ابتكر متخرجون وطلبة جامعيون بقسنطينة، مجموعة من الأجهزة الذكية الموجهة للفلاحين والمرضى والمستثمرين وأصحاب الفنادق والمصانع، من شأنها اختصار الوقت والجهد مع ضمان دقة وفعالية أكبر، وهي ابتكارات تبقى بحاجة إلى دعم مادي من أجل تطويرها أكثر وتسويقها بغية استغلالها على أرض الواقع، كما أكد أصحابها وهم شباب في العقد الثاني من العمر.
حاتم بن كحول
عرض مبدعون شباب ابتكارات ذكية خلال معرض احتضنته مؤخرا، جامعة الإخوة منتوري، وقد حققت أكفارهم إعجاب زوار وطلبة خاصة وأنها عملية جدا وتهدف لمساعدة شرائح اجتماعية مختلفة على غرار المستثمرين وأصحاب الفنادق والمصانع والمرضى كذلك.
حاضنة بيض ذكية تمكن
من مضاعفة الإنتاج
زارت النصر، المعرض للاطلاع على ما وصل إليه الشباب الجامعي من ابتكارات من شأنها تطوير مختلف التعاملات داخل المجتمع، كان أول مشروع موجها للفلاحين ويتمثل في حاضنة للبيض، تمكن من مضاعفة الإنتاج مقارنة بالطريقة التقليدية، وهي حاضنة صغيرة تتوفر على ظروف مناسبة أكثر لفقس أكبر عدد من حبات البيض.
أكد أصحاب المشروع المنتمون لنادي «جامعة منتوري قسنطينة بوت»، وهم أيمن ورامي وأكرم، حملة شهادات في الإلكترونيك والأتوماتيك، أنهم بحثوا في البداية عن الظروف الملائمة لفقس البيض قبل توفيره في هيكل الحاضنة الصغير، انطلاقا من درجات الرطوبة والحرارة المناسبتين مع تغيير وضعية البيضة التي وجب تحركيها في كل مرة حسبهم، وهو ما يمكن من إنتاج ما يقارب 100 بيضة عوض 20، مستدلين بتجربة واقعية قاموا بها في وقت سابق للتأكد من فعالية الحاضنة.
وأضاف الشباب المتعطشون لعرض مشروعهم لأكبر عدد ممكن من الزوار، أن العمل موجه للفلاحين ولكن يبقى بحاجة إلى دعم مادي من أجل تطويره وتجسيده على أرض الواقع في مختلف المداجن.
جهاز يعتني بالمحاصيل والنباتات عن بعد
من جانبهم، قدم شباب آخرون جهازا يمكن من الاعتناء بالمحاصيل الزراعية أو النباتات عن بعد، وهو ابتكار موجه للفلاحين و المهتمين بالنباتات عموما، أكد مطوروه أنه يبرمج حسب التوقيت الذي يرغب فيه صاحب المحصول أو النبات، ويمكن أن يكون التحكم بالساعة أو وفقا للبرمجة التي يحددها المعني
ويسقى النبات من خلال أنبوب صغيرة بمياه متواجدة بكميات لازمة داخل خزان صغير، كما يتوفر الجهاز على حسّاس ينبه بتوقيف عملية السقي عند تهاطل الأمطار لأن النبات ليس بحاجة إلى كميات إضافية تجنبا لإتلافه، ويتوفر على حسّاس آخر وظيفته قياس نسبة الرطوبة، ويتم وضعه داخل التراب، ويعمل عند استشعار جفاف في التربة ويقوم بالسقي آليا حتى وإن كان ذلك قبل الموعد المبرمج أو المحدد، كما يعزف عن السقي في حالة ما إذا كانت نسبة الرطوبة والمياه ملائمة، وتتم العملية عن طريق مبرمج ذكي متحكم «ميكرو كونطرولور» يبرمج حسب متطلبات الفلاح آليا، وأوضح أصحاب الجهاز أن المشروع مبسط وتم ابتكار نسخة مطورة منه وتم عرضه كمشروع للمؤسسات الناشئة.
وابتكر أعضاء النادي العلمي أبوابا ذكية تعمل آليا، حيث تفتح بمجرد اقتراب جسم ما، وتغلق عند ابتعاده وجسدوه على مستوى منزل صغير من صنعهم ويعمل بعد إدخال رقم سري، ويستعمل غالبا في الفنادق والصيدليات والعيادات الخاصة، كما جذب مشروع آخر الأنظار إليه، ويتمثل في لوحات شمسية ذكية مبرمجة آليا ومزودة بحساس يوجه حركتها نحو أشعة الشمس ويعمل وفق زوايا معينة، الهدف منه استغلال أكبر قدر ممكن من الأشعة ويستغل في الصحراء أو المناطق المشمسة.
سيارات آلية صغيرة لتنظيف الأرضيات
كما ابتكر فريق من الشباب من نفس النادي، سيارة صغيرة تعمل بشكل آلي لتنظيف الأرضيات، وتتمثل في سيارة ذات هيكل صغير مزود بمنشفة أو جزء من القماش المستعمل في عمليات التنظيف، وخزان مائي يزود الأرضية بالمياه حسب الكميات المبرمجة، مزود بحساسات تنبه بوجود جسم وتتفاداه عند الاقتراب منه، وتسير السيارة بشكل مستقيم ثم تستدير لتنظيف الجزء الموازي مباشرة وتتم العملية على مرحلتين الأولى، تتمثل في إطلاق المياه والثانية في تنشيف الأرضية، وتستعمل هذه السيارات في المنازل وخاصة الفنادق، وتنتشر أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب ما أكد أحد مبتكري السيارة ياسر بن خاوة، والذي شرح كيفية عملها نيابة عن بقية أعضاء الفريق.
كما ابتكر فريق آخر، سيارة ذكية تشتغل آليا وتعمل عن بعد، تتوفر على عجلات وهيكل بسيط يمكن تطويره عند الرغبة، مزودة بمبرمج ذكي يمنح الأوامر للمحرك من أجل التحرك في الاتجاه المرغوب فيه، كما تتوفر على حساس يحول دون اصطدامها بالأشياء القريبة منها، وهو نفسه المزود للمركبات والسيارات الكبيرة، ويمكن استعمال هذا الابتكار كلعب للأطفال خاصة وأن مثل هذه الألعاب باهظة الثمن وتجلب من الخارج، إضافة إلى الحساسات الذكية التي يطلبها الكثير من أصحاب السيارات الكبيرة تفاديا للاصطدام أثناء الركن.
شريحة لمحاربة احتيال العمال عند الدخول والخروج من المؤسسات
ابتكار آخر جذب الكثير من الزوار إليه، ويتمثل في بطاقة مزودة بشريحة ذكية تستعمل في تسجيل موعد دخول العمال وخروجهم من مختلف المؤسسات والشركات، وأكد صاحب المشروع أن المؤسسات غالبا ما تسجل محاولات في التحايل من طرف العمال والموظفين غير الملتزمين بمواعيد الدخول والخروج، بسبب استعمالهم للطريقة التقليدية.
وأضاف المتحدث، أنه وفريقه ابتكروا نظاما ذكيا يسجل توقيت الدخول والخروج وينبه صاحب العمل إن كان الموظف في حالة تأخر أو عند الخروج المبكر من المؤسسة، وذلك عن طريق شريحة ذكية تتوفر على المعلومات الشخصية لكل عامل من اسم ولقب ومنصب، ومزودة أيضا بالموعد المحدد من طرف صاحب العمل أو المؤسسة، وتنقل مباشرة رسالة بها معلومات دقيقة إلى جهاز المدير أو المسؤول عن مراقبة العمال عبر «الإكسال»، ويسعى الفريق المبتكر على تطوير المشروع إلى جهاز يعمل بالبصمات أو ملامح الوجه، مذكرا أن جامعة الإخوة منتوري تستعمل هذا الجهاز حاليا.
وابتكر فريق آخر، جهاز موجه لمرضى «الزهايمر» الذين ينسون موعد تناول أدويتهم، من خلال نظام يقضي بتنبيه المريض بموعد تناول الدواء من خلال الرنين، ثم يقوم بإضاءة حمراء تحدد مكان موضع الدواء، وتخرج علبة تتوفر على حبة الدواء، إضافة إلى شاشة صغيرة مكتوب عليها اسم الدواء المطلوب تناوله في ذلك التوقيت بالنسبة للمتعلمين، وأكد أحد مبتكري الجهاز أنه وفريقه يحاولون تطوير الجهاز أكثر، ويسعون للحصول على تمويل من مستثمرين ما جعلهم يعرضون ابتكارهم في مختلف الصالونات والمعارض، مؤكدا أنهم جاهزون لمباشرة عملية التسويق في حالة ما أتيحت لهم الفرصة.
روبوتات ذكية للرسكلة و رفع الأوزان بالمصانع والشركات
ولم ينس الشباب الجامعي المبتكر، أصحاب المصانع في مشاريعهم، بعد أن ابتكر فريق روبوت يعمل عن بعد عن طريق «الويفي»، ويتمثل في مجسم صغير لروبوت يستعمل في رفع الأوزان في المصانع على غرار مصانع تركيب السيارات، ويتم وضعه في أماكن يستحيل على الأشخاص التواجد فيها سواء بسبب ضيق المساحة أو لخطر يهددهم حياتهم، على غرار الحرارة الشديدة أو انتشار الغازات أو المواد الكيميائية، ويقوم الروبوت برفع الجسم القريب منه بشكل آلي بفضل حساس ذكي، وهو ما وقفنا عليه في تجربة بسيطة قام بها الشاب يوسف طالبي.
مشروع آخر يمكن أن يستعمل في المصانع، ويتمثل في روبوت على شكل يد بشرية، يساعد في الرسكلة، من خلال التمييز بين الألوان أو المواد، وذلك تجنبا لعملية الرسكلة التقليدية والتي تستغرق الوقت والجهد، إضافة إلى أنها ليست بتلك الدقة، ويستعمل هذا الروبوت أيضا عند فرز القمامة من خلال وضع المواد المصنوعة من البلاستيك على حدا والمواد الأخرى في جهة أخرى على غرار الحديد والخشب، كما يستعمل في مصانع المشروبات الغازية أو العصائر الصناعية أو الحلويات وغيرها، من خلال وضع كل لون في مجموعة عبر حساس يحدد الألوان حسب مراجع يتم قراءتها آليا ثم ترسل إلى معالج صغير، والذي يوجه رسالة إلى المحرك الذي يضع كل لون في مكان معين، حسب ما أكده أحد أصحاب المشروع، أكرم عطوي، والذي قال بأنه يمكن انجاز روبوتا أكبر حجما في حالة توفر الإمكانيات المادية، خاصة وأن المصانع المحلية تقتني مثل هذه الأجهزة بمبالغ كبيرة.
ح/ب