أدخلت الأزمة الوبائية مستلزمات طبية جديدة إلى البيوت و أعادت الاعتبار لحقيبة الإسعافات الأولية، التي لم تعد تضم القطن و الضمادات و مطهر الجروح و مسكنات الألم فقط، بل تعدتها إلى أجهزة قياس الأوكسجين و الحرارة ، التي أصبحت من مستلزمات متابعة الوضع الصحي في ظل الأزمة الوبائية الراهنة، حيث أكد باعة هذه الأجهزة للنصر، بأنها تحظى بإقبال معتبر منذ بداية الجائحة، و يسأل مقتنوها عن كل التفاصيل المتعلقة بطريقة استعمالها، ليستعملوها لمراقبة حالتهم و حالة أفراد عائلاتهم، و في حال وجود أي عرض مرضي التوجه إلى الطبيب قبل أن يتفاقم، فالملاحظ أن الجائحة فرضت على نسبة معتبرة من المواطنين التحلي بثقافة صحية واسعة و الالتزام بالتدابير الوقائية.
أسمــــاء بوقرن
فرضت الجائحة على المواطنين الاهتمام بكل ما يتعلق بالصحة و السلامة و اكتساب معلومات واسعة حول الفيروس، و حتى الكشف عن بعض أعراضه، إن وجدت ، عن طريق استعمال مستلزمات و أجهزة طبية لم تكن معروفة بالنسبة للعديد من المواطنين قبل ظهور الوباء ببلادنا ، مثل جهاز قياس نسبة الأوكسجين في الدم، حيث لم يعد اقتنائه مقتصرا على فئة معينة من مرضى الربو الحاد أو المصابين بمضاعفات مرض القلب و الفشل العضلي، فشريحة واسعة من المجتمع أيقظت الجائحة لديها الوعي الصحي، و دفعتها لاقتناء مستلزمات طبية يستعملها الطاقم الطبي في معاينة الحالات المشتبه في إصابتها بالوباء أو التي تحمله فعلا، كجهاز قياس الأوكسجين في الدم و مقياس الحرارة عن بعد، أو جهاز قياس الحرارة الحائطي، و كذا قناع الأوكسجين، و ذلك لاستعمالها عند الشعور بأي عرض من أعراض الإصابة، و تجنب التنقل المستمر للمستشفى و الاكتظاظ الذي قد تكون عواقبه وخيمة.
مشكل السلع المغشوشة طرح في بداية الأزمة
خلال جولة قادت النصر إلى عدد من محلات بيع المستلزمات الطبية بعلي منجلي و سيدي مبروك، وقفنا على مدى رواج هذه الأجهزة، حيث قالت بائعتان بمحل متخصص بالمركز التجاري رتاج مول، تسجيل إقبال كبير على الأجهزة التي تستعمل في قياس درجة حرارة الجسم، و نسبة الأوكسجين في الدم، التي تقدم نتائجها مؤشرات تدل على احتمال الإصابة بكورونا أو عدمها، و تسرع أحيانا التوجه إلى الطبيب للمعاينة و العلاج.
و أكدت إحدى البائعتين، في حديثها للنصر، أن في بداية الأزمة، لم يسجل إقبال على اقتناء الأجهزة المذكورة، و كانت تشتريها فئة قليلة جدا أغلبها من السلك الطبي، لكن بعد أن طال عمر الأزمة و سجلت موجة ثانية، ثم ثالثة من الوباء، لاحظت تهافتا قياسيا عليها ، خاصة مع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس، حيث لم يقتصر اقتناؤها ، حسب ذات المتحدثة ، على المصابين بالوباء، أو الذين ظهرت عليهم أعراضه، بل حتى على الأشخاص العاديين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الزبائن.
المتحدثة لمست اهتماما من قبل مواطنين، بالأجهزة الطبية التي تساعد على التأكد من أعراض الإصابة، و كذا حرصهم على تجريب الجهاز قبل اقتنائه ، للتأكد من سلامته، و كذا الاطلاع على المعلومات المرفقة به ، لتجنب الوقوع في فخ السلع المغشوشة، و منهم من يعيد الجهاز للمحل، بحجة أنه لا يقدم نتائج دقيقة.
و قالت بائعة بمحل آخر لبيع المستلزمات الطبية بحي الحياة بسيدي مبروك، بأن مشكل بيع أجهزة قياس أوكسيجين مغشوشة طرح بحدة السنة المنصرمة، مع تفشي الوباء، فقد دخلت علامات مغشوشة السوق المحلية، مشيرة إلى أنها اكتشفت ذلك عند تجريب جهاز قياس أوكسيجين علامته صينية قدم نتائج تدل على أن الفرد في حالة حرجة، بينما كان في حالة صحية جيدة، كما أنه يقيس أي مادة صلبة توصل به.
و أضافت المتحدثة أنها أصبحت تخضع كل جهاز للتجريب قبل اقتنائه، للتخلص من هذه المشكلة، كما ترصد علامة الاعتماد في السوق الأوروبية للتأكد من أنه أصلي، مضيفة بأن الجائحة أيقظت الوعي الصحي عند المواطنين، فأصبح الزبائن ملمين بكل خصوصيات الجهاز الذي يريدون أن يشتروه و كيفية استعماله و المؤشرات التي تدل على نوعيته الرديئة.
زبائن يركزون على سلامة الأجهزة
التقينا بأحد المحلات التي زرناها، بسيدة بصدد شراء قناع أوكسجين، و كذا كمامات مخصصة للأطفال، قالت للنصر، بأنها اقتنت جهازين لقياس الأوكسجين و الحرارة في بداية الموجة الثالثة، لاستعمالها عند الشعور بأي عرض، و كذا لقياس الحرارة بشكل دوري، فيما تحرص على شراء الكمامات و المعقمات بكمية كبيرة التزاما بتدابير الوقاية، مضيفة بأنها اقتنت علبتين من الكمامات المخصصة للأطفال و علبة مخصصة للكبار، و ذلك في إطار التحضيرات للدخول المدرسي و الاجتماعي.
و ذكر رجل وجدناه يقتني كمامات و معقم كحولي، بأنه سبق و أن اشترى جهازين لقياس الحرارة و الأوكسجين، في بداية الموجة الثانية بعد الاشتباه في إصابة زوجته، و ذلك لتفادي التنقل المستمر للمستشفى لقياسهما، موضحا بأنه حرص على شراء علامات ذات نوعية جيدة ، و ذلك بعد اطلاعه عبر الإنترنت على العلامات التي تقدم نتائج دقيقة، و الشروط التي تؤكد سلامة الجهاز.
و أكدت شابة وجدناها بذات المحل، بأن الظرف الوبائي حتم عليها اقتناء الأجهزة الطبية التي تراها ضرورية لمتابعة الوضعية الصحية لأفراد أسرتها و تخفيف الضغط على الأطقم الطبية التي تستغرق وقتا في معاينة الحالات المستقرة التي لا تستدعي التنقل الدوري للمستشفى، في الوقت الذي توجد حالات استعجالية تتطلب التكفل الفوري، مشيرة بأن الأزمة الصحية جعلت الفرد يحرص على الاطلاع على كل ما يتعلق بالوباء و الإلمام بكل المعلومات الصحية.
زيادات بـنسبة 200 بالمئة
في أسعار أجهزة قياس الأوكسجين
بخصوص الأسعار ، قال بائع بحي الحياة بسيدي مبروك بقسنطينة، بأنه سجل إقبالا قياسيا على شراء الأجهزة التي تستعمل في متابعة أعراض و مؤشرات الإصابة، كمقياس الحرارة الذي يرصد ارتفاع حرارة الجسم و مقياس الأوكسجين الذي يحدد نقص الأوكسجين في الدم، و ذلك منذ بداية الموجة الثالثة وعند بلوغ الذروة.
و أضاف المتحدث أن عائلات تشتري الأجهزة للاحتفاظ بها و استعمالها عند الحاجة و تشكل نسبة معتبرة من زبائنه، كما يشتريها أهالي مصابين بالفيروس ، خاصة الذين يخضعون لأجهزة التنفس الاصطناعي و المكثفات، لكونها ضرورية لمرضى كورونا، و أصبح أطباء ينصحون باستعمالها ، لمراقبة تطور وضعهم الصحي في المنزل و اللجوء إلى المستشفى في حال تسجيل انخفاض معدل الأوكسجين عن نسبته الطبيعية، لتجنب أي مضاعفات صحية قد تكون مميتة، مشيرا في سياق متصل، بأن هناك مستلزمات طبية راجت هي الأخرى في الجائحة و التي تعد أكسسوارات لأجهزة التنفس، كقناع الأوكسجين الذي يصل المريض بالمكثف، و يعد ، حسبه، من المستلزمات الأكثر طلبا، و سعرها 1500 دينار. و قال بائع بحي الحياة بسيدي مبروك أن أسعار مقياس الأوكسجين تختلف من علامة لأخرى، و تتراوح بين 3500 دينار إلى 9 آلاف دينار ، و تعد علامة بولس «pulse» من العلامات الرائجة، مؤكدا بأنه تم تسجيل زيادات قياسية في أسعارها خلال الجائحة، قدرها بنسبة 200 بالمئة، حيث كان سعر إحدى العلامات 2800 دينار ، ليصل سعرها حاليا إلى 6 آلاف دينار. و ذكرت بائعة بمحل آخر بحي الحياة، بأن الزيادات فرضت نفسها على مختلف التجهيزات التي زاد الطلب عليها خلال الجائحة، كالجهاز الحائطي لقياس الأكسيجين و غالبا ما يستعمل في المؤسسات و بنسبة أقل في مداخل المنازل الفردية، و سعره 19000 دينار، و كذا جهاز قياس الحرارة عن بعد أو المحمول و سعره يبدأ من 5 آلاف دينار، مؤكدة بأن كل العلامات المتوفرة في السوق حاليا هي علامات صينية.
أ ب