أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
كشفت الدكتورة صونيا ناصري، مختصة في جراحة أمراض الثدي بمستشفى بن شريف عبد القادر في علي منجلي بقسنطينة، بأن حالات الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال والذي يُصنف من الأمراض النادرة، تشهد تزايدا مخيفا، مرجعة ذلك لأسباب تتعلق أساسا بتعاطي المخدرات واضطرابات هرمونية.
وقالت الدكتورة ناصري، في حديث جمعها بالنصر، بأن سرطان الثدي نوع نادر جدا عند الرجال، ويشكل نسبة 1 بالمئة من الإصابات لدى الجنسين، إذ لم تكن تُسجل في الماضي حالات عند الذكور، لتصنيفه ضمن قائمة الأمراض النادرة عالميا، غير أنه في السنوات الأخيرة بدأت تظهر مؤشرات الإصابة به على المستوى الوطني بتسجيل حالة كل سنتين، ثم حالة واحدة في السنة، ليقفز العدد مباشرة وبشكل لافت في العامين الأخيرين، حيث تم تسجيل أربع إصابات في أقل من سنة، وهو تزايد وصفته الطبيبة بالمخيف، ويستدعي إجراء أبحاث علمية دقيقة وتطوير أخرى.
وأردفت، بأن حالات سرطان الثدي عند رجال، كانت لأشخاص يزيد سنهم عن 50 سنة على مستوى مستشفى علي منجلي، الذي يستقبل مرضى من مختلف ولايات الشرق، مؤكدة بأن الارتفاع الخطير لهذا الداء عند النساء، قابله في السنتين الأخيرتين ظهور حالات الإصابة به لدى الرجال، وتتمثل أعراضه في ظهور كتلة على مستوى الثدي، وغالبا ما يتم التفطن لها مبكرا بحكم صغر حجم ثدي الرجل، كذلك تغير لون حلمة الثدي أو ظهور جروح ونتوء.
وأشارت الجرّاحة، إلى أنه وبالرغم من ظهور الأعراض مبكرا لدى الرجل، إلا أنه في الغالب لا يكترث لها كما لا يشك بتاتا باحتمال الإصابة بسرطان الثدي، بسبب غياب الوعي وجهل الكثيربن بوجوده، وغالبا ما يعتقدون بأن ظهور جروح على الحلمة سببه مشكلة جلدية، فيتوجهون لطبيب عام أو مختص في الأمراض الجلدية، يؤدي دور التوجيه لمختص في جراحة الثدي.
أضافت الأخصائية، بأن المرحلة الأولى تبدأ بالتشخيص من خلال إجراء الفحص بالأشعة، «إيكوغرافيا» فضلا عن التشخيص النسيجي «ميكروبيوبسي»، ويتم أخذ خزعة من الورم وإخضاعه للتحليل للتأكد مما إذا كان المعني مصابا فعلا بسرطان الثدي، وبعد ذلك يتم إجراء تحاليل الدم لوضع إستراتيجية علاجية، وإعلام المرضى، الذين يتفاجأون، وفقا للحالات التي تتابعها، بطبيعة الداء ظنا منهم أنه يصيب النساء فقط، إلا أنهم سرعان ما يتقبلون الوضع، كما لهم قابلية للعلاج أكثر من النساء، ما ساعد بشكل كبير جدا في نجاح العلاج.
وأوضحت، أن الإستراتيجية العلاجية تختلف من حالة لأخرى وحسب درجة انتشار المرض، حيث هناك حالات يتم فيها مباشرة العلاج بإجراء العملية الجراحية ثم إخضاع المريض لحصص العلاج الكيماوي، فيما هناك حالات تخضع قبل ذلك للعلاج الكيمائي، مؤكدة بأن ذلك أعطى نتائج ايجابية.
وبخصوص أسباب انتشاره بشكل متزايد لدى الرجال، قالت بأن هناك أسبابا مختلفة تتعلق بالاضطراب الهرموني، وتعاطي المخدرات و بعض الأدوية، كذلك مرض التثدي، حيث تم تسجيل حالتي إصابة بسرطان الثدي لمرضى يعانون من التثدي، مشيرة إلى أن رفض بعض الحالات لفكرة العلاج ، بسبب تصنيف المرض ضمن «الطابوهات»، بالرغم من أنه مرض قد يخفي الإصابة بالسرطان أو يتسبب مع مرور الوقت في الإصابة به، مردفة بأن أكثر حالات التثدي تسجل بين الشباب أكثر من الكهول والشيوخ، إذ يرفض شباب الفحص من باب الخجل، مؤكدة بأن حالات التثدي في ارتفاع كبير، وقد تم إجراء عمليات جراحية حساسة ومعقدة حسبها، باستخدام تقنيات طبية خاصة، حيث يتم شفط الدهون كمرحلة أولى ثم استئصال الثدي وإجراء الجراحة التجميلية، من خلال إعادة هيكلة الثدي، مؤكدة بأن العلاج أصبح متاحا.
وفي ما يتعلق باحتمالية إصابة أفراد من عائلة المريض، و ما إذا كان من الممكن أن يُصنف المرض ضمن الأمراض الوراثية، أوضحت الجراحة بأن إصابة الرجل بسرطان الثدي تزيد من احتمالية إصابة بناته أو أخواته أو حفيداته بذات الداء، و بمعدل خمسة أضعاف مقارنة بإصابة امرأة في العائلة بالمرض، كما دعت أخصائية الجراحة العامة و جراحة الثدي بمستشفى علي منجلي الدكتورة فاني لقيقط، إلى ضرورة التحسيس بالمرض وسط الرجال، من خلال تنظيم حملات توعوية وعرض الحالات المسجلة.
2 بالمائة من المصابين بسرطان الثدي بميلة رجال
وحسب رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى الإخوة مغلاوي بميلة، الدكتور صلاح الدين بلفقير، فإن نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال تضاعفت وارتفعت إلى حد 2,10 بالمائة بولاية ميلة، متجاوزة المعدل العالمي الذي هو في حدود 1 بالمائة.
وأوضح الطبيب للنصر، بأن مصلحته وهي الوحيدة على مستوى الولاية وقد سجلت منذ افتتاحها في شهر سبتمبر 2015، وإلى غاية نهاية شهر سبتمبر المنقضي، 1139 حالة لسرطان الثدي وهذا الرقم يمثل أزيد من 40 بالمائة من مجموع الحالات السرطانية المسجلة بالولاية، والمقدر بـ 2760 حالة على مستوى المصلحة، حيث خضع المصابون الذين تم إحصاؤهم للعلاج، في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للمصابين بسرطان الثدي، حدود 12 بالمائة.
و حسب الجنسين، فإن عدد المصابين بسرطان الثدي الذين استقبلتهم المصلحة لأجل العلاج الكيميائي، هو 1115 حالة عند النساء، في حين بلغ عدد الرجال المصابين بسرطان الثدي 24 حالة، دون ذكر الحالات التي اختارت العلاج بالولايات المجاورة أو التي فضلت العلاج بالأعشاب في منازلها ،وعليه يمكن وصف الوضعية بالوبائية، والقول بأنها تحتاج إلى دراسة ميدانية تحليلية معمقة حسبه، وذلك لفهم الأسباب التي تقف وراء هذا الداء الذي يضرب بلديات الولاية بصورة متوازنة دون تفاوت يذكر على عكس أنواع السرطانات الأخرى التي تتفاوت معدلات الإصابة بها.
وأضاف الدكتور بلفقير، بأن مصلحته سجلت العام الماضي 513 حالة سرطانية جديدة، منها 201 مصاب بسرطان الثدي، مع الحفاظ على ذات النسبة عند الذكور، وتمثل الشريحة العمرية الأربعينية الفئة الأكثر إصابة بسرطان الثدي، متبوعة بشريحة 50 سنة فما فوق، علما بأن عشرين بالمائة من المصابات النساء لم يتجاوزن 40 سنة، وكانت أصغر مصابة هي طالبة جامعية عمرها 21 سنة، وقد توفيت بعد أربع سنوات من العلاج، مع الإشارة إلى أن السرطان يكون أكثر عدوانية عند صغيرات السن بالنظر إلى طبيعة النشاط الهرموني، وذلك مقارنة بكبيرات السن كما تكون نسبة الشفاء جد عالية بالنسبة لهن وذلك في حال التشخيص المبكر.
أما عن السرطانات الأخرى، فإن سرطان القولون أو المستقيم، يحتل المرتبة الثانية بولاية ميلة حسبه، إذ استقبلت المصلحة قرابة 500 حالة موزعة بالتساوي على الجنسين، حيث يتحدد العلاج حسب توقيت التشخيص و يكون إما بالجراحة أو كيميائيا أو عن طريق العلاجات الموجهة.
ويأتي سرطان الرئة الناتج بالأساس عن التدخين في المرتبة الثالثة، وعدد المصابين به غير بعيد عن عدد المصابين بسرطان القولون، أي قرابة 50 حالة سنويا، 20 بالمائة من الحالات تخص سيدات مدخنات أو يتعرضن للدخان، مقابل ذلك تسجل باقي أنواع السرطانات بنسب أقل في الولاية على غرار سرطان المعدة و البروستات عند الرجال والمبيض عند المرأة.
وقال الطبيب، بأنه انطلاقا من المعطيات والأرقام، فإنه من المهم فتح مراكز علاج بمنطقتي فرجيوة وشلغوم العيد، للتخفيف من متاعب مرضى هاتين المنطقتين بفعل تنقلهم المستمر إلى مدينة ميلة لأجل التداوي، مشيرا في ذات السياق، إلى ضرورة رفع عدد الأطباء المعالجين، لتحسين مستوى التكفل بالمرضى البالغ عددهم شهريا 1300 حالة تستوجب العلاج و 600 حالة تقريبا تتطلب المتابعة.
وختم محدثنا، بالإشارة إلى الحملات التحسيسية الجوارية الواسعة والمستمرة، التي يقوم بها أطباء المصلحة لفائدة مختلف فئات المجتمع، عن طريق الأبواب المفتوحة و المحاضرات والمداخلات عبر مختلف وسائط التواصل، بغية دفع الناس للكشف المبكر .
أسماء بوقرن/ إبراهيم شليغم