتها و بعض الأقارب الذين ينتظرون أن يطرق بابهم قبيل آذان المغرب، للحصول على صحن فول ساخن، و أوضحت أنها تقوم بنقع الفول الجاف لمدة 24 ساعة في الماء و تضيف إليه القليل من مادة البيكاربونات التي تجعله أكثر لينا و طراوة، مشيرة إلى أهمية التوابل لإضفاء مذاق شهي على الأكلة، إلى جانب قطع الطماطم و الفلفل الحار، خاصة المخلل منه، لضمان نكهة مميزة لهذا الطبق و فتح شهية الصائمين.
أما السيدة سمية، موظفة وربة بيت، فقالت لنا إنها تعد الدوبارة مرة كل ثلاثة أيام لزوجها و ابنها اللذين يحبان تناول هذا الطبق في شهر رمضان، مضيفة أنها تدربت خلال الخمس سنوات الأخيرة على تحضيره، فاقتنع زوجها بأنه أكثر جودة و أطيب مذاقا من الذي كان يشتريه جاهزا عصر كل يوم من أيام رمضان، من السوق أو من عند الباعة المتجولين الذين أجبر غلاء سعره هذه السنة العديد منهم على توقيف نشاطهم الموسمي.
يوضع في «المطمور»
أو ينقع في الماء
و يحافظ عمي الحبيب.ج، القاطن ببلدية النخلة على تحضير دوبارة الفول، وفق الطريقة التقليدية في كل رمضان، حيث يقوم بوضع الفول الجاف داخل حفر تعرف محليا بـ"المطمور"، و يسقيه بالماء لمدة يومين أو ثلاثة أيام، حسب صلابة الفول، إلى أن يزيد حجمه، ثم يقوم بإخراجه وغسله جيدا من الرمال، كما قال لنا، و يعيد دفن كميات أخرى من الفول داخل حفر من الرمال، في المرحلة الثانية يحمل المتحدث الفول إلى المطبخ و يضعه داخل قدر مملوء بالماء و يضيف إليه الملح و بعض التوابل و المكونات، حسب الرغبة والذوق.
وقال محمد.ش، صاحب محل لبيع الدوبارة إن ارتفاع سعر الفول الجاف خاصة ذي النوعية الجيدة، دفعه للاكتفاء ببيع دوبارة الحمص رغم أنها الأقل طلبا، مقارنة بالفول خلال شهر الصيام.
أما عبد اللطيف.ع، بائع متجول، فقال للنصر، بأنه في كل شهر رمضان يساعد عائلته في مصروف البيت، و هذه السنة اكتفى ببيع كمية محددة من دوبارة الفول لزبائن اتفق معهم مسبقا، و يقوم بنقل طلبياتهم إلى بيوتهم مباشرة .
و بعد انتهائه من هذه المهمة، يتوجه إلى «سوق العصر» بالحي الذي يقيم به لبيع مشروب 40 عشبة المعروفة باسم «الوزاوزة» و مأكولات و مشروبات أخرى يحضرها بمعية زوجته و والدته في البيت.
و أرجع عدد من تجار الجملة ارتفاع سعر الفول الجاف هذه السنة، لقلة العرض و كثرة الطلب خاصة في شهر رمضان، ناهيك عن الصعوبات التي يتلقونها في توفير بضاعة جيدة خالية من العيوب مثل «السوسة» التي تجبرهم على عدم المغامرة باقتناء كميات كبيرة و تخزينها لمدة طويلة، تحضيرا لموسم الاستهلاك الواسع و هو رمضان.
جدير بالذكر أن الكثير من العائلات اشترت كميات معتبرة من الفول الجاف عند بداية ظهوره في السوق، و وضعوه في أكياس بلاستيكية بالمجمد، لحمايته من حشرة السوسة التي تنمو يرقاتها بداخله إذا توفرت عوامل مواتية، كالحرارة و الرطوبة، التي تساهم في تكاثرها.
منصر البشير