إضافة إلى برامج في الروبوتيك والبرمجيات

الباليه و الكاراتيه  و الإنجليزية ضمن مناهج رياض أطفال
أدرجت مؤخرا بعض رياض الأطفال   مواد و  أنشطة  جديدة إلى برنامجها البيداغوجي الاعتيادي للتكفل الأمثل بالبراعم ، كتعليم اللغات و تنمية الذكاء، إلى جانب حصص تعليم السباحة و الموسيقى و الرقص و غيرها ، مع إضافة آليات جديدة للتكفل الصحي و النفسي بالطفل و تهيئته للاندماج في المحيط الخارجي، تحت إشراف مختصين ، وذلك استجابة لمتطلبات العصر و هو ما جذب أولياء رغم ارتفاع الأسعار.  
روبورتاج: أسماء بوقرن
النصر زارت عددا من رياض الأطفال بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، فلاحظت بأنها خضعت لتغييرات عديدة و أصبحت تواكب المعايير المعمول بها في الدول الأجنبية، حيث لم تعد تكتفي بتوفير جو ملائم للأطفال  ، بل تعمل جاهدة لتأطيرهم بشكل جيد، وفق إستراتيجية جديدة في التسيير و التكفل، و قد قال لنا مسيروها بأن أغلبهم يحافظ على مبدأ التربية و تنمية سلوكات الطفل، لكن مع إضافة برامج جديدة في التكفل بالأبناء،  تراعي مرحلتهم العمرية المهمة جدا و الجوهرية في حياة الإنسان، لأن بذور شخصية الطفل تتشكل خلالها و تنمو مداركه  و لغته و عاطفته و علاقاته الاجتماعية .
ألعاب لتنمية الذكاء و مرافقة نفسية
وجهتنا الأولى كانت  روضة و حضانة  الأطفال  « ماما عائشة « بالمدينة الجديدة ، بعد أن اطلعنا على برنامجها عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل فايسبوك، فاستقبلتنا مسيرتا الروضة و هما الأختان نبيهة و نوال زرطال، في مكتبهما ، المزود بشاشة عملاقة يراقبان من خلالها تحركات الأطفال في مختلف زوايا الروضة، من خلال الكاميرات المثبتة في أرجائها، و كذا في محيطها الخارجي.
و أتيحت لنا الفرصة للاطلاع على البرنامج البيداغوجي المعتمد و الأنشطة التي أضيفت إليه، و أوضحت لنا إحدى المسيرتين بأن البرنامج يرتكز أولا على تربية الطفل تربية صحيحة و تدريبه على آليات التأقلم مع الجو الخارجي و التعامل مع أشخاص جدد، بعيدا عن محيط المنزل، و كذا تعليمه بطريقة ممتعة و مرحة، و قد أدرجت مادة التربية البدنية ليقوم الطفل بأنشطة و تمارين مختلفة ، تساعد على اكتشاف ميوله  و تنمية قدراته البدنية و العقلية .
أضافت المتحدثة بأنها أثرت البرنامج المسطر بعديد الأنشطة، ليصبح أكثر فاعلية، و يتماشى و احتياجات الأطفال،  التي أصبحت مختلفة في ظل التطور التكنولوجي الحاصل، حيث شرعت السنة الفارطة في وضع برامج تعليمية ترفيهية، و في مقدمتها برنامج يعتمد على طريقة «مونتيسوري» الذي يهدف إلى تعليم الأطفال بواسطة أشياء بسيطة، بالإضافة إلى برنامج آخر لتعليم الحساب الذهني مخصص للأطفال الذين يتجاوز عمرهم  4 سنوات و تشرف عليه أستاذة مختصة،  كما تم تخصيص ساعتين في الأسبوع لتعليم اللغتين الفرنسية و الإنجليزية، انطلاقا من تعليم الطفل الحروف و أسماء الخضر و الفواكه و أشياء أخرى في محيطهم ، مع تعليم طرق النطق السليم، و كذا تحفيظ القرآن و الأدعية.
و أشارت إلى أن الروضة التي تسيرها تخصص قسما للطور التحضيري يعتمد على برنامج وزارة التربية ، كما تضع برنامجا رياضيا متنوعا «فيتنس كيدز» و يضم مختلف الأنشطة الرياضة ، منها الكاراتي و الجيدو و الرقص  يشرف عليه مختصون، مع تنظيم نشاطات ترفيهية بهلوانية،  و تسعى لإدراج السباحة ضمن برنامجها لهذا الموسم، حيث تتفاوض حاليا مع فندق الخيام لإبرام عقد من أجل استغلال المسبح لتعليم الصغار السباحة من قبل مدرب مختص، و بالتالي إتاحة لهم فرصة الخروج من الروضة  .
ذات المتحدثة أضافت بأنها تحرص أيضا على الاهتمام بالجانب النفسي و الصحي للطفل، و تعتمد في ذلك على مختصة نفسانية ترافق الأطفال و تحل المشاكل التي يواجهونها  كالخجل والعزلة وعدم القدرة على الاندماج و التعبير عما بداخلهم من مشاعر ، كما تعتمد على طبيب عام يخضعهم لمعاينات طبية بصفة دورية .
برامج لتنمية المهارات على التفكير و الاختراع
للوقوف على آليات التدريس وأدواته ، وفق المتغيرات الجديدة التي أُدخلت على مناهج رياض الأطفال، التقينا أيضا بكاهنة زطشي ، مديرة روضة و حضانة الأطفال كوكب العباقرة بالمدينة الجديدة علي منجلي،  التي أوضحت للنصر بأنها قامت هي الأخرى بإثراء المناهج المعتمدة داخل الروضة ، و لم تعد تلتزم  بتنشيط محيط الطفل و تعليمه بعض الأبجديات، و إنما سلكت مسارا جديدا في منهجها البيداغوجي الذي أصبح  ثريا و متنوعا بما يواكب المتغيرات والتطور التكنولوجي في هذا المجال ، بإدراجها آليات جديدة للتعاطي مع هذه الفئة الحساسة التي تعتبر في مرحلة عمرية مهمة، تحتاج لعناية و رعاية مناسبة للاندماج الناجح في المحيط الخارجي، مؤكدة بأنها أضافت في المرحلة الأولى برنامجا خاصا يعنى بالتربية الأخلاقية، كما قامت بإبرام اتفاقية تعاون مع دار الحكمة الدولية،  لتنمية القدرات العقلية و الفكرية للطفل و إبراز مواهبه ، بتسطير برنامج « السوربان» لتعليم الحساب الذهني، و كذا برنامج الهدهد لتنمية مهارات التفكير ، و آخر يتعلق بالطفل المخترع للبرمجيات و الروبوكيدز المخصص للفئات العمرية من 7 إلى 15 سنة ، معتبرة بأنها المرحلة المناسبة للاستثمار في الطفل لضمان جيل ناجح ، و غرس ثقافة الابتكار لديه.

دروس الدعم والنقل مقابل 3 آلاف دج
و أضافت المتحدثة في ذات السياق، بأنها تخصص للأطفال حصصا لتعلم رقص الباليه ،  و كذا حصص لتعلم الرياضة على غرار الكاراتي و السباحة بإشراف مختصين ، موضحة بأن الأطفال الذين يدرسون في الطور الابتدائي الذين تتراوح أعمارهم بين  6 و 11 سنة ، المسجلين في الروضة، تضمن لهم خدمة النقل، كما تتم مساعدتهم في مراجعة دروسهم، مضيفة بأنها تخصص أيضا دروسا للدعم خارج إطار البرنامج المسطر، يشرف عليها أساتذة أكفاء،  و بإمكان الأولياء تسجيل أبنائهم مقابل مبلغ 1500 دينار مقابل المادة الواحدة، مؤكدة بأن التكفل بالطفل الواحد يكلف والديه  8500 دينار ،مع إضافة 3 آلاف دينار في حالة التكفل بخدمة النقل.
في سياق آخر دعت المديرة مسيري مختلف رياض الأطفال على مستوى قسنطينة، إلى  تأسيس نقابة خاصة بهم، لتبادل الخبرات و توحيد المناهج المعتمدة ، مع الابتعاد عن المنافسة الشرسة و التحلي بالمنافسة الشريفة .
أمهات يجدن في الرياضة ما يلبي رغبات أبنائهم
تحدثنا إلى سيدة التقينا بها في رياض الأطفال ، عن الأنشطة الرياضية و الفكرية التي تقدم بالموازاة مع البرنامج الوزاري المعمول به ، فأكدت لنا بأنها معجبة بها، لأنها متنوعة وتضمن للصغار عدم الشعور بالملل ، كما أنها تنمي مهاراتهم و تجعلهم دائمي النشاط ، موضحة بأن ابنها من هواة رياضة الكاراتي ، غير أنها لم تتمكن من تسجيله في السنوات الماضية بأحد النوادي الرياضية بحكم عملها ، و إدراج هذه الرياضة ضمن أنشطة الروضة أسعد كثيرا ابنها، و أكدت بأن الروضة أصبحت تخفف عنها  كثيرا حجم المسؤوليات من بينها مراجعة الدروس لابنها ، و نقله من و إلى المدرسة .
و قالت إحدى الأمهات بأن الخدمات التي أصبحت تقوم بها رياض الأطفال خففت عنها الكثير من الأعباء ، حيث كانت في السابق تتكفل بنفسها بنقل ابنتيها من الروضة إلى المدرسة ثم تعود للعمل، غير أنه بعد توفير خدمة النقل انتهت معاناتها، كما أنها أصبحت تشعر أكثر بالأمان بعد تثبيت الروضة لكاميرا مراقبة و جل العاملين بها سيدات ، كما توفر لهم مختلف الأنشطة و تخصص لهم دروس في اللغات .
الفايسبوك بوابة للترويج و كاميرا الأولياء لمراقبة أبنائهم
تستغل رياض الأطفال بدورها موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك للترويج لأنشطتها التي ترافق برنامجها البيداغوجي و التنافس في إبراز جودة الخدمات المقدمة ، حيث تنشر عبر صفحاتها صورا لمختلف فضاءات الروضة،  و تبرز أنشطتها المتنوعة ، بالإضافة إلى صور الوجبات التي تقدم للصغار ، انطلاقا من عملية التحضير و إلى غاية تقديمها  ، و مقاطع فيديو للأنشطة الترفيهية و كذا التعليمية ، ما يتيح الفرصة للأولياء لمتابعة و مراقبة أبنائهم عبر بوابة فايسبوك، و الاطلاع على ظروف إقامتهم ، حيث لاحظنا من خلال التعليقات ، متابعة الأولياء المستمرة لأبنائهم عبر منشورات صفحة الروضة.
أ ب