آلاف السياح يختارون جوهرة البليدة «حمام ملوان» لقضاء أوقات ممتعة
تحولت جوهرة البليدة ،حمام ملوان، إلى الوجهة المفضلة لآلاف العائلات في موسم الاصطياف، لقضاء أوقات مريحة وهادئة وسط مناظر طبيعية جميلة تجمع بين مياه الوادي، وسلسة جبالها الخضراء وهوائها البارد المنعش .
و على الرغم من أن هذه المنطقة لا تبعد عن شواطئ البحر سوى بـ 40 كيلومترا فقط، إلا أن آلاف العائلات تفضل هذا المكان الساحر بجمال مناظره ومياهه العذبة، على الشواطئ التي تعرف اكتظاظا كبيرا، كما أنها تفتقد لهذه الفسيفساء الطبيعية التي تجمع بين عدة خصائص.
نورالدين-ع
بحلول الساعة العاشرة صباحا، تصل وفود السياح إلى حمام ملوان من المناطق المجاورة بالبليدة، وعدة ولايات أخرى، منها العاصمة، المدية، البويرة و بومرداس، كما ساهم في الإقبال الكبير فتح نفق «الماقرونات» المتواجد بمدخل المدينة، حيث كان الطريق عائقا في الوصول إلى المنطقة، و ذلك لفترة تزيد عن 05 سنوات استغرقتها أشغال انجاز النفق، حيث كان السكان والسياح يضطرون إلى العبور وسط الوادي على متن مركباتهم، للوصول إلى حمام ملوان أو الخروج منه، وسط طريق غير معبد، لكن مع فتح النفق منذ حوالي سنة، تخلص السكان والسياح من هاجس الطريق.
وبعد وصول وفود السياح إلى مركز حمام ملوان يقتنون بعض اللوازم بالشارع الرئيسي للمدينة المحاذي للمحطة المعدنية، و تتوزع بعد ذلك العائلات على ضفاف الوادي على مسافة تصل إلى 07 كيلومترات، إلى غاية المقطع الأزرق، وفي الوقت الذي يفضل فيه كبار السن التمتع بجمال الطبيعة الخضراء و الأشجار المترامية من كل جهة والمياه التي تعبر وسط الوادي، يفضل الأطفال السباحة في الوادي، وذلك في ظروف أفضل من المواسم القادمة، حيث كانت تتقلص نسبة جريان المياه في الوادي، مما يؤدي إلى تلوث مياهه.
في حين هذا الموسم ومع كميات الأمطار الكبيرة المتساقطة في فصلي الشتاء والربيع ، بقي منسوب مياه حمام ملوان مرتفعا، وبقيت مياهه نظيفة و لم تتلوث، مما سهل بشكل كبير سباحة الأطفال، وحتى الكبار في بعض البرك المائية.
المقطع الأزرق الوجه الآخر لجمال الطبيعة العذراء
على بعد حوالي 07 كيلومترات جنوب بلدية حمام ملوان، يتواجد المقطع الأزرق، الذي يعد الوجه الآخر لجمال الطبيعة العذراء بهذه المنطقة، والوصول إلى هذا المكان يكون بالعبور وسط سلسلة جبلية في أسفلها وادي حمام ملوان، وعند الوصول إلى المقطع الأزرق يجد الزائر قرية صغيرة تضم عددا من السكان، إلى جانب مجموعة من المرافق منها بيت للشباب، يؤجر لعشاق السياحة الجبلية من العائلات و الشباب، و يتوفر على مسبح يخصص لزواره.
و يقصد السياح منطقة المقطع الأزرق، بحثا عن الهدوء الذي يقل نوعا ما مع كثرة الإقبال على حمام ملوان، خاصة أيام نهاية الأسبوع، حيث يصل عدد الزوار ، حسب مصدر من البلدية يومي الجمعة والسبت إلى 03 آلاف زائر يوميا، ونتيجة لهذا الإقبال الكبير، يكتظ الوادي المحاذي لمقر البلدية بالعائلات. وهروبا من هذا الاكتظاظ، وبحثا عن هدوء أكثر وسط الطبيعة الجميلة، تلجأ بعض العائلات إلى المقطع الأزرق لتستمتع بأوقات جميلة و مريحة.
المحطة المعدنية قبلة المرضى وكبار السن
في الوقت الذي يفضل فيه البعض وادي حمام ملوان لمداعبة مياهه والتمتع بجمال الطبيعة، يقصد العديد من الزوار ، خاصة المرضى وكبار السن المحطة المعدنية المتواجدة بمدخل المدينة، لعلاج مختلف الأمراض كالروماتيزم، التهاب المفاصل، وغيرها، وذلك في غرف فردية أو في المسابح الجماعية، حيث شهدت المحطة المعدنية عملية تهيئة واسعة، وأعيد تجديدها بطريقة عصرية تليق بمقام السياح، كما تم تجهيزها بمجموعة من المعدات الطبية، وفي الوقت ذاته تفضل بعض العائلات القادمة من ولايات بعيدة، تأجير غرف في فندق المحطة المعدنية الذي يسيره أحد الخواص، لقضاء أوقات مريحة للعلاج من مختلف الأمراض، في حين يشتكي العديد من السياح من ارتفاع أسعار خدمات المحطة المعدنية، التي تضاعفت أكثر ثلاث مرات من تلك التي كانت سائدة قبل بيعها لأحد الخواص، حيث وصل سعر حمام الغرف الفردية إلى 800 دينار، وهذا لا يناسب، حسب تصريحات بعض المواطنين، أغلب السياح القادمين إلى المنطقة فأغلبهم عائلات متوسطة الدخل.
وبمخرج مدينة حمام ملوان التي أعيد تهيئتها هي الأخرى بعد هدم المنازل الفوضوية التي كانت تشوه مدخل المدينة، تتواجد « العوينة» ، وهي الأخرى قبلة العائلات ، كما أن المرضى يقصدون هذا المنبع للشرب، أملا في الشفاء من أمراض عديدة.
انتعاش تجارة الألبسة التقليدية والأواني الفخارية
تنتشر بالشارع الرئيسي لحمام ملوان عدد من المحلات التجارية المتخصصة في بيع الألبسة التقليدية والأواني الفخارية التي تعرف انتعاشا كبيرا في موسم الاصطياف، حيث أن العديد من العائلات تفضل اقتناء بعض الأغراض المنزلية والألبسة من هذا المكان، و مع الحركية الكبيرة التي تعرفها هذه التجارة، لجأ العديد من سكان المنطقة إلى وضع طاولات لبيع الأواني الفخارية والألبسة التقليدية على طول الطريق الرابط بين حمام ملوان و بوقرة، إلى جانب بيع حليب البقر و اللبن، وبعض الفواكه الموسمية، فاغتنم بعض الفلاحين من المداشر المجاورة لحمام ملوان، حركة السياح الكبيرة التي تعرفها المنطقة في فصل الصيف لتسويق منتجاتهم من الفواكه و الخضر، خاصة وأن العديد من الزوار يبحثون عن الفواكه والخضر الطبيعية الخالية من الأسمدة التي تتضمن مواد كيماوية.
كما تنتعش عملية بيع الخبز التقليدي، فالعديد من الأطفال يصطفون في الشارع الرئيسي لبيع الخبز الذي يعرف هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف السياح، وفي هذا الإطار قال أحد سكان المنطقة، بأن انتعاش حركة السياحة صيفا بالمنطقة، قلص بشكل كبير البطالة، فالعديد من شباب المنطقة البطال يغتنم الفرصة في هذا الموسم للشغل، سواء في التجارة و حراسة السيارات أوتسويق الخضروات والفواكه وغيرها. ن-ع