مشروع لاستحداث محمية طبيعية للطيور بقسنطينة
كشف أمين عام جمعية علم الطيور والبيئة أمين فريطس للنصر، عن وضع مشروع لاستحداث محمية طبيعية للطيور، لحمايتها وتطوير السلالات وتلقين أكبر شريحة من المواطنين طرق التربية وأساليب المحافظة عليها، وتحدث أعضاء الجمعية للنصر، عن حرصهم على تربية الطيور في إطار علمي وبيئي، بالاعتماد على مختصين، وتنويع أنشطتهم من خلال المشاركة في المسابقات الدولية، وتنظيم عمليات تحسيسية للتنبيه من الممارسات الخاطئة والتحذير من التغذية العشوائية التي تهدد صحة الطيور.
تعتبر جمعية علم الطيور والبيئة، حسب أمينها العام أمين فريطس، الوحيدة التي تنشط في مجال علم الطيور والبيئة بقسنطينة، حيث تأسست بين سنتي 2019 و2020، انطلاقا من فكرة تبناها مجموعة أصدقاء من مربي طيور الزينة، كانوا منخرطين قبل ذلك الوقت، ضمن جمعية وطنية والوحيدة آنذاك المختصة في تربية الطيور، معروفة باسم جمعية ترقية تربية طيور الزينة على مستوى الجزائر العاصمة، والتي انطلقت بـ 25 عضوا لتضم حاليا 145 منخرطا، وساهمت إلى جانب أربع جمعيات أخرى في تأسيس الاتحاد الجزائري لعلم الطيور.
خليط من الأعضاء لتكوين نواة عارفة بطرق التربية
تركّز جمعية علم الطيور والبيئة في نشاطها، حسب محدثنا، على تلقين سبل تربية الطيور والعناية بها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك مجموعة عبر «فيسبوك» تضم أعضاء، يتم من خلالها بث فيديوهات مباشرة يطلق عليها الأيام التقنية، تتضمن مداخلات حول كل ما يتعلق بمجال الطيور، وفق برنامج مجهّز يراعي التسلسل الكرونولوجي للمواضيع، فتكون بذلك متّسقة وظيفيا، تسمح بالاستيعاب السلس للتقنيات والمعلومات التي تتضمّنها المواضيع مع تبادل الخبرات، ما يختصر الطريق على حد تعبير المتحدّث على الأعضاء للمعرفة والتعلّم، على غرار التغذية في مرحلة تغيير الريش، أين يكون في مرحلة حمية غذائية، وأنماط التغذية الخاصة بكل مرحلة وما يتبعها من محفزات، كالمكمّلات وما إلى غير ذلك، هذا مع إمكانية برمجة، يضيف الأمين العام للجمعية، مواضيع خارجة عن نطاق البرنامج الموضوع وفقا للمستجدات التي قد تطرأ في المجال، من معلومات وكذا اقتراحات المنخرطين، إذ أوضح أنّه خلال هذه الفترة الباردة من السنة، التي يكون خلالها الطير معرّضا للأمراض، يتم بالتوالي الحديث عن موضوع في التغذية ثم الوقاية والعلاج.
وتعوّل الجمعية، على كفاءة أعضائها المختصين في البيطرة والبيولوجيا وإطارات في الشباب والرياضة، من بينهم مساعد رئيس قسم البيولوجيا بجامعة الإخوة منتوري، وآخر أستاذ في معهد البيطرة، وهو مربي طيور، ومسؤول على خط الإنتاج لمؤسسة مختصة في إنتاج الأدوية البيطرية ورئيس قسم الإنتاج، مؤكدا بأن غالبية المنخرطين لهم خبرة في المجال ويجيدون التفريق بين مختلف أصناف الطيور.
وذكر فريطس أنّ سياسة الجمعية في الوقت الحالي تستهدف تكوين نواة من الأعضاء المتعلمين، الذين يكون في مقدورهم مستقبلا تعليم أشخاص ومنخرطين آخرين، حتى تتسع دائرة الأشخاص الذين يمتلكون ثقافة تربية الطيور وفق أسس علمية سليمة، إذ يعاب على الجمعية ضعف المبادرة في القيام بحملات تحسيسية توعوية ميدانية، ولهذا الأمر مبرّراته، حسب أمين، الذي يقرّ أنّ الجمعية لا تزال بعيدة عن نهج العمل الميداني، رغم أنّها تعمل على تجسيده مستقبلا، نظرا لعدة اعتبارات أهمها التزامات الأعضاء المهنية.
ممارسات خاطئة ومبيدات الحقول خطر يهدد الطيور
وأشار محدّثنا إلى الممارسات الخاطئة التي تؤثر سلبا على الطيور، منها ما تعلّق بالجانب العلاجي، حيث يستعمل المربي المبتدئ مضادات حيوية بطريقة عشوائية، من خلال تقديم مضاد حيوي دون إكمال مدة العلاج اللازمة، ليستبدله بآخر أكثر قوة مع زيادة كمية الجرعة، ما يتسبب في تكوين الفيروس، ويقول أمين أن حوالي 70 بالمائة من المضادات الموجودة دون فعالية، جراء هذا الخطأ المنتشر بكثرة، فلكل مضاد مدّة استهلاكه المحدّدة، والتي لا تزيد عن خمسة أيام.
إلى جانب ذلك تشكل التغذية العشوائية للطيور سببا آخر في تعرضها للضرر، إذ يعتمد الكثيرون على مادة «البراقة» كغذاء أساسي، في حين أنّه من الضروري أن يكون الطعام متوازنا ويتوفّر على مختلف المكملات سواء طبيعية أو اصطناعية، تحتوي على نسب من البروتين والفيتامين وغيرها، بالإضافة إلى تسيير غرفة الإنتاج وما تتضمنه من جزئيات تتعلق بالتهوية والإضاءة والنظافة وغيرها، فعلى سبيل المثال لا ينبغي وضع الطيور الاستوائية مع طيور أخرى، لكونها تعدّ مخزنا للبكتيريا، ما قد يعرّض بقية الطيور للأمراض، بالإضافة إلى عدم ضم طير إلى مجموعة أخرى دون اتخاذ إجراءات الوقاية والعزل، على اعتبار أنّه قد يكون حاملا للفيروسات لكن يتمتع بصحة ولا أعراض عليه.
ومن بين الأساليب الحديثة التي يتم تلقينها للأعضاء، طريقة استعمال المكملات الغذائية يقول فريطس، من خلال التعريف بالعلامات التي تمتلك سمعة حسنة وتأثيرها على الطير بأي طريقة، أيضا الأنواع التي توضع مع الأكل والتي ترفق بالمياه وتقدّم للطائر، أيضا طريقة اختيار الإضاءة الاصطناعية، من خلال معرفة شدّة الضوء ومدّته، إذ لابد للطائر خلال مرحلة الراحة ألا تتجاوز مدة بقائه تحت الضوء 11 ساعة، ثم تزداد تدريجيا مع كل مرحلة، وعدم تطبيق هذه الإجراءات يشكل خطرا على الطائر.
تشديد العقاب ضرورة لصد الصيد العشوائي
وثمّن المتحدّث الإجراء الذي قامت به الجهات المسؤولة بشأن تشديد إجراءات الرقابة على مستوى محلات بيع الطيور الزينة والأسواق، مؤكدا أنّها ستكون لها آثار إيجابية، لكن ينبغي حسبه التوجّه إلى الجانب العقابي للحد من ظاهرة البيع واصطياد الطيور المهددة بالانقراض، لافتا أنّ الجمعية تضع التزاما بين أعضائها بتجنب اقتناء الطيور البرية التي يتم اصطيادها باستثناء تلك التي تنمو داخل الأقفاص.
ولفت المتحدّث أنّ الاصطياد العشوائي، يعدّ من بين العوامل التي أزّمت وضعية بعض الطيور وأدت إلى تنقاصها أو انقراضها، على غرار «المقنين»، لكن هناك عوامل أخرى على علاقة مباشرة بالمشكلة تتمثل في الاستخدام المكثّف للمبيدات والأسمدة على مستوى الحقول والمزارع، معتبرا إياها المتحدّث أنها تساهم بحوالي 70 بالمائة في انقراض بعض الطيور، إذ أنّ المبيدات ستؤدي إلى انقاص عدد الحشرات وتسميمها وبالتالي الطيور التي تتغذى عليها ستتعرّض للسم من جهة، وستقل كذلك مصادر التغذية بالنسبة لها، كما أنّ الكثير منها يقتات من الأراضي التي تكون مشبّعة بالأسمدة، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها مياه الأودية والفطريات والأعشاب الموجودة على مستواها بكثرة ما يؤثر أيضا على الطير.
مسابقات وطنية ودولية لتنقية السلالة وخطوط الإنتاج
تعدّ المسابقات المحلية والوطنية وحتى الدولية فرصة لتغذية شغف مربي الطيور، كما تسمح مثلما ذكره عضو الجمعية بلال بوسنة، بتقييم إنتاج الطيور بأعين خبيرة ومحترفة تتمثّل في الحكام الذين يشرفون على عملية التقييم، حيث يتحصل المربي على بطاقة تحكيم لكل طير مشارك به، تحتوي على النقاط التي تحصّل عليها وملاحظات حول كيفية تطوير أو تنقية السلالة مثلما يطلق عليه عند أصحاب المجال، للوقوف على مكامن الضعف عند الطيور والعمل على تطويرها، من خلال الاحتكاك بأصحاب الخبرة من الحكام، وفي هذه الجزئية تم إنشاء اللجنة الوطنية للحكام الجزائريين عبر شراكة مع اللجنة الوطنية للحكام الفرنسيين، بغرض تكوين مجموعة من الحكام، حيث تملك الجمعية عضوين كتلميذين لحكمين، وهذه العملية تتم من خلال اختبار انتقائي يؤهل النجاح فيه إلى الالتحاق بالتكوين.
مثلنا الجزائر في مسابقات دولية
وفي هذا الإطار قامت الجمعية تحت لواء الاتحاد الوطني لعلم الطيور وبرفقة عدد من الجمعيات الأخرى بتمثيل رسمي للجزائر لأول مرة في المسابقة الدولية لعلم الطيور سنة 2021 بتركيا، حيث تحصّلت خلالها الجمعية على مرتبة رابعة في مسابقة الطيور الاستوائية مستوية المنقار، كذلك مرتبة سادسة في المسابقة الخاصة بـ»كناري اللون»، كما تحصّلت على المرتبة الأولى في ذات السنة ضمن المسابقة الوطنية في «كناري اللون».
ونظّمت الجمعية أول مسابقة وطنية في كناري التغريد مالينوا «صوت الماء» في جانفي2023، التي تمّت على مستوى دار البيئة، حيث تحصّلت جمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة على المراتب الأولى في جميع الأصناف، تغريد جماعي، ثنائي التغريد وتغريد فردي.
تفكّر جمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة، في استحداث محمية طبيعية للطيور، بغرض المساهمة في عملية التحسيس والتوعية بكيفية المحافظة على الطيور والتعريف بأهم السلوكيات الخاطئة من أجل تفاديها من جهة، وكذلك عدم اصطيادها بشكل عشوائي من ناحية أخرى، وستقام المحمية في محيط طبيعي غابي، وكشف الأمين العام للجمعية، عن اقتراح بعض الأماكن لاحتواء المشروع، والتي تعرف حركية وتعد مقصدا للمواطنين، وهذا بغية استقطاب أكبر عدد منهم، مؤكدا أنّ الفكرة لاقت قبولا مبدئيا من طرف السلطات المعنية، لكنّ العملية تحتاج إلى إجراءات وتنظيمات عديدة متعلّقة بالمرافقة، التي لا تسمح إمكانيات الجمعية بتوفيرها، خاصة التي تتطلب إمكانات مادية، كإنشاء غرف تقنية، وتوفير الأمن في محيط المحمية، إذ لابد في هذا الإطار من تضافر الجهود والتنسيق بين المعنيين لتطبيق المشروع.
إسلام. ق
تقي من الفيضانات وتُخفِّف حدّة السّيول الشتوية
الأرصفة المساميّة القابلة للنّفاذ لإدارة ومعالجة مياه الأمطار
تُعتبر الأرصِفة القابلة للنّفاذ حلاّ فعّالا ونظاما هندسيّا متطوِّرا، وأحد أنجع الطرق المعتمدة في مواجهة التغيرات المناخية المتطرِّفة التي يشهدها العالم، لحماية الإنسان والبيئة والحد من الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة المُتساقِطة بشكل فجائي، ما يؤدِّي لإغراق المدن وتحوّل الطرقات إلى سيول جارفة في كثير من الأحيان، وبدلا من تسجيل خسائر مادية وبشرية جراء الحوادث المرورية المترتبة، تُعتمد التقنية للاستفادة من مياه الأمطار كمصدر متجدد للمياه النظيفة لاستخدامها في الزراعة والصناعة، وملء الخزانات الجوفية.
رميساء جبيل
تُظهر الدراسات والبحوث العلمية العالمية، أن الرّصف القابل للنفاذ، يسمح بانسياب مياه الأمطار نحو الأرض، على عكس الأسطح الصلبة المشكلة من الخرسانة أو الإسفلت المقاوم للنفاذية، أين تتحوّل مياه العواصف المتراكمة على سطحها نحو أنظمة الصرف الصحي، وعند تشبُّعِها أو انسدادها تغرق المدن.
و الأرصفة المسامية مصمّمة بقدرة هيكلية كافية لاستيعاب مختلف الحمولات والأوزان، نظرا لاستخدام مجموعة من الطبقات المعالجة والمجهزة لذلك والمكونة من خليط حصى متدرج قابل لامتصاص مياه الأمطار والسماح له بالوصول إلى طبقات التربة السفلية أو إلى قنوات ومجاري صرف المياه المجاورة، فهي تقنية فعالة صديقة للبيئة، ولهذا تم الاعتراف بها من قبل وكالات دولية لحماية البيئة، كونها تحد من الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة، وتقلل الحاجة إلى هياكل الصرف التقليدية المُثبّتة على حواف ومنتصف الطرقات، وتقلل من أثر الجزر الحرارية وتحمي المياه السطحية من التلوث، وتُحسن نقل الماء والأكسجين إلى جذور النباتات، وتحافظ على جودة المياه بتنظيفها من المواد الصلبة العالقة والملوثات الكيميائية.
وفي حال تم اعتماد تقنية الأرصفة القابلة للنفاذ في الطرقات، فهي ستُجنب المدن ازدحامات وحوادث مرورية جراء تهاطل الأمطار، كونها تُقلل من الانزلاقات المائية والانعكاسات الضوئية التي تظهر على الطرقات المبللة، كما تحافظ على احتكاك إطارات العجلات بالأرض.
نظام يندرج ضمن استراتيجية البُنى التحتية الخضراء
وحسب الخبير في مجال الأبنية الخضراء والاقتصاد الأخضر، محمد عصفور، فإن نظام الأرصفة القابلة للنفاذ، التي يتم تنفيذها باستخدام بلاط به فجوات تستوعب المياه المتساقطة، يندرج تحت ما يسمى بالبنية التحتية الخضراء، المعتمدة في المدن الحضرية إلى جانب غرس الأشجار والنباتات وإنشاء الحدائق، للتحكم في الفيضانات والتخفيف من حدة السّيول العارمة الفجائية، التي تجتاح الأرصفة والطرقات والمساحات العامة، بسبب ارتفاع معدل تساقط الأمطار في فترات زمنية وجيزة.
وقالت العضو بمخبر الهندسة البيومناخية والبيئية بجامعة قسنطينة 3، الدكتورة بكلية الهندسة المعمارية والتعمير، فوزية بوشريبة، إن الرصيف القابل للنفاذ يعتبر نظاما فعالا لتسيير ومراقبة وتخزين مياه الأمطار بشكل مؤقت، للتقليل من حجم السيول الشتوية، وبالتالي الوقاية من الفيضانات وغلق الطرقات في المدن الحضرية، ويُمكن تطبيق هذا النظام، في كل من المساحات الخضراء والساحات العمومية والأرصفة وممرات الراجلين والسلالم الخارجية والطرقات.
وللرصيف القابل للنفاذ كما ذكرت الخبيرة، إيجابيات بيئية، من خلال تقليص كمية السيول السطحية وفصل المُلوثات الصلبة عن مياه الأمطار، و تزويد نوعي للمياه الجوفية، مع التخفيف من خطر الفيضانات التي تهدد المدن، زيادة على تميز النظام بامتصاص أقل للأشعة الشمسية أثناء موجات الحر المرتفعة، نظرا للألوان المعتمدة والتي تكون فاتحة في العادة.
أما من النّاحية المادّية، فالأرصفة النافذة تُقلِّص من حجم شبكات الصرف المخصصة لمياه المطر، وتُوفر تكلفة محطات تجميع مياه الأمطار، إلى جانب تسريع الأشغال، مع ديمومتها لمدة أطول مقارنة بالطريقة الكلاسيكية المعتمدة.
حبيبات مسامية تدخل في تكوين الرصف النافذ
وأوضحت المتحدِّثة، أنه لتطبيق الرّصيف القابل للنفاذ، يجب إتباع جملة من الشروط والتعليمات، منها أن تكون التربة نافذة، واستعمال مواد تتكون من حبيبات مسامية عند إنشاء مختلف طبقات الرصف، حتى تُحقِّق شرط النفاذية، مع ضرورة المعرفة بطبيعة التُّربة ودراسة الانحدارات، والعلم بجُل المعطيات الخاصة بتساقط الأمطار، ودراسة المناطق المعرضة للفيضانات.
وتتمثل مواد البناء المستخدمة في إنجاز طبقات الأرصفة النافذة التي تُغطي الأماكن العمومية المُراد تهيئتها، حسب الدكتورة، في قطع من الخرسانة حجمها اختياري، تكون مصنّعة بشكل جميل وبألوان فاتحة، حتى تلعب دورا في تجميل المحيط، وهذه القطع في العادة مرتبطة ببعضها البعض، عن طريق مفاصل من مادة ذات حبيبات صغيرة الحجم تسمح بدخول الماء، حيثُ تُوضع على طبقة تتكون من حبيبات ذات حجم أكبر، يتراوح سُمكها بين 2 إلى 3 سنتيمترات، في حين أن الأساس يكون عبارة عن طبقة سمكها أكبر، مصنعة من مادة نافذة للمياه وهو أكثر صلابة من الطبقة الأولى، قائلة في ذات السياق، إنه عندما تتواجد طبقة من المياه الجوفية فهذه الأشغال كافية، وفي حالة انعدامها يتطلب الأمر إنجاز خزان للمياه أسفل الطبقات، بغية تجميع المياه وتوجيهها فيما بعد لاستعمالات معينة.
تعالج مشكلة ربط شبكة مياه الأمطار بالصرف الصحي
كما أشارت بوشريبة، إلى ارتباط شبكات مياه الأمطار بشبكات الصرف الصحي لتشكيل شبكة واحدة، ما يؤدي بالضرورة لخسائر كبرى وهدر لمياه الأمطار دون استغلالها بالشكل المناسب، بالمقابل فتبني الرصف القابل للنفاذ سيساعد في اختصار الطريق والحفاظ على الأموال، للاستفادة من المياه دون الحاجة لشبكة كبيرة مكلِّفة ومعقدة، مؤكدة على وجوب اعتمادها، كون الأرصفة التقليدية عادة ما تعتمد على خرسانة تصب مباشرة في عين المكان أو على مستوى بلاط أرضي، كما تمنع الأشغال المنجزة تقليديا من مرور المياه، في حين ترتكز الأشغال في الطرقات على طبقات مختلفة تنتهي بالزفت الأسود، وهي مادة غير قابلة للنفاذ، وبذلك عند سقوط أمطار رعدية قوية تحدث الكارثة الفيضانية، خصوصا مع انعدام صيانة البالوعات.
تُعزز مخزون المياه الجوفية وتحمي المدن من التلوث
ويرى المهندس المتخصص في العمارة والعمران البيئي، حمزة جعلاب، أن تجمع المياه المستعملة ومياه المطر في المدن على مستوى قناة صرف واحدة، يؤدي إلى تشبع القنوات، فتتسرب تلك المياه نحو السطح الخارجي، ما يحدث بالضرورة فيضانات وكوارث في الأوساط الحضرية، وللتخفيف من حدة المشكلة يستوجب اعتماد أرصفة وطرقات قابلة للنفاذ، مع تطبيق التقنية الهندسية على مستوى أسطح الأقنية بمختلف المباني العمرانية، لتحقيق هدف الوصول إلى مدينة نافذة للمياه.
وتُنفذ الأسطح النافذة من الناحية التقنية، حسب المهندس، باعتماد خرسانة تسمح بنفاذ مياه الأمطار ذات بنية تفوق 20 بالمائة، مع سرعة نفاذ تساوي أو تفوق 5 سنتيمترات في الثانية، ومقاومة ميكانيكية تتراوح بين 7 إلى 20 ميغابيكسال، مشيرا، إلى أن لهذه الطريقة محاسن على المدن، تتمثل في ترقية جانب الراحة للمواطنين، مع توفير أماكن منعشة يميزها الغطاء النباتي الأخضر، كما تُساهِم في تخفيض درجات الحرارة بمُعدّل من 6 إلى 7 درجة مئويّة، كون الطّريقة المُعتمدة في نفاذيّة المياه تُوجِّهُها مباشرة نحو باطن الأرض بدلا من ضياعها في قنوات الصرف، ما يُعزِّز مخزون المياه الجوفية أو يحوّلها نحو المساحات الخضراء والساحات والطرق المجاورة للأرصفة النافذة، مؤكدا في ذات السياق، أنّ هذا الحل يُساهم بشكل كبير في تحسين اقتصاد المدن، ويُجنِّب الدول إنفاق أموال طائلة في أشغال قنوات الصرف، فضلا عن ضمان وجود مدن نظيفة خالية من الملوثات، مع تجنب الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها الجزائر، والتخلّص من مشكل انسداد البالوعات، وعدم جاهزية قنوات الصرف لاستقبال هذه الكميات الهائلة من المياه.