وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
تعد الدورات الكروية الصيفية ما بين الأحياء بالوادي، المتنفس الوحيد للشباب والمراهقين لتمضية الوقت و لضمان الفرجة للسكان وأيضا لتفجير مواهبهم الرياضية وعرضها أمام مسيري النوادي والجمعيات الرياضية، في ظل قلة الفرص و قلة الهياكل الكافية للترفيه و لممارسة الرياضة.
من الأحياء إلى النوادي الكبرى
أجمع عدد من المهتمين بالشأن الرياضي من إعلاميين و هواة ومنخرطين في عدد من الجمعيات والنوادي الرياضية بالوادي، بأن التظاهرات الرياضية الصيفية تعد من بين أكبر الفرص التي تستغل لتفجير المواهب واكتشافها من طرف مسؤولي النوادي الرياضية، و قال عبد الحميد علاق، رياضي سابق و إعلامي من بلدية الوادي بأن الدورات الصيفية الخاصة بكرة القدم ما بين الأحياء بالوادي، باتت موعدا صيفيا قارا، يجمع بين الفرجة والمتعة و البحث عن الفرص و اقتناصها للانضمام إلى أحد النوادي الرياضية، خصوصا وأن هذه المنافسات تحظى باهتمام كبير من قبل المسيرين لأجل ضم المواهب إلى صفوف النوادي و تدعيمها.
وأضاف المتحدث، بأن العديد من نوادي الولاية على غرار أولمبي الوادي و الاتحاد السوفي، المتأهل الموسم الفارط إلى القسم الثاني و نادي البياضة وغيرها من الفرق، تتوفر كلها على لاعبين محليين تم اختيارهم خلال الدورات الصيفية ما بين الأحياء، و قد ساهموا في تدرج أنديتهم بين مختلف الأقسام الرياضية .
كما أشار الصديق زريق، مراسل صحفي في القسم الرياضي، إلى أهمية هذه الدورات الرياضية، في إبراز مواهب عديدة تألقت مع بعض النوادي حتى خارج الولاية على غرار الإخوة حاج ساعد الذين اكتشفت مواهبهم خلال دورة ما بين الأحياء ببلديات الرباح والبياضة و لعبوا حتى لبعض الأندية الرياضية المحترفة في القسم الأولى.
الرياضة لامتصاص الطاقات و محاربة الآفات
أما عبد الجبار عزي، حكم ساحة بالقسم الجهوي وناشط جمعوي منظم لعديد الدورات الرياضية فأكد للنصر، أن حب كرة القدم و بحث الشباب عن متنفس يخرجهم من عزلة البلديات التي يعيشون فيها دفعهم إلى إيجاد البديل في الرياضة التي تعوض غياب المرافق و فضاءات الترفيه، وهو ما يدفعهم إلى تنظم دورات تنافسية في ساحات تصلح لكل شيء، إلا للعب للكرة أو أية رياضية أخرى، وكثيرا من كانت سببا في إصابات خطيرة لمشاركين من مختلف الفئات العمرية.
وأكد محمد جراية، ناشط جمعوي وعضو بالمجلس الولائي، على أهمية الدورات الكروية التي كان عضوا منظما لها ببلدية البياضة، وذلك لما تغرسه من أخلاق تربوية و تنافسية واحترام و روح جماعية بين المتنافسين، ناهيك عن مساهمتها في القضاء على الآفات الاجتماعية من خلال امتصاص الطاقات الشبانية و تحفيزها عن طريق شعارات و مطبوعات توزع طيلة أيام الدورة الصيفية التي تستقطب شريحة واسعة من المواطنين.
كما نوه المتحدث، إلى الدور الإيجابي الذي لعبته اللافتات والمطبوعات التوعوية، في التقليل من الظواهر السلبية التي كانت ترافق الدورات الكروية من سب وشتم وعراك، سواء بين اللاعبين أو الجمهور المتفرج، ناهيك عن استقطاب الكثير من الكهول وحتى الشيوخ لتشجيع أبنائهم على ممارسة الرياضية والابتعاد المهلوسات داعيا، إلى توفير هياكل وساحات لعب لائقة تسمح بممارسة الرياضة واكتشاف المواهب و ترقيتها.
وذكر ناصر الخال، عضو منظم لدورة حي البريد، التي اختتمت مساء الأحد الماضي ببلدية البياضة، بأن الهدف من تنظيم الدورات الرياضية هو اكتشاف المواهب الصاعدة من الفئات الصغرى والتعريف بها بين النوادي الرياضية، كما أنه كمنظم، يحرص على خلق جو من التنافس والروح الرياضية، مؤكدا على أهمية مواقع التواصل في الإعلان عن الدورات الصيفية وعرض فيديوهات قصيرة لبعض المواهب الصغيرة لدعمها التعريف بها.
دورات للشباب وأخرى للكهول
أما عبد الحليم عباسي، رياضي سابق بالبياضة، فأكد، أن للدورات الرياضية ما بين الأحياء، تستقطب الكثيرين، حتى أنه لا يزال يشارك فيها كلاعب ضمن فئة الكهول وقدماء لاعبي المنطقة، وهي تظاهرات تحمل في مجملها هدفا نبيلا، هو توطيد الروابط و العلاقات ما بين سكان الأحياء والبلديات وتسليم المشعل للفئات الصغرى من الرياضيين وتحفيزهم على الاهتمام بالرياضة.
مع ذلك تبقى هذه الدورات هاوية و السبب هو عدم احترافية المنظمين وانعدام الوسائل والهياكل، التي من شأنها أن تساهم في إنجاح أية تظاهرة وتحقيق الهدف منها، وهو خلق متنفس للمواطنين و التعريف بالمواهب على المستوى المحلي و حتى الوطني في ظل انتشار مواقع التواصل التي تعد مسرحا للترويج لهذه الدورات.
مواطنون قابلناهم في مدرج الجمهور، قالوا بأنهم يعشقون الكرة، وأنها باب الترفيه الوحيد في المنطقة التي تفتقر للكثير، حيث أخبرنا بعضهم بأنهم يقطعون العشرات من الكيلومترات، من أجل المشاركة في دورة في كرة القدم ما بين الأحياء، بغية الاستمتاع بالأجواء الحماسية و تكوين صداقات جديدة.
ويقول الساسي عبد الجواد، وهو لاعب هاو لكرة قدم، من قرية الصوالح، إن الدورات الصيفية ساهمت في التعريف بعدد من المواهب الشابة بقريته، وبينهم من فازوا في العديد من الدورات خارج البلدية على غرار دورتي بلديتي حساني عبد الكريم و المقرن، اللتان تبعدان عن مقر سكناه بأكثر من 25 كيلومترا.
بديل عن الرياضة المدرسية
ولا يجد حسين دويم، وهو عاشق ثان للكرة، مشكلة في تحمل عناء التنقل لمسافة تتعدى 100 كيلومتر، من البلدية الحدودية الطالب العربي، لأجل المشاركة في دورة في كرة القدم، قد تنظم في أية بلدية من بلديات الولاية، وذلك لكثرة حبه لهذه الرياضة للتعريف بما تتوفر عليه منطقته من مواهب شابة، بدليل أن هناك شبابا من حيه تنقلوا للعب في أندية تبسة و بسكرة و ورقلة.
وقال أيمن غرمولي، وهو لاعب كرة قدم، أنه شارك قبل جائحة كوفيد19، في العديد من الدورات الصيفية بين الأحياء، و انتقل منها للعب في أندية بلديات النخلة و البياضة والوادي، إلا أن كثرة الإصابات بسبب انعدام الأرضيات الآمنة، أجبرته على الابتعاد عن الملاعب والتفرغ لحرفة الحلاقة بدل كرة القدم التي يعشقها.
وأضاف عبد المجيد العايب، مدرب محلي سابق وأستاذ رياضة أن الدورات الرياضية ما بين الأحياء، فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الشابة في مختلف الرياضات وصقلها خاصة في ظل قلة الاهتمام بالرياضة المدرسية، التي يفترض أن تكون الميدان الخصب لاكتشاف المواهب.
كما أكد الهادي زريق، أستاذ رياضة، أن الحجم الساعي والبرنامج المخصص للرياضة في مختلف الأطوار التربوية، لا يعول عليه في اكتشاف المواهب الصغرى، وهو ما يجعل الدورات الرياضية الشعبية، الميدان الخصب لتفجير الطاقات واكتشاف المواهب الشابة سواء في كرة القدم أو باقي الرياضات الأخرى، خاصة إذا كان من بين الطواقم المنظمة متخصصون.
متعة أفسدتها ظروف اللعب
أما عبد الخالق العابد، وهو مهتم بالمواهب، فأكد أن غياب الهياكل الآمنة والمشرفين المتخصصين قد يجعل الكثير من الدورات الرياضية سببا في إطفاء شعلة الكثير من المواهب، مشيرا، إلى إصابته على مستوى الركبة والرجلين بسبب السقوط على أرضيات صلبة، كلفته إجراء أكثر من ثلاث عمليات جراحية، وحرمته من الاستمتاع بهواية المفضلة لمدى الحياة، وذلك بسبب استمرار الآلام بشكل دوري.
و تجدر الإشارة، إلى أن ولاية الوادي، قد عرفت خلال هذه الصائفة العديد من الدورات الكروية في عدد من البلديات، وكانت هذه التظاهرات قبلة لمختلف رؤساء وممثلي الأندية المحلية، من أجل اكتشاف المواهب الشابة وضمها إلى أنديتهم، على غرار دورة سوف الكبرى ودورة أخرى بحي النزلة ببلدية عاصمة الولاية، و دورات ببلديات قمار و تغزوت و بلدية البياضة ولا تكاد تخلو أي بلدية من دورات رياضة.
منصر البشير