نسعى للتعريف بثروة الجزائر البيولوجية وتوثيق أندر الطيور
كرس رجال يجمعهم حب الطبيعة، معظم أموالهم وأوقات فراغهم لكشف الستار عما تكتنزه غابات الجزائر وجبالها وشواطئها من طيور نادرة الوجود، معتمدين على ثقافتهم ورصيدهم المعرفي حول عالم الكائن المحلق، وكذا تمكنهم من أسرار التصوير الرقمي لإبراز ما تزخر به الجزائر من تنوع بيولوجي في جميع مناطقها، راغبين في نشر الثقافة البيئية ومشاركة حب البيئة والحفاظ عليها مع الجميع.
رميساء جبيل
الكاميرا ساهمت في توثيق أنواع جديدة
يقول المهندس بقطاع الغابات بولاية قسنطينة عيسى فيلالي، وهو مصور وباحث في الحياة البرية، أن آلات التصوير الرقمية قد أحدثت نقلة نوعية في توثيق الحياة البرية، كما غيرت الطريقة التقليدية المستخدمة من طرف الباحثين في تحديد النوع والتعريف به عن طريق المشاهدة أو الملاحظة، أين ساهمت الصورة بشكل كبير في إبراز التنوع البيولوجي الذي تزخر به الجزائر من حيوانات ونباتات، وكذا توثيق 433 نوعا من الطيور في مختلف مناطق الوطن، بعضها وثق لأول مرة كـ «بومة المستنقعات» و « الطيطوي الرقطاء» الذي عثر عليه ببحيرة الهرية وهو من الطيور المائية الأمريكية التي زارت الجزائر سنة 2018.
وبعضها نادر الوجود كما أوضح فيلالي، مثل طائر « كاسر الجوز القبائلي» و» غراب الزرع القسنطيني» الذي يوجد بقسنطينة فقط ويحوم حول جسر سيدي مسيد وملاح سليمان، كما اكتشفت حديثا أنواع أخرى بولاية تمنراست، فمن خلال الصورة استطاع فيلالي توثيق أكثر من 1200 نوع من النبات والحيوان بقسنطينة، كما قام بتأليف أول كتاب يحتوي على 240 نوعا من الطيور والذي تم الانتهاء منه سنة 2020 مع العمل على تحديثه حاليا.
حيث أكد المهندس، أن الصورة تلعب دورا كبيرا في التعريف بالحياة البرية وكشف الستار عن مكنوناتها وأسرارها، فهي ساهمت في إبراز التنوع البيئي بالجزائر وتوثيقه بالصوت والصورة، الأمر الذي ساعد في نشر الثقافة البيئية والحفاظ على أنواع نادرة الوجود كطائر « الحسون الذهبي» الذي ظن كثيرون أنه انقرض، لكن تم توثيقه في كثير من المناطق التي نتحفظ عن ذكرها حماية له من الصيد العشوائي الذي طاله مدة أربعين سنة، قائلا أن الكائن البشري هو أكبر خطر يهدد الطبيعة بسلوكياته السلبية، تليها التغيرات المناخية من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف واحتراق الغابات.
الصورة شاهد قوي ودليل قاطع
وذكر رشدي نحال ابن قسنطينة وصاحب 43 ربيعا، وهو موظف في القطاع العمومي ومصور طيور، أن الكاميرا مهمة جدا في توثيق الحياة البرية، لأنها دليل المصور القاطع في إثبات صدق ما شاهدت عيناه، ففي سنة 1996 على حد قوله، صادف خلال جولته بحمام بني هارون ثلاثة أفراد من حيوان النمس الكبير الذي من المفترض أنه انقرض منذ سنوات، لكن لسوء الحظ لم يكن يملك آلة تصوير وقتها لتوثيق الحدث وتأكيد المعلومة، الأمر الذي دفعه للتفكير في اقتناء كاميرا، ناهيك عن حاجته لاستعمال صوره الخاصة في البطاقات التقنية التي كان يعدها عن الحيوانات والطيور الموجودة بالجزائر سنة 2012.
ويقول نحال، أن مصور الحياة البرية يشبه إلى حد قريب الصياد في الترقب واقتناص الفرص، لكن الفرق يكمن في أن الأول يخلد هذه الطيور في صور تبقى منقوشة في الذاكرة توثق حقيقة تواجدهم بالجزائر، فهي دليل قاطع وليس مجرد كلام مشكوك فيه، كما تساعد في معرفة أوقات تواجد الطيور المهاجرة بالجزائر والأماكن التي تمر بها.
نستخدم كاميرات بجودة ومواصفات عالية
يقول يوسف كريط من ولاية سكيكدة، أنه يستخدم كاميرا ذات مواصفات عالية مخصصة لتصوير الحياة البرية من نوع نيكون « دال 500» مع عدسة نيكون « 200-500 ميليمتر» لرصد الطيور البعيدة كون استخدام « الجيمال « ممنوع في الجزائر.
كما أضاف رشدي نحال أنه اقتنى سنة 2015 كاميرا « سوني ألفا 75» مع عدستين « سوني 75-300 ميليمتر» و» 28-75 ميليمتر» كلفوه أزيد من 50 ألف دينار، ليبدأ رحلته في عالم تصوير البرية و التقاط صور لطيور ميلة والتي كانت حسبه، بجودة رديئة، ليقرر بعدها اقتناء أخرى من نوع « نيكون 7100» مع عدسة « سيقما 150-600 ميليمتر» ليكون أول شخص يستعملها في الجزائر، ومؤخرا في سنة 2022 أضاف إلى لوازمه معدات أخرى كلفته 120 مليونا، من بينها عدسة احترافية أساسية من نوع « أف 4، 500 ميليمتر» وكاميرا نيكون « دال 850» التي انطلق في استخدامها شهر نوفمبر المنصرم.
التقاط صورة «للنسر الأحمر» استغرق مني شهرا
يرى رشدي نحال، أن هناك مواصفات أساسية يجب على مصور الحياة البرية أن يمتلكها، أهمها الصبر فالتقاط صورة لطائر أو حيوان ما ليس بالأمر الهين واليسير، فهو يحتاج جهدا بدنيا ووقتا، قائلا أن حصوله على صورة « للنسر الأحمر» بحمام بني هارون أخذ مني شهرا كاملا، إذ كنت أتنقل للمنطقة أيام العطل نظرا لارتباطي بالوظيفة، وفي كل مرة أذهب فيها وأنصب مكانا أختبئ فيه أجد نفسي أنتظر 8 ساعات دون جدوى، إلى أن حالفني الحظ في الزيارة الرابعة.
لا تكون الإضاءة في صالحنا بشكل دائم
يقول نحال، المعرفة بخلفيات التصوير وزاوية الالتقاط وانعكاس الضوء أمور يجب على كل مصور معرفتهم، حتى تكون الإضاءة عاملا مساعدا للمصور لا عدوا له، إذ يجب التمييز بين إضاءة الشمس القوية واللطيفة والخفيفة، فالضوء المنبعث من الخلف أفضل من أجل الحصول على إطلالة جيدة للطائر، كون مستشعر الكاميرا حسب المتحدث، يشبه عين الإنسان فهو يتأثر بالرطوبة والحرارة العالية وكذا التوهج القوي الذي تعرفه الفترة الممتدة من أفريل إلى شهر أوت.
ويؤكد المتحدث، على أهمية معرفة التعديلات الموجودة في الكاميرا كمثلث التعريض الذي يتحكم في فتحة العدسة وحساسية المستشعر وسرعة الغالق، لتحديد كمية الضوء المتسرب إلى الداخل، زيادة على التقاط الصورة بملف « رو» الخام ثم تعديلها ببرنامج « لايت روم».
نجاح المصور مرتبط بثقافته البرية
وأوضح رشدي، أن تصوير الحياة البرية له ارتباط وثيق بثقافة المصور، الذي عليه معرفة كل المعلومات عن الطيور ومكانها المفضل، فطائر «كاسر الجوز القبائلي» الذي يعتبر من أندر الطيور التي توجد بالجزائر فقط، وبخمسة مناطق هي غابة « جبل البابور» بسطيف و حظيرة «تازة» بجيجل وغابات « تامزقيدة» و « جميلة» وجبلي «جردة» بميلة و»تابابورت» ببجاية. ويضيف المتحدث أن أحسن وقت لتصوير طائر «شحرور الغطاس»، هو الفترة الممتدة من ديسمبر إلى غاية مارس، كونه يعيش بالغابات الساحلية وشبه الداخلية لكثافة غطائها النباتي واحتوائها على أودية وجداول تتميز بالماء العذب، حيث يحط الطائر على أشجار «القفت» المحظية، والتي تتساقط أوراقها في فصل الشتاء ما يسهل عملية التصوير لتسلل أشعة الشمس بين الأغصان. فالثقافة البرية حسب نحال، تسهل على المصور والموثق متابعة الطيور المهاجرة التي تقصد الجزائر في فصل الربيع وتغادرها خلال الخريف، أو في الشتاء في الفترة الممتدة من نوفمبر إلى نهاية فيفري، وكذا تمييز الطيور التي تفضل المكوث بالمناطق الصخرية والأماكن المرتفعة التي يفوق علوها 1000 متر كطائر « ذرفة الشعير» المعروف أيضا ببلبل الشعير و عصفور « الشوك الصنوبري».
كما قال فيلالي، إن هناك طيور تتواجد ببحيرات القالة أو بقرباس بسكيكدة وبجبل الوحش بقسنطينة وكذا تمنراست، جيملة، جيجل، سطيف، وجبال الأوراس وجرجرة، فعملية البحث عن طائر « الشحرور الغطاس» يوضح المتحدث أنها دامت سنوات، إلى أن تم تصويره بسكيكدة بعد الاستعانة بأصدقاء من جيجل، مرجعا هذا إلى وجود طيور كثيرة الحركة وأخرى صعبة المنال بسبب سلوكها الخجل كطيور « الدخلة» و» المرعة»، مع تفضيل بعضها التحليق في السماء كطائر « السمامة».
أنواع نادرة نصورها بمواسم الهجرة العبورية
وأفاد فيلالي، أن أفضل فترة يتم فيها العثور على أنواع نادرة من الطيور هي مواسم الهجرة العبورية نزولا من أوروبا أو صعودا من إفريقيا، خصوصا في فصلي الخريف والربيع، أما الخرجات التي نقوم بها كمصورين للحياة البرية في الشتاء والصيف فهي مستهدفة.
من جهته، يؤكد يوسف كريط، أن مصوري الطيور يقصدون المناطق الرطبة بالجزائر، فهي ملاذها المفضل و ملجأها الآمن للاختباء والعيش والتكاثر، ناهيك عن كونها معبرا للهجرة، فقط يستوجب، على حد قوله، اختيار الوقت المناسب للتصوير مع بزوغ ضوء الفجر، أين تكون الطيور في أوج نشاطها، مع استعمال كاميرا بسرعة غالق كبيرة لالتقاط الصور بسرعة، واختيار عدسة ذات بعد بؤري كبير من 300 إلى 600 ميليمتر.
« دليل الطيور» رفيقنا الدائم
أفاد رشدي أن معظم مصوري الحياة البرية يحملون بحوزتهم وخلال خرجاتهم دليل الطيور الذي يحتوي كما هائلا من المعلومات التي تفيدهم في التتبع والترصد، وهو الأمر الذي أكده كل من فيلالي وكريط، كما أكدوا جميعا استفادتهم من خبرة بقية المصورين والموثقين والباحثين في هذا المجال، ناهيك عن الاستعانة بمرشدين من المنطقة المقصودة يتميزون بالكفاءة والمعرفة والمصداقية .
الصدفة جمعتنا بـ « البطريق القزم»
ويرى رشدي أن الحظ والصدفة حليفا المصور، فهما يلعبان دورا كبيرا في حياة موثقي البرية، تماما كالصدفة التي وضعت في طريقه البطريق القزم وهو نافق ببلدية المرسى بسكيكدة، رغم أن المنطقة لم تكن هدفه هو وصديقه كريط يوسف، بل كانت وجهتهما بحيرة صغيرة ببن عزوز لتصوير الطيور ولأسباب معينة غيرا الوجهة.
حيث يقول رشدي أن البطريق القزم أو ما يعرف أيضا بـ « البطريق الصغير» و» أبو موسى»، من المحتمل أن تكون زيارته للجزائر هربا من موجة البرد التي يعرفها أقصى شمال الكرة الأرضية، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يأتي فيها إلى بلادنا بل تم توثيق قدومه منذ ثلاث سنوات من طرف سيدة، تحديدا بعين قاية بالعاصمة، إلى جانب توثيقه هذه السنة من قبل آخرين، كما أرجع المتحدث نفوق البطريق إلى إمكانية إصابته بأنفلونزا الطيور، فيما اعتبر كريط سبب وصوله للجزائر بفعل موجات كهرومغناطيسية أثرت على طريق هجرته. ويضيف رشدي، أنه سبق وحالفه الحظ سنة 2018 بجبل الوحش، في تصوير طائر « السيد المطوق»، ليكون بذلك أول شخص يوثق وجوده بالجزائر، من جهته قال يوسف كريط، أنه عن طريق الصدفة استطاع تصوير طائر لا ينتمي لفصائل دول شمال إفريقيا، ويعرف باسم « الصرد التركستاني» وهو يخص دول الشرق الأوسط، ليضاف سنة 2020 إلى قائمة الطيور الجزائرية.
نعتمد أسلوب التخفي والتمويه
ويعتمد مصورو البرية على أسلوب التمويه والتخفي، لتشتيت انتباه الطيور كونها لا تحبذ اقتراب البشر منها، فهي قادرة على الشعور بالأشخاص وشمّ رائحتهم على بعد مسافات طويلة، ما يدفعها للهروب ومغادرة المكان معتبرة إياهم تهديدا لها، حيث يرتدي المصورون بدلات شبيهة بألوان الطبيعة، مع تغطية أنفسهم بأوراق « اللواي» الصناعية، والاختباء وسط النباتات والشجيرات القصيرة، أو استعمال خيمة التخفي التي تتوفر على فتحات صغيرة تسمح للمصور بالتقاط الصور بكل سهولة.
هواية محفوفة بالمخاطر
رغم شغف مصوري الحياة البرية بتصوير الحيوانات والطيور، إلا أن مجالهم يبقى محفوفا بالمخاطر، فهم يعرضون حياتهم لخطر الانزلاق أو السقوط من مرتفعات عالية، أو الإصابة بطلق ناري من الصيادين أثناء التخفي، وهو الأمر الذي يخيف المصورين أكثر من مصادفة حيوانات برية كالخنازير والذئاب، فالأخيرة على حد قول كريط خجولة تفر مباشرة لمجرد رؤية البشر، فخطرها يكون في حالة واحدة وهي في قطيع، إلى جانب الخوف من الوقوع بين أيدي السلطات أثناء التجول بالجبال، كون ثقافة تصوير البرية منعدمة في بلادنا، فالكاميرا تعتبر أداة ممنوعة، إلى جانب بعض الإزعاجات التي تصدر من سكان الريف.
البروفيسور خدير مداني مدير مركز البحث في تكنولوجيات التغذية الزراعية
الصبار يحمي البيئة من الحرائق والتغيرات المناخيــــــــة
تحدث أمس البروفيسور خدير مداني مدير مركز البحث في تكنولوجيات التغذية الزراعية ببجاية، و باحث في المجال الزراعي، للنصر على هامش فعاليات ملتقى وطني حول التنوع البيولوجي للحياة البرية، بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة 1، عن دور شجرة الصبار في حماية البيئة من خطر الحرائق، و تأثيرات التغيرات المناخية، و كذا دوره في الحفاظ على الثروة الغابية، و في تحسين جودة المحاصيل الزراعية و المساهمة في مضاعفة كمية المنتوج.
أسماء بوقرن
و قال البروفيسور خدير مداني للنصر بأنه أجرى دراسة معمقة حول نبات الصبار و فاكهة التين الشوكي، اكتشف خلال انجازها مدى أهمية النبتة في الحفاظ على البيئة من كل الأخطار المحدقة بها ، سواء المتعلقة بالتغيرات المناخية و كذا الحرائق، التي أضرت بالثروة الغابية و أتت على مساحات شاسعة من الغابات، حيث دعا إلى ضرورة تكثيف غرس هذه النبتة في مختلف المناطق و بالأخص الغابية، و ذلك بإحاطتها بنبات الصبار، الذي يعد بمثابة جدار عازل يقي من الحرائق، و يمنع انتشار ألسنة اللهب.
و أضاف ذات المتحدث بأن نبتة الصبار تقاوم التغيرات المناخية، و دائمة الخضرة إذ تنمو بشكل عمودي ارتفاعه بين 3 أمتار و نصف و 5 أمتار ، تتميز بسهولة زراعتها و مقاومة للجفاف و لدرجات الحرارة كما لها قدرة عالية على التكيف مع التربة الفقيرة، كما أن تكلفة إنتاجها قليلة في المقابل توفر محاصيل وفيرة بنوعية جيدة، مردفا بخصوص كمية المحاصيل التي يتم جنيها من نبتة الصبار، بالتأكيد بأنه يتم إنتاج 300 طن من لوح الصبار في مساحة واحد هكتار، و 30 طنا من فاكهة التين الشوكي في مساحة واحد هكتار، و قد دعا في هذا الخصوص المستثمرين في القطاع الفلاحي إلى التوجه نحو الاستثمار في غرس نبات التين الشوكي، الذي أصبح منذ سنة 2019 شعبة قائمة بذاتها، و كذا لإقامة مشاريع ذات صلة باستغلال بقايا الثمار و ألواح الصبار في إنتاج مستحضرات طبيعية، لدعم السوق المحلي و تخفيف الأعباء عن ميزانية الدولة.
الذهب الأخضر سلاح لمجابهة التغير المناخي
و عن استغلال نبات الصبار الأمثل في القطاع الفلاحي، قال بأنه يساعد بشكل كبير جدا في مضاعفة مردود المحاصيل الزراعية و تحسين جودتها، خاصة في الظرف الراهن الذي يواجه فيه القطاع الفلاحي صعوبات متعلقة بالتغيرات المناخية و مشكل نقص المياه و ملوحة المياه و ارتفاع درجة الحرارة، حيث تساعد زراعة نبتة الصبار في حل عدة مشاكل، من خلال زراعته في محيط المحاصيل الزراعية خاصة القمح و الشعير و الزيتون، و ذلك باعتماد طريقة زرع مدروسة، و ذلك بأن يكون نبات الصبار كجدار فاصل بين المحاصيل، و مواز مثلا لأشجار الزيتون أو أي محصول زراعي آخر، بحيث يحد الأشجار من الجهتين ليضمن الحماية و يزودها بالعناصر الغذائية المهمة التي تساعد في نمو المحصول، كما أكد الباحث على أهمية زرع النبتة في محيط حقول إنتاج الحبوب حيث تمدها بقيمة غذائية كبيرة، مشيرا إلى أن الصبار من النباتات المهمة في الأمن الغذائي العالمي، و استخدامه الأمثل يساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني و تحريك عجلة التنمية الفلاحية.
استخلاص الخل وصناعة المعجون من بقايا الصبار
ذات المتحدث أردف بأن التين الشوكي المعروف بتسمية الذهب الأخضر و فاكهة الفقراء، لا يساهم في حماية البيئة من كل الأخطار المحدقة بها فحسب، و إنما يمكن استغلال مختلف أجزائه سواء الثمار أو لوح الصبار، في إنتاج مستحضرات التجميل و استخلاص الزيت و الخل، و كذا في صناعة المعجون، كما حث على عدم التخلص من بقايا التين الشوكي، بل يجب استغلالها في صناعة سماد عضوي لحماية التربة، أو لاستخدامه كعلف للمواشي طيلة السنة خاصة في فترة الجفاف.
وضرب الباحث مثالا بعينة عن إحدى المناطق التي حققت نقلة في غرس الصبار، و هي منطقة سيدي فرج بولاية سوق أهراس، حيث بدأ منذ 30 سنة الاستثمار في زراعة بالتين الشوكي، و ذلك على مساحة 80 ألف هكتار استغلت إجماليا في غرس التين الشوكي و قد ساهم ذلك في إنعاش اقتصاد المنطقة، مشيرا إلى أنه يجب استغلال مؤهلات الفلاح الجزائري لبعث زراعة التين الشوكي.
و شدد في سياق آخر على ضرورة زراعة نبات الصبار على حواف الطرقات و خاصة الطرق السيارة و كذا على جانبي السكك الحديدية لتفادي انجراف التربة وتضرر الطرقات، حيث تساهم نبتة التين الشوكي في تماسك التربة و صلابتها.