الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 الموافق لـ 4 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

سجلت لأول مرة في الجزائر وأدرجت ضمن التصنيف العالمي: باحثون بجامعة قسنطينة1 يكتشفون أنواعا جديدة من الحشرات

تمكن باحثون من مخبر التصنيف الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل بكلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة من اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات لأول مرة، حيث أكدت مديرة المخبر أن بعضا منها دخلت التصنيف العالمي ونسبت تسمياتها للمناطق الجزائرية التي وجدت فيها، بينما اكتشفت أخرى لأول مرة في الجزائر وشمال إفريقيا، وفق ما أعلنته المتحدثة للنصر على هامش فعاليات الملتقى الدولي الأول حول التنوع الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل، أمس الأول.
وانطلقت خلال الفترة الصباحية أشغال الملتقى الدولي الأول حول التنوع الحيوي لمفصليات الأرجل الذي نظمته كلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري بحرم 500 مقعد في مجمع تيجاني هدام، حيث أشرف نواب مدير الجامعة على افتتاحه، فيما ألقى عميد الكلية، البروفيسور دهيمات العيد، الكلمة الافتتاحية، وأوضح فيها أن مفصليات الأرجل تمثل شعبة كبيرة من الحيوانات، كما أوضح أن تأثيرها كبيرٌ على الغذاء والمحاصيل الزراعية. وأضاف المتحدث أن الملتقى سجل أكثر من 135 مشاركا من داخل الوطن وخارجه، لتقديم 10 محاضرات و30 مداخلة، فضلا عن أكثر من 10 مداخلات بملصقات، كما أكد العميد في تصريحه للنصر أن الكلية تسعى إلى التوصل لإبرام اتفاقيات وطنية ودولية انطلاقا من أرضية هذا الملتقى، الذي يشارك فيه محاضرون من تركيا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ومصر وسلطنة عمان وإيطاليا.

 سامي حباطي 

وقدم البروفيسور جيبلاك بَطال من جامعة أكدنيز في تركيا المحاضرة الأولى بعنوان “الكائنات بين النظرية والتطبيق: مقدمة بالاعتماد على مجموعات البيانات من سداسيات الأرجل”، حيث تطرق فيها إلى مفاهيم حول الحشرات والنقاط الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في ممارسة التصنيف، بالإضافة إلى التحديد الآلي للكائنات.


من جهتها أفادت البروفيسور بن كنانة نعيمة، مديرة مخبر التصنيف الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل بكلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري ورئيسة الملتقى، في تصريح خصت به النصر، بأن مخبر التصنيف الحيوي لمفصليات الأرجل يعتبر المخبر الوحيد الذي يهتم بدراسة الحشرات مفصليات الأرجل على المستوى الوطني، خصوصا في مجال التصنيف والتعرف على الأنواع الجديدة والحشرات المهددة بالانقراض. وأضافت المصدر نفسها أن المخبر يضم أربعة فرق؛ يهتم أولها بدراسة علم النحل والتلقيح النباتي، بينما يختص الفريق الثاني بدراسة الحشرات المسببة للأضرار الفلاحية، فضلا عن فريق ثالث يختص بدراسة الأنواع التي تساهم في زيادة خصوبة التربة، في حين يدرس الفريق الرابع الحشرات التي لها علاقة بالصحة النباتية والحيوانية، كما أشارت إلى أن المخبر يتعامل مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين التابعين لقطاع الفلاحة، على غرار المعهد الوطني لحماية النباتات ومحافظة الغابات والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى.
ونبهت البروفيسور بن كنانة بأن المخبر يتعاون أيضا مع الدرك الوطني في إطار مشاريع بحث وطنية، بالإضافة إلى التعاون مع مخابر عالمية خارج الوطن، كما يتعاون مع عدة جامعات ومراكز بحثية عبر الوطن. وكشفت البروفيسور أن الدراسات التي قامت بها فرق المخبر قادت إلى اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات تسجل لأول مرة في الجزائر، ومن بينها حشرات تسجل لأول مرة في شمال إفريقيا، وحتى اكتشافات علمية تتحقق لأول مرة على المستوى العالمي، حيث ذكرت البروفيسور بن كنانة أنها اكتشفت بنفسها خلال دراساتها نوعين جديدين من الجراد المنتمي لنوع النطاطات لأول مرة، ومُنحت لهما تسميات علمية منسوبة لأماكن اكتشافها. وشرحت المتحدثة أن النوع الأول اكتشف في 2012 في باتنة وأطلقت عليه تسمية “Pamphagus Batnensis”، كما اكتشف النوع الثاني في ميلة سنة 2017 وأطلقت عليه تسمية «Pamphagus Milevitanus».

مشاريع لإنشاء قاعدة بيانات وطنية للحشرات

وأضافت محدثتنا أن هذين النوعين الجديدين أضيفا لأنواع الجراد المصنفة في العالم، في حين أشارت إلى أن الباحثين في المخبر تمكنوا أيضا من اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات الأخرى لأول مرة في الجزائر، على غرار نوع من النحل البرّي، بالإضافة إلى أنواع مكتشفة لأول مرة في شمال إفريقيا. وأشارت أيضا إلى أن الفريق المختص في دراسة الحشرات المحللة للتربة تمكن من تصنيف أنواع جديدة مؤخرا، حيث شرحت أن التصنيفات تتم بالتعاون مع مخابر دولية، و»هي من أثبتت أنها أنواع جديدة»، مثلما قالت. وذكرت البروفيسور بن كنانة بأن مخبر الكلية لا يمتلك في الوقت الحالي الوسائل اللازمة من أجل القيام بالتصنيف الجزيئي، حيث يتكفل باحثوه بالتصنيف اعتمادا على مفاتيح التصنيف الكلاسيكية، على غرار الخصائص المظهرية، ليتم بعد ذلك تأكيد النوع على مستوى مخابر دولية.
ولفتت المتحدثة إلى أن التصنيف الجزيئي للحشرات غير متوفر في الجزائر حاليا، لأن العملية تتطلب حيازة قواعد البيانات الخاصة بالحشرات، رغم أن علم الأحياء الجزيئي بدأ يأخذ حيزا عبر الجامعات ومراكز البحث الوطنية، مثلما قالت، في حين نبهت أن القائمين على الملتقى المنظم بالجامعة يوم أمس، يترقبون أن تُثمر جهود المشاركين بإطلاق مشروع بحث أو إبرام اتفاقية في هذا المجال، كما أوضحت أن الكلية بدأت بالتعاون مع مخبر بحث من جامعة أنطاليا بتركيا ومخبر من جامعة مدريد بإسبانيا، حيث تجري مناقشات لإطلاق مشاريع معهما من أجل الوصول إلى العمل على التصنيف الجزيئي، في انتظار اكتساب الوسائل للقيام بذلك في المخبر، خصوصا في ظل توفر الكفاءات على مستوى الكلية، مثلما أكدت.
وقد أكدت الباحثة في حديثها معنا أن الكثير من الحشرات الموجودة في الجزائر مازالت مجهولة، حيث أوضحت بأن مساحة الجزائر كبيرة وتتميز بتعدد المناخات، بالإضافة إلى أن عدد الباحثين في مجال التصنيف «قليل جدا»، خصوصا أن أغلبيتهم غيروا اتجاهات أبحاثهم في السنوات الماضية إلى موضوعات أخرى، بينما مازال المخبر يختص بالتصنيف من خلال الإشراف على تأطير رسائل الماستر والدكتوراه، حيث تخرج عدد معتبر من الدكاترة من المخبر، وهم موزعون اليوم عبر جامعات وطنية مختلفة. ونبهت الباحثة بأن المخبر يعمل على جرد وجمع الأنواع الموجودة وتحديد جميع الخصائص المتعلقة بها، حيث أكدت أن الدراسات التي يقوم بها المخبر ذات أهمية بالغة لأنها تتيح اكتشاف دخول حشرات جديدة للجزائر، خصوصا أنها يمكن أن تكون ناقلة لأمراض أو فيروسات أو طفيليات تهدد الصحة الحيوانية والنباتية والإنسان.
وضربت محدثتنا المثال بمساهمة باحثي المخبر في تحديد نوع الحشرة التي سجلت انتشارا في المحيط الحضري بعدة نقاط من المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة خلال الصائفة الماضية، حيث تبين أنها حشرة موجودة ومعروفة في الجزائر، لكنها انتشرت بكثرة خلال الفترة الماضية بسبب توفر الظروف المناخية الملائمة. أما بخصوص الإصدارات المرتقبة للمخبر، فقد أكدت أن باحثي المخبر ينشرون أبحاثا علمية ومنشورات في الوقت الحالي، لكنها أوضحت أن العمل جارٍ على مشروع بحث بالتعاون مع مخبر الحشرات في بوشاوي من أجل إنجاز قائمة بأنواع الحشرات الموجودة في منطقة الشرق الجزائري، ليتم تعميم العملية بعد ذلك على باقي مناطق الوطن، «لتكون لدينا قاعدة بيانات حول الحشرات»، مثلما أوضحت.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com