غيرت أهدافي بعد إزاحتي لنائب بطل العالم
خص البطل المتوسطي في رياضة الملاكمة يحيى عبدلي جريدة النصر، بحوار عاد فيه لإنجازه الباهر في ألعاب وهران (ذهبية وزن 63)، معربا عن فخره بتشريف الراية الوطنية رفقة بقية زملائه الأبطال، كما تحدث ابن ولاية عين الدفلى عن حصيلة القفاز الجزائري والحصيلة الإجمالية ككل، كما عرج بنا إلى حفل التكريم الذي خصهم به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والرسالة التي وجهها لهم المسؤول الأول في البلاد تحسبا للاستحقاقات المقبلة، التي تنتظرهم وفي مقدمتها أولمبياد باريس 2024.
*كنت من مفاجآت الألعاب المتوسطية بعد حصدك للذهب، ما تعليقك ؟
الحمد لله الذي أكرمني بذلك التتويج، الذي جاء ليزين مسيرتي في رياضة الملاكمة، أنا سعيد للغاية كوني من مفاجآت الألعاب المتوسطية، ويكفيني فخرا أنني شرفت بلدي الجزائر، والمنطقة التي أنحدر منها، وأقصد بلدية بن علال التابعة لولاية عين الدفلى، في انتظار التأكيد في قادم الاستحقاقات والمواعيد.
اختياري من مفاجآت الألعاب المتوسطية لم يأت من فراغ
*بصراحة، كنت تنتظر التتويج بالميدالية الذهبية ؟
رغم أننا اكتفينا قبل الألعاب بمعسكرين فقط أحدهما بالدار البيضاء في العاصمة والثاني بدولة تونس، إلا أننا كنا عاقدين العزم على التألق، خاصة وأن البطولة تلعب ببلدنا وفي حضور جماهيرنا، صدقوني لقد سطرت "البوديوم" هدفا، ولم أكن أتصور بأنني سأظفر بالذهب، خاصة في وجود ملاكمين في المستوى كانوا حاضرين من بينهم نائب بطل العالم التركي أوزمان الذي فزت عليه في المنازلة الأولى، وتخطي عقبة ملاكم من هذا الحجم زادني ثقة في النفس، وجعلني أستهدف بعدها المرتبة الأولى، التي نلتها عن جدارة واستحقاق، بعد تقديم مشوار أكثر من متميز بشهادة أهل الاختصاص.
*كدت تخسر كل شيء بسبب إصابتك البليغة في المنازلة الثانية، أليس كذلك ؟
لكي تكونوا في الصورة، استفدت كثيرا رفقة بقية زملائي الملاكمين من المعسكر الإعدادي الذي خضناه في دولة كوبا منذ فترة، حيث واجهنا أبطالا متمرسين مكنونا من الوقوف على مستوانا الحقيقي، كما جعلتنا تلك النزالات الودية، ندخل ألعاب وهران متسلحين بالقوة والإرادة، وإن كانت أحلامي مهددة بالاندثار، بعد الإصابة البليغة التي تعرضت لها في المنازلة الثانية أمام الملاكم الكوسوفي، وصدقوني منذ تلك المواجهة الحامية الوطيس غيرت إستراتيجيتي في هذه البطولة، وركزت أكثر على عامل الحيلة، وهو ما خدمني كثيرا، حيث سجلت عدة نقاط جعلتني أواصل المغامرة بنجاح، لأصل إلى المحطة النهائية التي حضرت لها بالشكل المطلوب من خلال متابعتي الدقيقة لعديد المنازلات لمنافسي الإيطالي، فصدقوني لقد درسته بشكل جيد ولم أترك أي شيء يخصه، ما جعلني لا أواجه معه الكثير من المتاعب، لأفتك الميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق.
خبرة بجاوي حولتني إلى بطل متوسطي
*ما هي الأشياء التي صنعت معك الفارق في هذه البطولة ؟
الفضل الأكبر في فوزي بالذهب في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أسدل الستار عنها مؤخرا، يعود للمدرب الوطني بجاوي الذي يمتلك خبرة كبيرة، ما سمح لنا بتخطي عقبة ملاكمين متميزين لديهم باع كبير على المستوى العالمي، وعن نفسي فأنا أتدرب تحت إشرافه منذ عام 2015، وتوجت معه بطلا للعالم في الرياضة العسكرية، كما فزت معه بلقب بطل إفريقي في ثلاث مناسبات كاملة، أنا أشكره على كل ما قدمه لي، كما لا يمكنني نسيان بقية أعضاء طاقمه الفني، على غرار مدربي أحمد دين الذي استفدنا كثيرا من خبرته الكبيرة كملاكم دولي سابق.
*ماذا عن الحضور الجماهيري، وهل كان له دور بارز في النتائج المحققة؟
الصور الجميلة التي صنعها جمهور وهران ستظل راسخة في مخيلتي، كيف لا والتشجيعات لم تتوقف في كل المنازلات، وهو ما منح أبطالنا دفعا كبيرا للتألق، أنا أتوجه بالشكر الجزيل لكل من كان حاضرا في منازلتي، فصدقوني كنت أشعر بقوة مضاعفة، نظير تلك المساندة الكبيرة، والتي أعادت الاعتبار للرياضات الفردية.
حومري "سلبوه" حقه والحظ خان نموشي وبولوذينات
*كيف تقيم حصيلة الملاكمة الجزائرية ؟
بالنسبة لفئة الرجال، يمكن اعتبار الحصيلة المسجلة ايجابية، ولو أننا ضيعنا فرصة الفوز بأربع ميداليات على الأقل، خاصة وأنه تم حرمان زميلنا محمد حومري من حقه في الظفر بالمعدن النفيس، بعد التحيز التحكيمي الفاضح في المنازلة النهائية، كما أن نموشي وبولوذينات لم يحالفهما الحظ خلال هذه البطولة، واكتفيا بالفضة والبرونز على التوالي، وإن كان ذلك لا يقلل من قيمتهما كونهما بطلان متميزان، وبخصوص فئة السيدات، فيمكن القول أن ما تحقق تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فأن تفتك ثلاث ميداليات ذهبية وأنت لا تمتلك تقاليد كبيرة فهذا يؤكد التضحيات الجسام لرفيقات إيمان خليف، فضلا عن العمل الجبار للطواقم الفنية.
*وبخصوص الحصيلة الإجمالية، كيف تراها ؟
مقارنة بأفضل حصيلة محققة في تاريخ المشاركات الجزائرية (دورة تونس)، يمكن القول أن حصاد ألعاب وهران تاريخي، كيف لا وهو وضعنا ضمن المربع الذهبي في سلم الترتيب العام للبلدان المشاركة، وما زاد من حلاوة هذا الإنجاز أكثر، هو أنه تحقق في حضور أبطال أولمبيين وعالميين، حيث فزنا عليهم عن جدارة واستحقاق، لنؤكد بأن الجزائر تمتلك مواهب في جل الاختصاصات تقريبا، وما كان ينقصنا فقط التحضير الجيد من أجل المنافسة على الألقاب والتتويجات.
*حظيتم بعد نهاية الألعاب بتكريم خاص من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما تعليقك ؟
لفتة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تجاه الأبطال المتوجين في الألعاب المتوسطية تحسب له، وتؤكد مدى اهتمامه بكل من يقوم بتشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية، صدقوني لقد ترك موقفه أثر ايجابيا في نفسية الجميع، ولقد تعهدنا فيما بيننا على التألق في أولمبياد طوكيو لرد جميله، خاصة وأنه لم يبخل علينا بشيء.
تحديت إصابتي البليغة ورفضت تبدد حلم التتويج ببلدي
*ما هي الرسالة التي وجهها لكم على هامش حفل التكريم ؟
لقد وعدنا المسؤول الأول في البلاد بالمرافقة، وطلب من المسؤولين توفير كل شيء للرياضيين، تحسبا للاستحقاقات المقبلة، إلى درجة أنه أمر ببرمجة الكثير من المعسكرات التحضيرية، حتى وإن كان ذلك في أبعد نقطة في العالم، وكلها أمور تجعلنا نثابر في سبيل رفع الراية الوطنية في محفل باريس إن شاء الله.
*أتؤمن بمقدرتك على التواجد في البوديوم في أولمبياد باريس ؟
لكي تكون لديكم فكرة عن يحيى عبدلي، أنا أدخل كل المنافسات والبطولات بنية التواجد فوق "البوديوم"، ولا أهتم على الإطلاق لنوعية المنافسين، فحتى إن واجهت بطلا عالميا أو أولمبيا، أضع نصب أعيني الفوز وفقط، أنا أؤمن بمؤهلاتي، وأرى نفسي أحوز على المواصفات التي تجعلني بطلا أولمبيا.
موقف رئيس الجمهورية أثر فينا و جعلنا نرفع تحدي الأولمبياد
*بماذا تريد ختم الحوار ؟
الحمد لله اكتسبت بعض الخبرة والتجربة، مقارنة بالفترة السابقة، أين خسرت بطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو بسبب تفاصيل صغيرة، حيث خضت الأدوار التصفوية وفزت بالمنازلة الأولى رغم معاناتي من إصابة بليغة، ورفضت الانسحاب، وخضت المنازلة الثانية التي فزت بها أيضا، وكنت على بعد ثلاث أشواط فقط لحجز مكانة بالألعاب الأولمبية، ولكن ذلك لم يحصل، بسبب معاناتي من إصابتين، بالموازاة مع مواجهتي لملاكم قوي، لديه باع كبير في هذا الميدان.
حاوره: سمير. ك