قريـن يشدد على ضرورة ترسيخ ثقافــــة الاستحقــــاق و إبـــراز الكفـاءات
كرّم وزير الاتصال حميد قرين عددا من الوجوه النسوية التي تألقت في ميادين شتى، في الإعلام والفن والبحث العلمي والعمل الجمعوي وفي الكفاح المسلح، ومنحهن لأول مرة أوسمة استحقاق، معلنا عن إطلاقه مبادرة جديدة تتمثل في تكريس ثقافة الاستحقاق.
وتزامن حفل التكريم الذي جرى أمسية يوم الأربعاء بجنان الميثاق بالعاصمة مع إحياء اليوم العالمي للمرأة، افتتحه وزير الاتصال بكلمة ترحيبية أرادها أن تكون مختصرة لمسيرة المرأة الجزائرية التي برزت وتألقت في مختلف مناحي الحياة، مؤكدا بأن ثقافة الاستحقاق من شأنها أن تخرج إلى الضوء العديد من الفاعلات في المجتمع، معتبرا بأن قطاع الإعلام يعد مرآة عاكسة للصحفيات اللواتي لديهن إمكانيات وقدرات عالية، فهو القطاع الوحيد تقريبا الذي يبرز المرأة المقتدرة والممتازة والمعطاءة، بدعوى أن العمل الصحفي لا يمكنه أن يخفي الكفاءة والتألق، لأن الصحفية تقدم خلاصة جهدها لجمهور القراء أو المشاهدين مباشرة للحكم عليه، عكس الإدارة التي قد تخفي الكفاءات، بدعوى أن فائض القيمة قد يستفيد منه المسؤول دون أن يظهر جهد المرأة.
وأشاد حميد قرين بمكانة النساء الصحفيات اللواتي أدرن ويدرن بكل جدارة مؤسسات إعلامية، مشيرا إلى أنه يعتمد في هيئته على مديرة للديوان، معتقدا بأن المرأة لا تشد العصا من الوسط في مجال العمل، فهي تعطي وتقدم كل ما لديها، موضحا بأن حفل التكريم خص هذه السنة 12 امرأة يربطهن خيط ذهبي، وهو ثقافة الاستحقاق، تتقدمهن ابنة الشيخ أمود رائد المقامة بأقصى الجنوب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي، كما استغل الفرصة ليعلن عن مبادرة استثنائية وهي تكريم رجال تألقوا في ميادينهم في احتفالية عيد المرأة، ويتعلق الأمر بالبروفيسور مسعود زيتوني الذي أوكل له رئيس الجمهورية مهمة إعداد المخطط الوطني لمكافحة السرطان، والذي غاب عن الحفل بسبب تواجده رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال بولاية عنابة، فضلا عن البروفيسور عبد الرحمان حاج صالح الذي أفنى مساره العلمي في ترقية لغة الضاد.
وكانت الأجواء مميزة بالفعل حينما تقدمت إبنة الشيخ آمود إلى المنصة الشرفية لتسلم الوسام، ويتعلق الأمر بالسيدة «رحمة إيمانن» ذات 90 سنة، والتي تمثل إحدى رموز المقاومة بالجنوب، وهو الشيخ «أمود بن مختار بن آخا «الذي توفي العام 1928، المنتمي إلى أهم وأكبر قبيلة بمنطقة جانت، وتولى وزير الاتصال حميد قرين شخصيا تكريم نجلة الشيخ أمود، وتلتها إلى المنصة الشرفية المجاهدة «لويزة إيغيل أحريز» مؤلفة كتاب التعذيب في الجزائر، والطبيبة النفسانية التي غادرت مقاعد الدراسة وهي في ريعان شبابها لتلتحق بصفوف الثورة، والتي تم تكريمها تقديرا لنضالها، وسلمتها هدية التكريم وزيرة البريد وتكنولوجيا الاتصال هدى فرعون، وصنعت المجاهدة أحريز أجواء خاصة طيلة المدة التي استغرقها الحفل، وهي تطلق زغاريد على كل السيدات اللواتي حظين بالتكريم من وزارة الاتصال.
وكانت الفنانة المتألقة «سلوى» من بين النساء اللواتي حظين بالاستحقاق، تقديرا لموهبتها، فقد حازت هذه الفنانة سنة 1966 على أوسكار الأغنية الجزائرية، وكرمت في دول عدة، ولم تنس وزارة الاتصال أيقونة الأغنية القبائلية الفنانة « حميزي زهية» المعروفة في الوسط الفني باسم «نوارة» التي أطربت الحضور بمقاطع فنية جميلة، وفي مجال البحث العلمي كرم الوزير حميد قرين الباحثة لخضاري فطوم، التي تتولى رئاسة المركز الوطني للبحث العلمي بولاية بسكرة، تقديرا لاستحقاقها، وأشادت الباحثة في كلمة مقتضبة بمجانية التعليم التي أوصلتها إلى المرتبة التي تحتلها اليوم، كما تم تكريم الباحثة حليمة بن بوزة التي اختيرت سنة 2014 من قبل الخارجية الأمريكية من ضمن أحسن النساء العربيات، وتعاقبت على منصة التكريم المديرة السابقة ليومية المجاهد نعمة عباس تقديرا لوفائها، والإعلامية مريم عبدو عن القناة الثالثة ، والسيدة عائشة باركي التي قطعت أشواطا في مجال مكافحة الأمية، وكذا السيدة عتيقة المعمري التي تناضل من أجل فئة المعاقين، تقديرا لكفاحها، وكذا السيدة فاطمة الزهراء بن فرج الله تقديرا لشجاعتها، والسيدة نجمة معزوز تقديرا لإخلاصها.
لطيفة/ب
