الإسلام أفعال وأقوال (2)

لقد وصف الله من ينتسب إلى الإسلام قولا لا فعلا بالظلم في قوله جل من قائل: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).  إن هذا الإسلام لهو أمانة بين أيدينا هو لباسنا سترتنا تاجنا فويحنا  إن كنا غاشين للأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن تحملها، فالذي يظهر بلسانه الإسلام، وأخلاقَه من غير الإسلام غشاش، و من مظاهر الغش وعدم تجلي حقيقة الإسلام على المسلم: إضاعة الصلاة والغيبة والنميمة وأكل الربا والكذب والزنا والتحايل في البيع تعطيل مشاغل الناس في الإدارات، وتضييع تربية الأولاد والعنف في الملاعب والعنف مع الزوجة والتعدي على الجار وعدم الوفاء بالعهود وأكل الحرام والسحت وأخذ الميراث بغير حق وأكل مال اليتيم والرشوة والتلفظ بالألفاظ البذيئة وعدم احترام قواعد المرور أو تكفير الناس بغير وجه حق وقتال المسلمين وترهيبهم الغلو في الدين والتنطع والبدع وإثارة الفتن بين الحميات القبلية والطائفية وغيرها.. فلا أخلاق لمن اتصف بها ولا اسم له كاملا من الإسلام، وفي تاريخ المسلمين نماذج حية لارتباط الإسلام والمسلمين بالأخلاق، فقد انتشر الإسلام في الهند وما جاورها من دول آسيا بأمانة المسلمين في تجارتهم وأخلاقهم، وكم من الغربيين أسلم بحسن خلق مسلمين جاوروهم أو كانت بينهم زمالة في الوظائف أو على كراسي الدراسة، فلنضع بصمتنا ولا نكون عبئا على الإسلام بخلتنا لأعدائه فالإسلام لا يحتاج إلى الجيوش والعتاد لكي ينتصر بل إلى الحشود الفكرية والروحانية، يحتاج أن نجسده في بيوتنا فيلقي بنوره على المجتمع فيصلح حالنا بالإسلام فمتى كنا كذاك انتصرنا على أعدائنا وأي انتصار.
 فوزي بن يسعد إمام مدرس