الفيلم الجزائري - بابيشا- يفتك جائزتين في مهرجان سيزار
توج الفيلم الجزائري «بابيشا» للمخرجة مونية مدور، بجائزتين في مهرجان سيزار، الأولى تتمثل في جائزة أول فيلم، و جائزة أحسن أمل نسوي «أفضل ممثلة صاعدة» للممثلة لينا خوذري، و هما جائزتان تضافان إلى رصيد هذا العمل السينمائي من التتويجات في عديد المهرجانات السينمائية الدولية.
في حفل اختتام فعاليات حفل جوائز أكاديمية الفنون و تقنيات السينما الفرنسية الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، في نسختها 45، تم الإعلان عن المتوجين، من بينهم الممثلة الجزائرية الشابة لينا خوذري، التي افتكت جائزة سيزار لأحسن أمل نسوي «أفضل ممثلة صاعدة « عن دور نجمة، الشابة الحالمة بالمجد و الشهرة في عالم الموضة و الأزياء.
مخرجة العمل مونية مدور و خلال اعتلائها منصة التتويج، فضلت قبل إلقاء كلمتها، استدعاء فريق العمل للمنصة، مؤكدة بأن جميع أعضاء الفريق اشتغلوا كعائلة واحدة في سبيل إنجاح الفيلم، مشيرة إلى أنها تحلت بشجاعة كبيرة لتجسيد قصتها الخاصة المؤلمة سينمائيا، من خلال فيلم «بابيشا»، و تعتبرها شهادة مهمة تبرز نضال المرأة الجزائرية، هاتفة «1.2.3 فيفا لالجيري». كما تقدمت بالشكر لمهرجان كان الذي ساهم في بروز و تألق «بابيشا».
من جهتها أعربت الممثلة لينا خوذري عن تأثرها الشديد، مؤكدة بأنها تتشرف بنيل الجائزة، موجهة الشكر و الامتنان للمخرجة مونية مدور التي أسندت إليها دور «نجمة»، و قالت لها «أنت نجمتي.. أحبك»، كما شكرت منتجي العمل، و والدتها و والدها و شقيقها الذين دعموها و ساندوها لولوج عالم السينما.
جدير بالذكر أن الفيلم الروائي الطويل «بابيشا» ، تمكن من تحقيق نجاح ساحق، و استطاع أن يجد مكانته في المشهد السينمائي الدولي، حيث تم عرضه في أكثر من 10 مهرجانات سينمائية عبر العالم لينافس عدة أعمال عربية و أجنبية، ويتوج بعدة جوائز ، نذكر منها جائزة الجمهور وجائزتي أحسن سيناريو و أحسن ممثلة بمهرجان أنغوليم 12 للفيلم الفرانكفوني بفرنسا ، و نال جائزة «الجونة الذهبية» عن أفضل فيلم عربي روائي طويل في الطبعة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر، كما تمكن مؤخرا من افتكاك جائزة «أليس غي» للمخرجات المبدعات، في طبعتها الثالثة، و هي جائزة أطلقتها منذ ثلاث سنوات كل من الصحفية فيرونيك لوبريز وهيلين مازيلا، من أجل تشجيع وجود النساء في سباق الجوائز وتكريم جهودهن والاعتراف بها، وقد أطلق على الجائزة اسم الرائدة الفرنسية في هذا المجال أليس غي التي ولدت في عام 1973 ،و تعتبر أول مخرجة لأفلام الخيال في العالم.
الفائزة بجائزة سيزار لينا خوذري، تألقت في أداء دور « نجمة « في فيلم «بابيشا»، إلى جانب شيرين بوتلة التي كانت هي الأخرى مرشحة للفوز بهذه الجائزة ، و تدور أحداث الفيلم حول معاناة المرأة خلال العشرية السوداء، من خلال يوميات طالبات جامعات جزائريات، كن يتابعن دراستهن بالعاصمة، و يعشقن الحياة و اللهو، غير أنهن يشعرن بتصاعد الضغط عليهن، من قبل إسلاميين متشددين، أصبحوا يعلقون ملصقات تدعوهن إلى ارتداء النقاب.
وأدت الممثلة دور نجمة المدعوة « بابيشا»، و هي شابة تبيع إبداعاتها في الحياكة في النوادي الليلية، استعدادا لممارسة مهنة مصممة أزياء محترفة، رافضة الخضوع لتهديدات إسلاميين متشددين، و يبدأ خطر الإرهاب يقترب أكثر من نجمة وعائلتها، إلى أن صدمت في أحد الأيام عندما كانت تهم بمغادرة بيتها، بمهاجمة سيدة منقبة لشقيقتها ليندا، و قتلتها دون رحمة و لا شفقة أمام باب منزلهما، قبل أن تلوذ بالفرار.
الحادث أثر كثيرا في نفسية نجمة أو «بابيشا»، و أفقدها لذة الحياة و التطلع للمستقبل، فقررت أن تتخلى عن حلمها، المتمثل في تنظيم عرض لتشكيلة فساتين تصممها و تخيطها بأكملها، انطلاقا من «الحايك»، إلا أن تشجيع و مؤازرة صديقاتها ، دفعاها للتراجع عن قرارها، والمضي قدما لتجسيد حلمها على أرض الواقع.
المخرجة الجزائرية مونية مدور، نجحت في تسليط الضوء على فترة التسعينات و ركزت أساسا على معاناة المرأة الرافضة للقيود والوصاية الذكورية، فوجدت نفسها أمام جبهتين، التطرف من جهة، و وحوش ينظرون إليها كفريسة لا غير، و أشارت إلى أنها استلهمت قصة الفيلم من حياتها الجامعية في العاصمة خلال التسعينات. أسماء ب