فخورون بالتربع على عرش كل الاختصاصات بـ 23 ذهبية
أعربت السباحة نسرين مجاهد عن سعادتها البالغة بميدالياتها الثمان خلال الألعاب العربية ( 4 ذهبيات وفضية و3 برونزيات)، مؤكدة في حوارها مع النصر، بأن حصيلتها كانت ستكون أكبر وأفضل، لو حضرت بالشكل المطلوب لهذه التظاهرة، كما تحدثت ذات البطلة عن سر عدم غيابها عن منصات التتويج في آخر سنتين، رغم تأثرها بمخلفات حرب أوكرانيا، معتبرة قلة الإمكانيات والغياب عن جل المنافسات الدولية، العائق الأكبر نحو بلوغ أولمبياد باريس.
كيف تقيمين مشاركتك في الألعاب الرياضية العربية ؟
أنا استمتع الآن بحصيلتي الرائعة، فمشاركتي في الألعاب العربية التي احتضنتها الجزائر في الفترة ما بين 5 و15 جويلية كانت مميزة للغاية، ويمكن اعتبارها بالإيجابية إلى أبعد الحدود، كيف لا وأنا نجحت في حصد ثمان ميداليات كاملة خلال السباقات التسع التي خضتها، من بينها أربع ذهبيات ( اثنين في الفردي ومثلهما في الجماعي) وفضية وثلاث ميداليات برونزية، كما حققت عدة أرقام شخصية جديدة، مع معادلة الرقم الوطني في سباق 100 متر فراشة، الذي كان بحوزة السباحة فلة بن ناصر منذ عام 2009 بتوقيت 1د و1 ث و20 ج.
هل أنت راضية بحصد أربع ميداليات ذهبية أم أنك كنت تستهدفين عددا أكبر؟
لكي أكون صريحة معكم، كنت قد وضعت التتويج بميداليتين ذهبيتين على الأقل هدفا لي، قبيل انطلاق المنافسة العربية، في ظل إدراكي بصعوبة المأمورية في وجود سباحات متميزات في سباقات السرعة، ولكني والحمد لله ظفرت في آخر المطاف بأربع ميداليات كاملة، دون نسيان التتويج بميدالية فضية وثلاث برونزيات، أنا راضية جدا عن هذه الحصيلة، وسعادتي لا توصف بهذا الإنجاز الذي أثرى سجلي، في انتظار تحقيق المزيد، لا سيما وأنني سباحة متعطشة للانتصارات، فما بالك بتلك التي تتحقق في بلدك وتحت أنظار عائلتك ومشجعيك.
حصيلتي زينتها ذهبياتي الأربع ومعادلتي لرقم البطلة بن ناصر
حققت عدة أرقام وطنية خلال النسخة 15 من الألعاب العربية، حدثينا عنها بالتفصيل ؟
أجل، كنت محظوظة للغاية في هذه الطبعة بتحقيق رقمين وطنيين جديدين، بداية بمعادلة الرقم الوطني في سباق 100 متر فراشة، والذي ظل صامدا منذ عام 2009 أي منذ قرابة 14 سنة، في انتظار تحطميه في مواعيد مقبلة، دون نسيان الرقم الجديد الذي حققته رفقة زملائي في سباق التتابع 4×100 متر سباحة حرة.
هل كنت قادرة على تسجيل أرقام أحسن لو كانت التحضيرات لهذه التظاهرة أفضل وأكبر ؟
أكيد لو كانت الاستعدادات لهذه الألعاب العربية أفضل وأكبر لكانت الميداليات أكثر والأرقام أحسن، ولكن للأسف التحضيرات لم ترتق إلى المستوى المطلوب، وأنا التي تكفلت بها بنفسي، حيث حاولت البحث عن فريق بمفردي، قبل أن أجد ناديا في فرنسا، بدليل أنه قد سمح لي بالتدرب معه لبعض الأسابيع، وفي الجزائر حضرت لأيام أخرى مع مدربي في فريق مولودية الجزائر، ولئن كنت قادرة أيضا على الغياب عن هذه التظاهرة في أي لحظة، بعد إصابتي على مستوى الكتف، وصراحة تحديت كل تلك الآلام التي كنت أشعر بها، وبقيت مصرة على المشاركة، ولم أكن حتى أتوقع معادلة أرقامي الخاصة، فما بالك بحصد هذا الكم من الميداليات مع تعديل وتحطيم بعض الأرقام الوطنية.
لو كانت استعداداتي أفضل لفزت بميداليات أكثر وسجلت أرقاما أحسن
بالموازاة مع كل هذا، ألا تشعرين ببعض الحزن بعد الفشل في التأهل للبطولة العالمية باليابان ؟
صدقوني لا أشعر بأي حزن، بعد الغياب عن البطولة العالمية باليابان، كوني لم أضع ذلك هدفا، وأنا التي غبت عن كل الملتقيات المعتمدة، ولعلمكم اكتفيت طيلة هذا العام بمسابقة وحيدة خارج الوطن، وأعني بطولة تونس التي شاركت فيها مع الفريق الذي أنتمي إليه، ولكن دون نجاحي في تحقيق الحد الأدنى المؤهل.
كيف ترين حصيلة السباحة الجزائرية في الألعاب العربية المقامة بالجزائر ؟
حصيلة السباحة الجزائرية، خلال هذه النسخة التي نظمتها الجزائر ممتازة للغاية، بعد فوزنا بأغلب الميداليات الذهبية تقريبا، وهذا في غياب البطل عرجون عبد الله الذي يتدرب برفقتي، فلو كان حاضرا لأضفنا ثلاث ميداليات ذهبية إلى الرصيد، وهو الذي يعد نجما بارزا في اختصاص السباحة على الظهر، دون نسيان البطل الآخر أسامة سحنون الذي كان قادرا على حصد ميداليتين ذهبيتين على الأقل في سباقات السرعة، على العموم الفوز ب 23 ميدالية ذهبية يبقى إنجازا كبيرا، وربما هو الأفضل بالنسبة للجزائر خلال هذه التظاهرة التي أنهتها الجزائر في صدارة الترتيب عن جدارة واستحقاق، محطمة الرقم القياسي الخاص بالمنافسات.
قلة الإمكانيات والغياب عن المنافسات الدولية عوائق نحو باريس
هل من كلمة بخصوص النتائج التي بصم عليها جواد صيود، وماهي رسالتك التشجيعية له ولزميلتك آمال مليح المشاركين في بطولة العالم باليابان؟
السباحون الجزائريون كانوا متألقين في الألعاب العربية، وجواد صيود كان الأبرز بشهادة الجميع، بعد حصده ل11 ميدالية ذهبية، ومن منبركم هذا أتمنى له حظا موفقا رفقة أسامة سحنون وآمال مليح، وأمل أن ينجحوا في تحقيق أرقام جديدة، ولئن كانت المنافسة في المستوى العالي صعبة للغاية، ورغم ذلك أنا متفائلة بمقدرتهم على صنع المفاجأة، ما عليهم سوى الإيمان بمؤهلاتهم الكبيرة.
تألقت أيضا في البطولة الإفريقية الأخيرة، ماذا يمكنك القول في هذا الشأن ؟
أجل، حصيلتي كانت إيجابية للغاية في البطولة الإفريقية التي أقيمت بالجارة تونس العام الماضي، حيث حصدت سبع ميداليات بين الفضة والبرونز، وضيعت على نفسي فرصة الظفر بالمعدن النفيس في اختصاص 100 متر حرة، بعد تأخري ب6 أجزاء فقط من المئة، كما سجلت أرقام جيدة، مقارنة بالمشاكل التي عشتها في تلك الفترة العصيبة، فكما تعلمون، لقد كنا بأوكرانيا، وعانيت من مُخلفات الحرب، حيث فررت من هناك بصعوبة، ووجدت نفسي مجبرة على عدم التدرب لثلاثة أشهر كاملة (جانفي وفيفري ومارس)، وهو ما تسبب في تراجع مستواي، وبالتالي فإن الأرقام التي سجلتها خلال السنتين الأخيرتين أراها رائعة، وتجعلني فخورة بنفسي، كوني لم أسترجع لحد الآن كامل إمكانياتي المعهودة، التي سمحت لي بالتواجد مع خيرة السباحين في المنتخب الوطني.
لم أبرح منصات التتويج رغم تأثري بمخلفات حرب أوكرانيا !
ماهي طموحاتك المستقبلية وهل سنراك في الألعاب الأولمبية بباريس ؟
طموحات كل رياضي نخبة هو التأهل للألعاب الأولمبية، ولكن صراحة المهمة ليست سهلة على الإطلاق، فاختصاصاتي صعبة للغاية، وتحقيق الحد الأدنى فيها ليس في المتناول، بالموازاة مع قلة الإمكانيات وغيابنا عن جل المنافسات الدولية، وهو ما يحول دون نجاحي ونجاح بقية زملائي في اقتطاع بطاقة التأهل لمثل هكذا منافسة كبرى، على العموم سأبذل قصارى مجهوداتي لأكون حاضرة في محفل باريس، وقبل ذلك استغل الفرصة لتوجيه رسالة خاصة لمسؤولي اتحادية السباحة وكذا اللجنة الأولمبية من أجل الالتفات إلينا جميعا، والعمل على توفير كامل الإمكانيات للرياضيين، لعل وعسى ينجحون في معانقة مثل هكذا أحلام.
حاوره: سمير. ك