السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

ثــروة

يتوجّه اليوم نحو 10 ملايين تلميذ إلى المدارس، و هو رقم يثير مشاعر إيجابيّة و ينبّهنا إلى أنّ المستقبل يُلعبُ الآن.
لذلك لا بدّ من طرح أسئلة جادّة عن وضعيّة التعليم ومستواه ومشكلاته وما نريده من المدرسة، من دون إنكار الجهد المبذول في تدريس هذا العدد من التلاميذ بالمجّان أو إغفال الخطوات التي قطعتها البلاد في إتاحة فرص التعليم للجميع.
وبعيداً عن الكلام العامّ حول "تراجع المستوى"، فإنّ الحاجة ملحّة لدراسات ميدانيّة يقوم بها مختصّون وتستهدف فحص واقع العمليّة التعليميّة من جميع جوانبها: التلميذ، الأستاذ، المؤسّسة، المحيط، الإدارة، البرنامج...
فضلاً عن تسليط الضوء على جميع المشكلات بشجاعة في مقدمتها مسألة الدروس الخصوصيّة التي تحوّلت إلى عبء على العائلات، بل وباتت تهدّد مدارس الجمهوريّة، لأنّ الأمر يتعلّق بأساتذة يتلقّون رواتبهم من الوظيفة العموميّة وتلاميذ يرتادون هذه المدارس و أصبحوا  شبه مُجبرين على المرور بمستودعات الدروس لتحقيق نتائج جيّدة في الامتحانات، لأنّ "أساتذة" يمنحون الأهميّة البالغة لدروس المستودعات على حساب دروس المدرسة، فيما يشبه الابتزاز الذي يخجل من تسميّة نفسه.
ورغم أنّ القوانين الجزائريّة تُبيح إنشاء مدارس خاصّة، إلا أنّ قطاعاً من الأساتذة يفضّل هذا النوع من الممارسة الموازيّة التي تُخالف القوانين وتطرح مُشكلات بيداغوجيّة  وصحيّة بسبب إنهاك التلاميذ في فترات الرّاحة والعطل، خصوصاً وأن عمليّة "تحويل" التلاميذ امتدت إلى المتمدرسين في الطور الابتدائي.
ومن المفيد أن يتناول النّقاش حول منظومة التعليم المسائل البيداغوجية و مدرسة المستقبل في ظل الانفجار التكنولوجي الذي نزع حصريّة التعليم عن المدارس وبات يُتيح المعارف للجميع على نطاق واسع  وعاصفٍ، يتطلّب الانتباه والمتابعة، في ظل ظهور "مقاولات" تعليميّة في المحيط، تبيع وصفات العبقريّة والتفوّق بشكلٍ فوضوي في كثير من الأحيان.
وكذلك مسألة تحصين التلاميذ من بعض الأمراض التي انتشرت بشكل مخيفٍ كالعنصريّة والكراهيّة، وتأهيلهم لأدوار المواطنة.
أجل، إنّ المُستقبل يُلعب الآن، وثروتنا الحقيقية غير القابلة للزوال تتمثّل في هذه الملايين التي تذهب اليوم إلى المدرسة، لذلك وجب على المجموعة الوطنيّة برمّتها رعايتها وحمايتها وتوفير ظروف تمدرس لائقة لها لا مكان فيها لتلك المشاهد المُحزنة في دورات المياه ولا لطاولات زمن المحبرة !
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com