الخميس 3 أكتوبر 2024 الموافق لـ 29 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تنشر ثقافة الرفق بالحيوانات: راضيـة.. متطوعـة تنقـذ الحيـوانات من جحـيم الشـارع

16092421 

تتطوع راضية بعشاشة، من ولاية برج بوعريريج، لتوفير الرعاية للقطط الضالة، أو التي يتخلى عنها أصحابها في الحدائق العامة وعلى قارعة الطريق، خصوصا تلك التي تتعرض لإصابات خطيرة تجعلها غير قادرة على الحركة أو على مشارف الموت.

إيناس كبير
نالت الشابة بفضل هذه المبادرة لقب «ملاك رحيم»، من متابعي صفحتها الذين أصبحوا يتوجهون إليها للإبلاغ عن ضياع قططهم المنزلية، أو طلبا لمساعدتها في نجدة قطة في الشارع قد تكون مُصابة أو مريضة، لتسارع بدورها إلى مد يدها لهذه الكائنات التي وصفتها بأنها ضعيفة، ولا تملك صوتا للتعبير عن ألمها.
وترى راضية نفسها مسؤولة عن نجدة الحيوانات من الخطر، فبفضل الاهتمام والرعاية التي تقدمها لها تتحسن جدا حالة هذه الكائنات الضعيفة على حد تعبيرها، وهو عمل إنساني تقوم به عن قناعة ومن باب التطوع لفعل الخير، كما أنها تحب تفاعل الحيوانات معها طيلة فترة الرعاية منذ أول يوم تنتشلها فيه من الشارع إلى غاية عودة جمالها واستعادة عافيتها بالكامل.
وحسب محدثتنا، فإن النشاط الذي تقوم به مهم جدا، ويساهم فيه متابعوها بشكل كبير، لأنهم يعلمونها بوجود حالات تتطلب المساعدة، و يساعدونها على إيجاد منازل جديدة تأوي الحيوانات بعد علاجها، بدل البقاء في الشارع ومواجهة خطر الحوادث أو العض والأذى الذي تسببه لها حيوانات أخرى، قد يؤدي الشجار معها إلى الإصابة بجروح خطيرة وكسور وحتى الموت.
مساعدة الحيوانات نابعة
من حبي لها
منذ صغرها كانت علاقة راضية بعشاشة مميزة مع الحيوانات كما أخبرتنا، وقد أحبتها ولطالما رعتها واهتمت بها، معتبرة إياها كائنات ضعيفة تعجز حتى عن التعبير عن ألمها، ولذلك لا يفهم البشر ألمها و لا يدركون احتياجاتها، وعلقت المتطوعة على الأمر قائلة : « في المنطقة التي أقطن بها، لا يوجد وعي كاف بثقافة الرفق و الاهتمام بالحيوانات لذلك أسعى جاهدة لأكون نموذجا جيدا يمكن أن يلهم الآخرين».
أوضحت في حديثها عن تجربتها، أن البداية كانت سنة 2014 ، بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لتقديم الرعاية الصحية، والمساعدة للقطط التي تحتاج إلى عائلة تتكفل بها، و البحث عن ملاجئ للقطط المشردة الأخرى.
و في حالة كان القط سليما فإنها تنقله معها إلى منزلها كما قالت، مشيرة إلى أنها تعمل على توفير المأكل والمشرب له والاهتمام به جيدا إلى أن تجد من يتبناه، علما بأنها غالبا ما تصادف حيوانات مرمية في الشارع أو في الحدائق العامة على مشارف الموت، فتسرع لإسعافها وتطبيبها إلى أن تعود إليها عافيتها وتصبح في صحة جيدة، فتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة البحث عن بيت يتبناها.
وعن أسوأ حالة صادفتها منذ بدأت التطوع في مجال إسعاف ورعاية الحيوانات قالت راضية، إنها تذكر حالة قط صغير صدمته سيارة وتعرض بسبب ذلك إلى كسر على مستوى الحوض، ورغم عرضه على طبيب بيطري ومعالجته إلا أنه بقي معاقا لا يستطيع الحركة، فقررت أن تحتفظ به وتربيه في بيتها لأنها لم تستطع أن تستأمن أحدا على حالته في بداياته، لكن امرأة راسلتها بخصوصه منذ أيام، وستقوم بتوصيله إلى بيتها بعدما بدأ في التحسن.
كما تأسفت الشابة، لوضع حالات كثيرة لم تستطع نجدتها وتوفيت، وقالت إنها تطمح لإنشاء جمعية خاصة تهتم بالحيوانات، خصوصا وأنها في حاجة لمعاونين يساعدونها في مهمتها النبيلة، و أخبرتنا، بأنها تتولى وحدها هذه المهمة في الوقت الحالي وتعتمد فقط على دعم متابعي صفحتها على فيسبوك، لكنها بحاجة ماسة إلى من يقاسمها مسؤولية وانشغال الرعاية بالحيوانات، كالتطوع لإيصالها إلى عائلات لتبنيها خصوصا وأنها تتنقل في بعض الأحيان إلى ولايات عديدة على غرار العاصمة و قسنطينة و سطيف.
لا أتخلى عن الحيوان حتى عندما يجد عائلة ترعاه
واشتهرت راضية في منطقتها، حتى أصبح جيرانها أيضا يتصلون بها عندما يجدون قططا ضالة أو تحتاج إلى رعاية، فيسارعون إلى إخبارها بالحالة وتحديد مكان القط، لتبدأ مهمتها في عرضه على طبيب بيطري لمعرفة ما إذا كان يعاني من إصابات أو مريضا، ثم تأخذ الحيوان بعد ذلك معها إلى منزلها الذي أصبح ملجأ لكائنات صغيرة كثيرة، وتعتني به وتطعمه وتروي عطشه.
وعبرت محدثتنا بالقول: « إن الحيوان يحب الحنان والدفء ويشعر بهما، عكس ما يظنه الإنسان، فالقطط مثلا كائنات تملك كثيرا من المشاعر والأحاسيس». مضيفة بأن بيتها أصبح فندقا لقطط يسافر مالكوها أحيانا ويتركونها لديها حتى تعتني بها إلى غاية عودتهم، حيث يعتبرون بيتها المكان الأكثر أمنا لحيواناتهم الأليفة.
قالت لنا كذلك، إنها عندما تجد عائلة تتبنى قطا، لا تكتفي بتسليمه لها بل تبقى على تواصل مع أفرادها لمتابعة حالة القط من خلال الصور التي يرسلونها إليها وذلك إلى أن تطمئن و تتأكد بأن الحيوان في أيد آمنة ولا خطر يهدد سلامته، كما تشترط عليهم توفير الاهتمام الكافي له وفي حال لم يستطيعوا الاحتفاظ به، يرجعونه إليها بدل رميه في الشارع.
وأشارت المتطوعة، إلى أن الإنسان سبب رئيسي في أكثر الحوادث التي تتعرض لها الحيوانات، سواء تعمد ضربها أو رميها بالحجارة أو دهسها وقالت، بأن هذه الحيوانات عادة ما تبقى مرمية على الطريق ومصابة دون تدخل أحد.
ووصالت قائلة بأنه توجد أيضا حالات لقطط منزلية تخلى عنها أصحابها في الشارع، منوهة إلى أن هذه الأخيرة لا تستطيع العيش في بيئة أخرى بعيدا عن التي تعودت عليها، كما أنها لا تجيد الصيد لتتغذى، فقد ألفت الرعاية المنزلية، ناهيك عن أن مناعة قط المنزل تختلف عن التي لدى قط الشارع، ولذلك فإن أغلبها تموت بسبب الإصابة بالأمراض.
وقد حدثتنا، عن قصة قط صغير يبلغ من العمر شهرا ونصف الشهر، تلقت اتصالا بخصوصه ليلا، واتضح بأن أطفالا في الشارع حولوه إلى لعبة، إلى أن تكسرت عظام حوضه ثم تركوه مرميا ورحلوا، وقد تأسفت راضية، لوفاته بسبب نزيف داخلي.
نفتقر لثقافة الاهتمام بالحيوانات
وترى الشابة، بأن ثقافة الاهتمام بالحيوانات وعدم إيذائها تبدأ من المنزل، أين يربي الآباء أبناءهم على حب الحيوانات والرأفة بها، فلا يضربونها أو يعرضونها للخطر أمامهم.
قالت :»في إحدى المرات صادفني موقف وقفت متعجبة له، فبينما كنت أمشي في الطريق كانت بجواري امرأة رفقة ابنها الصغير، وعندما كان بصدد لمس قط نهرته بشدة قائلة له، لا تلمسه إنه غير نظيف ومليء بالجراثيم»، وتابعت « هذا التصرف من شأنه أن يزرع صورة خاطئة عن الحيوانات لدى هذا الطفل، تدفعه لاحقا إلى أذيتها «.
وأعقبت، بأنه يمكن التخلي عن تصرفات خاطئة عديدة في حق الحيوانات وتعويضها بأخرى أكثر مسؤولية ورأفة.
كما توجهت برسالتها إلى مربي القطط، داعية إياهم إلى عدم رمي قططهم المنزلية في الشارع خصوصا خلال تغير حالتها في فترة التزاوج، لأن ذلك يشكل مصدر خطر كبير عليها.
أما بالنسبة للحيوانات التي تكون مصابة، فتقول إنه من واجب الإنسان أن يحملها إلى بيطري، أو على الأقل يأخذها إلى مكان آمن بعيدا عن الطريق مع توفير الماء والأكل لها، وهي تصرفات اعتبرتها المتحدثة نادرة جدا في مجتمعنا.
إ.ك

غابات الزيتون البري بقالمة تنـوع بيئي و ثـروة اقتصـادية مستديمـة

16092423
تعد غابات الزيتون البري بقالمة ثروة طبيعية ثمينة، ظلت محافظة على وجودها عقودا طويلة من الزمن وسط تحديات مناخية و بشرية نالت من شجرة الزبوش كما يسميها السكان المحليون، و أدت إلى انكماش مساحتها بالأقاليم الشهيرة، التي تنمو بها آلاف الأشجار المنتجة للزيتون البري، الذي صار اليوم مصدر اهتمام لدى منتجي الغذاء و المواد الطبية الطبيعية.
وتتواجد شجرة الزيتون البري على نطاق واسع عبر مختلف مناطق ولاية قالمة، و خاصة بالأقاليم الغابية الواقعة ببلديات الركنية، بوعاتي محمود، هليوبوليس، قلعة بوصبع، نشماية الفجوج، بوحمدان، سلاوة عنونة، بن جراح، عين العربي، بلخير، بني مزلين، وادي فراغة مجاز الصفاء، جبالة خميسي و بوشقوف، و كلما توجهنا جنوبا تبدأ هذه الشجرة العريقة في الاختفاء لانعدام البيئة الملائمة كالرطوبة و كمية التساقط و الغطاء الغابي الكثيف.
و تنتج شجرة الزبوش زيتونا صغير الحجم شديد الحموضة قليل الزيت، منه الأسود و الأخضر و الأحمر و البني، و لم يكن السكان القدامى يولون أهمية كبيرة لهذه الشجرة و ظلوا يعتبرونها مجرد كائن نباتي تتغذى عليه قطعان المواشي، عندما تشتد العواصف الثلجية و تعمر أياما طويلة، و يقولون بأن القطعان التي تتغذى على شجرة الزيتون البري تتمتع بصحة جيدة و تقاوم الأمراض الحيوانية، و لذا فإنهم يعتبرون غابات الزبوش مصدر خير للرعاة الذين يعتمدون على المراعي الطبيعية منذ عقود طويلة.
و مع تطور الأبحاث العلمية و زيادة حاجة الإنسان إلى الطبيعة، بدأت شجرة الزبوش تحظى بالاهتمام من طرف الباحثين و صناع الأدوية، و المكملات الغذائية و مواد التجميل، و كذلك من طرف السكان المحليين الذين انتبهوا أخيرا لأهمية هذه الشجرة و بدؤوا في الاستفادة منها باستخراج زيوتها بطرق تقليدية حتى تحافظ على مكوناتها الغذائية و العلاجية.

16092425
وتعمل المستثمرة عطوي رحيمة من بلدية بوعاتي محمود شمالي قالمة، على استغلال شجرة الزيتون البري حيث تستخرج منها أجود أنواع الزيت الطبيعي متعدد الاستخدام، و في كل موسم جني تستقبل كميات هامة من الزيتون البري، و تنتج منه زيتا طبيعيا بطريقة تقليدية كان يعتمد عليها السكان القدامى قبل ظهور المعاصر الحديثة.
و مع مرور الزمن بدأت الحاجة لشجرة الزيتون تتزايد، حيث تولي محافظة الغابات بقالمة أهمية كبيرة لهذه الثروة الطبيعية، التي تعد موردا اقتصاديا و عنصرا من عناصر التوازن و التنوع البيئي بالأقاليم الغابية، و يمكن أن يتعرض هذا التنوع و التوازن للاختلال عندما تتراجع غابات الزيتون البري تحت تأثير الرعي الجائر و الحرائق و التجريف.
وتعمل محافظة الغابات بقالمة على الاستغلال الجيد لثروة الزيتون البري و تنميتها، من خلال الزبر و التطعيم بعدة أنواع من الزيتون الغذائي الملائم لطبيعة المنطقة، حيث يعد السكان المجاورون لهذه الثروة الطبيعية الحلقة الأهم في مشروع تطوير ثروة الزيتون البري، و تحويلها إلى مورد اقتصادي ينتج الثروة و مناصب العمل، و يحافظ على توازن الوسط الطبيعي و استدامته. وتقود المؤسسة الوطنية للهندسة الريفية «بابور» مشروعا هاما لزبر و تطعيم الزيتون البري بقالمة، و تدريب السكان المحليين حتى يكتسبوا خبرة في هذا المجال، و يحولوا أشجار الزبوش الواقعة بممتلكاتهم إلى مورد معيشي مستديم، يجمع بين الثروة و التنوع و التوازن البيئي. و إلى جانب فوائدها الغذائية و الطبية فإن شجرة الزيتون البري تعد أيضا ملاذا طبيعيا آمنا للطيور و الحيوانات البرية، فيها تعيش و تتكاثر و منها تتغذى و تثري الوسط الغابي الذي يواجه تحديات مناخية صعبة، تستدعي المزيد من العمل لحمايته و توسيع رقعته. فريد.غ

صاحب الحملة فؤاد معلي يتحدث عن التجربة: «الجزائـر خضـراء» التـزام بيـئي  واستدامـة للأجيـال القادمـة

16092422 

يبرز اسم عبد الفؤاد معلي، كشخصية ملهمة في مجال الحفاظ على البيئة في الجزائر، حيث يقود حملة وطنية واسعة تحت شعار «الجزائر خضراء»، يسعى من خلالها إلى تحويل المساحات الفارغة إلى حدائق كما أكده للنصر، كاشفا أن الحملة تحقق نتائج مهمة وقد تكللت إلى غاية الآن بزراعة أكثر من 40 ألف شجرة مثمرة في عدة ولايات من الوطن.
واستطاع رئيس الجمعية البيئية جزائر خضراء، عبر نشاطه الدؤوب على منصة فيسبوك، أن يجذب آلاف المتابعين والمتطوعين من مختلف أنحاء البلاد للمشاركة في حملته، مؤكدا استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة فعالة للتحفيز وزيادة الوعي البيئي وتوحيد الجهود نحو تحقيق هدفه المتمثل في «جزائر مزدهرة بطبيعتها الخلابة وغاباتها المستعادة» كما عبر.
أوظف مواقع التواصل
للتوعية البيئية

16092419
يقول محدثنا، إن صفحة الجزائر خضراء، على الفيسبوك، تحظى بمتابعة كبيرة، حيث تحصي أكثر من 2 مليون مشترك ومتابع من مختلف الفئات العمرية، ويمكن لمتصفحها أن يلحظ بأنها ليست مجرد قناة اتصال بل هي مساحة مهمة للتوعية بأهمية التشجير ودور الأشجار في مكافحة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
مضيفا، أنه يشارك متابعيه تجاربه الميدانية في مختلف حملات التشجير التي يقودها في المدن والأرياف الجزائرية، و يعرض بفخر إنجازات المتطوعين الذين يشاركونه العمل في سبيل تحقيق حلم جزائر خضراء.
وما يميز هذه الصفحة حسبه، هو التفاعل القوي بينه وبين جمهوره، حيث يجيب عن كل الاستفسارات تقريبا، وينظم حملات تطوعية دورية ويشارك أيضا، قصص النجاح التي تلهم المزيد من المتابعين للانضمام إلى مسعاه النبيل.
وقد سمحت له المنصة التفاعلية باكتساب شعبية كبيرة بين متابعيها، الذي يعتبرونه «رمزا وطنيا للالتزام البيئي»، كما استطاع أن يحول شغفه الشخصي إلى حركة جماهيرية تساهم في إعادة الحياة إلى الأراضي المهملة.

16092420
هكذا راودتني الفكرة
قال فؤاد معلي للنصر، إن فكرة حملة «التشجير الوطنية»، راودته منذ أن كان طفلا صغيرا، حيث كانت البداية بسيطة كما عبر، ولكنها تركت أثرا عميقا في قلبه، إذ اعتاد مرافقة جدته إلى الريف وقضاء ساعات طويلة بجانبها وهي تعتني بالأشجار، كما كان يساعدها في عملية الغرس والسقي بحب واهتمام، مستمتعا برؤية النباتات تنمو وتزدهر تحت رعايتهما.
ولم تكن تلك مجرد مهمة عادية بالنسبة إليه، بل كانت لحظات يتعلم فيها قيمة الأرض والطبيعة، وكيف يمكن أن تكون الشجرة رمزا للحياة والاستدامة، مضيفا بأنه كلما كان يمر بحواف الطرقات ومداخل المنازل، تتبادر إلى ذهنه الكثير من الأسئلة منها، لماذا لا يولي الناس أهمية للأشجار ولا يزينوا مداخل منازلهم بها؟
تحول النشاط البسيط رفقة الجدة مع مرور الوقت، إلى شغف حقيقي حيث كبر حب البيئة في قلبه، وأصبح يدرك أن العناية بالطبيعة ليست مجرد هواية، بل مسؤولية يتعين عليه تحملها، كما أدرك أن التشجير يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي.
سنة 2013، قرر زراعة الكثير من الأشجار المثمرة في محيطه بولاية باتنة، وأطلق بمعية أصدقائه العديد من حملات التشجير سواء داخل ولايته أو خارجها، مستلهما ذلك من ذكرياته مع جدته التي غرست فيه حب الأرض.
توجه بعد ذلك إلى إنشاء صفحة على فيسبوك، بهدف المساهمة في الترويج لحملة التشجير، وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة من الناس ونشر الوعي البيئي وتشجيع الناس على الانضمام إليه في زراعة الأشجار والمحافظة على البيئة.
الأشجار المعمرة لاستخلاف المساحات التالفة
وقال المتحدث، بأنه وبعد إنشاء الصفحة، سرعان ما تحولت الحملة إلى حركة جماهيرية، واستقطبت آلاف المتطوعين من مختلف الأعمار والفئات سواء من ولاية باتنة أو خارجها، لبوا نداءه بحماس وإصرار على إحداث تغيير إيجابي، مشيرا في ذات السياق، إلى أنه يستقبل المئات من الرسائل اليومية عبر صفحته، من أشخاص يطلبون منه أنواعا محددة من الأشجار المثمرة ليغرسوها في محيطهم.
وأوضح، بأن حجم المشاركة المجتمعية في كل حملة ينظمها كبير جدا ويعرف تزايدا في كل مرة، وذلك بفضل أسلوبه البسيط والمقنع، الذي نجح في تحفيز الناس للانخراط في هذه المبادرات البيئية، مؤكدا أن كل شجرة تزرع هي خطوة نحو مستقبل أفضل.
وأضاف فؤاد، أن الحملة التي يقودها شملت العديد من الفواصل التوعوية التي يطلقها من حين إلى آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل هاتشاغ «نقي مترميش»، و»كيفية الغرس والمحافظة عليه»، و»أهمية الشجرة».
وأوضح محدثنا، بأنه نظم العديد من الخرجات الميدانية إلى الغابات الجزائرية، لأنها تفتقد كما قال إلى عمليات التجديد الطبيعي لأشجارها، المتأثرة بالرعي العشوائي والحرائق، متابعا بالقول بأنه زرع العديد من الأشجار المثمرة فيها كالخروب و الزيتون والفستق الحلبي، موضحا في ذات السياق، بأن نتائجها كانت مبهرة وناجحة، لأنها معمرة ومقاومة للجفاف والتصحر، وبيئة مناسبة لتعشيش أنواع عديدة من الطيور، والكائنات الحية الأخرى التي تساعد في الحفاظ على التوازن البيئي.
تعزيز الغطاء النباتي لمواجهة التغير المناخي
وأكد فؤاد، بأن الأهداف التي يتطلع إليها من الحملة، هي تحقيق نتائج مستدامة تشمل البيئة والمجتمع على حد سواء، لبناء جزائر أكثر اخضرارا واستدامة للأجيال القادمة، وذلك من خلال زراعة أكبر عدد ممكن من الأشجار لتعزيز الغطاء النباتي، مما يساهم في تحسين جودة الهواء وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبالتالي الحد من التغير المناخي.

16092424
متابعا بالقول، بأنه من الأهداف المهمة للحملة إعادة إحياء الأراضي المتضررة والحد من توسع المناطق الجافة والصحراوية، من خلال زراعة الأشجار التي تعمل على استعادة التربة والحفاظ على خصوبتها، إضافة إلى نشر ثقافة الحفاظ على البيئة والتشجير بين مختلف فئات المجتمع، ومشيرا إلى أن القائمين على الحملة يسعون إلى تعليم الناس أهمية التشجير ليس فقط كوسيلة جمالية، بل كحاجة أساسية لاستدامة البيئة.
وطالب المتحدث، من السلطات المعنية أن تتبنى المشروع، وأن ترى نماذج التشجير الحية والناجحة، سواء في الأحياء، أو على حواف الطرقات، وفي الصحراء والغابات، لأنها حسنت من جودة الحياة في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، وكذا من جودة المناخ في عديد المناطق وخير مثال على ذلك كما قال ولايتا» باتنة ومسيلة».
وأضاف، بأنه يتلقى المساعدة من مصالح الغابات في كل ولاية يزورها ومن البلديات، و المجتمع المدني و أبناء هذه المناطق عموما، مؤكدا أنه و بفضل شغفه اللا محدود وإرادته الصلبة، أصبح رمزا للأمل والالتزام في سبيل حماية البيئة ولذلك يحظى بالترحيب أينما حل، مستقطبا دعما شعبيا متزايدا يوما بعد يوم.
نستهدف المناطق التي تهتم بحملات التشجير
وحسبما أوضحه، فإنه لا يستهدف ولايات معينة خلال حملته البيئية، بل يركز على الولايات التي يوجد فيها أشخاص يعتنون ويتابعون مراحل نمو النباتات والأشجار المثمرة، حتى يضمنوا تحقيق الاستدامة البيئية.
ومن التحديات التي واجهت الحملة في بدايتها، ذكر المتحدث، قلة وعي بعض أفراد المجتمع بأهمية الشجرة، وعدم تقبل البعض الآخر لغرس الأشجار المثمرة أمام محلاتهم ومنازلهم، ولكن بفضل الإرادة والإصرار تمكن فريقه من إقناعهم، وزرع فيهم حب الشجرة، لأنها» ستكون صدقة جارية»، مضيفا بـأنه يدير برامج مع مؤسسات تربوية لغرس الأشجار فيها.
وعن المعايير المتبعة لاختيار أنواع محددة من الأشجار في حملات التشجير، أوضح أنه يغرس في كل منطقة ما يتناسب مع مناخها من نباتات، وذلك لضمان نجاح واستدامة النبتة التي يزرعها، ويركز جدا على فهم طبيعة المنطقة وتربتها ومناخها قبل تحديد نوعية الأشجار.
أما في المناطق التي تعاني من قلة المياه أو التصحر، فهو يدرك جيدا ضرورة انتقاء الأشجار التي تتكيف مع الوضع، ويختار في الغالب الأنواع سريعة النمو لزيادة الغطاء النباتي بسرعة.
ختم المتحدث كلامه، بالتأكيد على ضرورة التفاف المجتمع حول مشروع الجزائر خضراء، وتشجيع الناس على المشاركة في حملات الحفاظ على البيئة.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com