الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بلدية حامة بوزيان بقسنطينة راسلت المديريات المعنية

أصحاب وحدات صناعية يشتكون من نقص التهيئة بمنطقة النشاطات ببكيرة
يعاني أصحاب الوحدات الصناعية بمنطقة النشاطات في بكيرة بقسنطينة من نقص التهيئة وانسداد قنوات الصرف الصحي، حيث منعت المشاكل المسجلة الكثيرين منهم من الشروع في النشاط، فضلا عن تكبد الآخرين تكاليف إضافية للاستمرار في العمل، في حين يؤكد رئيس بلدية حامة بوزيان أن مصالحه قد أعدت بطاقات تقنية وأرسلتها لمديريتي التعمير والإدارة المحلية حول وضعية المنطقة وما يتطلبه التكفل بها، بعد إبلاغ الوالي بشأنها.

روبورتاج: سامي حباطي

وغير بعيد عن مدينة قسنطينة، تقع منطقة النشاطات في بكيرة التابعة إداريا لبلدية حامة بوزيان، إلا أن أغلب مستعملي الطريق الوطني رقم 3، المعروف باسم “طريق الكورنيش”، لا يعلمون بوجودها لانعدام لافتة تدل عليها عند مدخلها.
قابلتنا بالوعة تفيض بمياه الصرف الصحي بمجرد دخولنا المنطقة عبر مسلك غلبت عليه علامات الاهتراء، كما لاحظنا في المكان وجود مذبح للمواشي ووحدة صناعية أخرى، بينما انتشرت كميات كبيرة من الردوم على الجهة المقابلة؛ أوضح لنا أصحاب وحدات صناعية أنها في موقع قطعتين تابعتين لمنطقة النشاطات ويفترض أن تضما مشروعين صناعيين.
ولاحظنا خلال مسارنا عبر الطريق المذكورة انبعاث روائح كريهة لمياه الصرف الصحي، فضلا عن وجود مساحة لقطعة شاغرة، ترعى فيها مجموعة من الأغنام، بعد أن أحيطت بسياج، في حين توجد بناية أخرى على امتداد المسار تحمل عبارة “كباش للبيع”. ورافقنا في جولتنا بالمنطقة مستثمران يعملان في مجال صناعة مواد التنظيف وبيع مواد البناء.
وقد ازداد انبعاث الرائحة الكريهة لمياه الصرف الصحي مع اقترابنا من وحدة لتسويق أجهزة التكييف، ليخبرنا مرافقانا أن المستثمرين المتواجدين في المنطقة يعانون من مشاكل كبيرة مع قنوات مياه التطهير، حيث أوضحا أن منطقة النشاطات في بكيرة أنشئت في 1988، ولم تخضع لتهيئة هذه القنوات الموجودة منذ فترة طويلة، كما أشارا إلى أن أصحاب وحدات صناعية هم من قاموا بتهيئة هذا المقطع من الطريق على مسافة ممتدة لمئات الأمتار حتى تتمكن الشاحنات التي تقصدهم من شحن البضائع من وحداتهم وتفريغها، وقد ذكر لنا أحدهم أنها كلفتهم 100 مليون سنتيم.
تشققات وأضرار في البنايات بسبب مياه الصرف
وذكر لنا صاحب وحدة أجهزة التّكييف أنّ مياه الصرف الصحي تتسرب إلى داخل البناية، وتسببت في أضرار جسيمة، من بينها ظهورُ تشقّقات وتحرك للأرضية في جزء من البناية، في حين أوضح أنهم قاموا بالعديد من الأشغال من أجل تصريفها، كما وقفنا على امتلاء كميات كبيرة من مياه الصرف بين القطعة الأرضية الشاغرة المحاذية للوحدة وجدار المصنع، حتى تشكلت بركة كبيرة على امتداد الجدار، وهي المياه التي لا تنفك تتسرب إلى داخل البناية، بحسب صاحب الوحدة.
وذكر مرافقونا أن الكثير من أصحاب العقارات الصناعية في المنطقة قد امتنعوا عن الشروع في إنجاز مشاريعهم بسبب مياه الصرف الصحي وانعدام التهيئة في المنطقة، في حين تحدثنا إلى صاحب مذبح للدواجن توقف عن النشاط منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث شرح لنا المعني أنه كان يوظف عشرين عاملا بشكل مباشر، لكنه نبه أن التوقف يعود بالدرجة الأولى إلى مياه الصرف الصحي وروائحها الكريهة المنبعثة في المكان، مشيرا إلى أن الزبائن الذين يتعاملون معه صاروا ينفرون، خصوصا أن الدجاج يتطلب النظافة.
ونبه نفس المصدر أن اهتراء الطريق من العوامل التي ساهمت في توقف نشاط المذبح، بالإضافة إلى انعدام الإنارة العمومية، ما يمنع الشاحنات من الوصول إليه. وبعد تجاوز المكان المذكور، لاحظنا أن الطريق أصبحت معبدة بالتربة فقط، في حين تضم بالوعات في منتصفها. وقد لاحظنا في الجهة العليا من المكان وجود مصنع لإنتاج “الكشير”، غير بعيد عن أرضية شاغرة، قام مالكوها بإنشاء الأساسات الأرضية دون استكمال المشروع.
وشرح لنا مرافقانا أن صاحب القطعة باشر عملية بناء وحدة صناعية، لكنه تفاجأ بعد ذلك بمياه الصرف الصحي، حيث تحولت الأرضية إلى بركة واسعة، خصوصا عند هطول الأمطار، ليقرر التوقف عن الأشغال، في حين أوضحا أن مياه الصرف تتسرب من التجمعات السكنية الواقعة أعلى المنطقة.
وتتبعنا مسار مياه الصرف الصحي إلى غاية الجهة العليا، حيث تنبعث رائحتها من قناة تصريف مياه الأمطار، التي كانت تتدفق منها بقوة؛ رغم عدم وجود أمطار، في حين لاحظنا عمليّة حفرٍ جديدة من أجل إنجاز قناة للصرف الصحي، أنجزتها مصالح البلدية بحسب مرافقينا، على الضفة الأخرى من السكّة الحديدية، التي تتسرب إليها المياه القذرة متخذة مسارات مفتوحة في التربة، كما لاحظنا وجود بركة للمياه المنبعثة من قنوات التطهير القادمة من المجمع العمراني لبكيرة، في حين وقفنا على وجود قناة مغطاة غير مستغلة وتصرف إلى خارج منطقة النشاطات.
ووقفنا من خلال الجهة العليا للمنطقة على وجود مذبح بجدار عازل منهار بسبب كثرة التشققات الموجودة فيه، حيث أوضح لنا صاحب المذبح أنه ينشط بالمنطقة منذ سنة 1991 وما يزال ينتظر عملية التهيئة، موضحا أن الطرقات تكاد لا تسمح بمرور المركبات خلال فصل الشتاء، في حين أشار إلى أن الضرر الذي تسببت فيه مياه الصرف الصحي للجدار العازل المنهار قد كلّفه حوالي 150 مليون سنتيم. وقد قامت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أيضا بتدعيم سكة القطار ببناء جدار دعم ضخم بالخرسانة أسفل السكة، التي يلاحظ عليها آثار انضغاط للأرضية في جزء منها.
وعدنا أدراجنا لنلتقي بصاحب وحدة لصناعة معلب اللحم والدواجن، حيث لاحظنا في الطريق الترابي المؤدي إلى موقعه وجود حفرة ضخمة في الأرضية تحتوي على بركة من مياه الصرف الصحي، في حين كانت القناة الرئيسية للتطهير فيها محطمة ومجزأة إلى قسمين، فضلا عن أنها واقعة مباشرة بمحاذاة عمارات سكنية.
وذكر لنا صاحب الوحدة الصناعية أن انطلاق مشروعه قد تأخر لمدة 12 سنة بسبب مشكلة مياه الصرف الصحي، ما دفعه إلى الشروع في إصلاح قناة صرف في الجزء التابع له من العقار الصناعي بوسائله الخاصة، حيث لاحظنا أنه أنجز جدارين داعمين بالحجارة وبالوعتين كبيرتين وقناة.

وأضاف نفس المصدر أنه لم يكن ممكنا وضع محول كهربائي في الموقع بسبب كثافة المياه القذرة المتسربة إلى المكان، مشيرا إلى أن العملية كلفته حوالي 300 مليون سنتيم من أجل أن تتمكن “سونلغاز” من وضع المحول الكهربائي لينطلق المصنع في العمل. ونبه محدثنا أن المصنع قادر على توظيف 50 عاملا في مرحلة الانطلاق فقط، ويمكن أن يصل عدد العمال فيه بعد ذلك إلى ما بين 100 إلى 150 عاملا، في حين شدد على أن مشكلة المياه القذرة مسجلة في المنطقة من قبل انطلاقه في المشروع عام 2010.
مطالب بالسماح لشاحنات الوزن الثقيل بالدخول نهارا
وطرح المستثمرون في منطقة نشاطات “بكيرة” أيضا مشكلة عدم تمكن شاحنات الوزن الثقيل من الدخول عبر الطريق الوطني رقم 3 للوصول إلى وحداتهم خلال الساعات النهارية، حيث أوضح لنا صاحب مصنع لتحويل البلاستيك أن أصحاب الشاحنات صاروا يطلبون منهم القيام بالتفريغ والشحن في الطريق، ما يجعلهم يبذلون جهدا مضاعفا بتسخير شاحنات المصنع، في حين قال إنهم يعزفون عن دخول المنطقة بسبب اهتراء المسالك فيها وانعدام الإنارة العمومية خلال الساعات المسائية، وأشار إلى أن الطريق ممتدة على مسافة كبيرة في المنطقة ولا يمكن للمستثمرين أن يقوموا بتعبيدها كاملة بأنفسهم، رغم أنهم تكفلوا بإصلاح جزء منها.
من جهة أخرى، طرح صاحب وحدة لتحويل الحديد، ينشط في قطعتين متقابلتين بعد أن استأجرهما، مشكلة تذبذب التزويد بالكهرباء والمياه، مضيفا أن الوحدة توظف عشرين عاملا، لكن النشاط يعاني من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، فضلا عن أن اهتراء الطريق دفع القائمين على الوحدة إلى اكتراء مخازن في أماكن أخرى من أجل إتاحة عملية الشحن منها مباشرة دون دخول منطقة النشاطات في بكيرة.
وخلال تجولنا بالمنطقة، مرت بنا شاحنة صهريج تحمل المياه إلى مصنع لإنتاج العجائن الغذائية، حيث أوضح لنا صاحبها أنه ينشط في المنطقة منذ الثمانينيات، في حين أكد أن الوحدة توظف 180 عاملا بشكل مباشر وتوزع منتجاتها عبر جميع التراب الوطني، بالإضافة إلى التصدير للخارج، لكنها تعاني من مشكلة كبيرة في التزويد بالمياه، حيث يتم بالصهاريج التي تكلف المصنع حوالي 40 مليون سنتيم شهريا، خصوصا وأن العملية تتم على مدار الساعة، بحسب نشاط المصنع. وأضاف نفس المصدر أنه أخذ على عاتقه ربط المصنع بالغاز على مسافة  تقارب الخمسمئة متر، انطلاقا من محيط المسجد، ما كلفه حوالي 700 مليون سنتيم، فضلا عن إنشائه محولا بقيمة 300 مليون سنتيم.
وذكر نفس المصدر أن قنوات صرف المياه القذرة تعرف مشاكل انسداد متكرر، في حين أشار هو الآخر إلى مشكلة شاحنات الوزن الثقيل، أين أيد مطلب المستثمرين الآخرين بالترخيص لها بدخول منطقة النشاطات خلال الساعات النهارية انطلاقا من حامة بوزيان فقط.
وذكر لنا أصحاب الوحدات الصناعية أنهم قاموا بتغيير مصابيح الإنارة العمومية في المنطقة بأنفسهم، لكنها ما تزال معطلة، في حين نبه صاحب ورشة للنجارة العامة أن الكثير من الزبائن صاروا يرفضون القدوم إلى المكان بشاحناتهم بسبب الاهتراء المسجل فيها، خصوصا خلال فصل الشتاء عند هطول الأمطار.
وتضم منطقة النشاطات في بكيرة أكثر من مئة قطعة صناعية، من بينها ما يفوق السبعين قطعة المستغلة في مجالات صناعية، مثلما أكده من تحدثنا إليهم، كما علمنا من خلال الشكاوى التي وجهوها إلى عدة هيئات وإدارات أنها تضم نشاطات إنتاج المواد الصيدلانية وصناعة الغراء ووحدة لإنتاج الغرانيت ومذابح للدواجن، ومذبحا للأرانب، فضلا عن عدة وحدات للصناعات الغذائية وصنع الحلويات ووحدة لإنتاج أعلاف الحيوانات وأخرى لصنع عتاد المخابر. وقدر محدثونا أن المنطقة توظف أكثر من 1200 عامل في الوقت الحالي، ويمكن أن يرتفع هذا العدد في حال حل المشاكل المسجلة بها لدخول مختلف الوحدات حيز الخدمة.
من جهته، أكد رئيس بلدية حامة بوزيان، رضا بوطمينة، في تصريح للنصر، أن عمليات التهيئة المختلفة داخل منطقة النشاطات ببكيرة من مهام مؤسسة تسيير المناطق الصناعية، إلا أن المسؤول أوضح أن البلدية قد أبلغت والي قسنطينة بشأن المشاكل المسجلة بها، ثم قامت مصالحها بإعداد بطاقة تقنية حولها وإرسالها إلى مديرية الإدارة المحلية ومديرية التعمير، مثلما أمر به الوالي، مشيرًا إلى أن البلدية قامت بتبليغ الوالي السابق بشأنها أيضا، وأعدت بطاقات تقنية.
وأضاف “المير” أن البلدية تعمل على إنشاء قنوات التطهير الخاصة بمياه الصرف الصحي الخاصة بالتجمع العمراني الواقع أعلى منطقة النشاطات، حتى لا يستمر تسربها المفتوح، في حين قال إن المجلس الشعبي البلدي يدعم استكمال تهيئة منطقة النشاطات، باعتبارها مكسبا حيويا لسكان البلدية ومنطقة بكيرة على وجه الخصوص، خصوصا في خلق مناصب الشغل. وقد حاولنا الأسبوع الماضي الحصول على مزيد من التوضيحات من مدير مؤسسة تسيير المناطق الصناعية، لكن تعذر علينا ذلك.                 س.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com