أعلن الديوان الوطني للحج والعمرة، اليوم الخميس في بيان له، أن تكلفة الحج لهذا العام 1446هـ / 2025م تقدر بـ 840 ألف دج شاملة لتذكرة السفر. ودعا...
خطيـب المسجـد الأقـصى يتوجـه برسـالة امتنـان إلى رئيـس الجمهورية بعث خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أمس الأربعاء، برسالة امتنان ومحبة الى...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، رئيس حزب جبهة المستقبل، السيد فاتح بوطبيق والوفد المرافق له، و دعا...
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، السبل الكفيلة بتعزيز النجاعة الطاقوية من خلال استعراض مختلف المشاريع الجاري إنجازها...
يزيد الاهتمام باستغلال التين الشوكي في مجالات غير الاستهلاك العادي، فهذه الثمرة ثورة حقيقية في المنظور الإستراتيجي الوطني والعالمي، وقد صارت من الخيارات التنموية المستدامة، له أبعاده الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
تعمل الجزائر على تنويع مصادر الثروة، بما في ذلك الاعتماد على الموارد الفلاحية والمنتجات التي تتعدد استخداماتها ، أين استحدثت مخططات تنموية لتوسيع المساحات المغروسة لبعض الأصناف كالتين الشوكي، الذي أدرج ضمن الشعب الفلاحية، في محاولة لتلبية الطلب الوطني تمهيدا لاقتحام السوق العالمية، بالنظر إلى المردود التجاري للثمرة و الأسعار التنافسية لمشتقاتها كالزيوت.
من الإنحصار إلى التـثمين والاهتمام
مرت غراسة التين الشوكي، أو ما يسمى محليا بالهندي وكرموس النصارى بثلاث مراحل، بدايتها كانت على نطاق ضيق وعبارة عن مبادرات فردية محتشمة، وذلك راجع إلى عدم انخراط الكثير من الفلاحين في هذا المسعى، ورفضهم توسيع هذه الزراعة، على حساب زراعات أخرى متوارثة أو ذات مردودية أكبر، كما زاد غياب الدراسات التقنية من عزوف الفلاحين، وبحلول التسعينيات دخلت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على الخط، عبر العمل على توطين هذه الغراسة، القادمة من موطنها الأصلي المكسيك، و ساهم هذا الاهتمام في مضاعفة المساحات المزروعة وطنيا، وصار التفكير في السنوات الأخيرة منصبا على كيفية الانتقال من الغراسة إلى التثمين والتطوير والتصدير، وفي هذا الشأن قال المحافظ الجهوي لإقليم الشرق، بالمحافظة السامية لتطوير السهوب بتبسة، الطيب معارفية، بأن عملية غراسة التين الشوكي في الجزائر انطلقت بداية من الموسم الفلاحي 1994/1995، حيث قدمت بلادنا الدعم المطلوب للمهتمين بهذا النوع من الغراسة، كما اقترحت إدراجه ضمن البرامج التنموية الكبرى كغراسة رعوية علفية، بعدما كانت مساحاته متناثرة هنا وهناك ومقتصرة على الجانب الاستهلاكي فقط، ومع تعدد طرق الدعم تم إقرارها كشعبة للخروج من منطق الغراسة، إلى منطق التثمين والتطوير.
54 ألف هكتار من التين الشوكي نصفها بولايات الشــرق
حددت المحافظة السامية لتنمية السهوب بتبسة، المساحة الإجمالية المغروسة بالهندي على المستوى الوطني بأكثر من 54 ألف هكتار يتوزع نصفها على 6 ولايات شرقية، تابعة لمحافظة السهوب، ويتعلق الأمر بولايات “ تبسة وخنشلة وسوق أهراس وأم البواقي وباتنة والوادي»، أما بالنسبة للمنتفعين من هذا النشاط، فيتجاوز بهذه الولايات 10 آلاف و600 مستفيد، وتحتل ولاية تبسة الصدارة من حيث المساحة المغروسة، بحوالي 15 ألف هكتار، ويصل عدد المستفيدين إلى 6 آلاف و615 مستفيدا، تليها ولاية سوق أهراس بحوالي 6 آلاف و580 هكتارا، وبمجموع 2135 مستفيدا، وتأتي ولاية خنشلة في المركز الثالث، بـمساحة 4 آلاف و300 هكتار، موزعة على 1277 ناشطا، فيما تصل المساحة المغروسة بولاية أم البواقي إلى 766 هكتارا و609 مستفيدين.
وأشار محافظ السهوب، إلى أن المرحلة الحالية « لا تعنى بالتحسيس والترويج لأهمية هذه الغراسة وهذه الشعبة، ولا بجدواها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، فقد صار ذلك في حكم المثبت لدى الفلاحين وإنما الرهان منصب حاليا على كيفية الخروج من الغراسة إلى تطوير وتنمية هذه الزراعة، عبر توسيع مساحاتها و استحداث وحدات للتعليب وفتح معاصر تواكب حجم الإنتاج الذي يزيد من سنة لأخرى مع العلم أن المساحة المغروسة بالهضاب العليا سنة 1995، لم تتعد 2180 هكتارا وبمجموع 995 مستفيدا».
* المستثمر حسين مناس
نطمح للتصدير و دعم خزينة الدولة بالعملة الصعبة
قال المستثمر حسين مناس من بئر العاتر، بأنه يطمح كغيره من المستثمرين إلى التصدير نحو الخارج، وذلك لدعم خزينة الدولة بالعملة الصعبة خارج قطاع المحروقات، وأضاف صاحب المعصرة العصرية” الشجرة المباركة” بأنه خاض تجربة الاستثمار في مجال استخلاص زيت الزيتون والزيوت العصرية الأخرى، وكذا الكريمات والعصائر، لتغطية حاجيات السوق المحلية والانتقال بعدها نحو الأسواق الدولية، غير أن تنمية الإنتاج الوطني تتطلب حسبه، بحثا مستفيضا عن وجهات التصدير، وهي مهمة لا يضطلع بها المنتجون والمستثمرون فقط، بل تتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص لوضع الأسس المتينة لهذا النشاط، متوقعا إنتاجا متوسطا في مادة الزيت، الذي سيتم استخلاصه بوحدته خلال شهر أكتوبر الداخل مطمئنا في السياق ذاته، بأن المادة الأولية من فاكهة الهندي متوفرة ومنتوج ولاية تبسة بات مطلوبا، بالنظر إلى نوعيته الجيدة وانخفاض نسبة الحموضة فيه، وفق ما دلت عليه النتائج المخبرية الدولية.
لتر واحد من زيته يتراوح بين 600 و 1000 أورو
يعتبر التين الشوكي لدى الكثيرين رافدا اقتصاديا مهما، يمكن الاستعانة به في سياق سعي السلطات إلى دعم التصدير خارج قطاع المحروقات، وبرأي أكاديميين ورجال ميدان وأعمال، فإن الدولة مطالبة بالإقتداء بدول الجوار لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال والسعي إلى اقتحام الأسواق الخارجية، إذ لا تكفي جودة الإنتاج المحلي، ولا خلاصته المخبرية الجيدة ولا يمكن أن نعول فقط على إنتاجه الأولي المتوفر لمزاحمة المنتجين الآخرين و اقتطاع تذكرة القبول في تلك الأسواق، وعلى الجزائر توسيع وتدعيم المساحات المغروسة، والرفع من عدد الوحدات التحويلية ووحدات التعليب لمسايرة عجلة الإنتاج الوطني.
وينصح بتنظيم هذه الشعبة وإقامة التظاهرات والملتقيات الدورية بما يسمح بتبادل الخبرات بين المستثمرين والمنتجين، والعمل كذلك على إعداد بحوث ودراسات علمية مستفيضة عن ثمرة التين الشوكي، وذلك لتحديد الأماكن الأكثر ملاءمة لإنتاجه، وكذلك مستخلصاته المختلفة وإعادة بعث ورشات البحث العلمي الخاصة بكل صنف، ومدى تأقلمها مع بعض المناطق، مع التركيز كذلك على الدراسات الخاصة بقيمته الغذائية البشرية، وقيمته الصحية الحيوانية إذا استعمل كأعلاف للحيوانات، وانجاز دراسات في فوائده العلاجية، وخصائص استعمالاته الصيدلانية والصحية، وفي هذا الشأن يؤكد مصدرنا، بأنه تم إنشاء عدد من وحدات التعليب والمعاصر، بينها وحدات بتبسة وكذلك بسوق أهراس، كما قدمت بعض البحوث الجامعية، حول غراسة التين الشوكي، الذي وإن شكل أقطابا في بعض المناطق وأصبحت هناك مناطق مرجعية، إلا أن وتيرة غراسته قد انخفضت نوعا ما في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى غياب التحفيز ومنافسة بعض البرامج التنموية الأخرى، مع العلم أن الإحصائيات الرسمية لوزارة الفلاحة، تؤكد أن الهكتار الواحد المغروس يدر على صاحبه بين 50 و60 مليون سنتيم، بينما تباع الحبة الواحدة منه محليا بين 05 دج و10 دج، وفي السوق الدولية، يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من فاكهة التين الشوكي بين 03 و06 أورو، فيما يفوق سعر لتر واحد مستخلص منه أزيد من 500 أورو، إذا علمنا أن استخلاص 01 لتر منه، يتطلب عصر ما بين 25 و30 كلغ من بذوره.
فوائد غذائية و تجميلية كبـيرة
و تعد فاكهة التين الشوكي، مهمة في بعض الصناعات الغذائية و التجميلية، فالهندي مساعد على هضم المواد الدهنية والوجبات الدسمة ولذلك ينصح خبراء التغذية بتناوله عقب الوجبات الثقيلة، كما يساعد في إزالة روائح الفم غير المستحبة و تنظيف الجهاز الهضمي، كما يمد الجسم بما يحتاجه من البوتاسيوم والمغنيسيوم، ويساعد في بناء وتقوية العظام، أما عن زيته فيسمى زيت الجمال لمقاومته لشيخوخة البشرة، ويستطيع أن يتغلغل بسرعة في طبقات الجلد، دون أن يترك أي إحساس دهني أو لمعان زيتي وهو مضاد للأكسدة، ويساهم في اختفاء الهالات السوداء ويعيد ترميم البشرة التالفة ويغذي الشعر وغيرها من الإستعمالات.
الجموعي ساكر