أشخاص يفرطون في شربها صيفا: هذه مخاطر المياه شديدة البرودة على الأسنان

يحذّر الدكتور فوزي  بوفاس، المختص في  طب وجراحة الأسنان، من شرب الماء البارد جدا أو المثلج في فصل الصيف لأنه يؤثر على صحة الأسنان واللثة ويؤدي إلى الإصابة بالحساسية، وقال إن من يعانون من التسوّس هم الأكثر عرضة للإحساس بالألم أثناء تناول «الآيس كريم» أو المشروبات شديدة البرودة.
يعد الماء أهم عنصر في الحياة إلى جانب الأوكسجين، وهو ضروري لجميع العمليات الحيوية كونه يضمن الأداء السليم لأعضائنا والبقاء على قيد الحياة، لكن استهلاكه باردا ومثلجا في فصل الصيف، قد يسبب العديد من الأضرار على  اللثة أو الأسنان، حيث يؤكد الدكتور بوفاس، بأنه رغم أهمية استهلاك ما لا يقل عن ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء كل يوم في فصل الصيف، إلا أن هناك محاذير من بعض الأخطاء الشائعة التي يقوم بها البعض خلال موسم الحر كشرب الماء البارد جدا وتناول المثلجات والمشروبات بإفراط.
وأوضح الطبيب، بأن أغلب الناس يعتقدون بأن شرب الماء باردا في فصل الصيف، قد يساهم في خفض حرارة أجسامهم والتقليل من شعورهم بالعطش، ويجهلون بأن شربه   مباشره من الثلاجة  قد يضر بصحة الأسنان واللثة والجسم عامة، على غرار  تعطيل إفرازات المعدة وخفض درجة حرارة الجهاز الهضمي وتضييق الأوعية الدموية وتعطيل عمليات الهضم.
ويتسبب شرب الماء البارد جدا حسب طبيب الأسنان، في انقباض الأوعية الدموية الموجودة في الحلق وبالتالي إضعاف الدورة الدموية، ما يؤدي إلى  جعل الجسم يفرز مخاطا من أجل معادلة درجة حرارة الفم والحلق، مشيرا إلى أنه ومع زيادة إفراز المخاط يصاب الحلق واللثة على حد سواء  بالتهابات جرثومية، وفي حال وجود تسوس تظهر أعراضه بشدة، بالإضافة إلى حساسية الأسنان.
وأوضح المختص، بأن الإفراط في شرب الماء والتعرض للهواء البارد في فصل الصيف، يتسبب في ظهور المشاكل الموجودة في الفم  كالتسوس والجير والتهاب اللثة والحساسية، وينصح بتجنب شرب الماء المثلج لأنه مضر بالصحة، حيث يفضل أن يكون دافئا بدرجة حرارة الغرفة، لأن ذلك يساعد على شرب كميات كبيرة منه، عكس الماء البارد أو المثلج، مع تنظيف الفم بمعجون أسنان غني بـ «الفليور»، وكذا معالجة الأسنان قبل تناول أي طعام بارد.
وبخصوص ألم الأسنان الذي يحدث مباشرة بعد شرب الماء بارد، أرجع المتحدث ذلك إلى الإفراط في استخدام غسول الفم،  فرغم فائدته الكبيرة في تنظيف الأسنان من البكتيريا، إلا أن استخدامه بشكل مفرط  يمكن أن يزيد من حساسية الأسنان،  خصوصا أن بعض أنواع غسول الفم تحتوي على أحماض تزيد من هذه الحساسية.
وحذر الدكتور بوفاس، من مواد تبييض الأسنان غير المناسبة لأنها تحتوي على مواد مؤكسدة قوية تخترق طبقة  المينا، مما يتسبب في حساسية الأسنان، ويضيف بأن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، يؤدي كذلك إلى الإصابة بالحساسية وذلك بفعل التآكل الذي تسببه الأحماض الناجمة عن التقيؤ.
ولجذور الأسنان قنوات تمر من خلالها شعيرات عصبية صغيرة متصلة بالجهاز العصبي المركزي للأسنان، وتعد هذه الجذور، مثلما يشرح الطبيب، محمية كونها مغروسة داخل اللثة، لكن تعرض الفم للأمراض يمكن أن يتسبب في تراجع أو انحسار اللثة وبالتالي انكشاف هذه الجذور وتعرضها للعوامل المؤثرة ومنها الماء البارد.
ومن العوامل المؤدية للإصابة بحساسية الأسنان تجاه الماء البارد، حسب المختص، الأطعمة الحامضة والمشروبات الغازية كونها تتسبب في تآكل طبقة المينا التي تحمي الأسنان، ما يجعل العاج مكشوفا وأكثر عرضة للعوامل الخارجية، إضافة إلى  الإفراط في تنظيف الأسنان لأن فركها بقوة وباستخدام فرشاة خشنة يمكن أن يؤدي إلى تلف المينا وتهيج اللثة.
ويحذّر المختص من الحساسية التي تسببها الشقوق الصغيرة الموجودة في الأسنان نتيجة مضغ الثلج وتناول الأطعمة القاسية واستخدام الأسنان لكسر أو فتح الأشياء الصلبة، لأنها تصبح مع مرور الوقت بيئة ملائمة لنمو البكتيريا التي تنتج الالتهاب والمزيد من الألم.
 لينة.د