السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

المُحارب!

أثارت «أجوبةُ» النّاخب الوطني جمال بلماضي في الندوات الصحفيّة استهجان بعض الصحافيين الذين فسّروا «طريقته» بالافتقار إلى الدبلوماسية.
 غير أنّ الأجواء التي تجري فيها هذه الندوات، قد تمنح الأعذار للرّجل خصوصا وأنّ كرة القدم باتت تحمّل فوق ما تطيقه رياضة في مجتمعات تعاني من فقر دمٍ  وفراغٍ في الحياة، ويركضُ فيها جميع النّاس خلف الكرة لأنّهم لا يجدون سبباً آخر للرّكض!
كلّ الصحافيين الذين تلاسن معهم بلماضي أو ردّ عليهم بأسلوبٍ صادمٍ من الضفّة الجنوبيّة للمتوسّط، حيث لا يحصل الصحافيّ في هذه البلدان على فرصةٍ لطرح أسئلةٍ على صانعِ قرارٍ، لذلك يسرف في استغلال الفرصة حين يُتاح له راسم تكتيكات، وربما عانى وهو يُمارس المهنة من ارتفاعِ منسوبِ الوطنيّةِ الذي يدفعه إلى طرحِ الأسئلةِ بحماسةٍ زائدةٍ قد لا يتقبلها تقنيٌّ عقلانيٌّ، فيعيد السائل إلى أصولِ مهنته، كأن يقول له: أنت هنا لتسأل فاسأل ودعني أجيب، أو أجيب كما أريد وليس كما تريد أنت. وربما أجابه: اسأل كأنك تسأل ولا تسأل كأنك تُحارب!
ثمة مأساة حقيقيّة في ممارسة مهنة الصّحافة في البلدان التي تفتقر إلى ثقافةٍ ديمقراطيّةٍ، حيث يتأرجح «المُمارسُ» بين التأييد والمعارضة ويضيّع قواعد العمل والسير، فهو شارحٌ تعيسٌ ومروّجٌ للسياسات أو مناهضٌ شرسٌ ، لأن المهنة  «مُستخدمةٌ» عادةً من طرفين وهو لا يستطيع عبور الوادي، وقد يندمج في الحكاية حتى ينسى أنّه ناقلٌ للحدثِ وليس صانعاً له، لذلك قد يتعارك وقد يركض خلف لاعبٍ ليقبّله، أو يبكي بحرقةٍ عند الفوز أو الخسارة، وهذا ليس عيباً، لكن العيْب أن يحوّل بكاءه إلى «مادة إعلامية» للبرهان على شيءٍ ما، دون أن يقول له أحدٌ: أنت هنا لتعمل أما دموعك فأجلّها حتى يصل مُحبّك بمنديله وأشكر خالتك «عليا».
والذّنب ( في الحالة الجزائرية القابلة للتعميم على الأشقاء والجيران) ليس ذنب الباكي ولا ذنب السائل بحدّةٍ  المندفع بخوذة  غير مرئيّةٍ كمحاربٍ ولا ذنب الصّحفي الذي يقول إنّه خير من تسعى به  قدم، و لكنّ الأمر يتعلّق بمشكلة منظومةٍ متخلّفةٍ تدفع بشبّان «أبرياء»  إلى مهنةٍ يفترض أن تمارسها نخبةٌ على درجةٍ عاليّةٍ من التكوين، وفق قواعد و أخلاقيات مكرّسة في المؤسسات التي ينتسبون إليها.
ملاحظـــــة
أثبت بلماضي أنّه مدربٌّ جيّدٌ، فلماذا لا نتدرّب على  إتقان مهنتنا عوض أن نطالبه بتغيير طبعه؟
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com