ألمانيا و جزر المالديف والبرازيل وجهات صيفية للأطباء والصيادلة و رجال الأعمال
تختلف وجهات الميسورين من الجزائريين في الصيف، عن تلك التي يقصدها الآخرون لقضاء عطلهم ، فالأطباء و المحامون و الموثقون و الصيادلة ورجال الأعمال و حتى مندوبو التسويق الطبي و بعض الطلبة الجزائريين أوجدوا لأنفسهم دليل أسفار جديد و مختلف عما هو شائع، و أصبح اكتشاف وجهات جديدة هواية تستقطب الكثيرين خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يسهل عليهم الحصول على تأشيرات السفر إلى دول كانت حتى وقت قريبا مجرد أسماء على الخريطة، على غرار البرازيل و رومانيا و المجر و جزر المالديف.
جولة بين الوكالات السياحية بقسنطينة، سمحت لنا بمعرفة أهم الوجهات السياحية الجديدة التي باتت مقصودة من قبل الجزائريين و تحديدا ميسوري الدخل، فحسب مصدر من وكالة « تي أل أسل لمنح التأشيرات» فإن المعنيين بالبحث عن وجهات جديدة ومختلفة في قارات العالم الأخرى، بعيدا عن الوجهات المعروفة كفرنسا و تونس، هم الأطباء و الموثقون و المحامون و رجال الأعمال و مندوبو المبيعات و التسويق الطبيين و كذا الصيادلة، وهم شريحة مدرجة ضمن فئة الميسورين و مرتفعي الدخل، يعرف اهتمامهم بالسياحة الخارجية تزايدا في السنتين الأخيرتين خصوصا خلال شهري أوت و سبتمبر بالإضافة إلى شهر ماي، إذ باتوا يحبذون الابتعاد كثيرا و يقصدون أماكن جديدة لم تكن قبل سنوات مدرجة ضمن دليل أسفار الجزائريين، حيث أن ألمانيا و اليونان و ماليزيا و دبي برزت كوجهات مطلوبة بقوة من طرف الأطباء و الصيادلة و المندوبين الطبيين «ديليغي ميديكال» ، و هذا راجع إلى كونهم اكتشفوها من خلال سياحة المؤتمرات الطبية التي جعلتهم يرونها كأماكن غير معهودة للسياحة و الاستمتاع بالعطلة.
علما أن الشيء الذي يجعلهم يعودون إليها هو الامتياز الذي يخصهم دون غيرهم فيما يتعلق بسهولة و سرعة الحصول على التأشيرة لسببين اولهما مستوى الدخل الشهري أو السنوي الذي يساعدهم على الحجز و الإقامة في الفنادق، و ثانيا طبيعة الوظيفة في حد ذاتها و تصنيفهم الاجتماعي كنخبة، لذلك فإن طلبات التأشيرة السياحية الخاصة بهم تجاب آنيا و بالتالي فإن قصد هذه البلدان لا يتطلب سوى ضبط تكاليف الرحلة التي تتراوح عموما بين 21 إلى 25مليون سنتيم و أكثر بقليل بالنسبة للفرد، لمدة ستة أيام إلى أسبوع.
أحد الأطباء قال بأنه قضى عطلته هذه السنة في ألمانيا و هو بصدد العودة إليها خلال شهر أكتوبر القادم للمشاركة في مؤتمر طبي حول أمراض الدم، أما عن سبب اختيار هذه الوجهة فقال بأنه سبق و أن زارها في إطار برنامج تكوين ما سمح له باكتشاف هذا البلد العملاق و تكوين صداقات هناك، كما أنه وجد فيها كل الشروط لقضاء عطلة صيف ممتازة.
كما تحدثنا إلى زوجين عائدين من اليونان أين قضيا أسبوعا هناك، إذ يشتغل الزوج مندوب تسويق طبي و الزوجة في قطاع التعليم، وصفا اليونان بالبلد الجميل جدا كما قالا بأن ذهنية اليونانيين تشبه الذهنية الجزائرية إلى حد قريب، بحكم أن البلدين يطلان على البحر الأبيض المتوسط، مضيفين بأن تكلفة العطلة قدرت بـ 21 مليون سنتيم لكل فرد، مقابل خدمات جيدة مع توفر كل شروط الراحة، محدثانا اعتبرا بأن تكلفة الرحلة تعد مقبولة مقارنة بجودة الخدمات، على عكس ما هو حاصل في الجزائر، فالشخص يجد نفسه يدفع مبالغ مالية كبيرة قد تتعدى 10ملايين سنتيم، مقابل خدمات سيئة جدا.
حسب موظفة وكالة السياحة و الأسفار « أتوليي للسفر» ، فإن البرازيل المكسيك جزر المالديف تعتبر خيارات جديدة لفئة رجال الأعمال الجزائريين، مع أن تركيز التجار منصب على الصين و دبي أكثر بحكم طبيعة عملهم على اعتبار أن هذه البلدان تعد مصدرا أولا لاستيراد المنتجات على اختلافها و بالأخص الألبسة.
محدثتنا أوضحت بأن كثيرا من الأثرياء و الميسورين يقبلون على قضاء عطلهم في أماكن لم يعهدها الجزائريون في السنوات الماضية، على غرار جزر المالديف و البرازيل، وهما وجهتان جديدتان مطلوبتان بقوة ، وذلك لان هذه الدول لا تفرض على الجزائريين تأشيرة لدخول أراضيها، حيث تقتصر نفقات الرحلة على ثمن تذكرة الطائرة و تكاليف الإقامة، و تتراوح أسعار الرحلات بين 30 و 40 مليونا للفرد الواحد، علما أن غالبية من يقصدون هذه الوجهات يفضلون شركات الطيران الكبرى على غرار، الخطوط الجوية التركية و المغربية ، كونهما تقدمان عروضا مغرية و تخفيضات على وجهات معينة، فضلا عن اقتراح خدمات فندقية غير مباشرة تحتكم أسعارها لسلم خاص هو نتاج اتفاقيات بين شركات الطيران و الفنادق، فمثلا ثمن تذكرة البرازيل ذهابا و إيابا هو 10 ملايين سنتيم ، علما أن المسافرين إليها لا يتجهون إلى الفنادق فقط و إنما يقومون بكراء شقق في تجمعات سكانية تشبه كثيرا التجمعات الموجهة للسياح في أغادير و سوسة كما أخبرتنا محدثتنا.
من جهة ثانية فقد علمنا من عدد من الوكالات السياحية بقسنطينة، بأن الانفتاح على هذه الوجهات الجديدة، انعكس سلبا على الإقبال على إسبانيا التي كانت مطلبا رئيسيا قبل سنتين، خصوصا مدينة «آليكونتي» و ذلك بسبب ارتفاع أسعار الرحلات و الإقامة عكس ما كانت عليه العامين الماضيين ، حيث أن مبلغ 250 مليون سنتيم، كان كافيا سنة 2015 لشراء منزل هناك و مبلغ 10 ملايين سنتيم يضمن لك عطلة لمدة أسبوع تقضيها في أفخم الفنادق .
حسب وكالة السياحة « آلور للأسفار» فإن هناك العديد من الطلبة الذين أصبحوا يقضون عطلتهم بألمانيا و المجر ليس فقط للسياحة و إنما لاستكشاف فرص مواصلة الدراسات العليا في جامعات هذه الدول، علما أن غالبيتهم ميسورون و هم من طلبة الطب عموما، وتقدر تكلفة أسبوع في هذه البلدان مع سعر التذكرة بـ 23 مليون سنتيم، مع ذلك تعد تكلفة العيش هناك بالنسبة لطالب جامعي أقل مقارنة بدول أوروبية أخرى كفرنسا و بلجيكا و دول أخرى ككندا و بريطانيا .
أ- بوقرن / هدى-ط