الإخلاص وصفـــاء النوايـــــا سر عودة الروح للمنتخب
قال مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد فاروق دهيلي، إن العمل والجدية والإخلاص للوطن، هو سر الظهور المشرف للخضر في بطولة إفريقيا بمصر، مبديا في حوار مع النصر تفاؤله باستعادة اليد الجزائرية لمكانتها على الصعيدين القاري والدولي، حيث شدد على أن الخضر سيلعبون كامل الحظوظ في الملحق المؤهل للألعاب الأولمبية، ولا يخشون أي منتخب رغم صعوبة المهمة. واعتبر ابن مدينة سكيكدة قبوله لعرض رئيسة الاتحادية، بمثابة الاستجابة لنداء الوطن.
أجرى الحوار: كمال واسطة
في البداية، كلمة عن مشاركة المنتخب في بطولة إفريقيا وتنشيط النهائي لأول بعد مرة بعد مرور 10 سنوات، وضمان التأهل إلى بطولة العالم بالدانمارك والملحق المؤهل للألعاب الأولمبية..
الحمد لله الذي وفقنا إلى الظهور بوجه مشرف في بطولة إفريقيا بمصر، وأود بهذه المناسبة أن أشكر اللاعبين، الذين تألقوا في هذا الموعد القاري وقدموا أداء بطوليا، أعاد المنتخب إلى الواجهة الأفريقية من خلال تحقيق 5 انتصارات بالأداء والنتيجة، وتنشيط النهائي بعد غياب 10 سنوات، أما عن المواجهة النهائية مع منتخب مصر، فقد كان فيها ضغط نفسي كبير وتحيز تحكيمي لأصحاب الأرض، جعلت «الفراعنة» يحققون الفوز ويتوجون بكأس إفريقيا، وهذا لا يعني أننا ننتقص من قيمة المنتخب المصري القوي والعالمي، الذي كان يعمل طيلة 10 سنوات، وله إمكانيات كبيرة، خاصة وأنه يحتل المركز السابع عالميا.
تفوقنا في جزئيات على مصر والتحكيم كان منحازا
هل يمكن اعتبار المستوى الذي ظهر به المنتخب في البطولة، خطوة ومؤشرا على العودة إلى الواجهة الافريقية والدولية ؟
أكيد بالعمل الجاد والمتواصل ومع توفر الإمكانيات، سننجح بإذن الله في استعادة هيبة ومستوى كرة اليد الجزائرية، وإرجاعها إلى مسارها الحقيقي، خاصة وأن هذه الرياضة كثيرا ما صنعت أفراح الشعب الجزائري، ونتوق لجني نجاحات أخرى في المستقبل القريب، تمهد لعودة كرة اليد إلى المستوى العالمي، وبالتالي المزيد من الأفراح للشعب الجزائري.
استلمتم مهامكم في ظروف صعبة، ومع هذا استطعتم أن تعيدوا الروح للمنتخب، بدليل الانسجام الذي ظهر على أداء المجموعة رغم ضيق الوقت، ما هو السر أو بالأحرى الوصفة التي جلبها دهيلي ؟
السر يكمن في الايمان بالعمل والإخلاص والنية الحسنة وحب الراية الوطنية، لأننا قبل كل شيء ننتمي إلى عائلة كرة اليد وعشنا مغامرة رائعة مع اللاعبين، بالإضافة إلى اعتمادنا على مبدأ الصراحة معهم، حيث كنا في تواصل مع كل العناصر بشكل دائم ومستمر، ونتحدث معهم في كل شيء، وسرنا جميعا في اتجاه واحد ووضعنا اليد في اليد، كما ركزت في عملي النفسي على تحميلهم المسؤولية من أجل تشريف الجزائر، وهو الشيء الذي نعتز به، ويبقى هدفنا الرئيسي دائما.
لا نخشى المنافسين وسنلعب حظوظنا في ملحق الأولمبياد
ومن جهة أخرى، فهناك جزئية مهمة تتمثل في أن معظم اللاعبين المتواجدين حاليا بالمنتخب، سبق وأن أشرفت على تكوينهم وأعرفهم جيدا، كما أنني أملك دراية كبيرة بالدوري المحلي ومتابع حتى للاعبين الذين ينشطون في الدوريات الأجنبية ، كون معظمهم مروا على الفئات الشبانية للمنتخب الوطني، عندما كنت أشرف على المديرية الفنية الوطنية. كما أن إشرافي على تدريب الأندية وتتويجي بألقاب على الصعيدين الوطني والخارجي، سمح لي بالتعرف على إمكانيات بعض العناصر، وهذا ما ولد بيننا علاقة تواصل جيدة وأعطى قوة وروح جديدة للمنتخب الوطني.
هل ترى أن التحضيرات التي قمتم بها للموعد الافريقي كانت كافية ؟
نعم بالنسبة لي أرى بأن التحضيرات للموعد الإفريقي، كانت كافية وفي محلها، خاصة وأن الوقت كان ضيقا وغير كاف، واهتمامنا انحصر في عدم التفكير في الأسباب، وإنما المضي قدما إلى الأمام، لهذا قمنا بإجراء تربص بالجزائر، لجمع اللاعبين واستكمال التعداد، وبعدها بيومين انتقلنا إلى قطر لإجراء تربص قصير، تخللته مباراتين مع المنتخبين القطري والعراقي وكان معسكر مفيد للاعبين، ثم توجهنا لتونس ولعبنا مباراة ودية مع منتخب تونس الشقيق، وفي كل مباراة كنا نصحح الأخطاء والنقائص، وبمرور الوقت لاحظنا تصاعديا في النسق من مباراة لأخرى، وحتى أن واضحا، في تلك الفترة كنا لا نبحث عن الأسباب، بقدر ما كنا نريد المضي قدما والسير إلى الأمام، والحمد لله ظهرنا بمستوى مقبول، لقي إشادة من مختصين ومدربين عالميين.
دخلتم بقوة في المباريات الأولى إلى غاية المباراة النهائية، أين لاحظنا أن اللاعبين ضيعوا كرات كثيرة، كان بإمكانها تغيير مجرى المباراة، هل توافقنا في هذه الجزئية ؟
أكيد، أثناء المباراة النهائية، كان الضغط عاليا على اللاعبين، لأن معظمهم يلعبون أول نهائي في مشوارهم الرياضي، فضلا عن كونهم شباب في مقتبل العمر، وبمثل هذه المنافسات يكتسبون التجربة والخبرة، ولقد قمنا بأخطاء فردية وضيعنا عدة كرات أمام الحارس، ورغم هذا كنا متفوقين وأفضل من المنتخب المصري في الهجوم أو الدفاع المطبق، والفارق صنعه المنافس باللعب السريع واستغلاله لإخفاقات لاعبينا أمام المرمى، كما أن لعب «الفراعنة» أمام جمهورهم وعلى أرضهم وكذا الأخطاء تحكيمية المتحيزة، كلهما عوامل اجتمعت لترجح كفة المنتخب المصري، لكن الحمد لله الشوط الثاني رجعنا بقوة، وهو الشيء الايجابي الذي سنركز عليه، ونعمل عليه إن شاء الله.
رسالة رئيس الجمهورية كان وقعها أكثر من إيجابي
تواجد 6 لاعبين من مدرسة أمل سكيكدة، أكيد أعطى دفعا قويا وإضافة للمنتخب، خاصة من حيث الانسجام أليس كذلك ؟
بالطبع، لأن هؤلاء اللاعبين لمن لا يعرفهم، تدرجوا في الفئات السنية للمنتخب الوطني وكذا في فريق أمل سكيكدة، وقاموا بعمل كبير قبل وصولهم لمنتخب الأكابر، منهم من احترف في أندية أجنبية وهناك من يلعب حاليا لأمل سكيكدة، وهذا ما أهلهم ليكونوا ضمن التشكيلة، لأني أعرف إمكانياتهم وقدراتهم، بحكم أني أشرفت على تدريبهم من قبل، وقد قدموا في هذه البطولة، إضافة للمنتخب رفقة زملائهم، وبالنسبة لنا نحن كطاقم فني، من يمثل المنتخب أحسن تمثيل مرحبا به، سواء من سكيكدة أو من أي ولاية أخرى في الجزائر.
الملحق المؤهل للألعاب الأولمبية على الأبواب، وستواجهون منتخبات قوية، هل ضبطتم برنامج تحضيرات خاصة لهذا الموعد الهام ؟
لا يوجد برنامج تحضيرات خاص للملحق المؤهل للألعاب الأولمبية، لأن معظم اللاعبين التحقوا بأنديتهم، وبالتالي لا يوجد وقت للتحضير، ربما يمكن أن نلتحق مباشرة بمكان إقامة الملحق لإجراء تربص يدوم 4 أو 5 أيام، يسبق المنافسة نستغله للعمل من الجانب الجماعي، تحضيرا لهذا الاستحقاق، كما أن هذه المنافسة تعتبر تحضيرا لبطولة العالم، لأننا سنلعب مباريات قوية مع منتخبات عالمية، تصنف ضمن «طوب 10» في العالم مثل ألمانيا وكرواتيا والنمسا، وهو ما يعود علينا دون شك بالفائدة، وعموما سنلعب كامل حظوظنا من أجل أن نظهر بوجه يشرف كرة اليد الجزائرية، ويؤكد المستوى الذي ظهرنا به في بطولة إفريقيا بمصر.
وكيف ترى حظوظ المنتخب في التأهل إلى الأولمبياد ؟
لا يجب أن نعدم حظوظ المنتخب في التأهل إلى هذه المنافسة الدولية، التي يحلم أي لاعب أو رياضي بالمشاركة فيها، وسنلعب كامل حظوظنا ولا نخشى أي منتخب، لأننا نعمل كطاقم فني منذ استلامنا مهامنا على رأس المنتخب على ترسيخ عقلية الفوز في ذهنية اللاعبين ولعب المباريات من أجل الفوز بها، وعلى ضوءها نرى مكامن ومواضع الخلل والنقائص، ونعمل من أجل معالجتها وهذا ما تجلى في بطولة إفريقيا بمصر، حيث حققنا انتصارات بالأداء والنتيجة، وكان الأداء والنسق يرتفع من مباراة لأخرى.
المدرسة السكيكدية قدمت إضافة كبيرة للمنتخب
هل تفكر في تدعيم المنتخب بلاعبين جدد في قادم المواعيد؟
أكيد طبعا أبواب المنتخب تبقى مفتوحة لأي لاعب يقدم الإضافة، سواء تعلق الأمر بلاعب محلي ينشط في البطولة الوطنية أو لاعب محترف، وهذا حق مشروع لأي لاعب، ونحن مع هؤلاء الشبان وأجدد تأكيدي أن أي لاعب يقدم إضافة للمنتخب فمرحبا به.
رئيسة الاتحادية كريمة طالب راهنت عليك كثيرا وكانت محقة، ما تعليقك ؟
من هذا المنبر، أريد أن أتوجه بشكري لرئيسة الاتحادية كريمة طالب، التي وضعت ثقتها في شخصي، بحكم أنها تعرفني وتعرف قدراتي جيدا ولقد اتصلت بي في المرة الأولى من أجل الإشراف على المنتخب الوطني، لكنني قدمت لها اعتذاري، ولم أتمكن من قبول العرض بسبب ارتباطي مع نادي الشمال القطري، لكن في المرة الثانية ورغم صعوبة الظروف التي كنت فيها مع النادي القطري، قبلت المهمة لأن تمثيل الجزائر شرف واعتزاز، والحمد لله الذي وفقنا في النجاح في مهمتنا، وبالتالي نجاح رئيسة الاتحادية في رهانها على خدماتي، وأتمنى فقط توفير الإمكانيات اللازمة للعمل في ظروف حسنة، بهدف استعادة كرة اليد إلى مكانتها في مصاف المنتخبات العالمية.
كيف استقبلتم رسالة رئيس الجمهورية عشية النهائي وكيف كان وقعها على معنويات اللاعبين ؟
كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أعطت للاعبين شحنة إضافية ودفعا معنويا كبيرا، خاصة وأنها جاءت قبل المباراة النهائية مع المنتخب المصري، ومن هذا المنبر أشكر رئيس الجمهورية على وقفته وتشجيعه لكرة اليد، واهتمامه سيكون بمثابة دعم لنا في قادم المواعيد للرفع من مستوى كرة اليد الجزائرية، كما لا يفوتني أن أشكر أيضا معالي وزير الشبيبة والرياضة، الذي استقبلنا بحفاوة، والتزم بتوفير الإمكانيات لتقديم المزيد للمنتخب.
طالب مشكورة على الثقة وأبواب المنتخب مفتوحة
كلمة ختامية
أريد التأكيد أن مجيئي إلى المنتخب الوطني، كان من أجل استعادة هيبة ومستوى كرة اليد على الصعيدين الإفريقي والدولي، ولن أدخر أي جهد في سبيل إهداء الأفراح للجماهير الجزائرية.
ك. و