الجبالُ مجال طبيعي حيويٌّ و مصدر اقتصاديٌّ مهم
تتعرض الجبال في الجزائر خلال العقود الأخيرة إلى العديد من المخاطر رغم كونها المورد الاقتصادي الأول لثلث الجزائريين، حيث تزايدت الاعتداءات من طرف أصحاب المحاجر فضلا عن تضررها بسبب الحرائق وعوامل التعرية الطبيعة والبشرية، فيما يؤكد مختصون على ضرورة الاهتمام بها بطرق علمية حديثة عن طريق إجراء دراسات أكاديمية لطبيعة التنوع البيولوجي لكل منطقة بدل تركها عرضة للعشوائية والإهمال.
إعـــداد : لــقــمـــان قـــوادري
وبدأ الوعي بأهمية الجبال البيئية والسياحية وحتى الاقتصادية يظهر متجليا في أوساط الكثير من الجزائريين، حيث شرعت العديد من الجمعيات، فضلا عن الناشطين في مجال البيئة في التعريف بأهمية هذا المورد الطبيعي الهام في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي في الطبيعة، من خلال تنظيم خرجات علمية وسياحية لاكتشاف الجبال الجزائرية.
وأصبح الجزائريون، يتداولون بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات للموارد الطبيعية في الجبال، حيث يقدمون شروحات للأنواع النباتية التي تنمو طبيعيا بها لاسيما الطبية منها والتي تستعمل في صناعة أنواع كثيرة من الأدوية، في حين انتشر فيديو يتحدث عن إهمال كبير للأشجار المثمرة بجبال ولايتي البليدة وعين الدفلى والتي غرست قبل عقود وأهملت في العشرية السوداء لكنها ظلت متجذرة تقاوم النسيان، في حين أظهر آخرون أبرز الاعتداءات والتلوث الذي طال جبالا عبر مختلف مناطق الوطن.
ويؤكد المفتش الرئيسي ورئيس مصلحة حماية الثروة النباتية والحيوانية بمحافظة الغابات بولاية قسنطينة، علي زغرور، أن ثلث عدد سكان الجزائر أو أكثر يعتمدون على الجبال كمورد اقتصادي أول وأساسي، إذ أن جل النشاط الفلاحي لهذه الفئة يتركز بالجبال فهم يعيشون على ما يجنونه من نشاط غرس أشجار الزيتون والرمان والجوز واللوز وغيرها من الأنواع الجبلية المثمرة، كما أنها مصدر دخل أساسي للمرأة الريفية في الكثير من المناطق لاسيما في مجال صناعة الطواجن والفخار ومختلف المنتجات التقليدية، في حين أن تربية المواشي والحيوانات تتم على نطاق واسع بها.
ولفت المتحدث، إلى أن تربية النحل تعرف تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة فكانت النتيجة العودة إلى الجبل الذي يعد الفضاء الأنسب لممارسة هذا التخصص، الذي لم يعد مقتصرا فقط على إنتاج العسل بل تعداه إلى إنتاج أنواع من الصابون والأدوية المصنعة من هذا المجال، مشيرا إلى وجود جمعيات كثيرة على مستوى التراب الوطني التي تدعو إلى حماية الجبال والاعتماد عليها كثروة اقتصادية مهمة. وتعد الجبال في الجزائر، مصدرا أساسيا للينابيع العذبة، حيث أكد الإطار في الغابات، أنها منحت فرصا كبيرة للاستثمار، كما سهلت على السلطات عملية تزويد سكان تلك المناطق بالمياه الصالحة للشرب، لكنه ذكر أن ثقافة الحفاظ على هذه الثروة مازالت غير راسخة في أذهان الكثيرين ما فوت على البلاد الاستغلال الأمثل لها. ووصف زغرور، نشاط المحاجر «بالفطريات الجبلية» حيث قال إن مصالح الغابات تعاني كثيرا مع طلبات المستثمرين في هذا المجال، إذ كثيرا ما يتم رفض طلبات الاستغلال العشوائي من طرف محافظات الغابات في حين يتم تسجيل مخالفات كثيرة للاستغلال، كما أكد أن الحرائق قد تسببت في تعرية الجبال واختلال النظام البيئي فضلا عن تدهور التنوع البيولوجي بها، ناهيك عن انجراف التربة وما ينجم عنها من كوارث طبيعية، كما ذكر أن التعرية تؤدي إلى تعرض الحجارة إلى العوامل الطبيعة كالرياح وأشعة الشمس ما يتسبب في حوادث مختلفة.
وأشار المتحدث، إلى مشكلة أخرى ظهرت في السنوات الأخيرة وهي التوسع العمراني والبناء بطرق مخالفة للنظام البيئي، إذ سيطر الإسمنت على المنشآت في حين لابد أن يتم البناء بالحطب أو باللبنات الطينية مع إنجاز أسقف من القرميد بدل الخرسانة المضرة بالبيئة الجبلية، موعزا هذا التصرف إلى تراجع الثقافة ونقص الوعي.
الجبال مصدر مهم لتطوير الصناعة الصيدلانية
وتبرز اللجنة العلمية لجمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة، أهمية الجبال في تطوير السياحة البيئية وما يترتب عنها من مداخيل اقتصادية، كما يؤكد رئيس الجمعية عبد المجيد سبيح، أنها مصدر للأعشاب الطبية التي تستخدم في تطوير الصناعات الصيدلانية، إذ ظهرت في الجزائر خلال جائحة كورونا أهمية هذا النوع من الأعشاب على غرار الشيح والزعتر وبعض الأنواع الأخرى، إذا تم استعمالها على نطاق واسع كعامل مساعد في تقوية المناعة ضد الفيروسات.
ولفتت الجمعية، إلى الثروات الطبيعة التي تمتلكها الجزائر، إذ تتوفر على سلستي جبال تعدان من بين الأكبر في العالم على غرار الأطلس الصحراوي والتلي، فضلا عن جبال جرجرة والجبال الصحراوية، التي أصبحت اليوم مكانا لغرس الأشجار المثمرة بعد انتباه المستثمرين لهذا الأمر، كما تعد أيضا من العوامل التي تساعد على التساقط والتقليل من أخطار الفيضانات.
وذكر سبيح، أن العديد من التجارب في الجزائر في مجال توليد الطاقة النظيفة قد نجحت بسبب الرياح الجبلية، إذ ساهمت في التقليل من تكاليف توليد الطاقة الكهربائية بعد إمداد تجمعات كثيرة بهذا النوع من الطاقة المتجددة، كما ساهمت في خلق مناخ نموذجي مصغر في العديد من المناطق الجبلية عبر الوطن.
ويمثل إنشاء مناجم بالجبال الخطر الأساسي بالنسبة للجمعية، حيث أن التنقيب العشوائي عن مختلف المعادن قد يتسبب في تدهور الوضع البيئي وما ينجم عنه من تلوث وتدمير لسلسلة عيش الكائنات الحية، إذ لابد من الاختيار الأنسب للأمكنة للممارسة هكذا نشاط والذي يتسبب أيضا في التعرية وتدمير مساحات واسعة من الغابات.ودعت الجمعية، إلى ضرورة إنجاز دراسات علمية دقيقة حول التنوع البيولوجي وخصائص كل منطقة جبلية، إذ أن العديد من الدول أنشأت مؤسسات مصغرة تعنى بالبحث العلمي ومراقبة ومتابعة الخصوصية الطبيعة لكل منطقة، حيث أكدت أن الجزائر تفتقد إلى دراسات وإحصائيات علمية عن الجبال كما لم تنجز بنوك معلوماتية لغالبية المواقع، إذ مازالت على شكلها الطبيعي وهو ما يؤدي بحسب التنظيم، إلى خسارة مكوناتها الطبيعة بين فترة وأخرى، كما طالبت بضرورة التطبيق الصارم للقوانين الوطنية والمعاهدات الدولية، التي تحمي هذه الثروة.
ل/ق
من العالم
«أديداس» تصنع 11 مليون زوج حذاء من المخلّفات البلاستيكية
ذكر موقع «بيزنس إنسايدر» التخصصي الأميركي أن شركة أديداس للملابس الرياضية التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، تسعى إلى المساهمة في حماية البيئة من خلال العمل على تحويل المخلفات البلاستيكية إلى مادة خام تستخدم في صناعة أحذيتها الرياضية الشهيرة، حيث تمكنت من صناعة 11 مليون زوج حذاء من مخلفات البلاستيك.
وأشار المصدر إلى أن الشركة، وبالشراكة مع مؤسسة حماية البيئة «بارلي فور ذي أوشنز» تقومان بتجربة رائدة لتحويل الزجاجات البلاستيكية التي تتجمع على شواطئ المحيطات ويمكن أن تسبب في تلوث الحياة البحرية، إلى أحذية وملابس رياضية.
وبحسب الموقع، فإن تطوير مواد جديدة في الصناعات المختلفة يكون له آثار متفاوتة على البيئة، مشيرا إلى أن الشركة بحثت عن وسائل جديدة تمثلت في تحويل الزجاجات البلاستيكية إلى مصدر للمواد المستخدمة في صناعة أحذيتها الرياضية.
وفي هذا الاطار، يحذر العلماء من أنه خلال 30 عاماً يمكن أن يصبح عدد الزجاجات البلاستيكية في المحيطات أكبر من عدد الأسماك، بينما تشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 90 في المئة من الطيور البحرية تستهلك بعض المخلفات البلاستيكية، فيما يؤكد باحثون أن هذا التلوث ستكون له آثار ضارة على الحياة البحرية وعلى البشر بوجه عام إذا لم يتم تداركه مبكرا.
ولفت الموقع إلى أن «أديداس» ومؤسسة حماية البيئة «بارلي فور ذي أوشنز» عقدا شراكة منذ عام 2015 لمنع وصول المخلّفات البلاستيكية إلى المحيطات واستخدامها في صناعة الأحذية الرياضية، فيما الموقع إن هناك تقارير كشفت أن الشركة نجحت في صناعة نحو 11 مليون زوج حذاء من المخلّفات البلاستيكية التي تم إعادة تدويرها في عام 2019، مشيرا إلى أن هذا العدد ضعف العدد الذي تم إنجازه عام 2018 من جانبها، تقول الشركة إن هذا الأسلوب حال دون وصول أكثر من 2800 طن من الزجاجات البلاستيكية إلى المحيطات والبحار.
ل/ق
مدن خضراء
تلبية لنداء عبر الفيسبوك
حملة تشجير واسعة بحي بن بولعيد في أم البواقي
أطلقت صفحة أم البواقي نيوز حملة إعادة تشجير بحي مصطفى بن بولعيد بعاصمة الولاية، الذي تم تهيئته مؤخرا، حيث عرفت مشاركة واسعة لمواطني المدينة الذين استعانوا بمختص واستبدلوا شجيرات ميتة بأخرى ذات طابع جمالي تتلاءم مع مناخ المنطقة.
وإثر الانتقادات الواسعة التي طالت عملية التشجير التي أشرفت عليها السلطات بحي مصطفى بن بولعيد، دعت صفحة أم البواقي نيوز سكان المدينة إلى الانخراط في حملة التشجير للحي الذي استفاد من عملية تهيئة، إذ تم الشروع في جمع التبرعات لشراء أشجار ذات طابع جمالي على غرار جكارنادا وميموزة، وتم جمع مبالغ معتبرة لاقتناء هذه الأنواع.
وذكر أحد المشاركين في العملية للنصر، أن الحملة عرفت مشاركة واسعة من طرف مواطني المدينة كما تم الاستعانة بمختص قدم نصائح علمية بكيفية التشجير، في حين سيعمل مواطنو المدينة على تعميم هذه المبادرة لتشمل جميع الأحياء، لاسيما وأن أم البواقي تعرف تدهورا كبيرا في الغطاء النباتي خلال السنوات الأخيرة.
وصنفت أم البواقي كثاني مدينة خضراء في المسابقة التي أطلقتها وزارة البيئة في العام الماضي، كما تتوفر على العديد من الغابات الحضرية بوسط المدينة على غرار غابة حي محمد الأخضر والحديقة الحضرية، حيث استفادت من عمليات تهيئة لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب فيما طالبت الجمعيات والمهتمون بالشأن البيئي بضرورة مضاعفة الاهتمام بالفضاءات الخضراء.
ل/ق