* تركيا ستكون دوما صديقا وثيقا للجزائراستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون الخارجية للجمهورية...
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، أن الجيش الوطني الشعبي اضطلع بدوره كاملا منذ أيام الاستقلال الأولى، وأن الجزائر بقيت شامخة في محيط...
أكد أمس الباحث والمؤرخ الفرنسي كريستوف لافاي لـ «النصر»، بأن اعتذار فرنسا للجزائر دون الاعتراف بجرائمها المرتكبة أثناء فترة حرب التحرير لا يجدي نفعا مادامت...
يشرف وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، اليوم الثلاثاء بقسنطينة، على اللقاء الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين ومختلف الفاعلين في قطاع الاتصال، وذلك...
دبّت الحياة في التشكيلات السياسية، التي عادت إلى النشاط ويُنتظر أن تضاعف من حضورها في الميدان وفي وسائل الإعلام بمناسبة الاستحقاقات القادمة، في ظاهرة ظلت لصيقة بالعمل السياسي في الجزائر منذ سنوات طويلة، وكأن الحياة في البلاد لا تبدأ إلا باقتراب هذه المواعيد.
وقد يكون الاستحقاق القادم بداية لفرز الساحة السياسية، بعد أن تزايد عدد الأحزاب و النشطاء بشكل فوضوي في أعقاب الأزمة التي عاشتها البلاد بعد الانفتاح المتعثر. فوضى تجعل من لم يتم انتخابه في يوم من أيام الله يملأ الساحة بالضجيج، بل وحتى الذين لم ينالوا ثقة الشعب أصبحوا يعيشون على زعامات وهمية ولا يتأخرون في تقديم الدروس للآخرين. لذلك يبدو التقدم للاختبار الشعبي ضروري في الحياة السياسية للأشخاص والأحزاب على حد سواء، حيث يكون «السياسي» في حاجة إلى إقناع الناس بانتخابه، ثم الوفاء بالتزاماته وعلى أساس ذلك يكافئه الناخبون بالتجديد أو يعاقبونه بالإعراض عنه، وكذلك الشأن بالنسبة للأحزاب السياسية، حيث تنال مكانتها بأصوات الناخبين وليس بالتموقع، وينسحب الأمر على البرامج التي يكون تطبيقها سلسا وسهلا حين تستفيد من الموافقة القبلية للناخبين. ويتعلق الأمر هنا بقواعد بسيطة للديمقراطية التي تمنح لكل حزب ولكل شخصية المكانة الطبيعية والحجم الحقيقي، وتساعده على تجسيد أفكاره، وهي قواعد لا تحتاج إلى الكثير من الاجتهاد أو التأويل، وتحتاج إلى أن نتذكرها عشية كلّ استحقاق، لأن الانتخابات ليست برنامجا للتشغيل وليست فرصة للاستفادة من الحصانة، بل هي طلب ثقة لتنفيذ برنامج واضح والتزامات أشبه ما تكون بعقد بين المواطنين والمتقدمين لخدمتهم.
أما أن تتحول إلى فرصة نجاح فردي يستثمر فيه المستثمرون أشياء أخرى غير الأفكار والبرامج، فإن ذلك من شأنه أن يسمّم الجسم السياسي ويتسبب في انحرافات في الممارسة تصيب الديمقراطية الناشئة في العمق، لأنها تجعل المواطنين لا يثقون في هذه الآلية، خصوصا في ديمقراطيات في طور البناء تحتاج إلى البرهنة على نجاعة الآلية قبل استخدامها. ليكون التنافس بعد ذلك بالبرامج والكفاءات المقترحة لتنفيذها، تنافس واضح يمتص أسباب الصراع العنيف، ويجعل العملية السياسية برمتها مباراة لتقديم الأفضل، وضعية تدفع المتقدمين للعبة أشد حرصا على نظافة السجل واليد واللسان، لأن بإمكان أي شائبة أن تعصف بالمسار السياسي للأفراد أو تتسبب في انتكاسات لتشكيلاتهم.
وإذا كانت بعض الأحزاب قد اشتكت من دفعها إلى جمع التوقيعات ووضع حاجز أربعة في المئة، فإن الشكوى قد تكون في بعض الأحيان اعترافا مسبقا بصعوبة الذهاب إلى الناخبين، كما أن الحياة السياسية في حاجة إلى فرز لأن الانتخابات ليست مجرد وثائق تدفع ونية يعبّر عنها صاحبها حتى وإن لم يكن يمتلك أدوات تحقيقها فيرهق نفسه قبل أن يرهق الآخرين بالتسجيل في استحقاق لمجرد التسجيل، ثم يأتي الفرز الكبير بعد ذلك عن طريق المواطنين أنفسهم، الذين يحتاجون إلى إقناع بضرورة دورهم ومسؤوليتهم في تغيير المناخ السياسي أو إبقاء الأمر على ما هو عليه، عبر اختيار البرامج والأشخاص الذين يخدمونهم في عهدة انتخابية. وحتى و إن كان الجزائريون لازالوا لا يثقون في هذه الآلية كوسيلة لإدارة حياتهم، لأن الأمر يتعلق بتجربة غير مكتملة وتحتاج إلى إنضاج، فإنها تبقى السبيل الوحيد للتجديد والتغيير
و في فرز الحياة السياسية حتى لا يختلط الصالح بالطالح ويعود المجتمع إلى نقطة البداية.
النصر