الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي أكثر استقلالية عن المحروقات ذكر تقرير حديث نشرته مجموعة البنك الدولي أنّ الخطوات التي تتخذها الجزائر لبناء اقتصاد...
أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال الإعلام والحرص على تكوين صحافيين واعين...
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين،...
من المرتقب أن تشهد عدة ولايات من البلاد، تساقط أمطار تكون في بعض الأحيان رعدية ومصحوبة محليا بحبات من البرد مع هبوب رياح قوية، وذلك ابتداء من مساء اليوم...
عفيفة ونجوى و نور، قائدات في الكشافة الإسلامية بأفواج الفتح و الإرشاد و الوفاء بقسنطينة، انخرطن عن حب في العمل التطوعي، و سخرن وقتهن في سبيل تأديته على أكمل وجه، فتيات يحرصن على تحمل المسؤولية و تقديم خدمة للصالح العام و لأفراد أفواجهن إكراما منهن لكل أفراد الكشافة الوطنية الإسلامية ولاستحقاق صفة ورتبة قائدة كشفية.تحدثن للنصر، عن مساهمة المرأة الكشفية في الحفاظ على النشء و غرس قيم المواطنة و التضحية، و أجمعن على دورها المهم في صفوف المؤسسة، وهو إسهام ترجم ميدانيا حسبهن خلال أزمات مرت بها البلاد على غرار حرائق الغابات التي راحت ضحيتها العام الماضي قائدة توفيت بالطارف وهي تحاول إنقاذ حياة الآخرين، حيث عادت بنا زميلتها عفيفة، إلى تلك الذكرى و كشفت عن تفاصيل أكثر.
أسماء بوقرن
نجوى قوادري قائدة من فوج الفتح
لدينا رسالة لنؤديها
من أجل الوطن
قالت القائدة نجوى قوادري، قائدة كشفية بفوج الفتح بقسنطينة، إن اتخاذ قرار الانخراط في العمل الكشفي والتطوع لخدمة النشء و الوطن، لا يتم إلا بتوفر جملة من الشروط، أساسها الإيمان بالرسالة الكشفية التربوية و الرغبة الصادقة في تقديم كل ما لديك لضمان التأطير الجيد للكشفيين، مع التمتع بروح المسؤولية و الإلمام بأهداف و أساليب الحركة الكشفية، مؤكدة بأن مسؤولية 100 شخص ليست بالأمر الهين و تستدعي جهدا و فطنة.
التحاق قائدة وحدة المرشدات بصفوف الكشافة الإسلامية، كان منذ سنتين كما أخبرتنا، قائلة بأنه حلم طفولة، غير أن الظروف حالت دون أن يتحقق في وقت أبكر، لكنها سعت إليه دائما حتى وهي ابنة 36 من العمر، خاصة بعدما حظيت رغبتها بموافقة والدها الذي قدم لها كل الدعم و التشجيع لحبه للعمل الخيري و التطوعي، عكس والدتها التي اعترضت على الأمر لخوفها على سلامة ابنتها، موضحة بأن أكثر ما كانت تخشاه أمها هو مشاركتها في الرحلات و المخيمات الصيفية، غير أنها اقتنعت فيما بعد.
محدثتنا قالت، إن دور المرأة مهم و أساسي في العمل الكشفي، لتميزها بقوة العاطفة و يتضح ذلك في التعامل مع الكشفيين، الذين تضعهم في مقام أبنائها و لا تجد راحتها إلا بقضاء متسع من الوقت رفقتهم موضحة بأن شغفها بالعمل التطوعي زاد بعد وفاة القائدة دنيا بوحلاسة السنة الماضية، معلقة بأن تضحيتها أعطتها درسا، كما أن الحادثة جعلت الأفواج الكشفية تركز أكثر على محور الدورات التكوينية في اختصاص الإسعافات و الحماية المدنية.
و عن مهامها كقائدة وحدة، أوضحت بأن هناك أنشطة موزعة وفق برنامج زمني مدروس، أساسه حفظ القرآن و أحكام التجويد، تنظيم مسابقات بين الأفواج، برمجة نشاطات في المسرح و فن الرسم و الأشغال اليدوية وتدوير النفايات، مع الحرص على اكتشاف المواهب و تنميتها، وكذا تعليم فن الإلقاء، أما على المستوى الخارجي، فالعمل على غرس ثقافة البيئة من خلال تنظيم حملات تشجير و جمع أغطية القارورات لأطفال القمر.
و بخصوص ما تواجهه الفتاة الكشفية في الميدان، قالت إنها لا تجد صعوبة على الإطلاق لكون التطوع في إطار كشفي يسوده جو عائلي عموما، موضحة بأن الكشافة تعتبر بمثابة أسرتها الكبيرة و لذلك تسعد لخدمة منخرطيها بالرغم من العدد الكبير، الذي بلغ حاليا 130 منخرطا، تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و 17 سنة، موزعين بين أشبال و زهرات و مرشدات وكشافين وجوالة.
الكشافة صقلت شخصيتي
وأكدت للنصر، بأن العمل الكشفي صقل شخصيتها وجعلها أكثر تحملا للمسؤولية، و إلماما بكيفية رعاية الأطفال و الاهتمام بمطالبهم، خاصة المرضى، سواء المصابين بأمراض مزمنة أو فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحة بأنها تقدم كل ما لديها لمساعدة الكشفيين الذين يعانون من أوضاع اجتماعية صعبة وبحاجة لمعاملة جيدة.
عفيفة محي الدين مسؤولة وطنية بقسم الزهرات
حرائق القالة كشفت قيمة التطوع النسوي
تعتبر السيدة عفيفة محي الدين، العمل الكشفي وسام تشريف للمرأة، يكسبها الكثير من المهارات التي تصقل شخصيتها، و تجعلها أكثر صلابة في مواجهة الصعاب كما ينمي الحس الإنساني لديها و يدفعها لتقدم ما بوسعها لمساعدة الآخرين و التضحية في سبيل توفير جو مناسب للكشفيين و حمايتهم عند وقوع حوادث و كوارث طبيعية، و الدليل الحادثة المروعة التي عاشها فوجها الصائفة الماضية و فقدت بسببها القائدة دنيا بوحلاسة التي ضحت ليعيش طفلان من أشبال الكشافة.
عفيفة محي الدين، أستاذة كرة طائرة بكلية التربية البدنية بجامعة عبد الحميد مهري، قائدة وحدة بفوج الإرشاد ومسؤولة ولائية لقسم الزهرات بقسنطينة، و عضوة لجنة وطنية لذات القسم والمنهاج، قالت للنصر، بأنها نشأت في عائلة كشفية، اصطحبها والدها إلى فوج الإرشاد أول مرة و هي رضيعة، لتنضم إليه عند بلوغها سن الخامسة، وهو السن القانوني للالتحاق بصفوف الكشافة، فالتحقت بوحدة الزهرات، ثم نالت شارة المرشدة و بعدها جوالة ثم قائدة، و هي مراحل تراها مهمة جدا خاصة للفتاة، حيث سمحت لها باكتشاف جوهر شخصيتها و ساعدتها على صقلها، خاصة عند المشاركة في المخيمات والتجمعات والمؤتمرات الوطنية والدولية.
قالت لنا، بأن الكشافة جعلتها تكتشف لب العمل التطوعي، و تكتسب قواعده و غرست فيها روح المسؤولية الجماعية، و هو ما ظهر خلال الفترات العصيبة التي مرت ببلادنا، كالأزمة الوبائية و الحرائق و لعل أكبر دليل كان الحرائق التي مست عديد الولايات الصائفة الماضية، بما فيها ولاية الطارف، التي كانت متواجدة على مستواها و بالضبط الحديقة المائية بغابة برابطية، رفقة قادة و أطفال المخيم الصيفي للفوج البالغ عددهم 68 طفلا أعمارهم بين 4 سنوات و 14 سنة، حيث برمجوا حينها قضاء يوم كامل بالحديقة، بعد أن قدموا من ولاية عنابة، مكان المخيم الصيفي، فوجدوا أنفسهم أمام اختبار حقيقي عنوانه الصمود والتضحية وترى بأنها و زميلاتها نجحن فيه، إذ كانت المرأة الكشفية بجانب الرجل في مواجهة ألسنة اللهب و قاومت و سارت وسط الظلام و الدخان الكثيف لتنقذ الآخرين.
عفيفة قالت، إن الحرائق كشفت شجاعة المرأة الكشفية و استعدادها للتضحية و الدليل حسبها، أنها ظلت في الحديقة رفقة قادة كشفيين آخرين، و الظلام يبسط ظلاله على المنطقة بفعل كثافة الدخان و تصاعد ألسنة اللهب وكانت تبحث عن الكشفيين الصغار لحمايتهم، مردفة بأنها رأت مشاهد مروعة للغاية، و ظنت لوهلة بأنها النهاية، لكنها قررت أن تقاوم وتموت شهيدة، و لم يهدأ بالها إلى أن التحقت بالمستشفى عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لتعرف مصير الأطفال، فوجدت بأنهم على قيد الحياة، منهم من تم نقلهم من قبل قادة كشفيين وآخرون أنقذهم مواطنون، مشيرة إلى أن تدريب الطفل الكشفي و تعليمه كيفية التعامل في حالات الخطر، من العوامل التي جنبت سقوط وفيات في أوساطهم.
وأضافت القائدة، بأنها لم تأبه لإصابتها التي كانت بليغة على مستوى الرأس، و تسببت في منعها من أداء وظيفتها الجامعية لمدة سنة كاملة، وقالت إنها لم تكن شيئا أمام تضحية زميلتها دنيا بوحلاسة، التي سمي المخيم الصيفي باسم والدها في تلك الصائفة، و هو كشاف وهب حياته للمؤسسة و رحل قبل 10 أشهر من الحادث، و سلم المشعل لدنيا و أختها، لكن القدر شاء أن تلتحق به دنيا، بعدما قامت بعمل بطولي، حيث أنقذت طفلين، أحدهما كانت تحمله بالرغم من بنيتها الضعيفة والثاني اصطحبته بعد أن سقط من شاحنة كان يهم بالصعود إليها، قائلة بأنها ظلت طيلة خمسة أيام تراقب وضعها إلى أن فارقت الحياة يوم 23 أوت.
القائدة نور بلعجال من فوج الوفاء
إقبال الفتيات على العمل الكشفي في تزايد
أكدت القائدة نور بلعجال، بأن العمل الكشفي يسري في عروقها، وقالت إنه أصبح يستهوي العديد من الفتيات والانضمام لصفوف الكشافة في تزايد، مرجعة ذلك إلى كون الأنثى عاطفية بطبعها وتميل إلى العمل الإنساني وتحبذ خدمة الفئات الهشة، التي تقصد في الغالب الكشافة للاستفادة من أنشطتها أو لطلب التكوين والتوجيه.
التحقت نور بالكشافة، و هي في سن السابعة كما أخبرتنا، مضيفة بأنها تدرجت من رتبة زهرة في فوج الشهيد محمد بوراس، إلى أن أصبحت مرشدة في فوج الإصلاح، ثم قائدة حاليا في فوج الوفاء ببلدية ديوش مراد، موضحة أن حب الوطن هو الدافع الذي حفزها للانضمام في سن مبكرة إلى المؤسسة، إلى جانب اليقين بضرورة مساهمتها في بناء جيل سوي، فتعلمت منذ انخراطها أصول التعامل مع الغير، و اقتدت بالمرشدات و القائدات اللواتي كن يشرفن على فوجها، فاكتسبت روح الجماعة و القدرة على تحمل المسؤولية والشجاعة في المواقف الصعبة، و التمسك بالقيم الفضلى كما تعلمت الاعتماد على النفس.
تدرس القائدة نور، تخصص ممرضة بمعهد التكوين شبه الطبي بقسنطينة، وقد أوضحت أن مبادئ و قواعد العمل الكشفي، ساعدتها على الانضباط كثيرا والإشراف على الزهرات و تعليمهن القرآن و تنشيط حصص تربوية تعليمية تثقيفية، مؤكدة بأن هذه الأنشطة تعود عليها بالفائدة و تكتسب من خلالها معارف جديدة وخبرات، كما تكسبها مهارات التعامل مع مختلف الفئات و تساعد في بناء شخصيتها، موضحة بخصوص الاحتياطات المتخذة من قبلها خاصة في الرحلات والمخيمات الصيفية، بأن القائدات يتلقين طوال فترة انضمامهن إلى الكشافة دورات تكوينية في الإسعافات الأولية و إجراءات الحماية.
أ ب