ضعف ميزانية أفلام عاصمة الثقافة العربية أثر على نوعية الأعمال
أكد الإعلامي و المخرج الجزائري نبيل حاجي صاحب وثائقي « الطريق إلى قسنطينة» بأن فيلمه سيكون جاهزا للعرض قبل انتهاء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و سينجز وفق معايير عالية تحترم نوعية الصورة و المضمون، بالرغم من محدودية الميزانية التي رصدت لانجازه و المقدرة بحوالي 8 مليون دج ،بعد خصم قيمة بعض الرسوم، مشيرا إلى أن ضعف الميزانية المخصصة لإنتاج وثائقيات التظاهرة عموما، أثر سلبا على الأعمال ،و اضطر المخرجين إلى تكييف السيناريوهات مع الإمكانيات المالية المتوفرة.
نبيل حاجي أوضح في اتصال مع النصر، بأن الأعمال التي اختيرت لتنتج في إطار تظاهرة ذات مستوى عال تهدف بالأساس لتوثق جزءا هاما من ذاكرة و تاريخ هذه المدينة، خصوصا و أنها أعدت بناءا على بحوث معمقة و شملت شهادات مختلفة،غير أن محدودية ميزانية إنتاجها، مقارنة بنفقات العمل، دفعت بالعديد من المخرجين إلى تكييف النصوص بشكل يتماشى مع الشق المادي للمشاريع، بما في ذلك إلغاء تصوير بعد المشاهد ذات الكلفة العالية.أضاف المخرج بأن تصوير الأعمال اصدم بعدد من العراقيل الأخرى، ما رفع تحدي تقديمه للمشاهد بالمستوى المطلوب، نظرا لضعف المصادر التاريخية و غياب الأرشيف و شح بعض الشهادات الحية، فضلا عن الوضعية المزرية للعديد من المحطات التاريخية و المعالم الحضارية الهامة التي سلطت عليها هذه الأعمال الضوء، وهو ما وضع المخرجين أمام معضلة إيجاد موقع مناسب وتقديم ما هو موجود بوجه محترم، كون غالبية هذه المعالم تعرضت للإهمال لسنوات، ما أدى لانهيار أجزاء منها، وهو تحديدا حال المدينة القديمة السويقة بقسنطينة مثلا، كما أن عدم تعاون بعض الجهات على المستوى المحلي عقد الوضع أكثر. أما بخصوص مشروعه «الطريق إلى قسنطينة»،الذي كتب نصه الإعلامي رشدي رضوان، فقد أكد المخرج نبيل حاجي، بأنه سينتهي من تصويره في حدود 4 إلى 5 أسابيع، و خلال 52 دقيقة من الزمن،سيتم تصوير رحلة حمدان خوجة سنة 1932 من العاصمة إلى قسنطينة ،كمفوض عن الإدارة الفرنسية لحاكم قسنطينة آنذاك الحاج أحمد باي. فكرة العمل ،حسب المخرج ، وليدة يقين بأهمية إعادة ربط العلاقة بين الشباب الجزائري و تاريخه، حيث سيساهم الفيلم الوثائقي الذي يصور مراحل الرحلة ،انطلاقا من قصبة العاصمة، و مرورا بمدن البويرة و برج بوعريريج، وصولا إلى قسنطينة، إذ يعتمد العمل على مرجع أرشيفي لرضا علي خوجة ، وهو عبارة عن مخطوط، يحكي تفاصيل الرحلة.
و تجري أحداث الوثائقي في قالب يمزج بين التاريخ و الخيال، من خلال رحلة « جوانا» ، وهي فتاة فرنسية ذات أصول سورية ،تتقمص دورها شهرزاد كراشي ، تقتفي أثر رحلة حمدان خوجة من خلال العودة إلى مساره، و الوقوف عند مختلف المحطات التي ذكرها في مخطوطه، لتؤرخ لمرحلة تاريخة هامة من عمر الجزائر، و هي مرحلة الانتقال من الحكم العثماني إلى السلطة الفرنسية ،و ما أنتجته من متغيرات و تأثير مباشر على طبيعة المجتمع و الأفراد، حيث يكمن التحدي ،حسب المخرج،بإعادة اكتشاف التاريخ و الأمكنة و الشخوص و الأحداث.
نور الهدى طابي