طريقــــــي نحــــــــو الذهب لــــــــم يكــــــن مفـــــروشــــــا بالـــــــورود
* هكذا تغلبت على خيرة الملاكمات العالميات * القفاز النسوي يشهد قفزة نوعية لا ينكرها إلا جاحد
كشفت البطلة فتيحة منصوري، أن طريقها لحصد الميدالية الذهبية في الألعاب الرياضية العربية المقامة بالجزائر لم يكن مفروشا بالورود، في ظل صدامها القوي والعنيف أمام صاحبة برونزية البطولة العالمية، مبرزة في حوارها مع النصر، الأسباب وراء القفزة النوعية التي يشهدها القفاز النسوي في السنوات الأخيرة، كما تحدثت الملاكمة المختصة في وزن 48 كلغ عن طموحاتها المستقبلية، مؤكدة سعيها للتألق والبروز في بطولتي إفريقيا والعالم المقبلتين.
بصراحة، هل كنت تتوقعين الفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب العربية؟
مشواري كان صعبا، ومنازلتي النهائية حسمتها بجهد كبير، كون منافستي المغربية تعد من خيرة الملاكمات في العالم، وليس الوطن العربي فقط، والدليل أنها قد حازت على برونزية في بطولة العالم الأخيرة في الهند، لقد شعرت ببعض التوتر والقلق قبيل دخول المنافسة، على اعتبار أن البطولة العربية تقام في بلدنا، وكنت مجبرة على الفوز بالذهب لإسعاد الجماهير الحاضرة، وتعزيز فرصنا كفريق، من أجل إنهاء المنافسات في المرتبة الأولى، كما قلت طريقي نحو الذهب لم يكن مفروشا بالورود، ولكنني تغلبت على كل العقبات، بفضل عزيمتي الفولاذية، الحمد لله كنت في قمة التركيز والذكاء، وحسمت المنازلات بجزئيات
ماذا يعني تتويج الملاكمة النسوية ب5 ذهبيات ؟
نتائج الملاكمة النسوية في تحسن مستمر، والمستوى العام في تطور مذهل من سنة لأخرى، ويكفي أننا نمتلك بطلة مثل إيمان خليف، صاحبة فضية البطولة العالمية، والخامسة في الترتيب العام، خلال الألعاب الاولمبية بطوكيو، إلى جانب حيازتها على البطولة الإفريقية في ثلاث مناسبات كاملة، إضافة إلى المتألقة شايب إشراق، المتحصلة هي الأخرى على ميدالية برونزية في البطولة العالمية ما قبل الأخيرة، دون نسيان النتائج المبهرة للقفاز النسوي في الألعاب المتوسطية بوهران وسيطرة خليف وبوعلام وبقية الزميلات على مختلف الأوزان والاختصاصات، علينا أن نؤكد بأن هناك فرق كبير في المستوى مقارنة بالسنوات الماضية، ولا ينكر القفزة النوعية، التي تشهدها الملاكمة النسوية سوى جاحد.
ما سر تألق القفاز النسوي في السنوات الأخيرة ؟
الفوز بالميداليات في مختلف المنافسات لم يأت من العدم، بل نتاج عمل متواصل وتربصات مكثفة، وهذا هو سر تألق القفاز النسوي، وهنا لا يجب إغفال العمل الجبار المنجز من طرف أعضاء الطاقم الفني، على غرار كل من عبد الهاني كنزي ومساعده محمد شعوة، اللذين لم يبخلا علينا بشيء، وأسهما بقسط وافر في نيلنا خمس ميداليات ذهبية، لقد كانا في القمة، وبذلا مجهودات جبارة، كما وقفا إلى جانبنا بالشكل المطلوب، ولن أنسى أنهما جعلا جميع الملاكمات، يؤمن بمقدرتهن على الفوز بالذهب، وحتى الطاقم الطبي لم يُقصر في مهامه، ويستحق منا كل التقدير والاحترام، وكذا المشرفة الطبية برنيس التي لها تحية خاصة مني.
بعيدا عن ذهبية الألعاب العربية، هل تمتلكين تتويجات أخرى في منافسات قارية ودولية ؟
أجل، أنا نائبة بطلة إفريقيا في دورة الموزمبيق 2022، وشاركت أيضا في البطولة العالمية الأخيرة التي أقيمت بالهند، والقرعة آنذاك لم تكن رحيمة بي، حيث أوقعتني مع بطلة صينية عالمية فازت علي، رغم أنني لم أقصر في تلك المنازلة، وحاولت بكل ما أوتيت من قوة التغلب عليها، ولكن للأسف الحظ لم يحالفني، في انتظار أن أكون أقوى وأفضل مع اكتسابي المزيد من الخبرة.
إلى ماذا تتطلعين مستقبلا ؟
نحن على أبواب البطولة الإفريقية التي ستقام بدولة الكاميرون بداية من 26 جويلية الجاري، والتي ستدوم إلى غاية 6 أوت، وأنا مطالبة رفقة زميلاتي بالاستعداد الجيد، لكي ننجح في الظفر بعدة ميداليات وتشريف الراية الوطنية. على العموم، أتمنى في بطولة إفريقيا المقبلة أن أكون فوق منصة التتويج، ولما لا أحصد المعدن النفيس الذي لا أراه بالبعيد عني، كون مستواي في تطور ملحوظ، خاصة مع اكتسابي خبرة المسابقات الكبرى، أنا لدي عدة أهداف وطموحات مستقبلية، وأتطلع بالدرجة الأولى لكتابة اسمي بأحرف من ذهب في سجل الملاكمة النسوية، خاصة خلال بطولة العالم، المقررة بدولة كازاخستان 2024.
بماذا تريدين ختم هذا الحوار ؟
نشكر وزارة الشبيبة والرياضة، ومختلف هيئات ومؤسسات الدولة على حسن التنظيم، حيث جرت فعاليات الملاكمة في أجواء مثالية، شأنها في ذلك شأن مختلف المسابقات الأخرى، وهو ما يؤكد المكانة التي وصلت إليها الدولة الجزائرية في احتضان أكبر وأفضل التظاهرات الرياضية، إن مثل هذه الأمور، تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز للانتماء لهذا البلد العظيم.
وفي الأخير أود الإشارة إلى نقطة أخرى، تتعلق بفرحتي الكبيرة بعد التتويج في الألعاب العربية، حيث أرى أن هذه الميدالية لها طعم خاص، كوني حصلتها في بلدي وأمام أنظار جماهيرنا، وأهدي إنجازي لمدربي بن يطو عماد، الذي كان وراء وصولي لهذا المستوى، دون نسيان عائلة بن يطو التي كانت خلفي دوما.
حاورها: سمير. ك