وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
موقع أثري و سياحي مهجور
تعد المقابر الميغاليتية الواقعة ببلدية الركنية، شمالي ولاية قالمة، واحدة من أهم المواقع الأثرية و السياحية بالمنطقة، لكنها لا تزال بعيدة عن الأضواء و اهتمام السياح و الباحثين، بسبب عزلة المكان، و انهيار الطريق المؤدي إليه، انطلاقا من الطريق الولائي 122.
و بدأ المهتمون بالتاريخ و الآثار و السياحة بقالمة، يتحركون باتجاه السلطات الولائية، لإقناعها بتسجيل مشروع لتعبيد الطريق الممتد على مسافة 1.5 كلم، و وضع لوحات، ترشد السياح، إلى الموقع المليء بالقبور، و الحوانيت، الضاربة في أعماق التاريخ البعيد.
و يقول سكان المنطقة، بأن تعبيد طريق المقابر و المشتة المجاورة له، سيحرك النشاط السياحي و يرفع الغبن عن السكان، الذين يعيشون بجانب هذه المقابر العجيبة منذ أمد بعيد.
و حسب المصادر التاريخية المتداولة حول الموقع، فإن المقبرة الميغاليتية بالركنية تضم نحو 3 آلاف قبر جنائزي محفور في قلب الصخور العملاقة، بشكل هندسي عجيب، يوحي بقدرة الإنسان القديم على تطويع الطبيعة القاسية، و إقامة حضارة عليها.
و إلى جانب القبور الصخرية الفريدة، يوجد نحو 300 حانوت بالموقع المطل على جبل المنشار، و يعتقد المؤرخون بأن المكان هو أكبر مقبرة ميغاليتية بشمال إفريقيا، و تسمى هذه المقابر “الدولمن”، و تحتوي على بقايا عظام و جماجم لهياكل بشرية، و قطع من الفخار، عثر عليها باحثون قبل 150 سنة.
و إلى جانب الفخار و الهياكل العظمية البشرية، عثر علماء الآثار القدامى أيضا، على حلي و قطع نقدية و أساور من معدن البرونز، و معدن الفضة، مما يؤكد بأن إنسان فجر التاريخ، لم يعتمد فقط على الفخار، بل استعمل الكثير من المعادن الأخرى لتسهيل الحياة، و إبراز قدرته على الاستكشاف و الصناعة.
و تقول المصادر التاريخية المتداولة، بأن أبعاد القبور المنحوتة في قلب الصخور بين 0.8 و 3 أمتار طولا و بين 0.5 و 1.7 مترا عرضا، و كل قبر مملوء بالقواقع و عظام الموتى الذين عاشوا بالمنطقة منذ فجر التاريخ.
و جرت بعض المحاولات قبل عدة سنوات، لتهيئة موقع المقابر الميغاليتية الشهيرة بالركنية، و ترميم الطريق المؤدي إليها، و منذ ذالك الحين بقي الموقع مهجورا، و بعيدا عن قوافل السياح، و الباحثين و طلبة الجامعات، المهتمين بالآثار و التاريخ القديم.
و يأمل سكان المنطقة بأن تتدخل السلطات الولائية، لفك العزلة عن الموقع الأثري، و السكان المجاورين، و تحريك النشاط السياحي، الذي يعول عليها كثيرا لإعطاء دفع جديدة للتنمية المحلية.
فريد.غ