حقّقت شبيبة جيجل الصعود للقسم الوطني الثاني بعد غياب دام 37 سنة، اشتاقت فيه هذه البطولة لفريق «النمرة»، على حد شوق أنصار «الجياسدي» للعودة إلى بطولة الدرجة الثانية، وهم المعروفون على النطاق الوطني بحبهم وعشقهم للنادي واللونين «الأبيض والأخضر».
روبورتاج : كـ. طويل
إنجاز شبيبة جيجل الذي انتظره المحبون قرابة 4 عقود، تحقق في عهدة الرئيس أحمد بن قعود، الذي كان وفيا وجسد الوعود التي قطعها، ولم يستسلم رغم الفشل في المحاولة مرات عديدة، حيث ثابر وتفانى إلى أن استطاع اليوم الوصول إلى تحقيق الحلم، بعد خيبات صنفت في خانة " القدر".
نيل شبيبة جيجل التأشيرة كان بجدارة واستحقاق، وهذا بعد مشوار أكثر من رائع، تمكنت النمرة خلاله من حسم الصراع قبل نهاية الموسم بأربع جولات، بالرغم من منافسة الوصيف مولود بجاية وتمسكه هو الأخر بحلم ومبتغى تحقيق الصعود، لكن استمرار الفريق في الدفاع عن حلمه وغايته، جعله يحقق الفوز طيلة 27 مقابلة، ويحافظ على سجله خال من الهزيمة.
عمل أشبال المدرب رحماني بوزيان خلال الموسم الكروي الحالي، على الحضور القوي الدائم ضمن لقاءات البطولة طيلة 27 مقابلة التي لعبت لحد الآن، وهو ما كان لهم ليبصموا على مشوار بطل من خلال جمع 71 نقطة كاملة كانت نتاج 22 فوزا و5 تعادلات من دون التعرض للخسارة، وكان في هذا المشوار بصمة واضحة من قبل هداف الفريق إيفتان يوسف بـ 17 هدفا وتألق واضح لحارس المرمى أسامة متحزم، وتسيير جيد للتعداد من قبل المدرب رحماني بوزيان الذي كان عرضة في البداية للانتقادات، حتى انه فكر في رمي المنشفة بعد مباريات الدولة الرابعة قبل أن يعدل عن قراره ويتخذ القرار الصواب ويواصل مسيرته بنجاح، لتكون المحصلة تصدر البطولة في مرحلة الذهاب بحيث فاز بسبع مقابلات داخل الديار وحقق أربع تعادلات خارج الديار والفوز في أربع مقابلات أخرى، ثم في مرحلة العودة التي شهدت قبل نهايتها تتويج النمرة بلقب بطولة ما بين الرابطات في فوج "وسط-شرق".
* رئيس النادي أحمد بن قعود
الصبر والتفاني في العمل أول عوامل نجاحنا
اختار رئيس نادي شبيبة جيجل أحمد بن قعود بداية حديثه عقب ترسيم ارتقاء الفريق إلى وطني الهواة بعد التتويج مسبقا بلقب بطولة ما بين الجهات عن مجموعة «وسط-شرق»، بالعودة إلى بداية الموسم، وقال: «بداية المشوار لم تكن سهلة على الطاقم الإداري، حيث تم العمل على تجهيز التعداد، ومراعاة في ذلك بعض العوامل ومنها خيبة السنوات الماضية لما كان يضيع الفريق الهدف وأيضا وضعية النمرة من الناحية المادية حيث كان الفريق مدانا، ولقد اخترنا كطاقم إداري الصبر والإيمان بضرورة تجاوز المحن على أمل تحقيق ما نحلم به، وهو إعادة الشبيبة إلى بطولة القسم الثاني كمرحلة أولى من إعادة الاعتبار للنمرة، لتتجلى بعدها ملامح الدعم والمساعدة من قبل السلطات الولائية وبعض الممولين للفريق، تبعها عدة اجتماعات لرفع التجميد عن رصيد الفريق، وهي النقاط والأمور التي جعلت الطاقم الإداري يعمل في أريحية»، وأضاف بن قعود: «وقفة الجماهير ودعمها الذي تجلى من خلال تقديم السند للتشكيلة في كل المباريات، بغية تحقيق النتائج الإيجابية، كان عاملا إضافيا جعل الحلم يكبر».
تعلمنا من أخطائنا فتجاوزنا المصاعب
قال بن قعود: «حلم الصعود تحقق بعد أربع مواسم من إدارتي للفريق، بحيث تم ترسيم هذا الهدف قبل أربع جولات عن نهاية البطولة، لكن كل هذا لن ينسينا ما عانيناه خلال المواسم الثلاث الماضية، حيث أدار الحظ لنا ظهره في المباراة الفاصلة مع شبيبة برج منايل وفي البطولة الفارطة، كان المنافس صعب أولمبيك أقبو، حيث كان المنافس ماديا أفضل منا، وهو العامل الذي عجل بتضييع ورقة الصعود، وخلال هاته السنة تعلمنا من أخطاء الماضي وتم ترتيب البيت جيدا سواء من الإدارة أو اللاعبين أو من الطاقم التقني ونجاح هذا الموسم ناجم عن المثابرة والعمل الجماعي لمختلف الطواقم وهي مشكورة على تفانيها الذي كانت محصلته جني ثمار تعب موسم صعب».
أنصارنا من ذهب ولن نستعجل التفكير في الموسم المقبل
وبخصوص الموسم المقبل الذي ستعود تشكيلة النمرة فيه إلى بطولة الدرجة الثانية، بعد غياب 37 عاما، فقد قال بن قعود: «الحديث عن الموسم الكروي المقبل سابق لأوانه، كون العمل يتم وفق استراتيجية وبرنامج على المدين المتوسط والبعيد، وأولا يحب تحضير التقرير المالي والأدبي للموسم الحالي خلال سنة 2024، وعرضه على الجمعية العامة، التي تبقى سيدة في محني التزكية والموافقة على المواصلة أم لا، وفي حالة بقائي سأكون صريحا حيث لدي بعض المطالب والشروط، لقد تعبت وخاصة في تسيير الجانب المالي، وخلال الأربع سنوات الفارطة تحملت مرغما الكثير من الضغوطات، لذا وجب الحديث عن بعض الشروط ومناقشتها قبل التفكير في المستقبل خاصة وأن الموسم المقبل يشهد ودون شك زيادة في المصاريف على اعتبار أن الفريق ارتقى إلى درجة أعلى»
وختم بن قعود حديثه بتثمين الدور الذي لعبه المناصرون، طوال السنوات التي ترأس خلالها الفريق: «رسم الأنصار أروع الصور والمشاهد المعبرة عن حب الفريق وهم مشكورون، وحقيقة جمهور «النمرة» رائع ومن ذهب يعشق كرة القدم، ومدينة جيجل بفريقها «النمرة» وجمهورها تستحق أن تمتلك ناديا يقارع الكبار في الرابطة المحترفة الأولى».
* بوزيان رحماني مهندس صعود النمرة
منافسنا كان شرسا وأصعب فترة كانت خلال التحضيرات
أوضح مدرب تشكيلة شبيبة جيجل، للنصر، بأن هدف الصعود تم التخطيط له رفقة الهيئة المسيرة منذ بداية الموسم، حيث روعيت في ذلك مسببات وشروط النجاح في هذا المشروع، بداية من انتدابات اللاعبين التي كانت مدروسة والتحضير الجيد وكما يتطلبه الهدف، مشيرا : «كامل الإمكانيات وضعت من قبل إدارة الفريق، بدأنا هذا الموسم الصعب بالتحضيرات الصيفية التي طالت مدتها بفعل عدم تحديد تاريخ نهائي لانطلاق المنافسة والذي تأجل عدة مرات، وهو ما جعل مرحلة التحضيرات تدوم لمدة قرابة الثلاث أشهر، وعند بداية المنافسة كانت صعبة للتسيير من الجانب البدني، وكان التخوف من الجانب البدني، حيث وجب تسييرها بذكاء».
رحماني الذي ثمن إرادة اللاعبين والمجهودات المبذولة طيلة المشوار والانضباط، أضاف في وصفه لمراحل الموسم الناجح: «الأنظار كانت جميعها باتجاه فريقنا كونه كان يصنع التميز وجميع الفرق رغبت في الإطاحة بنا، وقد واجهنا منافسة شرسة من قبل مولودية بجاية التي ظل فريقها صامدا، لكن الحلم كان كبيرا منذ بداية البطولة، وهو ما مكننا من الصمود، خاصة في حضور الدور الكبير للجمهور الذي عمل على دعم الفريق من خلال التواجد بكثرة في جميع المباريات ومساندة اللاعبين ومرافقتهم في كل السفريات».
قالوا عن الصعود
* قائد التشكيلة محمد إقبال بوفليغة
تعبنا فنلنا
أكد قائد تشكيلة شبيبة جيجل بوفليغة محمد إقبال، بأن مشوار الصعود كان صعبا، وأنه لم يكن من السهل مجانبة الخسارة في 27 مباراة، وقال: «مجهودات كبيرة بذلت من قبل جميع الفاعلين في النادي، وبدعم كبير من المناصرين طيلة المشوار ورئيس الفريق الذي وفر جميع الظروف للنجاح إضافة إلى تعب وتفاني المدرب وبقية أعضاء الطاقم الفني، الذين غرسوا فينا روح اللعب الجماعي، تمكنا والحمد لله من تحقيق الهدف المنشود وهو الصعود».
* الحارس أسامة متحزم
هديتنا لعشاق النمرة
شدد الحارس المتألق أسامة متحزم في غمرة الاحتفال بالصعود مع شبيبة جيجل إلى بطولة وطني أندية الهواة، على ضرورة التذكير بأن الجميع ساهم في تحقيق الهدف الذي انتظره عشاق النمرة سنوات طويلة، وقال :«لقد اجتهدنا طيلة الجولات الماضية ومنذ بداية الموسم من أجل هدف واحد ووحيد وهو تحقيق الصعود وإسعاد المناصرين، وتجسيد ذلك ميدانيا جاء بعد تعب كبير بدأناه شهر أوت من العام الماضي، والحمد لله بتضافر الجميع وتوحيد الجهود، فقد وفقنا إلى المبتغى الذي نهديه إلى كل عشاق الفريق وسكان مدينة جيجل».