أخوضُ أولَ تجربة لكتابةِ السِّيناريو من بوَّابة الأعمال الثورية
كشفت الممثلة الشابة صبرينة قريشي أنها تخوض حاليا أول تجربة لها في مجال كتابة السيناريو، و قد كتبت لحد الآن 15 حلقة من سلسلة ثورية تعتمد على أحداث أغلبها من صميم الواقع، و تنوي مواصلة الكتابة إلى غاية الانتهاء من الحلقة 30 و الأخيرة، بالمقابل تتمنى الممثلة التي تلقت عدة عروض للمشاركة في أعمال كوميدية، أن تخرج من قالب الأدوار الفكاهية التي أسندها لها كافة المخرجين و المنتجين الذين تعاملت معهم، لتتقمص شخصيات درامية.
حاورتها: إلهام طالب
سأسلط الضوء على ثوار الظل
الممثلة أكدت في اتصال بالنصر، أنها تحاول أن تكون منذ بداية انتشار جائحة كورونا، قدوة لأفراد عائلتها في ما يتعلق بالالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، و قد خاضت خلال الحجر المنزلي أول تجربة لها في مجال السيناريو، حيث استوحت من حكايات واقعية سردتها عليها جدتها و أقاربها و بعض المحيطين بها، سيناريو لمسلسل ثوري يسلط الضوء على المرأة الجزائرية و كل أبطال الثورة المنسيين الذين بذلوا كل ما بوسعهم في الظل، من أجل استقلال وطنهم، دون البحث عن مقابل مادي أو معنوي أو عرفان، و يبقى البطل الوحيد في كل الحروب و الصعوبات و التحديات هو الشعب، كما قالت لنا، مشيرة إلى أنها لم تحدد لنفسها دورا في المسلسل.
و أضافت المتحدثة أنها تحترم و تفتخر بكل الشخصيات الثورية المعروفة و تضحياتها خلال الثورة المجيدة، بالمقابل لاحظت بأن الكثير من الشخصيات لم تحظ بالاهتمام، لهذا فكرت في تخصيص عمل لثائرات و ثوار الظل، و عائلات عانت الويلات و قدمت كل التضحيات في صمت.
"الحريق" أصدقُ مرآة لحياة الجزائريين في الحقبة الاستعمارية
ترى الفنانة بأن الأفلام و المسلسلات الجزائرية التي خصصت لتسليط الضوء على الحقبة الاستعمارية و كفاح الجزائريين لاسترجاع الحرية و الكرامة، قدمت للمشاهدين و كأنها أشرطة وثائقية، باستثناء مسلسل "الحريق" لمصطفى بديع المقتبس من رواية لمحمد ديب، الذي قدم صورة واقعية، بل مرآة حقيقية لحياة الجزائريين آنذاك.
بخصوص سلسلة "باب الدشرة" للمخرج وليد بوشباح، الذي تألقت صبرينة قريشي في جزئه الأول بدور خوخة، و حقق نجاحا معتبرا خلال بثه عبر التليفزيون الجزائري، في شهر رمضان ما قبل الماضي، أوضحت الممثلة أن سيناريو الجزء الثاني من ذات السلسلة جاهز، و تم الانتهاء من كل التحضيرات، و توقيع العقود مع المنتجة و كان من المقرر أن يتم تصويره في شهر فيفري الفارط، على أساس أن يكون فاكهة رمضان 2020، لكنه توقف بسبب الحراك، ثم جائحة كورونا.
و عن سؤالنا حول مشكل الأجر الذي طرحته عبر حسابها في فايسبوك، قالت أنها و بقية زملائها في "باب الدشرة 1"، لم يتلقوا إلى غاية اليوم مستحقاتهم، و عندما قرأت المنتجة منشورها اتصلت بها و أكدت لها أنها لا تملك المبالغ الكافية لتسديد أجرها هي و بقية طاقم العمل، لأنها لم تتلق هي أيضا أجرها مقابل الإنتاج التنفيذي للعمل من قبل التليفزيون الجزائري، و بمجرد أن يتم ذلك ستدفع للجميع أجورهم، لتنطلق قريبا في إنجاز الجزء الثاني الذي سيصور بالجنوب الجزائري، وسط مناظر طبيعية خلابة و ديكور تراثي أصيل، و ليس في قرية لقصور بولاية برج بوعريريج، كجزئه الأول، مشيرة إلى أنها ستتقمص في العمل شخصية عاملة بفندق، و سيشارك معها نفس فريق الجزء الأول يتصدرهم احسن بشار، لكن الممثلة الكوميدية بيونة انسحبت منه، مضيفة بأن لديها مع ذات الفريق و المخرج وليد بوشباح، مشروعا كوميديا آخر و هو مسلسل "ماينا"، الذي تأجل أيضا بسبب كورونا.
و أكدت لنا الممثلة الكوميدية أنها تتمنى أن يعرض "باب الدشرة 2" في رمضان المقبل عبر التليفزيون الجزائري، لأنه يمثل الوجه الرسمي للجزائر، و برامجه مميزة يتابعها المشاهدون في بلادنا و مختلف البلدان الأخرى، و بالتالي هي تفضله على القنوات الخاصة .
أعشق المسرحَ الشعبي
و من بين مشاريع صبرينة التي أجلت بسبب جائحة كورونا، ذكرت مسرحية "خاطيني" للمخرج أحمد رزاق، التي تقمصت إحدى شخصياتها و من المفروض أن تقدم خمسة عروض لها قبل انتهاء العقد، مشيرة إلى إمكانية تجديد العقد لتقديم المزيد من العروض، مضيفة أنها تحب جدا المسرح الشعبي الذي يجد المتلقي فيه نفسه و آلامه و آماله و انشغالاته.
و أردفت "خوخة باب الدشرة"، كما يناديها الكثيرون، لنجاحها في تقمص دورها، و كذا في أداء بعض الأغاني التراثية، أن المخرج عزيز شولاح عرض عليها دورا في مشروعه الجديد المتمثل في تصوير الجزء الثاني من سلسلته الفكاهية "ريح تور"، الذي سينطلق بعد أن يزول خطر الجائحة.
و أعربت ابنة عين عبيد بولاية قسنطينة، عن حرصها في كل أعمالها على تقديم المرأة الجزائرية و التعبير عنها، كما هي في الواقع، صبورة و قوية تتحمل كل المسؤوليات بصدر رحب و تضحي دون حساب، لكنها غير محظوظة في أغلب الأحيان، حسبها.
و أكدت لنا بأنها تتمنى الخروج من قالب الأدوار الكوميدية الذي يضعها فيه المنتجون و المخرجون الذين يتعاملون معها، لتقدم أعمالا درامية تمكنها من تنويع أدوارها و اختبار قدراتها كممثلة و الإبداع فيها، و تطمح للمشاركة في أعمال تاريخية و تقمص شخصية الكاهنة في عمل ضخم.
"السوقُ السوداء" للفن!
أعربت المتحدثة من جهة أخرى عن أسفها لأن عالم التمثيل فتح لمن هب و دب، و فسح المجال لاستخدام المحسوبية و "المعريفة"، بدل معايير الإبداع و الكفاءة، تماما كالسوق السوداء!، مما جعل الرداءة تطغى على الفن. و ذلك يحدث في غياب قانون أساسي ينظم القطاع و يحدد من بإمكانه أن يصنف كممثل أو موسيقي أو مخرج..إلخ، و يضع الشخص المناسب في المكان المناسب، و يضبط حقوقه و واجباته. و شددت بأن الفن و الصحافة يعكسان الحياة اليومية للجزائريين و شخصيتهم و هويتهم، بشكل كامل أمام العالم، و ليكن ذلك بشكل موضوعي و راق، بعيدا عن الرداءة و الابتذال و التلفيق و التزويق. بخصوص تعاملها مع الأدوار التي تسند إليها، قالت صبرينة بأنها عندما تطلع عليها، تتشكل لديها رؤية معينة عن كل دور، تقترحها على المخرج و كاتب السيناريو و إذا اتفقوا عليها، تجسدها و قد تترك لها مساحة للارتجال في ذات الإطار، كما حدث في عديد أعمالها.
الجامعة بوابتي إلى أبي الفنون
عن سؤالنا إذا خضعت لتكوين متخصص في التمثيل، قالت صبرينة ضاحكة بأنها لم تدرس التمثيل في معهد برج الكيفان، بل درست الفلسفة ثم علم الاجتماع بجامعة قسنطينة، و تعتمد أساسا على الموهبة، و قد دخلت عالم التمثيل صدفة و هي في ربيعها الـ 26. و أضافت أنها أتيحت لها الفرصة ذات يوم لدخول مسرح قسنطينة لأول مرة، لمتابعة عرض مسرحية "الحوات و القصر"، فانبهرت بأبي الفنون و كل تفاصيله المبهجة.
"عندما قرأت في الإقامة الجامعية إعلانا حول تعلم الموسيقى و المسرح و الرياضة، قررت تعلم المسرح، و أول من اكتشف موهبتي و علمني هو الأستاذ لخضر بوحفص، و أول مسرحية قدمتها معه في إطار جمعية المسرح الأصيل للإخوة بوحفص في 2006 هي مسرحية للأطفال عنوانها " الأنهار الصغيرة"، و بعد المسرح الجامعي، عرضت في المسرح الجهوي لقسنطينة، و بعد العرض طلب مني الطيب دهيمي رقم هاتفي للاتصال بي لاحقا. فشاركت في كاستينغ و تم اختياري لأداء دور في مسرحية عنوانها "ليلة الليالي" و توالت العروض، فأنا أعتبر نفسي ممثلة مسرحية بالأساس، و الركح مدرستي و المكان الذي صقلت به موهبتي"، قالت المتحدثة.
تقمصتُ شخصية يهودية في المسلسل التليفزيوني "بساتينُ البرتقال"
و تابعت "ظهرت لأول مرة في التليفزيون من خلال حصة "كوميديا فان" ، و هي عبارة عن مسابقة فنية، كان ينشطها صالح أوقروت و يوجد ضمن لجنة التحكيم بها لخضر بوخرص و أحمد أقومي و كمال بوعكاز، أما أول مسلسل تليفزيوني شاركت فيه فهو "بساتين البرتقال" لعمار محسن، و أدت فيه دور سيدة يهودية، لتتوالى عليها العروض بعد ذلك ".
و عن سؤالنا عن عدم استغلالها لفترة الحجر المنزلي، على غرار العديد من زملائها في تقديم فيديوهات لأعمالها أو مشاريعها الجديدة، أكدت "خوخة" أنها استغلت تلك الفترة في الأشغال المنزلية و مطالعة الروايات و الكتب التاريخية و أيضا كتابة أول سيناريو في حياتها، فهي تعتبر حب و تقدير جمهورها جائزتها الحقيقية طيلة مسارها الفني، و تحرص حرصا شديدا على إسعاده و كسب رضاه، و الحفاظ على صورتها لديه، و بالتالي لم تشأ أن تغامر بتقديم عمل قد لا يعجبه أثناء الحجر، مشيرة إلى أنها إنسانة خجولة و غير جريئة.