* دقيقتان للتفتيش والمراقبة وعبور إلكتروني
تراجعت حركة السياح الجزائريين نحو تونس بشكل محسوس مقارنة عما كان عليه الأمر في نفس الفترة من العام الماضي، إذ كان يعبر ما يقارب 10 آلاف مسافر يوميا عبر مركز أم الطبول لينزل الرقم إلى 5 آلاف مسافر ، وضع بررته مصادر أمنية ومسافرون تونسيون وجزائريون، بتدني مستوى الخدمات والغلاء الفاحش في أسعار الفنادق والشقق.
روبورتاج لقمان قوادري/النوري حو
وقد زارت النصر المركز الحدودي بأم الطبول، الذي يعد الأكبر على المستوى الوطني من حيث حركيتي الدخول و الخروج، أين وقفنا على الإجراءات الجديدة التي اتخذتها شرطة الحدود والجمارك الجزائرية ، في إطار تحسين الخدمات والقضاء على الطوابير .
نظام " ألبوكوس" واختفاء تام للطوابير
وصلنا إلى مركز أم الطبول في الساعة الواحدة والنصف زوالا، الحرارة تجاوزت مقياس 40 درجة، الجميع كان بمكانه و يعمل على قدم وساق ، فقد كانت فرقة عند مدخل المركز تنظم حركة المرور وآخرون يقدمون التوجيهات للمواطنين ويستمعون إلى انشغالاتهم، و يوجهونهم إلى حظيرة الركن أو الرواق الأخضر المخصص للمرضى والمسنين.
خلال تجولنا بالمكان كان كل شيء منظما، فيما لاحظنا بأن الحركية بالمكان تراجعت كثيرا مقارنة لما كان عليه الوضع خلال العام الماضي، حيث ذكر لنا أحد ضباط الشرطة بأن حركة الدخول والخروج قد تراجعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، لكنه برر الوضع بعدم ظهور نتائج امتحان شهادة الباكلوريا، فيما كما كان عمال إحدى المقاولات الخاصة تعمل على وضع واقيات الشمس العملاقة، التي استفاد منها المركز في إطار عملية تهيئة لتحسين الخدمات لموظفي الجمارك والشرطة، فضلا عن توفير ظروف الراحة للمسافرين.
وما يلاحظ بأن شرطة الحدود، قد أضافت أربعة شبابيك متنقلة، يعمل بكل واحد منها شرطيان اثنان، يشرفان على تسيير نظام «الألبوكوس» لمعالجة ومراقبة جوازات السفر الالكترونية، حيث يؤكد كل من تحدثنا إليهم من الأعوان والضباط، بأن مدة معالجة جواز السفر لا تتجاوز 20 ثانية وبالتالي، فإن المسافر سيغادر شباك الشرطة بعد التفتيش والتدقيق في أقل من دقيقتين، وهو ما أدى إلى القضاء على الفوضى و الطوابير الطويلة ، مشيرين إلى أنهم ومنذ عام 2017 ، تم القضاء نهائيا على الفوضى المسجلة.
اقتربنا من أحد المسافرين التونسيين حيث قال بأنه قدم من ولاية عنابة، وذكر بأنه يمتلك مؤسسة تجارية لها فرع في الجزائر، ويسافر مرتين في الأسبوع عبر هذا المركز والجميع يعرف نشاطه وهويته ، إذ أشاد كثيرا بالتحسن الكبير على مستوى المركز الجزائري منذ العام الماضي، مشيرا إلى أنه يمر إلى بلده في أقل من 15 دقيقة في أسوء الأحوال، لكنه اشتكى كثيرا من بطء الإجراءات على مستوى المركز التونسي، و قال بأن الجميع يصطف في طوابير فوضوية أمام الشابيك وسط حالة من التدافع، ناهيك عن انعدام فضاء للراحة وركن السيارت، مشيرا إلى أن المسنين والمرضى ينتظرون في ظروف غير لائقة، داعيا السلطات التونسية، إلى اتخاذ نفس التدابير التي تعمل بها الجزائر.
اهتمام متزايد بالسندات الإلكترونية
في نقطة المراقبة التابعة للجمارك ، كان يقوم الأعوان بمراقبة جوازات السفر، وسندات العبور الإلكترونية، والمسافر جالس بمركبته، فيما كان الأعوان يقومون بتفتيش السيارة والتدقيق في مواقع محددة، حيث ذكروا بأن خبرتهم الميدانية أصبحت تنبههم إلى كل مخالف للقوانين، وهو ما وقفنا عليه عندما لاحظ أحد الضباط كثرة الأختام على جواز أحد المسافرين التونسيين، ليتم بعدها إنزاله من السيارة وإخضاعه لتفتيش دقيق جدا، ليتبين بأنه دخل الجزائر من أجل ملء خزان مركبته بالوقود.
وقد كان كل مواطن يحوز على سند العبور الالكتروني، يمر بسرعة على الشباك، و ذكر الضابط المرافق لنا بأنه ومنذ دخول هذا الإجراء حيز الخدمة العام الماضي، لاسيما بعد أن دخل هذا النظام حيز التطبيق، فإن حركة السير تحسنت بكثير كما تم تسجيل تفاعل كبير مع هذا النظام الجديد، داعيا المسافرين إلى سحب السند الإلكتروني، قبل التوجه إلى المركز الحدودي.
ونحن نتجول بالمكان، لاحظنا وجود عدد من الدرجات النارية مكتوب عليها شعار الجمارك، ولما سألنا الضابط مسؤول المركز، أخبرنا بأن القيادة العليا للقطاع قد خصصت هذه التجهيزات في إطار التسهيلات الجديدة لهذا العام، قصد تسهيل عملية تنقل الأعوان في أداء مهامهم الرقابية، والتنقل بسلاسة إلى العديد من النقاط.
زيادات تصل إلى 30 % في أسعار الفنادق بتونس
اقتربنا أكثر من السياح الجزائريين، وحتى بعض التونسيين في نقطة الدخول إلى الجزائر، حيث ذكر يوسف وهو سائح من مدينة قالمة، بأن عدد الجزائريين تراجع بشكل كبير لاسيما بمدينة سوسة، إذ أرجع الأمر إلى الغلاء الكبير الذي تشهده تونس لاسيما في الفنادق، وقال بأن سعر فندق 4 نجوم قد سجل زيادات تراوح بين 20 و 30 بالمائة، مشيرا إلى أن الأسعار سترتفع أكثر من الفاتح أوت إلى 15 من سبتمبر، وفق ما لاحظه في الإعلانات التي وضعتها إدارة الفندق.
أما موسى وهو تونسي يقطن بقرية قريبة من طبرقة، فقد تحدث صراحة عن الارتفاع الرهيب في الأسعار وفي الجميع المواد، حيث أشار بأنه يزور أخته وابنته ببلدية السوارخ الحدودية لثلاث مرات في الأسبوع، ويشتري كل مستلزماته من الجزائر وحتى الماء يشتريه من هنا، و قال بأن قارورة 1.5 لتر قد ارتفع سعرها إلى 2 دينار بتونس وهو يعادل مبلغ 140 دينار جزائري بحسبه، كما ذكر بأن أسعار ايجار الشقق في طبرقة، قد سجلت ارتفاعا وتتراوح فيما بين 50 و 100 دينار تونسي في الليلة الواحدة.
المفتش رئيسي بالجمارك لفحص المسافرين سعودي محمد
15 شباكا للمراقبة ودراجات نارية لتسهيل الإجراءات
قال المفتش الرئيسي لفحص المسافرين بالمركز الحدودي أم الطبول، سعودي محمد، بأنه تم تخصيص 15 شباكا لمراقبة ومعالجة وثائق المسافرين، عند الدخول والخروج، كما تم تخصيص دراجات نارية لتسهيل الاجراءات، مشيرا إلى تسجيل تراجع في عدد المتجهين نحو تونس.
وذكر المسؤول الأول عن مركز أم الطبول، بأنه وفي إطار التحضير لموسم الاصطياف، وتنفيذا لتعليمات المديرية العامة ، فإنه قد تم تدعيم المركز بالعناصر البشرية والمادية، إذ سخر تم 56 عونا يعملون بالتناوب، موزعين على 15 شباكا عند الدخول والخروج فضلا ثلاثة في قاعة الاستقبال.
وذكر المتحدث، بأن حركة المغادرين نحو تونس، قد تراجعت خلال العام الحالي، حيث أن عدد المسافرين عند الخروج خلال السداسي الأول عند الخروج وصل إلى 360369 و عند الدخول تجاوز 363445، أما المسافرين الأجانب عند الخروج، فقد وصل عددهم في الخروج عند 369884 وفي الدخول في حدود 274265 ، مشيرا إلى أن الأرقام المسجلة، تعكس مستوى تراجع حركة التنقل بين البلدين لاسيما المغادرين إلى تونس.
وذكر المتحدث، بأنه تم تسجيل استعمال واسع لسندات العبور الالكتروينة بالشبابيك الخارجية، والجميع أصبح يستعمل هذه التقنية الحديثة، مشيرا إلى أنه وفي حالات الذروة، فإن الأعوان يوجهون بعض المسافرين إلى الشبابيك الداخلية لتحسين حركة المرور، كما تم تخصيص شباك بالسيارات الأجنبية، لامتصاص الضغط وتسهيل اجراءات العبور، مؤكدا بأن معالجة الملفات لا تجاوز الدقيقتين.
وتحدث الضابط سعودي، عن التسهيلات المقدمة العائلات والمرضى وكبار السن، حيث يتم معالجة وثائقهم عبر الرواق الأخضر، كما أن التدابير المتخذة منذ العام الماضي سهلت عبور المسافرين إلى الجهة الأخرى، في أقل من ثلاث دقائق، في حين تم تخصيص دراجات نارية لتسهيل عملية العبور.
وقد تم بحسب المتحدث، إنشاء خلية استقبال والتوجيه توجد على مستوى قاعة الانتظار لاستقبال المسافرين وتقديم لهم توضيحات مع فتح خلية متابعة ومرافقة لاسيما للمغتربين، قصد تقديم خدمات لائقة وسريعة وشفافة في نفس الوقت، كما أشار إلى أن الأعوان وحتى الضباط يتعرضون لاعتداءات لفظية غريبة، لكن الجميع يتعامل معها ببرودة اعصاب وباحترافية عالية، تنفيذا لتعليمات القيادة العامة.
مدير التجهيزات العمومية لولاية الطارف
31 مليارا للتهيئة والمركز سيزود بكاميرات مراقبة
قال مدير التجهيزات العمومية لولاية الطارف، بأنه قد تم تخصيص 31 مليار سنتيم لتهيئة مركز أم الطبول، كما ينتظر في المستقبل أن يتم تزويده بكاميرات للمراقبة.
حيث تم توسعة جناح الوافدين و الفصل بين طريقي الدخول والخروج، كما تم إعادة تقييم العملية تغيير هيكلة الكلفة، وتم انجاز في الحصص المتبقية أربع واقيات للشمس، وكذا تدعيم شبكتي الكهرباء و الماء الشروب، الذي خصص له أزيد من 7 ملايير ، فضلا عن التهيئة الخارجية وفصل المدخل والمخرج وانجاز شبابيك إضافية، مشيرا إلى أن وضعية المركز على أحسن ما يرام وقدمت منظرا مشرفا للجزائر، مضيفا بأنه سيتم انجاز حائط سياج في المستقبل وكاميرات مراقبة.
محافظ الشرطة وادفل عز الدين
فرق متنقلة لمعالجة جوازات السفر خارج المركز
قال رئيس المركز الحدودي محافظ الشرطة، وادفل عز الدين ، بأن المديرية العامة للأمن الوطني، دعمت المركز بشبابيك متنقلة إضافية، فضلا عن وسائل تقنية حديثة من أجهزة نظام الألبوكوس لمراقبة جوازات السفر، كما تم تخصيص فرقة متنقلة لمعالجة وثائق المسافرين خارج المركز، في حال تسجيل اكتظاظ.
وذكر المتحدث بأن مصالح الولاية، خصصت خلال هذا الصيف، أزيد من 5 ملايير سنتيم، لتزويد المركز بواقيات الشمس، ناهيك عن التجهيزات العصرية الأخرى التي استفاد منها في الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن مركز أم الطبول أصبح يعمل وفقا للمقاييس العالمية ، إذ أن الاجراءات تتم على مستوى سيارة المسافر ولا تتجاوز الدقيقتين ، مضيفا بأن المديرية العامة دعمتهم بخمسة شبابيك إضافية.
وأشار المتحدث، بأن نظام الألبوكوس، ساهم من الناحية التقنية في معالجة ومراقبة البيانات في 30 ثانية، كما استفادت جل الموارد البشرية، من تكوينات دورية على المستوى المحلي و الجهوي وحتى الدولي.
وذكر محافظ الشرطة، بأنه تم تخصيص رواق خاص بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والعائلات التي لديها أطفال صغار، مؤكدا حسن التكفل بفئة المسنين والمرضى ، و توفير فضاءات للراحة من طرف مصالح الولاية والأمن الوطني، مبرزا بأن الأولوية في العبور تمنح للمهاجرين القادمين عبر تونس.
وأضاف المتحدث، بأنه تم الاعتماد في عام 2018 على الفرق المتنقلة حيث تم تزويدها بأجهزة اعلام آلي، إذ تنتقل إلى السيارات وتعالج الوثائق خارج المركز، وكلها اجراءات مثلما أكد تدخل في إطار عصرنة الخدمات، كما أشار إلى تسجيل عبور 5 آلاف مسافر يوميا في الدخول والخروج بمعدل 1000 سيارة، كما ينتظر أن يرتفع العدد إلى 10 آلاف يوميا في شهر أوت .
ل.ق/ ن.حو