نجح الشاب أيوب بلقلاوي ابن بلدية سيدي هجرس بولاية المسيلة، في ابتكار نظام «أكا غارد» وهو نظام أمان متكامل للسائقين، ويطمح خريج جامعة محمد بوضياف في تجسيد مشروعه خاصة وأنه يأمل في تطوير هذا الابتكار للحد من حوادث المرور تلك التي يسببها الشعور بالنعاس وفقدان التركيز جراء التعب، حيث يفصل لنا أيوب في هذا الحوار خلفية ابتكاره لهذا النظام كما يروي لنا ما خاضه من تحديات للخروج بالفكرة إلى النور.
بداية حدثنا عنك وعن مشوارك الدراسي
أيوب طالب حديث التخرج من جامعة محمد بوضياف تخصص الكترونيك أنظمة مضمنة اخترت تخصصي حسب ميولي وهو البرمجة و التصنيع الالكتروني، لم أكن مجتهدا بدرجة كبيرة لكنني اعتدت على الدراسة بذكاء، درست أيضا في مركز تعليم اللغات كوني مهتما بالتنوع اللغوي كثيرا، كما أنني كثير السفر وهو الأمر الذي جعلني ألاحظ المشاكل التي قد يمر بها السائق أو المسافر خاصة بالنظر لكوني أحب إصلاح الأمور وإيجاد الحلول للصعوبات التي تواجهني أو قد تواجه غيري، بالاضافة إلى أنني كنت من نوعية الطلاب المختفين عن الأنظار للمحافظة على المستوى الثابت بين المتوسط والجيد.
نفهم مما سبق أن لكــــثـرة سفرك فضلا في ولادة فكرة ابتكارك؟
بالطبع، فالتكرار يجعل الانسان يعايش الوضعية وبالتالي ملاحظة متغيراتها، وهو ما حدث معي تماما، حيث كنت أسافر بشكل منتظم مع سائقين مختلفين، لهذا كنت أشاهد بتمعن طريقتهم في السياقة وما يواجهونه في كل رحلة، الأمر الذي جعلني أفكر في إيجاد حلول لمشكلاتهم في الطريق.
هل بالإمكان أن تحدثنا عن ابتكارك؟
«أكا غارد» هو أول نظام أمان متكامل، حيث يعمل عن طريق الكشف، الإنذار والفرملة، يتميز بالاستقلالية ويمكن تركيبه في جميع المركبات على اختلاف أنواعها.
حدثنا عن الإشكالية الرئيسية التي دفعتك للتفكير في حل لها من خلال طرح ابتكارك
بعد دراسة معمقة، لاحظنا أن 97% من السائقين حول العالم يمتلكون سيارات عادية ذات أنظمة كلاسيكية في حين يمتلك الباقون أي نسبة 3% سيارات فاخرة ذات أنظمة متطورة وعالية الجودة، هذه الأخير تحوي أنظمة حماية وتنبيه عكس العادية، وهو ما دفعني إلى التفكير في تطوير نظام يستخدم في كافة المركبات سواء سيارات او حافلات أو حتى شاحنات أي يتم تركيبه مهما كان نوع وحجم المركبة.
تماما، فهناك العديد من أنظمة الحماية داخل السيارات، ما الذي يميز ابتكارك عن باقي الأنظمة المماثلة له في مبدأ عملها؟
ما هو معروف، أن أنظمة كشف النعاس تنقسم إلى نوعين، أولها تلك التي تحويها سيارات تنتجها شركات تعتمد على الجودة والفخامة كمرسيديس وبي أم دبليو، وحتى تيسلا وهي أنظمة تفتقر إلى المرونة والفاعلية إلى جانب مشكلة الارتباطية بنوع السيارة أي أن الباحث عن هذه الأنظمة يستوجب عليه اقتناء سيارة من إحدى هذه العلامات وهو الأمر المستعصي على الكثيرين نظرا لأسعارها الباهظة، اما النوع الثاني فهي تلك الانظمة التي ينشئها ويطورها شباب أحرار وما يعيبها هو عجزها في أصعب الحالات التي يكون فيها السائق بحاجة إليها، وفي غالب الأحيان لا تعمل بالطريقة اللازمة كأن تنذر فقط او تكشف فقط.
وما يميز «أكا غارد» هو التكاملية بالكشف والإنذار بالإضافة إلى التدخل في الحالات الحرجة، إلى جانب أنه مرن ومستقل أي انه يستهدف كل المركبات على حد سواء.
ما هي مراحل تطوير فكرتك وهل واجهت صعوبات كثيرة؟
في البداية، فكرت في الجانب الميكانيكي وهل سيتناسب نظامي مع جميع السيارات، ثم انتقلت للتفكير في الجانب الاتصالي ما بين الأجهزة وطريقة الاتصال المناسبة للنظام ككل وخاصة ما يتعلق بزمن الاستجابة، ثم درست جانبا مهما ألا وهو الظروف التي يمر بها السائق أثناء القيادة كما عملت على دراسة الجانب المرن للجهاز وما يتناسب مع راحة السائق، والواقع أنني واجهت بعضا من الصعوبات التي اعتبرتها مجرد تحديات وتحاشيت الخوض فيها من أجل المواصلة في إتمام مشروعي على أكمل وجه.
هل هناك من ساعدك في الفكرة؟
ليس من عادتي ان أشارك أفكاري دون أن يكون هناك أي شيء ملموس، لكن كونه مشروع تخرجي ارتأيت ان أشارك ما يدور في عقلي مع مشرفتي بالإضافة إلى صديقي المقرب والذي كثيرا ما استشيره ، كما أنني لم أصرح بماهية موضوعي وانه نظام مستقل بل أعلنته في البداية على شاكلة نظلم تنبيه للسائق ضد النعاس وفقط، بعد تقدمي في الإنجاز لجأت لمدير مركز الابتكار بجامعتي حيث رحب كثيرا بالفكرة وساعدني في كثير من الأمور الإدارية، وماشرة بعد ايداعي لملف براءة الاختراع وقبوله وبعد تخرجي أعلنت عن مشروعي بهدف الوعي بالفكرة والزامية تطبيقها.
هل تعتقد أن «أكا غارد» سيحدث ثورة في عالم المركبات خاصة وأنه نظام أمان يحتاجه جميع السائقين؟
مما لا شك فيه ان «أكا غارد» سيكسر احتكار الشركات الكبرى للتقنية، خاصة وأن الهدف الرئيسي من هذا الابتكار هو تقديم نظام كفؤ لجميع السائقين بغض النظر عن نوعية مركبته، ودون الحاجة لشراء سيارة باهظة.
اخبرتنا أنك من محبي الاستحداث والأفكار الجديدة، هل لديك ابتكارات أخرى؟
في الوقت الحالي، أنا أصب جل اهتمامي على «أكا غارد» من أجل تجسيده على أرض الواقع، خاصة وأنني حرصت على أن أكون قريبا مستقبلا من مستعملي نظامي، بانشاء منصة استقبل فيها آراء وانشغالات وكذا اقتراحات المستخدمين، كما لا أخفيكم أنني أميل لمجالات أخرى كالتعليق الصوتي والكتابة القصصية، وهي من الهوايات التي لا أريد الإبتعاد عنها كثيرا، ففي الغالب أسعى دائما للتوفيق بين هذين الجانبين أي بين الابتكار والرغبات الأخرى.
ماذا تنصح الشباب من أصحاب الأفكار المتميزة الذين يمتلكون رهبة في الخروج بأفكارهم إلى الواقع؟
أرى أن اخلاص النية واتقان العمل أولى خطوات النجاح، وبالتالي أنصح كل من يمتلك أفكارا يمكن تجسيدها وخاصة تلك التي تقدم الحماية الناس بالدرجة الأولى، أن يؤمنوا بأنفسهم وأن يرموا بأقدامهم لأول خطوة دون التركيز على كيل المديح من الآخرين، كما يجدر الابتعاد عن الأفكار السلبية وما يعتقده البعض حول فشلك فيما تفعله، ومن الجميل أيضا مشاركة هذه الأفكار مع الوالدين خاصة وأنهم دائما ما يقدمون جرعة من الإيجابية دون نسيان الإضافات التي يقدمونها حول الفكرة في حد ذاتها.
ما الذي تود قوله في ختام حوارنا هذا، خاصة وأنك صنعت الحدث مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي؟
في الحقيقة، لا يمكن للكلمات أن تعبر عن امتناني لسكان بلديتي الذين أشعروني بفخر كبير، سعادتي كبيرة بهذا الإنجاز الذي اعتبره خطوتي الأولى في مجال أكن له حبا كبيرا، أشكر والداي اللذان تفانيا في إمدادي بالعزيمة، كما أنني فخور برد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات إيجابية ومشجعة أعطتني دفعة قوية من الإيجابية لتقديم الأفضل مستقبلا، خدمة لوطني ولأبنائه ولما لا العالم أجمع.
حاورته: حليمة خطوف