توقع استقبـــال ما يفــوق 10 ملايين ســـائح بسكيكــدة هذا الصيف
دخلت السلطات الولائية و المحلية بمختلف بلديات ولايات سكيكدة الساحلية، في سباق مع الزمن من أجل إكمال التحضيرات تحسبا للافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف لموسم 2021، بعدما تأجل من الفاتح من جوان إلى الفاتح من شهر جويلية، حيث أحصت اللجنة الولائية 27 شاطئا مفتوحا في وجه حركة الاصطياف هذه السنة و يكون شاطئ العربي بن مهيدي الممتد على مسافة 10 كلم، من أطول الشواطئ في الساحل الجزائري و شاطئا نموذجيا بعدما اكتسى حلة جديد هذه السنة.
روبورتاج : بوزيد مخبي
14 بلدية ساحلية و 26 مليار سنتيم للتهيئة
توجد على مستوى ولاية سكيكدة، 14 بلدية من أصل 38 بلدية ساحلية، فيما لم ترتق بعد إلى مصاف البلديات السياحية، بالنظر للنقص الفادح في عمليات التهيئة و النظافة و كذا المرافق الضرورية، لاسيما على مستوى بلديات القل، تمالوس، الشرايع و المرسى، فيما خصصت السلطات الولائية قيمة26 مليار سنتيم هذه السنة لتهيئة الشواطئ بـ 93 عملية تشارف على نهايتها هذه الأيام، على أن تكون الشواطئ المفتوحة في وجه حركة الاصطياف مع موعد الافتتاح الرسمي في الفاتح من شهر جويلية.
و يبقى شاطئ العربي بن مهيدي من أطول الشواطئ على مستوى الجزائر و الممتد على مسافة 10 كلم، حيث يعرف هذه السنة تحسينات كبيرة على مستوى المرافق و الخدمات و يعد شاطئا نموذجيا و حسب مصدر من اللجنة الولائية لتحضير موسم الاصطياف، فإن هناك 25 فندقا بسعة 2500 سرير جاهزة لاستقبال السياح و المصطافين و 4 مخيمات و بيوت شباب، فيما تم فتح 34 مؤسسة تربوية من أجل استقبال أطفال المخيمات من الجنوب الجزائري.
و أكد ذات المصدر، وضع كل الإمكانيات البشرية و المادية من أجل إنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، مع مراعاة البروتوكول الصحي لتفادي انتشار وباء كورونا كوفيد 19، بالموازاة مع ذلك، تعرف مختلف بلديات ولاية سكيكدة، منذ عدة أيام، و تحت إشراف السلطات الولائية، تنظيم حملات تنظيف واسعة بمشاركة فعاليات المجتمع المدني من جمعيات و منظمات، خاصة و أن مختلف البلديات تشهد تدهورا كبير في مستوى نظافة المحيط بانتشار المقامات و القاذورات بأحياء سكنية و على مستوى الشواطئ .
طريق المنارة.. إضافة سياحية لمدينة القل
يعد مشرع طريق المنارة الذي يعرف اللمسات الأخيرة، إضافة سياحية كبيرة لمدنية القل بعد الطريق السياحي «ضامبو» نحو شاطئ تمنارت و الذي دخل الخدمة منذ عدة سنوات و طريق المنارة الممتد حول حي شبه الجزيرة بفتح المجال واسعا أمام الاستثمار السياحي بخلق مرافق خدماتية و ترفيهية على طول الطريق الذي أصبح يستقطب السواح من كل الولايات.
كما يعد المكان المفضل لسكان المدينة، لاسيما منهم الشباب لممارسة رياضية المشي و الجري و كذا التمتع بالمناظر الخلابة التي يزخر بها المكان.
و حسب مصدر مسؤول ببلدية القل، فإن مشروع طريق المنارة عرف عراقيل كبيرة في وجود معارضة بعض السكان الذين تقع سكناتهم على حافة الطريق و هو ما يصعب من تجسيد المشروع بمواصفات تقنية عالية، حث يعرف الطريق في أجزاء ضيقا كبيرا لا يسمح بالعبور بسهولة.
مفرغة بومهاجر النقطة السوداء و فندق بوقارون يحفظ ماء الوجه
النقطة السوداء التي مازالت تزعج السلطات المحلية لبلدية القل و تهدد الصحة العمومية للسكان و المصطافين منذ سنوات طويلة، هي المفرغة العمومية بحي بومهاجر المطل مباشرة على شاطئ عين أم القصب المتواجد في مدخل المدنية، حيث أصبحت تتوسط المحيط العمراني و تنفث دخانها في سماء المدينة و شاطئ عين أم القصب و رغم عديد المحاولات لتحويل هذه المفرغة إلى مكان ملائم، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام تعدد الأسباب و نفور المصطافين من الشاطئ القريب و كذا خطر الأمراض التي باتت تهدد سكان المدنية.
أما بخصوص المرافق المتواجدة في مدينة القل، فهي قليلة جدا و يبقى فندق بوقارون المتواجد قبالة شاطئ عين الدولة وسط المدنية، المرفق العمومي الوحيد الذي يحفظ ماء الوجه، بالنظر إلى التطورات التي عرفها في السنوات الأخيرة، من حيث طاقة الاستيعاب و مستوى الخدمات المقدمة للمصطافين و النزلاء، فضلا عن إقامة حفلات الزفاف و السهرات الغنائية في هذا المرفق السياحي.
تمنارت.. جنة منسية ظُلمت مرتين
يعد شاطئ تمنارت ببلدية الشرايع، 12 كلم عن مدينة القل، من أحسن الشواطئ على مستوى الساحل الجزائري، حيث كان منذ سنوات السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي، يستقطب السياح و المصطافين من مختلف الولايات و حتى من خارج الوطني و كان المكان المفضل لكثيرين لقضاء عطلة مريحة، لكن هذا الشاطئ ظلم مرتين، الأولى أثناء العشرية الحمراء في سنوات التسعينيات بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها المنطقة و هو ما تسبب في غلق الشاطئ في وجه حركة الاصطياف لأكثر من 10 سنوات و في المرة الثانية عندما بقيت المنطقة دون تنمية سياحية، رغم المؤهلات الطبيعية الكبيرة من شريط ساحلي و غابات و مياه عذبة في وجود واد تمنارت الذي يفتح للمصطافين حماما طبيعيا لإزالة الملوحة بعد فترة السباحة، حيث بقيت المنطقة خاوية على عروشها، خاصة و أن الشالهيات التابعة للبلدية أصبحت غير مهيأة لاستقبال المصطافين، بعدما وضعت في خانة البنايات غير القابلة للترميم و يجب هدمها و إعادة انجاز مشروع جديد مكانها.
كما أن إقامة مخيمات بعض الشركات الوطنية التي كانت منتشرة بالقرب من الشاطئ، تحولت إلى أطلال و في انتظار افتتاح موسم الاصطياف لهذه السنة و الذي تأجل ، فإن سكان منطقة تمنارت ينتظرون ذلك بفارغ الصبر، من أجل إنعاش تجارتهم من خلال كراء السكنات و خدمات الإطعام السريع و غيرها من الخدمات التي لا تتعدي مفهوم السياحة الشعبية و النمط التقليدي في استقبال المصطافين، فيما فضل الكثير من شباب المنطقة اختيار كراء قوارب الصيد و تحويلها إلى قوارب للنزهة و نقل المصطافين من عائلات و شبان إلى الشواطئ المعزولة مقابل الحصول على 1000 دج للرحلة الواحدة، فيما عزف الكثير منهم عن ممارسة نشاط صيد السمك أمام تراجع المنتوج و قلة الإمكانيات المتاحة.
الأودية و الشلالات تنافس البحر
و أمام غلق الشواطئ في السنة الماضية بسبب تداعيات انتشار وباء كورونا و تأخر افتتاح موسم الاصطياف هذه السنة، فإن السياحة عبر جبال القل غرب ولاية سكيكدة، انتعشت بكثرة و أصبحت تنافس السياحة الشاطئية، خاصة في وجود أودية و شلالات بمناطق الجبلية، على غرار شلال واد أفنسو و شلال عين السدمة ببلدية قنواع و شلال واد تيزعيان ببلدية أولاد عطية و كذا شلال واد بودودح في بلدية الزيتونة، حيث يعرف شلال واد أفنسو ببلدية قنواع المتميز، إنزالا قويا مع بداية صيف هذه السنة من قبل شباب و عائلات من هواة المغامرة، هذا الإقبال جعل شباب قرية افنسو يستثمرون في مؤهلات المنطقة بفك ممرات و مسالك جبلية تجعل الوصول إلى الشلال بالسهولة بما كان، كما قاموا منذ أيام، بفتح مطعم يقدمون فيه أشهى الأطباق و المشروبات، تكون جاهزة في متناول القادمين إلى المنطقة من المصطافين و السواح .