دفاع الكاميرون مهلهل والمنتخب الجزائري قادر على التسجيل في الذهاب
يرى ألان جيراس، المدرب الخبير على مستوى الكرة الإفريقية، بعد إشرافه على عديد المنتخبات القوية، في شاكلة السنغال وتونس ومالي والغابون، أن المنتخب الكاميروني قد يكون في متناول الخضر لو يتعامل المدرب جمال بلماضي بذكاء مع اللقاءين، مضيفا في حواره مع النصر، أن إخفاق كأس الأمم الإفريقية الأخيرة لا يقلل من كفاءة بلماضي، كما تحدث التقني الفرنسي عن توقعاته بخصوص مباريات السد، وإنجاز منتخب السنغال المتوّج لأول مرة في تاريخه ب»الكان».
حاوره: سمير. ك
مرحبا كوتش، كيف هي الأحوال وشكرا على قبول دعوة النصر لإجراء حوار ؟
مرحبا بكم وبكل الجزائريين وأشكركم على هذا الاهتمام، وأنا تحت تصرفكم للإجابة على كل أسئلتكم، لقد اتصلتم بي صباحا ( الحوار أجري ليلة السبت)، غير أن انشغالاتي حالت دون الإجابة، ولكن بعد التفرغ من كل هذه الأمور يمكنني الآن الحديث معكم بكل أريحية، وسأحاول الرد على كل الاستفسارات.
فرنسا تُوجت بدوري الأمم بعد خيبة اليورو وهو السيناريو الذي أتمناه للخضر
بصفتك خبير في الكرة الإفريقية، بحكم إشرافك على منتخبات كبيرة، في شاكلة السنغال وتونس ومالي والغابون، كيف تعلق على نتائج قرعة الدور الفاصل ؟
أعتقد أن نتائج القرعة صعبة على كل المنتخبات، وحتى إن تمت إعادة عملية السحب من جديد ستكون هناك صدامات عنيفة أيضا، على اعتبار أن المنتخبات العشر المتأهلة إلى الدور الأخير كلها من كبار القارة، إذا ما استثنينا بدرجة أقل منتخب الكونغو الديمقراطية الذي لم يكن حاضرا في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، غير أنه يمتلك تشكيلة رائعة بقيادة مدرب محنك، وأعني بالذكر هيكتور كوبر الحاضر في آخر نسخة من المونديال رفقة مصر، أرى أنه سيكون من الصعب علينا التكهن بهوية المتأهلين في المواجهات الخمس، غير أنني على يقين بأن الأفضل سيعبر لمونديال قطر، وسيشرف الكرة الإفريقية التي وصلت إلى مستويات رائعة، وبإمكانها حتى مقارعة كبرى المنتخبات العالمية.
من ترشح للتأهل في مباراة الخضر والكاميرون ؟
قلت لكم بأن الحظوظ متساوية بين كل المنتخبات، كما أن ما حدث في الكان الأخيرة أخلط الأمور أكثر فأكثر على بعض المنتخبات، على غرار المنتخب الجزائري الذي لم يكن أحد ينتظر توديعه البطولة من الدور الأول، وكلها أمور ستكون لها تداعيات خلال مباراتي شهر مارس، ولئن كنت واثقا من مقدرة المدرب جمال بلماضي على إعادة ترتيب البيت من جديد، كونه مطالبا بتعويض ذلك الإخفاق بالتأهل للمونديال ، ستكون المهمة صعبة على المنتخبين، ومن يكون جاهزا من الناحيتين البدنية والذهنية سيحسم بطاقة التأهل لصالحه.
تمنيت التتويج مع «أسود التيرانغا» وسعدت لأول ألقابهم
هل الجزائر تمتلك المقومات لتجاوز عقبة الأسود غير المروضة ؟
بطبيعة الحال، المنتخب الجزائري لديه كل الإمكانيات لتجاوز أي منتخب إفريقي، خاصة إذا ما استعاد رفاق رياض محرز مستوياتهم المعهودة، فلا يعقل أن يتحول هذا المنتخب بين عشية وضحاها إلى منتخب متواضع، وهو بالأمس القريب كان بطلا لإفريقيا، فضلا عن إطاحته بمنتخبات كبيرة ووصوله إلى 35 مباراة دون هزيمة، فما حصل في دورة الكاميرون الأخيرة بإمكانه أن يحدث مع أي كان في عالم كرة القدم، وهنا أعود بكم لما جرى لأبطال العالم في 2018 منتخب بلدي(فرنسا)، حيث دخل بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة في ثوب المرشح الأول، ليُصدم ديديي ديشان وأشباله بتوديع البطولة على يد المنتخب السويسري، ولكن ماذا حصل بعدها.. الديكة سارعوا لرد الاعتبار لأنفسهم خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية، حيث حصدوا اللقب عن جدارة واستحقاق، وهو نفس السيناريو الذي أتمناه لمنتخبكم الوطني، فقد يمنحهم إخفاق الكاميرون الدافع لتجاوز هذا المنتخب بالتحديد، خاصة وأنكم تمتلكون ذكريات سيئة في هذا البلد، الذي على ما يبدو بأن مسؤوليه يودون برمجة لقاء الذهاب في نفس الملعب الذي شهد خيباتكم، وهذا كله من أجل التأثير عليكم معنويا.
ميسي لم يجد معالمه في «الليغ 1» وهذه شروط نجاح بلايلي
كيف ترى منتخب الكاميرون من الناحية الفنية ؟
صحيح أنه أنهى البطولة الإفريقية الأخيرة في الصف الثالث، وحصد بذلك الميدالية البرونزية، غير أنه لم يقدم مستويات كبيرة، وعانى في لقائيه أمام مصر وبوركينافاسو، فأمام مصر كان منتخب كارلوس كيروش الأفضل على كل الأصعدة، وكان بإمكانه أن يحسم التأهل للمباراة الختامية في الأوقات الأصلية، لولا الحظ الذي عاند رفاق صلاح، كما أن بوركينا كانت المسؤولة عن خسارتها في اللقاء الترتيبي، فبعد تقدمها بثلاثية نظيفة تراجعت بشكل غير مبرر للخلف، ويبدو أنها تأثرت بدنيا، وهو ما سمح للكاميرون من تعديل النتيجة، مستغلا الأخطاء الفادحة من حارس مرمى المنافس، أرى أن منتخب الكاميرون في متناولكم، خاصة إذا ما تعامل بلماضي بذكاء مع نقاط قوته وضعفه.
الكاميرون في متناولكم لو يتعامل مدربكم بذكاء مع اللقائين
لم تُحدثنا عن نقاط قوة منافسنا المقبل ؟
من خلال متابعتي لمباريات الأسود غير المروضة، وقفت على نقطة مهمة، وهي أن هذا المنتخب يعتمد بالدرجة الأولى على الحس التهديفي الكبير للقناص فينسنت أبو بكر، الذي أنهى الدورة بثمانية أهداف كاملة، وهي حصيلة رائعة بالنسبة للاعب في مسابقة بحجم كأس الأمم الإفريقية، أنا واثق بأن بلماضي سيحاول عزل هذا المهاجم الخطير، كما أن ذلك مرتبط بغلق المنافذ على لاعبي الأورقة، كونهم من يقوم بتوزيع الكرات صوب أبو بكر، لقد لاحظت خلال مباريات الكاميرون بأن عديد الأهداف المسجلة جاءت من كرات ثابتة، ولذلك على المنتخب الجزائري أن يحذر من تلقي أهداف مماثلة، إذا ما أراد تعزيز حظوظه في التأهل لمونديال قطر، ولو أن نصيحتي تتمثل في ضرورة التسجيل في لقاء الذهاب، فدفاع المنافس مهلهل، ورأيتم ذلك أمام بوركينافاسو وحتى أمام مصر، وفي وجود لاعبين مهاريين من شاكلة محرز وبلايلي بإمكانكم التسجيل في الكاميرون.
تبدو معجبا بما يقدمه رياض محرز مع الخضر وناديه مانشستر سيتي ؟
رياض محرز لاعب استثنائي، وأصنفه من خيرة ما أنجبت القارة السمراء، لما بتمتع به من موهبة كبيرة، فهو لاعب قادر على صنع الفارق في أي لحظة، غير أن الظروف خانته في دورة الكاميرون الأخيرة، حيث لم يجد ملعبا في المستوى، كما أن الأجواء المناخية القاسية انعكست بالسلب على مردوده العام، وهو ما تأكد بعد عودته إلى انجلترا، حيث نجح في أول لقاء مع السيتي في تسجيل هدفين، قبل أن يعززهما بأهداف أخرى، ليصنف نفسه الأفضل في ناديه هذا الموسم.
بلماضي نصب نفسه ضمن كبار المدربين والإخفاق لا يقلل من كفاءته
بالحديث عن رياض كيف تقيم مستواه مقارنة بنجمي الريدز صلاح وماني ؟
صلاح وماني حالفهما الحظ في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، حيث نشطا المباراة النهائية، قبل أن تبتسم الكأس في آخر المطاف لساديو ماني، الذي يستحق التتويج، بعد كل ما قدمه خلال آخر السنوات، لقد حالفني الحظ أن عملت معه، وهو لاعب قوي من الناحية البدنية وسريع للغاية، وقادر على اختراق أي دفاع، بينما يمتاز صلاح بحسه التهديفي الكبير أمام المرمى، ويكفي أنه ينافس كل موسم على لقب هداف «البريمرليغ»، فيما يختلف محرز عنهما من حيث المهارة، فهو يمتلك ترويضا قلما نراه عند بقية اللاعبين، كما يجيد التمرير، وكلها أمور صنعت منه ومن زميليه ماني وصلاح نجوما في كبرى الفرق، أنا أعتقد بأن هذه المنافسة خدمت الثلاثي، الذي تقاسم الكرات الذهبية في آخر السنوات، ولو أنني واثق أن الأخيرة ستكون من نصيب حارس مرمى تشيلسي والسينغال إدوارد ماندي، فيما ستنحصر بعدها المنافسة مع الثلاثي المذكور.
دربت مالي وتونس، من تتوقع أن يعبر لنهائيات كأس العالم المقبلة ؟
المنتخبان يختلفان كثيرا، ولكل منهما أسلوبه الخاص، فالمنتخب التونسي يمتاز بالتكتيك العالي والقراءة الجيدة للمباريات، وهو ما مكنه من تخطي عقبة منتخب نيجيريا باستحقاق في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، فيما يعول الفريق المالي على القوة البدنية وعنفوان الشباب، فمعدل أعمار هذا الفريق صغيرة جدا، مقارنة بمنتخبات أخرى، وأنا سأسعد كثيرا لأي منتخب يتأهل، وإن كانت التكهنات صعبة للغاية، خاصة وأن المنتخبين يتعارفان جيدا، كونهما تواجها في آخر كأسي أمم إفريقيا.
قلبي سيكون منقسما بين نسور قرطاج ونسور مالي
ماذا عن تتويج منتخبك السابق السنغال الذي حصد أخيرا أول بطولة قارية ؟
تمنيت التتويج معه في وقت سابق، غير أن الحظ عاندنا، قبل أن يبتسم أخيرا لرفاق ساديو ماني، وأنا أهنئهم بالمناسبة على أول كأس قارية في تاريخهم، حيث يستحقون ذلك بعد كل ما قدموه في آخر سنوات، فقد خسروا أمامكم نهائي كان 2019، غير أن هذا لم يؤثر على معنوياتهم، بل على العكس زادهم عزيمة من أجل اعتلاء منصة التتويج، أنا فرح لكل السنغاليين، كوني عملت معهم وأعرف مدى تعلقهم بكرة القدم، كما أن سعادتي أكبر للمدرب أليو سيسي، فقد أثبت بأنه من طينة المدربين الكبار، وأتمنى له حظا موفقا في مشواره.
محرز من خيرة ما أنجبت إفريقيا وهذا ما يميزه عن صلاح وماني
قبل أن نختم معك الحوار، هل تتوقع نجاح بلايلي في تجربته الجديدة مع نادي بريست ؟
أعرف هذا اللاعب منذ أن كان يحمل ألوان نادي الترجي التونسي، وأنا معجب للغاية بمؤهلاته الفنية الكبيرة، كما أن تألقه مع الجزائر رفع أسهمه أكثر بالنسبة لي، ولكن انتقاله إلى الدوري الفرنسي مؤخرا من بوابة نادي بريست قد يكون سببا في توهجه أكثر أو قد يعيده إلى الوراء، ف»الليغ 1» تتطلب الحضور البدني القوي، وهو ما على بلايلي أن يعمل على تحسينه، كما أن النجاح في فرنسا يحتم عليك التأقلم سريعا، فمثلا النجم ليونيل ميسي لم يجد معالمه لحد الآن، وهو ما على بلايلي أخذه بعين الاعتبار، إذا ما أراد أن تكون تجربته الجديدة
بالناجحة. س. ك