الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

معضلة

تتحرّك المشاعر وينخرط الجميع في تعابير التنديد بالجرائم التي تستهدف الأطفال، ثم تتوقف المشاعر عن الحركة في انتظار الجريمة القادمة.
نقاش مناسبتي سيحتدُّ، ثم يخفت ، لكن عصب المشكلة عادة ما يسقط عن النقاش وهو الخيط الذي يربط بين معظم الجرائم: المشكلة الجنسية. نعم، الجزائريون يعانون من كبت جنسي يتم تحويله إلى طاقة مدمّرة تنفجر في شكل عنف لفظي أو جسدي وقد تصل إلى حدّ القتل. و تحيلنا مراجعة جداول جرائم الأطفال مباشرة إلى الجنس، فإما أن الضحايا تم الاعتداء عليهم جنسيا ثم قتلهم لتجنب “الفضيحة” أم أنهم قتلوا بسبب مشكلة جنسية بين زوجين كالخيانة و التشكيك في النسب أو الانفصال.
وتتداخل في صناعة هذه القنبلة المدمّرة عوامل التنشئة الاجتماعية مع أساليب إدارة الفضاء الاجتماعي تضاف إليها تأثيرات الميديا الجديدة.
والمشكلة أن الستار الحديدي الذي يحاط به هذا الطابو وحملات التسفيه التي تطال فاعلين اجتماعيين أو مختصين حذروا  من عمليات غلق المواخير في المدن الجزائرية زاد من خطورة الداء الذي تعددت أعراضه واستعصي علاجه. ومن مظاهر المعضلة منسوب البذاءة في الكلام الجزائري المنطوق، فلو أحصينا كم مرة تخرج الأعضاء التناسلية من الأفواه في اليوم لوقفنا على أرقام صادمة. تضاف إليها المظاهر البدائية التي أصبحت عادة في ملاعب كرة القدم والأعراس والمشاهد المريعة  التي تثير الانتباه وتشير بوضوح إلى نزول المجتمع الجزائري إلى طبقات سفلى من البدائية وتضييعه لمظاهر التمدن. ولا يشكل المنع حلا، لأن غلق دور المتعة  أخرج الدعارة إلى الشارع تماما كما أدى غلق الحانات إلى تحويل الطرقات والفضاءات العامة إلى حانات مفتوحة  وأصبحت الزجاجات المتطايرة من السيارات تشكل خطرا حقيقيا على العابرين. لأن الذين يتخذون قرارات الغلق يفكرون في الغلق وحده  ولا يفكرون في تصريف أحوال المدن وتسيير حاجات الساكنة وأحيانا يتخذ مسؤولون قرارات من هذا النوع بعد عودتهم من الحج وليس بعد معاينتهم لدراسات.
ويبدأ الحل من تسمية الأشياء بمسمياتها ومناقشتها علنا، والكف عن اتخاذ القرارات دون احتساب أضرارها على المجتمع.
و على صناع القرار في جميع المستويات الإصغاء إلى المختصين في الحقول النفسية والاجتماعية لأن الأمراض النفسية والاجتماعية ذات الجذور الجنسية أصبحت بمثابة وباء نقوم بإنكاره.

سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
صعلكة

  أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي...

  • 23 أفريل 2024
ضرورة التفكير في المجتمع

  سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا...

  • 16 أفريل 2024
المخفيّ

حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان...

  • 26 فبراير 2024
اختراق

شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة...

  • 19 فبراير 2024
خِفّـــة

يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي...

  • 12 فبراير 2024
وصفُ السّعادة!

تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في...

  • 05 فبراير 2024
القيمة والشّعار

يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك...

  • 01 جانفي 2024
كبارُ "الباعة"!

سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت...

  • 18 ديسمبر 2023
مقبرةُ جماعيّة للإنسانيّة

في هذه الأرض المزدحمة، حيث يتعايش الأحياءُ والموتى، تُحفر القبور على عجلٍ في الأسواق السّابقة...

  • 11 ديسمبر 2023
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com