الاثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق لـ 23 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

العابرُ و الأثـرُ

استغرب رجال شرطة  ردود أفعال  مواطنين في حملة تحسيسيّة برمجت بقسنطينة مؤخراً بغرض حثّ «السائرين» على قطع الطرقات عبر ممرّات الراجلين، و وُصفت بعض الردود بالصادمة، حيث استغرب المستهدفون بدورهم سلوك عناصر الشرطة لأنّهم يعتقدون، بكلّ بساطة، أنّ من حقّهم عبور الطريق من أيّ نقطة يريدون وفي الوقت الذي يريدون.
حدث ذلك في أم الحواضر بين الماضي والحاضر، ويكفي كمثالٍ على الحقوق المكتسبة بفعل التكرار والآخذة في الاستفحال في مدننا، كالحقّ في الوقوف في أبواب العمارات والبيوت، الحقّ في شرب القهوة في الشوارع (وفي شرب الكوكا رفيق ليريكا الدائم)، الحقّ في التبوّل في الشوارع ذاتها والصّراخ ليلاً، الحقّ في التفرّس في العابرات ومعاكستهن، الحقّ في تأميم أرصفة وتحويلها إلى ملكيّة خاصّة...
هذه «الحقوق» تمّ تحصيلها على مراحل وطيلة عقودٍ نتيجة «مساومة» أنظمة متعاقبة تعاني من هشاشة في الشرعيّة  وتنشد السلم الاجتماعيّ بأيّ ثمن، والنتيجة، تضرّر سلطة الدولة وصورتها وتحوّل الفضاءات العامّة إلى غابة.
تحيل هذه «التفاصيل الصغيرة» إلى مشكلةٍ سياسيّة في الأساس تترجم اتفاقاً غير معلنٍ صمتت بموجبه الدولة على ما يفعله المواطن في الشارع  وأغمض المواطن عينيه على ما يفعله أعوان الدولة في حياته، فأصبح صانع القرار يفعل ما يشاء دون أن يضع الحساب في الحسبان  
و بات  المواطن يفعل ما يحلو له: يعبر الطريق من النقطة التي يريد ويبيع على الرصيف ويجمع الإتاوات ويلقي الفضلات ويصرخ  ويشرب القهوة.
لكلّ ذلك، من الضروريّ إعادة صيّاغة «عقد اجتماعي» يلعب بموجبه كلّ فردٍ في مساحته ولا ينهب فضاء غيره،
و يعاد الاعتبار للفضاء العام وللممارسة السيّاسيّة،  لأنّ ما نحتاجه اليوم ليس تعريف المشاكل بل تحويل المعرفة إلى تدبيرٍ، وهذا العمل تقوم به النّخب السياسيّة، التي بات يلعبُ في مساحتها إداريون أو نخبٌ جديدة توصف بالتقنوقراطية تنزع نحو التشخيص وتقديم التعريفات لأشياء معرّفة، ويعوزها «الفعل» لأنّها لم تتمرّس في أحزاب حقيقيّة نتيجة غلق «باب الاجتهاد»، وتلك من «الكوارث» التي ضربت الجزائر التي أصبحت تفتقر إلى كوادر سيّاسيّة في مستوى الجيل المؤسّس و أجيال الأحاديّة.
ملاحظـــة
الذي يحتاج إلى تدريبٍ في عبور الطريق يثير المخاوف في عبوره للحياة.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com