تعمل مديرية البيئة بوهران، على تنظيم و تحفيز الناشطين الفوضويين في مجال جمع النفايات، لإدماجهم في المسار القانوني وتوجيه فئة الشباب الراغب في التكوين إلى مراكز و معاهد التكوين المهني وتأطيرهم و مرافقتهم ميدانيا، في تجربة لافتة.
وقالت المكلفة بالإعلام بمديرية البيئة عائشة منصوري، أن مساعي إدماج جامعي النفايات الفوضويين في مسار قانوني، تتطلب إعلامهم عبر كل الوسائل المتاحة من أجل تطبيق التنظيم الجديد ومنحهم رخص الممارسة القانونية في إطار المرسوم 24-61 المؤرخ في 29/01/2024، والذي يحدد قائمة المواد القابلة للاسترجاع و كيفية تطبيق الإعفاء و التسهيلات الجبائية الممنوحة لفائدة الأشخاص الطبيعيين الممارسين لأنشطة جمع النفايات القابلة للاسترجاع، و يحدد كيفية الحصول على رخصة جمع النفايات.
مبرزة، أنه بإمكان من يحجز الأمن عتاده حاليا، أن يقصد مديرية البيئة لطلب تسوية الوضعية والحصول على رخصة جمع النفايات والعمل بطريقة نظامية، مشيرة إلى أنه لم يتم إلى حد الآن الشروع في منح الرخص لأن الأمر مرتبط بدراسة ملفات وإجراءات إدارية معينة.
وأضافت المتحدثة، أن تنظيم نشاط نبش القمامة مباشرة من مكبات النفايات و المفارغ العشوائية، وجمع المخلفات القابلة للاسترجاع يعد من التحديات التي تواجه السلطات العمومية، وبما أن جامعي النفايات القابلة للاسترجاع يتميزون بكفاءة عالية في عملية الفرز فإنه من المهم الاستفادة من خبرتهم في مراحل الاقتصاد التدويري الذي يتطلب الحصول علي نوعية جيدة من المادة المسترجعة من المخلفات المنزلية التجارية و الصناعية.
وقد قامت مديرية وهران حسبها، سنة 2022 بإحصاء جامعي النفايات الفوضويين علي مستوى ثلاث بلديات هي السانية وبئر الجير و سيدي الشحمي، ليتبين أن فئة المراهقين جامعي النفايات من المفارغ تشكل 75 بالمائة، وأن العملية تتم بطرق بدائية من قبل «النباشين» الذين يعرضون أنفسهم للمخاطر الصحية، كما أنهم يشوهون المحيط و البيئة، وعليه يجب على هذه الفئة أن تتوجه إلي مصالح مديرية البيئة لطلب رخصة جمع النفايات وإحضار نسخة من اتفاقية مع متعامل واحد في رسكلة و معالجة النفايات على الأقل ونسخة من بطاقة التعريف وكذا مستخرج شهادة الميلاد. وأوضحت، أن تسليم رخصة جمع النفايات يكون من مصالح مديرية البيئة، و تعتبر وثيقة إدارية مبررة لممارسة هذا النشاط أمام مصالح الأمن و نقاط المراقبة. وبالعودة للإحصائيات، فإن 15 بالمائة من الناشطين في مجال جمع النفايات هم من يملكون سجلا تجاريا ويشترون من «النباشين»، بينما تمثل المؤسسات الكبرى للاسترجاع 10 بالمائة، والتي تشتري بدورها النفايات من التجار، وقالت السيدة منصوري بهذا الخصوص، إن هذا التسلسل لا يسمح بمتابعة مسار النفايات ولا معرفة الكمية المسترجعة، وعليه فتطبيق القانون وتنظيم هذا المسار هو الحل للفعالية وتحقيق النتائج المرجوة. من جانب آخر، فإن مديرية البيئة تهدف من خلال هذه التدابير والمساعي، إلى تحفيز الشباب للالتحاق بمعاهد التكوين المهني والتسجيل في تخصص تسيير و استرجاع النفايات لأنه من المتطلبات الأساسية للتحكم في هذا المجال تطبيقا لاتفاقية شراكة بين مديرية البيئة و مديرية التكوين و التعليم المهني، حيث تتكفل مديرية البيئة بالمتربصين حسب برنامج تكويني ميداني، ينقسم إلى عدة مراحل منها التعرف على مصالح المديرية و الدور الذي تقوم به، والتعرف على المؤسسات العمومية و الخاصة الرائدة في مجال استرجاع و معالجة النفايات المختلفة، مع طرح إشكالية بيئية و البحث عن الحلول المناسبة. وفي هذا الصدد، سبق لمديرية البيئة سنة 2022 أن استقبلت 15متربصا من التكوين المهني في اختصاص تسيير النفايات لنيل شهادة تقني سامي في هذا الاختصاص الذي يدوم التدريب عليه 30 شهرا.
وتمكن 5 متربصين من إنجاز مذكرات تخرج في عدة مواضيع منها تسيير النفايات الطبية، و تثمين مخلفات تصنيع الحديد لشركة «توسيالي» بوهران، واسترجاع مادة الحديد، ووفق المتحدثة، فإن تصنيع مادة الحديد يخلف نفايات ذات حجم كبير و تتطلب مساحات كبيرة لتخزينها، بينما هي مادة قابلة للاسترجاع و تحويلها لمواد أخرى تدخل في عدة مجالات مثل البناء و الري و الزراعة والأشغال العمومية. وبفضل توجيهات مديرية البيئة و توجيهات شركة الحديد «توسيالي»، فقد أمكن تثمين هذه المادة واستخراج مواد أخرى تستعمل في مجال البناء بفضل مساهمة فعالة لأحد المخابر المتخصصة، ما سمح بتحديد المعايير لصنع مواد قابلة للتهيئة الحضرية و المساحات الخضراء في المرحلة الأولى، على أن تصبح النفايات الحديدية المسترجعة قابلة للتثمين في مجال البناء والأشغال العمومية ومجالات أخرى.
وسيقلل استغلال هذه المادة من استعمال المواد الطبيعية المستعملة لإنتاج مواد البناء و الأشغال العمومية حاليا، كما سيتم التخلص من هاجس النفايات الحديدية المتراكمة و التي تتطلب مساحات كبيرة لتخزينها، وهذا ما سيوفر عدة مناصب شغل وهو أهم هدف في هذه السيرورة.
بن ودان خيرة