كشفت الحرب على وباء كورونا الفتاك بالجزائر عن الوجه الآخر لأعداء البيئة و الصحة و الاقتصاد الوطني، الذين ظلوا متخفين بعيدا عن فرق المراقبة ينتهكون حقوق المستهلكين، و قوانين الصحة و البيئة بشكل فظيع لم يكن يتصوره أحد قبل أن يتلقى حماة البيئة و الصحة و الاقتصاد الضوء الأخضر لاقتحام معامل و مخازن و مستودعات الموت التي ظلت تنهش مقدرات الوطن و تفتك بالبشر و الطبيعة و الحياة.
من تابلاط حيث وقعت أيدي فرق التحقيق و المراقبة على مستودعات ضخمة من المواد الصيدلانية منتهية الصلاحية، إلى شلغوم العيد حيث براميل الطماطم المتعفنة، كانت المشاهد مرعبة و صادمة للجزائريين الذين أفاقوا على وباء آخر ربما يكون أشد فتكا من الفيروسات التي تجتاح العالم هذه الأيام.
سميد و عجائن و معلبات و مواد تطهير و مواد شبه صيدلانية، و توابل و أدوية عشبية، و كثير من المواد الأخرى انتهى أجلها، و كان من الواجب الأخلاقي و القانوني التخلص منها بالإتلاف الصحي حفاظا على البيئة و الصحة، لكنها بقيت مكدسة بمخازن الموت تنتظر طريقها إلى المستهلكين لتفتك بهم و تنهش جيوبهم بلا رحمة.
و لا أحد يعلم كم استهلك الجزائريون من مواد فاسدة حتى الآن، و كم مات منهم مسموما بطماطم متعفنة و سميد عشش فيه السوس، و منظف و مطهر اكتسب تركيبة كيماوية أخرى قد تصيب الجلد و جهاز التنفس و تؤذي البصر.
معامل سرية تنتهك البيئة و الصحة، و كهوف سحيقة تختزن السموم، و أمراض فتاكة ربما تكون قد أصابت الكثير من الجزائريين في السنوات الأخيرة، و أضرار جسيمة لحقت بالطبيعة، و ثروات ضخمة تشكلت بعيدا عن قوانين التجارة و الجباية، انتهاكات خطيرة و مشاهد مرعبة ربما لم يكن من السهل وضع اليد عليها قبل دخول الجزائر الحرب الكونية على الوباء الفتاك.
و لم يكن الجزائريون راضين و مطمئنين تجاه الغالبية الساحقة من التجار، لكنهم لم يكونوا يتوقعون يوما رؤية كل هذه المشاهد المرعبة و الوقائع الإجرامية الخطيرة التي تكون قد ألحقت أضرارا بالغة بصحة السكان و أضعفت مقدرات الاقتصاد الوطني.
ربما قد تتغير الأوضاع و تنقلب رأسا على عقب بعد نهاية الوباء، و يعاد النظر في بعض نصوص قوانين البيئة و الصحة و التجارة، و ترسم الدولة خارطة جديدة للتجارة، و تطهر القطاع من أعداء البيئة و الصحة و تقتلع إمبراطورية الفساد التجاري من جذورها.
و قد تضررت صورة التاجر في الجزائر بشكل فظيع عقب العمليات الهامة التي نفذتها فرق التجارة و الشرطة و الدرك الوطني، في الأيام الأولى من الحرب على الوباء الفتاك، و أيضا على الجشع و المضاربة و المكر، و اكتشف الناس نوعا مخادعا من كبار التجار و رجال المال و الأعمال، ظلوا متخفين بوجه آخر يلحقون الأذى بالصحة و البيئة و خزائن الأمة المنهكة.
فريد.غ
بعد قرار غلقه بتبســــــــــــة: رفع أطنان من القمامة من السوق المركزي للخضر والفواكه
عرف السوق المركزي للخضر والفواكه بمدينة تبسة، حملة تنظيف غير مسبوقة، بعد صدور قرار رئيس البلدية بغلقه إلى إشعار آخر، في إطار التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.
عملية تنظيف السوق، بادر بها رئيس البلدية « توفيق عبادة»، إثر اجتماع اللجنة التقنية، التي أخذت بزمام المبادرة وانطلقت في تنظيف هذا الفضاء الذي يعود إنشاؤه لقرابة 200 سنة تقريبا، والذي عرف منذ الإعلان عن غلقه انتشارا واسعا للفضلات والأوساخ من بقايا الخضر والفواكه والدجاج، وغيرها من التصرفات التي أثرت على المنظر العام، و تهدد بمخاطر التلوث في ظل الوضع الصحي الراهن.
رئيس البلدية، لم يغادر المكان، وظل مع مهندسي النظافة، مشجعا ومشاركا معهم في رفع أطنان من القمامة التي تركها تجار السوق، حيث تم رفع أكثـر من 50 شاحنة من القمامة، فضلا على مشاركة البلدية بقوة في عمليات التعقيم، بالنظر لحجم الأوساخ التي تم رفعها، والتي لم يكن ليتصورها العقل، فمنذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس والعمال لم يتوقفوا لحظة عن تنظيف محيط السوق، وهو ما يترجم ثقافة الإهمال واللامبالاة لدى هؤلاء التجار لوضع السوق الذي كان يجمعهم ويقتاتون منه، ويتمنى الجميع من البلدية قبل أن تفتح السوق، أن تعمل على إعادة تهيئته من جديد وفتح دفتر شروط جديد أكثـر حزما وعقوبات ردعية ليتحمل الجميع المسؤولية.
المبادرة التي قامت بها البلدية، جاءت في وقتها، لاسيما وأن الكثير نبّه للأمر، وكان من بين مطالبهم غلق هذا السوق، الذي يعرف توافدا كبيرا للمتسوقين لاقتناء الخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة السكان، في هذا الظرف الاستثنائي.
ع.نصيب
فرق النظافة و التطهير بقالمة: رجال على جبهة التصدي لجائحة كورونا الفتاكة
يقف رجال التطهير و النظافة بقالمة اليوم على الخطوط الأولى لجبهة التصدي لفيروس كورونا الفتاك الذي يجتاح العالم ملحقا خسائر كبيرة في الأرواح و المقدرات الاقتصادية و المالية.
بمعدات حماية بسيطة و إرادة و شجاعة يجوبون الشوارع و الساحات العامة و المقرات الإدارية المستقبلة للموظفين و المواطنين لتعقيمها بمواد مطهرة و تنظيفها من النفايات في محاولة للسيطرة على الوضع و محاصرة الوباء و الحد من انتشاره.
و يعمل رجال النظافة و التطهير التابعين لفرع «قالمة خضراء» بمؤسسة الردم التقني للنفايات ساعات طويلة بالمدن الكبرى، في مواجهة مخاطر كبيرة، لكنهم يبدون أكثـر شجاعة و صبر لإنجاز المهمة الصعبة، و المساهمة في الجهد الوطني لحصر الوباء و القضاء عليه.
و إلى جانب عمليات تعقيم و تطهير الفضاءات العمومية فإن رجال «قالمة خضراء» مازالوا يواجهون أطنان النفايات المنزلية، و نفايات أخرى خطيرة من مواد الحماية من الفيروس، يرميها الناس في كل مكان غير مدركين للخطر الكبير الذي تسببه هذه المواد الملوثة.
و إذا كانت أغلب القطاعات قد خفضت من نشاطها و سرحت موظفيها فإن قطاع النظافة بقالمة، كما في ولايات أخرى، مازال يعمل بكل قدراته البشرية و المادية لمواجهة الخطر المحدق بحياة الناس، و المحافظة على نظافة المدن و مرافق الخدمات.
و يتلقى رجال التطهير و العقيم بقالمة الدعم من فرق البلديات و متطوعين قرروا المشاركة في جهود التصدي للجائحة العالمية، و بدأت شوارع و ساحات مدينة قالمة و كثير من المدن الأخرى تتعافى من النفايات و الأوساخ، حيث تراجعت نفايات المنازل و التجار بعد قرارات الغلق و استجابة الناس لإجراءات الحجر الطوعي.
فريد.غ
الفرن الشمسي.. تقنية ثورية لمكافحة انبعاثات الغازات
نقلت وسائل إعلام عالمية عن شركة «هيلوجين» الناشئة والمدعومة من الملياردير الأميركي بيل غيتس، قولها إن تقنية جديدة في الطاقة الشمسية فتحت الباب مؤخراً، أمام إحداث «ثورة» في صنع مواد كالصلب والزجاج والإسمنت.
وأوردت الشركة أنها تستعين بالذكاء الإصطناعي حتى تجعل مرايا مصفوفة قادرة على تركيز ضوء الشمس في نقطة واحدة، وفق ما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وعقب تركيز ضوء الشمس، يتم الحصول على حرارة 1000 درجة مئوية، أي ما يقارب ربع درجة حرارة سطح الشمس.
وبوسع هذه الحرارة أن تستخدم في عمليات التصنيع في قطاعات مثل الصلب والإسمنت، الأمر الذي من شأنه أن يعين البشرية على تفادي أبرز سبب لانبعاثات ما يعرف بالغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ولا تعد شركة «هيلوجين» أول من ركّز أشعة الشمس لإنتاج «فرن شمسي»، لكنها أول من بلغ هذه الدرجة العالية من الحرارة.
وتراهن «هيلوجين» على أن تصبح تقنيتها بديلاً عن الوقود الأحفوري في مصانع الإسمنت.
وفي حال تحقق ذلك، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على البيئة، لأن المصانع مسؤولة عن نحو 7 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العالمية، وفق ما ذكرت وكالة الطاقة الدولية.
وصرح بيل غروس، الرئيس التنفيذي لشركة «هيلوجين»، لشبكة «سي إن إن»، أن التقنية التي يجري تطويرها ستصبح أقل تكلفة من الوقود الأحفوري، ودون انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، «وهذا إنجاز غير مسبوق».
فريد.غ
منتجع غابة ماونة : نموذج واقعي للمدينة الخضراء
يعد المنتجع الطبيعي عين الصفراء الواقع بقلب غابات ماونة بقالمة من أجمل المواقع التي أنجزتها محافظة الغابات و مديرية الشباب في إطار مشروع كبير يهدف إلى دعم و تنظيم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها ولاية قالمة في مجال البيئة و السياحة الإيكولوجية.
و قد حرص المهندسون على وضع تصميم جميل للمنتجع القريب من مدينة قالمة، و ذالك بالمحافظة على الغطاء الغابي و تشجير المساحات الفارغة، و بناء هياكل و مرافق خدمات بمواد طبيعية صديقة للبيئة كالخشب و القرميد و الحجارة، و فتح ممرات للتجوال و بناء منصات للألعاب بين غابات الفلين و الزان العملاقة، التي ظلت صامدة أمام متغيرات الطبيعة و الزمن و اعتداءات الإنسان بالقطع و الحرق و التجريف.
و تتوجه عائلات كثيرة من مدينة قالمة و مدن و قرى أخرى إلى المنتجع الجميل للراحة و الاستجمام، و فيه تقام مخيمات للشباب في الصيف و الربيع، حيث توجد به منشآت هامة و مصادر المياه و طريق معبد و فضاءات طبيعية تتسع لآلاف الزوار.
و تعمل محافظة الغابات بقالمة و مديرية الشباب على حماية المواقع بالصيانة و التشجير و تنظيف مباني الإيواء، حتى يكون منتجعا صديقا للبيئة و الإنسان، فيه تتوفر كل شروط الراحة و الاستجمام و الترفيه و الرياضة الجبلية.
فريد.غ