• خضت دورة دوالا «مريضا» كي لا تضيع مني التأشيرة
• سجاتي فخر الجزائر وعليه الحذر من ألاعيب الكينيين
تحدث بلال ثابتي بطل 3000 متر موانع، عن المتاعب التي صادفته، قبل اقتطاع بطاقة التأهل لأولمبياد باريس، بسبب معاناته من المرض الذي اضطره لانتظار التصنيف الدولي، مشيرا في حواره مع النصر إلى الرغبة الجامحة التي تحدوه، من أجل صنع المفاجأة خلال ثالث مشاركة أولمبية في مشواره، كما عرج محدثنا إلى زميله جمال سجاتي الذي وصفه بمفخرة ألعاب القوى الجزائرية، محذرا إياه من ألاعب الكينيين، كونهم يرونه أكبر تهديد لهم في باريس لنيل الميدالية الذهبية.
التحقت في آخر لحظة بركب المتأهلين للألعاب الأولمبية، بعد الاحتكام للتصنيف الدولي، ما هو شعورك، وهل كنت تتوقع هذا السيناريو ؟
التأهل لمحفل باريس كان صعبا، إلا أن مذاقه جد حلو، جراء الفترة العصيبة التي مررت بها، وكدت على إثرها أن أغيب مضطرا عن الألعاب الأولمبية التي يحلم أي رياضي بالتواجد فيها، لقد كنت أرى أن اقتطاع بطاقة الأولمبياد في متناولي، ولكن بعد معاناتي من المرض اختلطت حساباتي، واضطررت للانتظار لآخر لحظة، من أجل ترسيم تأهلي، والذي جاء بعد العودة للتصنيف الدولي.
كنت حريصا على المشاركة في البطولة الإفريقية الأخيرة بدوالا لكي لا تضيع منك التأشيرة، أليس كذلك ؟
أجل، خضت دورة دوالا والبطولة الوطنية، وأنا أعاني من المرض، وشاركت بمعنويات منحطة، كوني قد فقدت الأمل في التأهل للعرس الأولمبي، ولكن بعد انتهاء التصفيات وجدت نفسي من بين العدائين الذين جمعوا النقاط المطلوبة ضمن التصنيف الدولي، وصدقوني نتيجتي السلبية الأخيرة في البطولة الإفريقية، وإنهائي السباق في المرتبة السابعة راجع بالدرجة الأولى لمعاناتي من المرض، فبعد خوض ملتقيين بألمانيا وبلجيكا، أصبت بوعكة صحية، ووجدت نفسي مضطرا للسفر إلى دوالا لعدم تضييع البطاقة الأولمبية، فمثل هكذا تظاهرة رياضية لا يمكن الغياب عنها، كونها تقام كل أربع سنوات، والتخلف عنها سيكون بمثابة ضربة موجعة، قياسا بالتضحيات الجسام المبذولة على مدار تلك السنوات، التي تقضي فيها غالبية الوقت بالمعسكرات بعيدا عن العائلة والوطن.
هل تعافيت نهائيا من المرض، وماذا عن آخر الاستعدادات لمحفل باريس ؟
معنوياتي في السحاب، بعد ضمان مشاركتي في الأولمبياد، وهذا أهم شيء بالنسبة لي في الفترة الحالية، وبخصوص المرض، أنا أواصل رحلة العلاج، وبحول الله سأكون في أفضل حال، قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية، وعن برنامج التحضيرات، فلم أضبطه لحد الآن، كون المسؤولون على شؤون اتحادية ألعاب القوى متواجدين بدولة مصر، وعند عودتهم مباشرة سنختار البرنامج الأنسب.
إلى ماذا تتطلع خلال ثالث مشاركة أولمبية ؟
سأكون على موعد لخوض ثالث مشاركة في الألعاب الأولمبية، حيث كنت متواجدا في ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020، في انتظار خوضي لموعد باريس الذي ضحيت لأجله كثيرا، كوني أود أن أرصع سجلي، وهنا أؤكد لكم أنه ليس من السهل على الرياضي المحافظة على مستواه العالي لفترة طويلة، خصوصا في غياب الإمكانيات المطلوبة.
هل صحيح أن التأهل بات معقدا، مقارنة بالدورات السابقة ؟
حجز تذكرة للألعاب الأولمبية لم يعد سهلا، بسبب الإجراءات الجديدة، والأرقام المشترطة، فالحد الأدنى بات بعيد المنال عن الكثير من الأبطال، وصدقوني تحقيق هذا الرقم في وقت سابق قد يسمح لك باعتلاء منصة التتويج في كبرى التظاهرات الرياضية، وهذا وحده أكبر تأكيد على صعوبة المأمورية لاقتطاع بطاقة التأهل مقارنة بما مضى، ولعلمكم الحد الأدنى الحالي ( 8 دقائق و15 ثانية ) قد تحصد به ميدالية بسهولة، وعن نفسي فقد تُوّجت بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية بالجزائر ( 2022 ) برقم ( 8 دقائق و22 ثانية ).
كيف ترى حظوظك في باريس ؟
من يريد المنافسة في سباق 3000 متر موانع عليه التحضير بالشكل المطلوب ببرمجة عدم معسكرات خارج الجزائر ( كينيا وإثيوبيا )، فكما تعلمون إمكانياتنا جد محدودة، مقارنة بما توفره بقية الاتحادات العالمية لأبطالها، وإن كانت اتحادية ألعاب القوى الجزائرية تسعى جاهدة لوضعنا في أفضل الظروف، ولا يجب أن نبخسها حقها، كونها تحاول بما هو متاح، غير أن المتطلبات الحالية كبيرة جدا، وعن هدفي الأول، فهو التأهل لنهائي الأولمبياد، وبعدها سأفكر في الكيفية التي تسمح لي بصنع المفاجأة، ولم لا الظفر بميدالية فضية أو برونزية على أقل تقدير، وإن كانت المأمورية صعبة صراحة، ولكن لا شيء مستحيل في عالم الرياضة.
ماذا تقول عن المستويات المقدمة من طرف جمال سجاتي الذي لا يكف عن تحطيم الأرقام ؟
سجاتي هو صديق مقرب، ونحن ننشط بنفس الفريق ( المنتخب العسكري)، ونخوض التدريبات والمعسكرات سوية، وبالتالي أنا أكثركم معرفة بإمكانيات ومؤهلات هذا البطل الرائع والمتواضع، الذي لا يكف عن كتابة التاريخ، ويكفي أنه قد بصم قبل أيام على رقم مذهل أدخله ضمن خانة أفضل ثلاثة عدائين في تاريخ سباقات 800 متر، أنا سعيد لأجله، لأنه ضحى كثيرا في سبيل الوصول إلى هذا المستوى العالمي، وآمل أن يقف الحظ إلى جانبه، خلال أولمبياد باريس، ولم لا ينجح في إهداء الجزائر الميدالية الذهبية التي نتوقع أن يحصدها، وإن كانت مهمته لن تكون سهلة في مواجهة الأبطال الكينيين الذين يضعونه في الحسبان، كونه أكبر خطر يحدق بهم، ولهذا على سجاتي الحذر من الآن، لأنهم سيفعلون أي شيء في سبيل الإطاحة به في التصفيات، وقد يضطرون لحيلهم المعتادة لإيقافه، وبالتالي على جمال وحتى زميليه سليمان مولى وقواند مساعدته.
حاوره: سمير. ك