الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الكاتب جمال بوثلجة يستلم جائزة مهرجان همسة و يؤكد

الساحة الأدبية الجزائرية بحاجة ماسة إلى حركة نقدية قوية
يرى الكاتب جمال بوثلجة بأن إنشاء حركة نقدية قوية ببلادنا لتقييم و فرز الأعمال الصالحة و الطالحة و محاربة الرداءة ، ضروري للإرتقاء بالإبداع و إنقاذ المبدعين من قبضة التجار و الدخلاء، معربا عن أسفه لأن التمتع بمواهب فذة في مختلف المجالات لا تقود دائما أصحابها إلى النجاح و التألق، مادامت هناك جهات تصنع أسماء بعينها و تحلق بها بعيدا في سماء الشهرة.
الكاتب الذي امتطى “الزمن الميت”، و هو عنوان إحدى قصصه القصيرة، فقاده مع سبق الإصرار و الحب،إلى تحقيق الحلم العربي بانتزاع “غيابيا” إحدى جوائز الدورة الثالثة من مهرجان مجلة همسة الدولي للآداب و الفنون  مؤخرا ، تمكن أخيرا من جمع إلى جانب خمس جوائز وطنية ، جائزة ذات بعد عربي و دولي،  لتتوج مساره الأدبي الممتد من سنة 1982 إلى غاية اليوم، بعيدا عن أضواء الشهرة، “هامسا “ بأنه بدأه  بنشر قصيدة حب بجريدة النصر، و رصعه على مدار ثلاثة عقود بباقات من القصائد الشعرية و مجموعات قصصية .
الكاتب الذي كان يحمل بفخر علبة زرقاء تضم درع مهرجان مجلة همسة الدولي،  لم يخف في لقائه بالنصر، التي تحتضن أيضا مساره المهني منذ سنة 1986 ، حزنه الشديد لأن ظروفا عائلية قاهرة، منعته من حضور حفل توزيع الجوائز الذي نظم بالقاهرة في  29 أوت الفارط، مشيرا إلى أن زميلة تكفلت بإحضار درع المهرجان إليه، كجزء من جائزته . و أسرّ إلينا بأنه يهدي هذه الجائزة إلى والدته البالغة من العمر 85عاما، التي استقبلت خبر فوزه بالفرح و الزغاريد.
بالكثير من الحماس، حدثنا جمال عن القصة القصيرة التي أرسلها في مارس الفارط ،إلى مهرجان مجلة همسة التي خصصت دورة هذا الموسم للأديب سعد الدين وهبة،فحلقت به في فضاء الإبداع العربي ، مشيرا إلى أن  عنوانها “الزمن الميت”، و توجد ضمن مجموعته القصصية الموسومة”وجهان للملكة” و قد جسد من خلالها، كما أكد،أسلوبا جديدا في كتابة القصة القصيرة وهو تبادل الرسائل بين الصديقين عيسى، العاشق الولهان، و سبيل الفنان التشكيلي.
الكاتب أوضح بأن هذه القصة التي تبدو عاطفية، هي في الواقع سياسية مليئة بالرموز و الرسائل المشفرة، فعيسى الذي يقع في حب مغنية حسناء و يقتفي أثرها و يرصد خطواتها في الأعراس و الحفلات التي تحييها ، هي رمز للوطن الذي يتربص به المنافقون و الانتهازيون. و لا يستطيع عيسى كبت عواطفه الجياشة و وجع الحب من طرف واحد، فيرسمها بالكلمات في رسائله إلى صديقه سبيل الذي يبادر إلى رسمها بالألوان و تخليدها في لوحة فنية.
و أضاف بأن الجزائر خطفت الأضواء بالمسابقة، بافتكاكها ل12جائزة،موضحا بأنه حصل على المرتبة الثانية في صنف القصة القصيرة، مناصفة مع الكاتب الجزائري بوفاتح سبقاق و المصري وليد المليجي.  
و عن اعتماده على تكثيف المشهد بطريقة تبدو سينمائية أحيانا، بين محدثنا بأنه يواظب على إعطاء كل مشهد حقه لتمرير رسالة معينة و يترك القارئ يحلل و يقرأ كتاباته على مستويات مختلفة، مشيرا إلى أن مجموعته القصصية “وجهان للملكة “طبعت و نشرت لأول مرة في سنة 1987 و صدرت طبعتها الثانية في 2010، و من المنتظر أن تنشر طبعته الثالثة عن دار النشر “الثقافية “التونسية في نهاية الشهر الجاري .
و برصيد محدثنا أيضا مجموعتين منشورتين من صنف القصة القصيرة، هما “أقنعة الدمى”و “المبعوث”،و هو بصدد التحضير لمجموعة رابعة، مؤكدا بأن كل مشاريعه تتلخص في الكتابة للمجتمع و الإنسان ، و تناول مواضيع الحرب و السلم و الحب و العواطف الإنسانية المختلفة، معترفا بأن كافة أعماله تحمل بشكل أو آخر، جانبا من شخصيته و حياته ،و مرجحا بأن ينتقل لاحقا إلى كتابة الرواية، رغم صعوبتها، إذا ما توفرت الظروف المواتية لذلك.
و عن رأيه حول ما يحدث بالساحة الأدبية الوطنية، أكد بوثلجة بأن التسهيلات الكثيرة  الموجودة في النشر لا تخدم دائما الأدب و الثقافة ببلادنا، في غياب حركة نقدية قوية تقوم بالمهام المنوطة بها، فتقيم و تفرز الغث من السمين و الجيد من الرديء من الأعمال بكل موضوعية و احترافية،مستغربا استسهال البعض الكتابة للطفل رغم صعوبتها الجمة.
و أعرب من جهة أخرى، عن أسفه الشديد لأن الكثير من المواهب في مختلف الفنون موءودة  ببلادنا، فالموهبة وحدها ليست مقياسا للنجاح و الشهرة ببلادنا، كما أكد  إذا لم ترافقها المحسوبية في حالات كثيرة،فهناك ،حسبه ، جهات تصنع أسماء معينة ، فتصبح مشهورة و تستقطب الأضواء الساطعة في حين يهمش العديد من المبدعين الحقيقيين،مشددا على ضرورة إنهاء هذه الفوضى، بدء بوضع حد لعملية تسهيل نشر كتابات لا تنتمي لأي صنف أدبي و لا ترقى للمستوى المطلوب بمجرد دفع المال للناشر، و كأن العملية مادية بحتة.       
حاورته: إلهام.ط 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com