أوكرانيا تعزف “ الرجل البورجوازي اللطيف” بقسنطينة
رحلت أمس الأوركسترا السنفونية الوطنية رفقة المايسترو الأوكراني فولوديمير شياكو، بجمهور المسرح الجهوي بقسنطينة إلى عالم الموسيقى الكلاسيكية الراقية، فأبدعت أنامل العازفين في أداء مقاطع عاليمة لجوزي فيردي و جواكينو روسيني و ماري ليزات، ليكون مسك الختام عرضا أوكرانيا ساحرا عنوانه “الرجل البرجوازي اللطيف”، أداه بتميّز كل من التينور ديميتري كوزمين و السوبرانو أولها فوميشوفا.عشاق الموسيقى الكلاسيكية الأوبرالية استمتعوا بعرض متنوّع، احتفى بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، من خلال مقطوعة خاصة أعدها لذات المناسبة الموسيقار الجزائري حسين بويفرو، و هي مقطوعة تميّزت بطابعها القريب من التراث الجزائري الذي حرصت الاوركسترا السنفونية الوطنية إلى إبرازه من خلال التركيز على الآلات النقرية، فكان العرض مبهرا استحق تصفيق الحضور.السهرة عرفت كذلك مشاركة منفردة لعازفة البيانو الجزائرية لويزة حمادي، التي سحرت العقول و الآذان بأداء رائع و راق افتتحت به العروض، فتفننت في أداء مقاطع لشوبان و موزار، قبل أن تترك الفضاء لقوة صوت السوبرانو الأوكرانية أولها فوميشوفا، قامة أوبرالية سحرت جمهور المسرح بأدائها لدور “ فيوليتا” في مقطوعة فيدري “لاترافياتا” فشدت إليها الأعين و الأذان، وهي تناجي حبيبها البرجوازي اللطيف التينور ديميترو كوزمين.سحر الشرق طغى على السهرة التي عرفت حضورا لافتا من قبل العائلات القسنطينة الذواقة لهذا الفن الراقي، و المتعطشة للتعرّف على ثقافة الآخر و الانفتاح على موسيقاه، ما سمح للاوركسترا السنفونية الأوكرانية بإيصال رسالتها الرامية إلى التعبير عن وحدوية الموسيقى كلغة عالمية يفهمها الجميع على اختلاف ثقفاتهم و خلفياتهم و انتماءاتهم كما عبّر عنه المايسترو فولوديمير شياكو، في ختام الحفل، مشيرا إلى أن برنامج السهرة اختير بعناية ليلبي مختلف الأذواق، و يخلق جوا من الهدوء و التناغم في القاعة، التي صدحت جدرانها بمقاطع عالمية، لتوادورفسكي، و موريكون و شرباكوف عمالقة الأوبرا الأوكرانية.تجدر الإشارة إلى أن الاوركسترا السنفونية الأوكرانية تعد واحدة من بين أعرق الفرق الأوبرالية في العالم، إذ يعود وجودها إلى سنة 1929، حيث تملك أزيد من 10الاف تسجيل متنوع لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية في العالم. نور الهدى طابي