أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
فرنسا على مشارف حرب أهلية ..هذا استنتاج صادم توصّل إليه الرجل الأول حاليا في المخابرات الفرنسية ( المديرية العامة للأمن الداخلي)، و هو ما يذكر المؤرخين بسيناريو الحروب الدينية و الحرب الأهلية المفتوحة المرتبطة بثورة عام 1789 الشهيرة.
الإستنتاج الأليم تحدث عنه المخابراتي باتريك كالافار علانية في جلسة سماع أمام نواب الجمعية الفرنسية ، الهيئة التي تمثل الشعب و تتابع بقلق بالغ تصاعد موجة غضب الضواحي و السخط العام من قوانين إصلاح الشغل، بالإضافة إلى مخاطر تطرف أقصى اليمين و الأعمال الإرهابية المثيرة التي قد تقع في أي مكان عام و تخلط حسابات رجال الأمن و السياسة.
و حسب المصدر ذاته الذي نقلت عنه اليومية اليمينية "لوفيغارو"، فإن التوابل اللازمة لإندلاع الحرب الأهلية بين الفرنسيين قد اجتمعت، إلى درجة بدت و كأن شرارة الحرب الأهلية قد تشتعل بسرعة تفوق تصور الطبقة السياسية الفرنسية التي يبدو أنها غير مقدرة لحجم المخاطر التي تهدد أمن و استقرار المجتمع الفرنسي المأزوم أصلا.
فبعدما كان الحديث من قبل عن “المواجهة” بين قوات مكافحة الشغب و شبان الضواحي، أصبح الحديث الآن عن «الحرب الأهلية» بين مختلف التنظيمات المتطرفة التي تعاظم شأنها، فقد أصبحت هي نفسها تبحث عن مواجهة مفتوحة مع مصالح الأمن،
و ساعتها ستتوسع المواجهات إلى باقي الأقليات الدينية و العرقية.
و تصبح فرضية الحرب الأهلية قائمة أكثـر، في حال وقوع عملية إرهابية جديدة قد تفقد الفرنسيين ثقتهم في مصالح الأمن لحمايتهم من خطر الإرهاب، و بالتالي البحث عن حلول فردية لتأمين حياتهم و حياة أفراد عائلاتهم، أي التسلح الذاتي، و أخيرا فرضية انحراف مظاهرة يتسلل إليها الهوليغانز من ملاعب أورو 2016 الجارية في فرنسا هذه الأيام.
و بقدر ما أثارت هذه الإستنتاجات مخاوف الفرنسيين و فزعهم من غرق بلادهم في الفوضى غير الخلاقة ، فقد أيقظت فيهم رغبة ملحة لمساءلة سياسييهم حول مدى قدرتهم على تجنيب فرنسا حربا أهلية ، بعدما نجحوا في مخططهم و أشعلوا حروبا أهلية في عدة مناطق بالعالم، و منها عالمنا العربي الذي لازال ينزف دما و دموعا في العراق و اليمن و سوريا و ليبيا في انتظار الدور.
و تتحمل الطبقة السياسية الفرنسية مسؤوليتها التاريخية في المساهمة بكل غباوة في توفير توابل حروب أهلية، عمل الفيلسوف الصهيوني الماكر على التنظير لها و التبشير بها تحت مسمّى “الربيع العربي” الذي لم يأت بالديموقراطية و حقوق الإنسان ، بل أتى بمجموعات مسلحة و متطرفة تتقاتل على السلطة، ممّا قوّى من شوكة الإرهابيين الذين وجدوا الوسط الملائم لنقل نشاطهم إلى موطن نشأتهم الأولى في مختلف عواصم القرار الدولي التي جندتهم علانية.
و تجد فرنسا الرسمية اليوم نفسها أمام تحديات أمنية خطيرة تهدد نسيجها الداخلي الهش أصلا بفعل فشل سياسة الإدماج و رفض قبول مواطنين ولدوا على ترابها، لأنهم لا يشاركون أفكار سياسيين مثل ساركوزي و لوبان و غيرهم من المتطرفين الذين يعملون على إذكاء نار الحرب الأهلية.
و قد بلغت سياسة الإندماج حدودها، عندما عمد عدد كبير من السياسيين المتطرفين إلى الوقوف في وجه لاعب جزائري الأصل موهوب مثل بن زيمة و منعه من اللعب للمنتخب، و تقديم ذلك على أنه انجاز سياسي لصالح الأمة الفرنسية المهددة بقيم جديدة.
و من شأن جدية المخاطر المحدقة بقيم العدالة و الحرية و الأخوة، واحتمال عودة فرنسا إلى حروبها الأهلية القديمة، أن ترغم الطبقة السياسية الفرنسية على التجنّد حول قضاياها الداخلية و تنسى قضايا و شأن الآخرين و منها الشأن الجزائري الذي يعتبر معطى ثابتا في المعادلة الفرنسية بحكم التاريخ و المصالح.
الأيام القادمة وحدها القادرة على إثبات مدى صحة تنبؤات الشرطي الأول في فرنسا، ساعتها سيكون من المثير جدا بالنسبة للذين اكتووا في ليبيا و سوريا بنار الغبي نيكولا ساركوزي و نذير الشؤم بيرنارد هنري ليفي، و هم يرون السحر ينقلب على الساحر و ينتقل الرعب إلى الضفة الأخرى في ظرف قياسي و في سيناريو لم يخطر على بال أحد.
النصر