الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

معضلة

تتحرّك المشاعر وينخرط الجميع في تعابير التنديد بالجرائم التي تستهدف الأطفال، ثم تتوقف المشاعر عن الحركة في انتظار الجريمة القادمة.
نقاش مناسبتي سيحتدُّ، ثم يخفت ، لكن عصب المشكلة عادة ما يسقط عن النقاش وهو الخيط الذي يربط بين معظم الجرائم: المشكلة الجنسية. نعم، الجزائريون يعانون من كبت جنسي يتم تحويله إلى طاقة مدمّرة تنفجر في شكل عنف لفظي أو جسدي وقد تصل إلى حدّ القتل. و تحيلنا مراجعة جداول جرائم الأطفال مباشرة إلى الجنس، فإما أن الضحايا تم الاعتداء عليهم جنسيا ثم قتلهم لتجنب “الفضيحة” أم أنهم قتلوا بسبب مشكلة جنسية بين زوجين كالخيانة و التشكيك في النسب أو الانفصال.
وتتداخل في صناعة هذه القنبلة المدمّرة عوامل التنشئة الاجتماعية مع أساليب إدارة الفضاء الاجتماعي تضاف إليها تأثيرات الميديا الجديدة.
والمشكلة أن الستار الحديدي الذي يحاط به هذا الطابو وحملات التسفيه التي تطال فاعلين اجتماعيين أو مختصين حذروا  من عمليات غلق المواخير في المدن الجزائرية زاد من خطورة الداء الذي تعددت أعراضه واستعصي علاجه. ومن مظاهر المعضلة منسوب البذاءة في الكلام الجزائري المنطوق، فلو أحصينا كم مرة تخرج الأعضاء التناسلية من الأفواه في اليوم لوقفنا على أرقام صادمة. تضاف إليها المظاهر البدائية التي أصبحت عادة في ملاعب كرة القدم والأعراس والمشاهد المريعة  التي تثير الانتباه وتشير بوضوح إلى نزول المجتمع الجزائري إلى طبقات سفلى من البدائية وتضييعه لمظاهر التمدن. ولا يشكل المنع حلا، لأن غلق دور المتعة  أخرج الدعارة إلى الشارع تماما كما أدى غلق الحانات إلى تحويل الطرقات والفضاءات العامة إلى حانات مفتوحة  وأصبحت الزجاجات المتطايرة من السيارات تشكل خطرا حقيقيا على العابرين. لأن الذين يتخذون قرارات الغلق يفكرون في الغلق وحده  ولا يفكرون في تصريف أحوال المدن وتسيير حاجات الساكنة وأحيانا يتخذ مسؤولون قرارات من هذا النوع بعد عودتهم من الحج وليس بعد معاينتهم لدراسات.
ويبدأ الحل من تسمية الأشياء بمسمياتها ومناقشتها علنا، والكف عن اتخاذ القرارات دون احتساب أضرارها على المجتمع.
و على صناع القرار في جميع المستويات الإصغاء إلى المختصين في الحقول النفسية والاجتماعية لأن الأمراض النفسية والاجتماعية ذات الجذور الجنسية أصبحت بمثابة وباء نقوم بإنكاره.

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com